مواصلة لجهود الدولة المصرية في حل الازمة السودانية ونزع فتيل الازمة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع وتحركات مصر الكثيفة اقليميا ودوليا بقيادة رئيسها عبدالفتاح السيسي لوضع حدا للازمة السودانية وانهاء معاناة ملايين المدنيين ، توجهت انظار السودانيين خلال الساعات الماضية صوب منبر جدة ، في انتظار ما ستخرج عنه من محادثات وبشريات ترفع الضغط عن كاهل الشعب السوداني الذي فقد أعز ابناءه وممتلكاته فداءا للوطن وتطهيره من الغزو العالمي.

تحركات الرئيس السيسي تعتبر واحدة من مفاتيح حلول الازمة التي مهدت الاجواء لعودة استكمال مفاوضات جدة .
بحسب معلومات خاصة ان الحكومة المصرية قادت حراكا واسعا خلال الايام الماضية لتغيير منهجية التفاوض على اسس جديدة تراعي مصلحة الدولة السودانية وسيادتها والنظر بعين ثاقبه الى احوال الشعب السوداني وما وصل إليه من ظروف سيئة جراء الحرب .

الثقل المصري الكبير ودبلوماسيتها في المنطقة جعلها واحدة من الدول الحاضرة بقوة لحلحلة شفرات تفاوض الجيش ومليشيا الدعم السريع وجلوسهم للتفاوض ، وايضا من اهم اسباب رجوع طرفي الصراع لطاولة التفاوض ، مصر لها علاقات جيدة بالوساطة الامريكية السعودية والتأثير عليهما بشكل كبير وغير مباشر وذلك لما تمتلكه من علاقات وتوازنات إقليمية يمكنها من احداث تغيير واضح في سير المحادثات لصالح الشعب السوداني وسيادة السودان وترابه.

دول الجوار أيضا قادت جهودا من أجل وقف النزاع الدائر منذ 6 أشهر تقريبا، آخرها كانت اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار في مقر جمهورية مصر بالامم المتحدة ، وتسعى من خلالها، إلى تقريب وجهات النظر بين قادة الجيش والدعم السريع وتلافي أخطاء المبادرات السابقة.

توقع كثير من السودانيين ضم مبادرة دول جوار السودان إلى منبر جدة باعتبارها احد المنابر الدولية التي ساعدت في تشخيص الازمة ومنعت التدخل الاجنبي وتدويل القضية ، لاعتبارات بانها اكثر الدول تضررا من حرب السودان جراء النزوح وتهديد امنها القومي وتقليل موارد شعبها ، بسبب الضغط التي تواجهه من كثافة اللاجئين .

مصر تعتبر الدولة الوحيدة من مئات الدول التي استقبلت القدر الاكبر وظلت تعامل الشعب السوداني بنفس ميزات شعبها على اراضيها ، وسارعت على اقتسام الخبز والعلاج والماء مع شعب السودان وظلت باستمرار تؤكد بان القضية السودانية جزءا لا يتجزأ من مصر وأن الشعب السوداني سيظل محل حفاوة وتقدير دائمين ، واراضيها ستظل مفتوحة لاجلهم .

سفيرها بالسودان صاحب الكاريزما والوجود الفعال «هاني صلاح» سفير بمواصفات رئيس دولة شكراً يا بك!!

ظل جسرا لعلاقات رفيعة المستوى بين البلدين يتحرك بتوازن مراعيا سيادة السودان ، وامنه لا يتدخل فيما لا يعنيه ، يشعر بالم معاناة اشقاءه في السودان ورغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر ، استجاب لنداءات الاغاثة والعون لاشقاءه في السودان بتحريك القوافل والمساعدات الطبية ، الذي يشهد بها كل بيت وقرية بان خير مصر مازال متواصل ، كما أن توجيهاته كانت مستمرة لتذليل عقبات دخول السودانيين التي تعترضهم بالحصول على تأشيرة الدخول مراعيا لظروف المرضى وكبار السن واصحاب الهمم نعم هذه اخلاقه وسياسته وصفات القادة التي يعامل بها مع الصغير قبل الكبير بالف ألف شكر يابك..

كما أن جسور السند والتواصل مازلت متواصله عبر قنصلها تامر منير الرجل الذي يعمل بصمت بعيدا عن ضوضاء الساسة وزخم العمل الدبلوماسي ، مفضلا خدمة الشعب السوداني بنفسه والوقوف على ادق تفاصيل المشكلات للحل مما شكل علاقات شعبية مع كل جميع اطياف المجتمع السوداني رغم قصر مدة استلام ملفه في السودان .

في مصر حيث الشعور بالأمان وانت بجانبك واحد من اشهر قناصلة السودان الذين عملوا في السودان خلال الفترة الماضية ، المستشار احمد عدلي امام ، احد الشخصيات التي كتبت اسمها بمداد من نور يعرفه الصغير قبل الكبير ، بحكم موقعه الرفيع الذي تقلده بمصر مترقيا بعد وظيفته بالسودان ظل قريبا من الشعب السوداني ، ولعل ثبات القرارات المصرية تجاه شعب السودان واحدة من جهود الرجل تجاه اشقاءه في السودان .

مازال عدلي بنفس الهمة وروحه الطيبه ، الذي بدأها في السودان ، يسأل ويتفقد عن احوال اشقاءه مساعدا ، لهم رفقا وعونا ، كان خير رفيق عند ضيق السودانيين ..

إذن هذا الدين في رقبة كل سوداني شريف يعرف معنى الاشقاء الحقيقين ، بعد أن تلفظ الحرب انفاسها ويعود السلام والأمان لوطننا السودان.

ونواصل..

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الدين السنوسي عماد الشعب السودانی فی السودان

إقرأ أيضاً:

في ندوة بالقاهرة: مجمل الخسائر السودانية 127 مليار دولار ومصر الأولى بإعادة الإعمار

نظم مركز التكامل المصري السوداني ندوة مساء أمس “السبت” عن إعادة الإعمار في السودان، بمشاركة الملحق الثقافي بالسفارة السودانية بالقاهرة الدكتور عاصم أحمد حسن ممثلا للسفير عماد الدين عدوي، وبحضور عدد من الإعلاميين المصريين والسودانين والمهتمين بالعلاقات بين البلدين.

تشبيك إقتصادي

وابتدر اللقاء ممثل السفير السوداني الدكتور عاصم أحمد حسن، مشددا على الروابط الممتدة بين مصر والسودان منذ قديم الزمان، مقدما الشكر لمصر لوقوفها مع السودان في وقت الشدة، وقال نسعى لتطوير العلاقات لخدمة شعبي البلدين، مضيفا كنا ضيوف على مصر على مدى عامين لم نجد سوى الترحاب، ونريد التشبيك الإقتصادي مع مصر، وتابع لدينا إمكانيات ومواد خام تحتاج إلى عمل جديد، ونتطلع أن يكون لدينا إقتصاد المعرفة يعتمد على التعليم والتدريب والابتكار واستخدام التكنولوجيا، مؤكدا أن الاقتصاد السوداني يحتاج إلى نظرة أخرى خارج الصندوق بسبب ما دمرته الحرب، وقال نحتاج إلى عمل طفرة في الإنتاج من خلال اقتصاد المعرفة.

الواقع والمأمول

وتحدث رئيس مجلس إدارة المركز السوداني المصري للتكامل الدكتور عادل عبد العزيز عن إعادة الإعمار في السودان ومؤتمر رجال الأعمال المصري السوداني الأول الذي عقد بالقاهرة نوفمبر الماضي، وعن النسخة الثانية ببورتسودان والمتوقع انعقادها في شهر أبريل المقبل – وفق ما أعلنه السفير المصري بالسودان هاني صلاح – وقال عبد العزيز إن مصر لها الحق والأولوية في إعادة الإعمار للسودان، ولابد أن يكون لمصر جانب من المكاسب مقابل المساعدة والوقفة الحقيقية مع السودان في وقت الشدة، وعرض عبد العزيز ورقة المركز عن اسهام المؤسسات والشركات المصرية في إعادة إعمار السودان الواقع والمأمول، وأبانت الورقة أن مجمل الخسائر التي خلفتها الحرب في القطاعات الإقتصادية المختلفة في السودان حتى اللحظة بلغ 127 مليار دولار قابلة للزيادة.

الأولوية لمصر

وأوضح عبد العزيز أن مصر هي الأولى بإعمار السودان لسببين، وقال إن السبب الأول يرجع إلى أن العمليات الحربية في نهاياتها الآن، وماتبقى من عمليات تمشيط وتنظيف يجرى على قدم وساق، مضيفا أن السبب الثاني هو أن الدول والمنظمات والشركات الكبرى تحتاح للمعلومات قبل فترة معقولة للتخطيط للاسهام في إعادة الإعمار، واستعرض عبد العزيز من خلال الورقة مقومات الشراكة بين مصر والسودان، فيما يخص الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والطاقة الشمسية والمياه والأمطار والموقع المتميز التي يمتكلها السودان، في مقابل الامكانات والخبرة والمصانع والقدرة على حشد التمويل وفتح الأسواق التي تمتلكها مصر، كما استعرضت الورقة الأعمال الجاري تنفيذها بين البلدين في الربط الكهربائي والسككي والفرص المتاحة للتمويل في إطار الإعمار، إضافة إلى المشروعات الإقتصادية الأساسية لمرحلة مابعد الإعمار.

جاهزية السودان

وتساءل الحضور عن مدى جاهزية السودان الآن لاستقبال رجال الأعمال المصريين، وعن المناطق الآمنة التي يمكن الاستثمار بها، مؤكدين أن رأس المال جبان، ولا يمكن إقامة مشروعات في السودان الآن في ظل الحرب الدائرة، وأوضح الحضور أن هناك تساؤلات كثيرة من رجال الأعمال المصريين عن كيفية إقامة مشروعات في السودان في ظل الحرب وعن التوقيت المناسب لذلك. من جانبه أكد المستشار الفني بالسفارة السودانية بالقاهرة قريب الله عبد العزيز أن الوقت مناسب الآن للإعمار في السودان، وأن القوات المسلحة هي المسيطرة بصورة كبيرة على البلاد ولم يتبق لها في العاصمة سوى جيوب صغيرة للتمرد، وسوف تقضي عليها في الأيام القليلة المقبلة، وقال قريب الله إن الحرب الآن على مشارف النهاية، وإن القوات المسلحة الآن تمتلك زمام الأمر، مجددا التأكيد على أن مصر هي الأحق بأن تعيد الإعمار في السودان لوقوفها بجانبه في هذه الأزمة، مضيفا أن معظم الولايات في البلاد مرشحة الآن لإعادة الإعمار وخاصة الخرطوم التي أحدث بها الدعم السريع دمارا كبيرا، ماعدا ولايات دارفور والتي مازالت الحرب دائرة فيها.

تخفيف التعقيدات

وعاد المستشار الثقافي بالسفارة مجددا للحديث عن هروب رؤوس الأموال السودانية إلى كل من رواندا وسلطنة عمان واثيوبيا، وعن مغادرة 3000 آلاف طالب سوداني إلى رواندا بسبب التعقيدات في مصر، داعيا إلى تسهيل الإجراءات والتخفيف من التعقيدات في مصر منعا لهروب هذه الأموال، ومغادرة الطلبة وقال لابد من تسهيل التحويلات المصرفية، مؤكدا أن مصر هي الدولة التي وقفت جانب الشعب السوداني، وقال نشكر الرئيس السيسي وللحكومة والشعب المصري هذه الوقفة التي سجلها التاريخ، مضيفا أن الهدف الأساسي من هذا اللقاء هو دعوة الجانب المصري للاستثمار في السودان وإعادة الإعمار، ونحن نحتاج اقتصاد المعرفة في السودان، مطالبا بتسهيل حركة رجال الأعمال السودانيين والحصول على الإقامة بمصر، وقال إن رجل الأعمال لم يأتي سائحا، وإنما يحتاج إقامة تمكنه من الدخول والخروج وهذا هو أساس الاستثمار، مؤكدا أن السودان آمن الآن، وقال إن قائد مليشيا الدعم السريع “حميدتي” لديه آلة عسكرية وآلة إعلامية، وإن الآلة العسكرية انتهت، ولازالت الآلة الإعلامية موجودة، لافتا إلى أن هناك قصور في عمل الآلة الإعلامية في السودان ومصر تجاه الحرب، ووعد بتنظيم زيارات للصحفيين ورجال الأعمال المصريين إلى السودان لمعرفة الأوضاع على الأرض، وقال نريد عمل سوق حرة بين السودان ومصر، لأن لدينا منتجات كبيرة جدا هذا العام ومصر هي المنفذ الوحيد الآن للسلع السودانية.

متابعة التوصيات

بدوره أشار المدير العام لمركز التكامل السوداني المصري الدكتور عبد الله محمد عثمان إلى الإتفاق على تشكيل لجنة فنية لرؤساء المجموعات الاستشارية لمتابعة توصيات الملتقى الأول لرجال الأعمال المصريين والسودانيين، وقال إنهم في انتظار الإسراع بتشكيلها وصدور قرار من السفارة بذلك، مضيفا نتلقى يوميا إتصالات من رجال الأعمال المصريين عن ماذا بعد المنتدى الاقتصادي.

القاهرة- المحقق- صباح موسى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • في ندوة بالقاهرة: مجمل الخسائر السودانية 127 مليار دولار ومصر الأولى بإعادة الإعمار
  • السنوسي: الدبيبة وقع عقداً لتنفيذ «مكتبة المستقبل» مع نفس الشركة الوهمية التي نفذت ميدان الشهداء
  • “عافية”.. خطوة من القنصلية السودانية في أسوان لتخفيف معاناة المهجرين
  • من أطلق الرصاصة الأولى؟ القصة الخفية وراء بداية الحرب في السودان – الحلقة الأولى
  • بحضور السفير القطري .. إفطار رمضاني بمسجد النور بمدينة بورتسودان – صور
  • فك الخلاف ما بين تحالف السودان التأسيسي و”الديمقراطيين السودانيين” والدعم السريع
  • عماد الدين حسين: خطة مصر لإعادة إعمار غزة دون تهجير أهله تحظى بدعم المجتمع الدولي
  • عماد الدين حسين: خطة مصر لإعادة إعمار غزة تحظى بدعم المجتمع الدولى
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (12 – 20)
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو