القدس المحتلة- قال السفير الأميركي السابق في إسرائيل مارتن إنديك إن معركة "طوفان الأقصى" والهجوم المفاجئ لحركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، يعيد العالم إلى الوراء 50 عاما، حين اندلعت حرب أكتوبر 1973، "حيث تأكد مجددا أن الوضع في الشرق الأوسط لم يتغير، وأن استمرار وجود إسرائيل يعتمد على الولايات المتحدة الأميركية ودعمها".

وردت تصريحات إنديك -وهو المبعوث الأميركي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط- في حوار مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" وذلك عشية صدور كتابه الجديد "سيد اللعبة" باللغة العبرية، حيث شرح الدبلوماسي الأميركي لماذا كانت الصدمة من هجوم حماس أكبر من مفاجأة حرب أكتوبر 1973.

واستعرض إنديك في مقابلته ما أدركه الرئيس الأميركي جو بايدن، في ما يتعلق بالإسرائيليين، وسلّط الضوء على الفرق الكبير بين حقبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبين حقبة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مناحيم بيغن والرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات. كما استعرض دور وزير الخارجية الأميركي آنذاك هنري كيسنجر أثناء حرب أكتوبر.

إنديك لـ "يديعوت أحرونوت": فشل الرد الفور الإسرائيلي على هجوم حماس كان أسوأ بكثير من حرب 1973 (الجزيرة) ما بين حرب أكتوبر وطوفان الأقصى

يقول إنديك في حواره مع الصحيفة "هناك كثير من التشابه بين حرب "يوم الغفران" وهذه المأساة الرهيبة التي حدثت في معركة طوفان الأقصى"، ويضيف "عنصر المفاجأة، وفشل الاستخبارات، هذه الأمور متشابهة للغاية، حتى لو كانت التفاصيل مختلفة".

وأوضح إنديك أن الفشل الأوسع في التعامل مع الهجوم المفاجئ لحماس على "غلاف غزة" وبلدات إسرائيلية في الجنوب، هو فقدان قوة الردع، وثقة إسرائيل المفرطة في نفسها، وهو ما يذكّر أيضا بحرب "يوم الغفران".

"لكن فشل الرد الفوري للجيش الإسرائيلي على هجوم حماس المفاجئ كان أسوأ بكثير". ويضيف إنديك "في "يوم الغفران" تفاجأنا، لكن الرد كان فوريا، فقد انطلقت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي خلال دقائق".

أما في معركة "طوفان الأقصى"، فيقول "لا يمكن تصور أن الأمر استغرق 10 ساعات حتى وصل الجنود الإسرائيليون إلى قطاع غزة، ببساطة لا يمكن تصور ذلك، ولا أعرف إذا كان لدى أي شخص تفسير معقول لذلك".

يقول إنديك إن بايدن أدرك أن مهمة أميركا الأساسية هي جعل الناس في إسرائيل يفهمون أنهم ليسوا وحدهم (رويترز) تكرار الصدمة والانكسار

يقول الدبلوماسي الأميركي "أدركنا أن أنور السادات ذهب عام 1973 إلى الحرب لتهيئة الظروف للسلام، وهذا ليس ما تفعله حماس، فهي منظمة "إرهابية"، ليس لديها فروق دقيقة، وهي تريد القضاء على إسرائيل".

وبشأن مقارنة الأيام الأولى بين الحربين، أجاب إنديك "كما حدث في 1973، أعتقد أن الناس ما زالوا لا يفهمون شدة الصدمة الناجمة عن انهيار كل ما كنا نؤمن به، عندما ذهبت للدراسة في القدس، كان ذلك في خضم النشوة بعد حرب الأيام الستة، ثم جاءت الضربة".

وأضاف السفير الأميركي السابق "كل ما ظنناه من نظريات أمنية أُلقي بها من النافذة، ولم يعد لها قيمة، صدمة حرب أكتوبر كسرتنا، أبقت كسرا عميقا، واستغرق وقتا طويلا لفهم عمقه، بل وقتا أطول للتعافي منه والاستفاقة من هول المفاجأة".

ولفت إلى أن الجمهور الإسرائيلي في "حرب الغفران" فقد ثقته بالحكومة، ولم يعد يصدق أحدا في المستوى السياسي أو العسكري، لم يستوعب ولم يفهم كيف حدث هذا للجيش، وعاش حالة من فقدان شديد للثقة بالنفس، و"هذا كله تكرر بعد 50 عاما بهجوم حماس" بحسب وصفه.

"العم جو يحرس إسرائيل"

شخّص البيت البيض تأخر الرد الإسرائيلي في معركة "طوفان الأقصى" عندما كان القتال لا يزال مستمرا في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، بوجود حالة فقدان للثقة وفراغ قيادي بإسرائيل.

ويقول إنديك "أعلن بايدن دفاع أميركا عن إسرائيل، إلى جانب الزيارة غير المسبوقة لتل أبيب". ويعتقد أن ما فعله بايدن في الأيام الأولى للهجوم المفاجئ والحرب على غزة، كان أكثر أهمية بكثير مما يقدره الآن معجبوه الجدد في إسرائيل.

وقال "لقد فهم بايدن ما فهمه بيل كلينتون عندما اُغتيل إسحاق رابين، لقد رأى هذان الرئيسان انهيار الثقة بالنفس والقلق الهائل في إسرائيل، وأدركا أن مهمتهما الأساسية هي جعل الناس في إسرائيل يفهمون أنهم ليسوا وحدهم".

ويعتقد الدبلوماسي الأميركي أن هذه هي المرة الأولى التي يمر فيها المجتمع الإسرائيلي بـ"صدمة وطنية" بهذا الحجم. قائلا "ربما لا يفهمون الأهمية النفسية للحقيقة أن العم جو من أميركا يحرسهم ويحميهم".

إنديك يعتقد أن لدى نتنياهو تصورا خاطئا أدى إلى خسائر كارثية في الأرواح (الجزيرة) فشل نظرية نتنياهو

وفي رده على سؤال بشأن أداء نتنياهو، أجاب إنديك "لدى إسرائيل تاريخ طويل من الزعماء الذين كانوا قبالة تحديات ومخاطر وجودية ومسؤوليات أثقلت على أكتافهم، لدرجة أن هذه المسؤوليات كانت ثقيلة أكثر من اللازم بالنسبة لهم".

وأوضح إنديك أنه في حرب أكتوبر 1973، اعتقد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان أن إسرائيل قد انتهت، وقالت رئيسة الوزراء غولدا مائير، في مذكراتها إنها فكرت في الانتحار. كما أن الأمر كان صعبا للغاية بالنسبة لإسحق رابين في 1973 بعد استقالة مائير. "أما نتنياهو فإنه يمر بصعوبة كبيرة في هذا العام".

وأشار الدبلوماسي الأميركي إلى أن النظرية التي اعتمدها نتنياهو بـ"احتواء حماس" انهارت وفشلت، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قال للإسرائيليين "يمكننا أن نصنع السلام مع العرب بدون الفلسطينيين، وسنعتمد سياسة فرق تسد، ولا يوجد شريك فلسطيني للسلام، وكان يروج أن القضية الفلسطينية ما عادت موجودة، وغالبية الجمهور الإسرائيلي صدقوه".

لم تكن القضية الفلسطينية على جدول الأعمال على الإطلاق في جميع الحملات الانتخابية الأخيرة التي شهدتها إسرائيل. ويقول إنديك "الترويج وكأنه لا يوجد قضية فلسطينية كان تضليلا، فنظرية نتنياهو كانت تحريفا وتصورا خاطئا أدى إلى خسائر كارثية في الأرواح. في النهاية، ليس هناك سوى طريق واحد، المفاوضات والاتفاق والانفصال".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: طوفان الأقصى فی إسرائیل حرب أکتوبر

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: امرأة وابنها قتلا في "غلاف غزة" في 7 أكتوبر بنيراننا

أظهر تحقيق للجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة 10 يناير 2025، أن تومير وديكلا عريفا من كيبوتس "ناحال عوز" في "غلاف غزة " قتلا في 7 أكتوبر 2023 بنيران قوات الجيش الإسرائيلي

وأوضح الجيش في بيان له، فإنه جرى توثيق وجودهما أثناء توغل عناصر حماس في كيبوتس "ناحا عوز" ودخولهم إلى بيتهما، "وخطفوا هاتف ديكلا النقال، وشغلوا مقطع فيديو ببث مباشر في فيسبوك، جرى خلاله تصوير أفراد العائلة داخل بيتهم".

وأضاف البيان أن مقطع الفيديو الذي بث بشكل حي إلى الدولة كلها هو أحد أشهر مقاطع الفيديو التي صُورت خلال هجوم 7 أكتوبر في "ناحال عوز".

ويظهر في مقطع الفيديو تومير وهو يتجول مع عناصر حماس في البيوت المجاورة في الكيبوتس، ويدعو الجيران إلى الخروج من بيوتهم، بأمر من عناصر حماس.

وتابع بيان الجيش الإسرائيلي أنه وفقا للتحقيق العسكري، فإن تومير نجح بالهروب من عناصر حماس والاختباء في الكيبوتس، وبعد دقائق وصلت قوة من الجيش الإسرائيلي التي خاضت قتالا شديدا في الكيبوتس، ورصدته كشخص مشبوه وأطلقت النار عليه وقتلته.

ويتعالى من التحقيق العسكري أن تومير "هو الذي قُتل على ما يبدو بنيران قواتنا بسبب رصد خاطئ".

وأضاف البيان أنه في موازاة ذلك "خطف" عناصر حماس ديكلا، ووضعوها في مركبة سوية مع زوجها الراحل وابنتيهما، إيلا ودافنا، اللتين تم تحريرهما في صفقة تبادل الأسرى، في تشرين الثاني/نوفمبر العام 2023.

وحسب التحقيق، فإنه خلال توجه المركبة إلى قطاع غزة، أطلقت قوة في الجيش الإسرائيلي النار إلى القسم الخلفي للمركبة، وأصيبت بإطلاق النار هذا ديكلا وقُتلت. وبعد إطلاق النار، ترك عناصر حماس المركبة في الكيبوتس وأبقوا جثة ديكلا فيها.

وتابع البيان أنه جرى تقديم التحقيق العسكري إلى العائلة بشكل غير مألوف، وقبل استعراض التحقيق الكامل حول المعركة في كيبوتس "ناحال عوز".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية ألمانيا توقف تمويل جمعيتين يساريتين إسرائيليتين كاتس: إذا لم تُنفذ صفقة تبادل أسرى قبل تولي ترامب سنقدم خطة لهذا الأمر تفاصيل العثور عليه - الجيش الإسرائيلي يبلغ عائلة الزيادنة بمقتل ابنها بغزة الأكثر قراءة حصيلة شهداء وإصابات حرب غزة بعد مرور 455 يوما غزة: الجيش الإسرائيلي يُحاصر المستشفى الإندونيسي ويطالب بإخلائه شمال قطاع غزة - الاحتلال يطلب إخلاء مستشفى العودة في تل الزعتر حماس تعلن استئناف المفاوضات في الدوحة اليوم عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • روان أبو العينين: ملف الأسرى سلاح حاسم بيد حماس أمام إسرائيل
  • سفير مصر السابق في تل أبيب: إسرائيل توقعت عزل محمد مرسي
  • سفير مصر السابق في تل أبيب: إسرائيل مجتمع مُركب
  • الجيش الإسرائيلي: امرأة وابنها قتلا في "غلاف غزة" في 7 أكتوبر بنيراننا
  • مسؤول أميركيّ يكشف: إسرائيل ستتلقى رسالة من العالم بشأن لبنان هذا مضمونها
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض 3 طائرات مسيرة من جهة الشرق
  • مسؤول إسرائيلي سابق يطرح حلاً للإبادة في غزة دون الحاجة للقتال
  • لاعب أميركي سابق: منح ميسي وسام الحرية مثير للسخرية
  • الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة أسير في غزة
  • اللواء سمير فرج: الشرطة الفلسطينية ستتولى إدارة غزة بعد انسحاب إسرائيل