الرياضيون يدفعون أيضا ثمن المجازر الإسرائيلية في غزة
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
أكثر من نصف أعداد الشهداء الذين سقطوا في العدوان الإسرائيلي على غزة هم من الأطفال والنساء، وبما أن القصف العشوائي لم يعد يفرق بين سكان القطاع انضم الرياضيون إلى قافلة الشهداء الذين استهدفتهم آلة الحرب الإسرائيلية.
وفي اليوم الـ21 من العدوان، ارتفع عدد شهداء المجازر الإسرائيلية في غزة إلى 7326 شهيدا، بينهم 2913 طفلا و1709 سيدات وفتيات، ونحو 18 ألفا و500 مصاب، بالإضافة إلى 1650 مفقودا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، التي نشرت قائمة بأسماء جميع الشهداء ردا على تشكيك واشنطن في أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي.
ومن بين هؤلاء الشهداء كان نظير عطا النشاش، لاعب نادي خدمات البريج لكرة القدم، الذي استشهد -السبت الماضي- جراء القصف الإسرائيلي لمنزل أسرته في قطاع غزة.
وأعلنت اللجنة الأولمبية الفلسطينية -على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"- خبر استشهاد نظير (20 عاما) ليكون الرياضي السابع الذي استشهد منذ العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والشهداء الستة الآخرون هم:
عبد الحفيظ المبحوح لاعب المنتخب الوطني للجودو. عمر أبو شاويش، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الثقافة الرياضية. باسم النباهين، لاعب نادي البريج لكرة السلة. محمد الدلو، رئيس اتحاد كرة الطاولة. رشيد دبور لاعب نادي أهلي بيت حانون والمنتخب الفلسطيني لكرة القدم. محمد مطر الذي عمل في اللجنة الإعلامية لاتحاد الجوجيتسو.ولم يستشهد نظير وحده إذ قتل معه والده وعمه، وكانت عائلة النشاش نزحت من منزلها في مخيم جباليا للاجئين في الشمال بعد المجازر الذي ارتكبها الاحتلال في شمال القطاع.
وقال عماد النشاش، أحد أقرباء العائلة، لموقع "ميدل إيست آي"، إن نظير (20 عاما) ووالده عطا (43 عاما)، وعمه نائل، عادوا السبت الماضي إلى المبنى الذين يسكنون به والمكون من 6 طوابق في المخيم لاستعادة بعض المتعلقات والضروريات.
وأضاف عماد، الذي يعمل مذيعا في الإذاعة والتلفزيون الأردني، "فور دخولهم، استهدفت طائرة إسرائيلية المنزل بصاروخين، مما أدى إلى تدمير المنزل بالكامل واستشهدوا على الفور".
وأكد حماد النشاش، وهو ابن عم نظير ومقيم في الأردن، أن أفرادا آخرين من العائلة أصيبوا أيضا أثناء وقوفهم خارج المبنى.
وقال حماد عن لاعب كرة القدم والطالب الجامعي: "كان نظير شابا طموحا ومتفائلا بالمستقبل ويحب الحياة وكرة القدم".
وكتبت يسرا، شقيقة نظير، البالغة من العمر 18 عامًا، رسائل مؤثرة لأخيها وأبيها وعمها على صفحة عطا على الفيسبوك.
ووصفت شقيقها بأنه "قطعة من قلبها"، وكتبت: "سجلتني في جامعتك حتى أكون معك، حتى لا نفترق أبدًا، ونذهب معًا ونفعل كل شيء معًا لنصبح مهندسين".
وكتبت يسرا لوالدها: "بابا أنت تاج رأسي.. أردنا أن نموت معًا حتى لا يشعر أحد فينا بالأسف على الآخر. أين ذهبت يا أبي؟".
ولجأت عائلة النشاش -التي تنحدر أصلا من بلدة الفالوجة الواقعة على بعد حوالي 20 كيلومترا شرق قطاع غزة- إلى جباليا بعد نكبة عام 1948.
وفي عالم كرة القدم، أعرب العديد من اللاعبين البارزين السابقين والحاليين عن دعمهم للفلسطينيين، مما أثار بعض ردود الفعل العنيفة.
وكتب كريم بنزيمة، أفضل لاعب في العالم عام 2022، على حسابه في منصة "إكس" الأسبوع الماضي، أن "كل صلواتنا من أجل سكان غزة، ضحايا مرة أخرى لهذا القصف الظالم الذي لم يسلم منه نساء ولا أطفال".
وتعرض بنزيمة، قائد نادي الاتحاد السعودي، إلى انتقادات من قبل السياسيين اليمينيين الفرنسيين بسبب تصريحاته الداعمة للفلسطينيين.
وفي منشور بعنوان "فلسطين حرة"، طالب إريك كانتونا، لاعب كرة القدم الفرنسي السابق والمعروف بنشاطه الاجتماعي، على موقع إنستغرام في 17 الشهر الجاري، بالـ"حرية للفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي".
وفي بيان نُشر على فيسبوك في 18 الشهر الجاري، ردا على ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة، حث اتحاد الثقافة الرياضية العربية، المؤسسات الرياضية الوطنية والدولية على الدعوة إلى وقف إطلاق النار وتوسيع نطاق تضامنها مع الشعب الفلسطيني.
كما أعلنت الرابطة أن الرياضيين العرب لن يشاركوا في أي بطولة مستقبلية تستضيف رياضيين إسرائيليين احتجاجا على قتل المدنيين في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کرة القدم فی غزة
إقرأ أيضاً:
من المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟
عندما دخل المؤرخ الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.
وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.
ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.
وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.
وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.
ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
كان يعمل مع الجيش
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.
واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.
وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".
ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.
كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.