نفت حركة المقاومة  الفلسطينية “حماس”، في بيان لها، اليوم، “بشكل قاطع”، الادعاءات  الصهيونية حول استخدامها مستشفى الشفاء بقطاع غزة لـ”أغراض عسكرية”.

وجاء في بيان الحركة:

“نؤكّد بشكل قاطع، كذب رواية الاحتلال النازي، حول استخدام مستشفى الشفاء لأغراض عسكرية، أو وجود أيٍّ من قيادات حماس فيه، وندعو الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية، إلى التدخّل فوراً لوقف جنون قصف وتدمير المنظومة الطبية، وكفّ يد هذا العدو الفاشي عن شعبنا، ووقف هذه الجرائم التي يندى لها جبين البشرية، والتي تُرتَكَب حتى اللحظة في قطاع غزة.

كما أن ما ورد على لسانه يؤكد جريمة قصفهم للمستشفى الأهلي المعمداني، ويكذب روايتهم السابقة.

ونؤكّد أن هذه الادعاءات الكاذبة التي وردت في تصريحات الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال الإرهابي، هي ادعاءات إجرامية وخطيرة، وتمهّد الطريق أمام استهداف المستشفى المركزي الذي يضمّ آلاف المرضى والجرحى، ويأوي أكثر من 40 ألف نازح”.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

“حماس وإسرائيل: مفاوضات خلف الأبواب المغلقة”

” #حماس و #إسرائيل: #مفاوضات #خلف_الأبواب_المغلقة “

د. #هشام_عوكل / أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولي


في السابع من أكتوبر2024، انفجرت واحدة من أكثر الحروب تعقيداً بين إسرائيل وحركة حماس، لتضيف فصلاً جديداً إلى كتاب الصراعات الشرق أوسطية مملوء بالدماء والعبث. هذه الحرب لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل مسرحاً تتقاطع فيه المصالح المحلية والإقليمية والدولية، حيث تتحكم الجغرافيا في قرارات السياسة، وتدير القوى الكبرى خيوط اللعبة من بعيد.
البداية: حرب أم هروب إلى الأمام؟
قد تبدو الحرب خياراً استراتيجياً للطرفين، لكن الحقيقة أكثر عبثية. حركة حماس، المحاصرة في غزة منذ سنوات، وجدت نفسها في مواجهة خيارين: الاستسلام لواقع قاتم أو إشعال فتيل أزمة تُذكر العالم بالقضية الفلسطينية. أما إسرائيل، المحكومة بحكومة يمينية متطرفة، فقد رأت في الحرب فرصة لإعادة ضبط الأمن الداخلي، حتى لو كان ذلك على حساب آلاف الأرواح.
لكن لماذا الآن؟ هل جاءت الحرب كهروب من الأزمات الداخلية؟ حكومة نتنياهو تعيش أزمة ثقة غير مسبوقة، بينما تعاني حماس من حصار قاتل وأزمة تمويل. وبينما يحترق المدنيون، يتحرك اللاعبون الإقليميون والدوليون ، حيث تختلط الحسابات الاستراتيجية بالأوهام السياسية.
عبثية الأهداف: من الرابح؟
مع نهاية كل حرب، يتسابق الطرفان لإعلان النصر، لكن الواقع يكشف أن الجميع خاسر. حماس أطلقت آلاف الصواريخ، وأثبتت قدرتها على إرباك الجيش الإسرائيلي، لكنها دفعت ثمناً باهظاً من دماء أهل غزة ومنازلهم. أما إسرائيل، فقد استعرضت قوتها العسكرية، لكنها عجزت عن تحقيق أمنها الداخلي، ودفعت بحكومتها نحو المزيد من الانقسام.
في المشهد العام، يبدو أن الطرفين دخلا هذه الحرب دون استراتيجية خروج واضحة. ماذا حققا؟ حماس رفعت راية المقاومة تحت الأنقاض، وإسرائيل أعادت تعريف “الأمن” بتحويل غزة إلى كومة من الركام.
التضامن الدولي: نفاق في زي إنسانية
أما المجتمع الدولي، فقد أظهر كعادته براعة في إصدار البيانات: “ندين العنف”، “نطالب بضبط النفس”، و”ندعو لوقف إطلاق النار”. أميركا تقف كالعادة في صف إسرائيل، بينما تُلقي أوروبا كلمات جوفاء عن السلام. أما غزة، فلا تجد سوى وعود عربية معتادة بإعادة الإعمار، دون أن تصل تلك الوعود إلى الأرض.
إعلان وقف إطلاق النار: هدنة أم استراحة محارب؟
بعد اكثر من اربع عشرة شهرا من القصف والدمار، أُعلن وقف إطلاق النار مؤقت بين الطرفين ، ولكن من يضمن استمراره؟ التاريخ يُخبرنا أن مثل هذه الاتفاقات تُخترق قبل أن يجف حبرها. قد ترى حماس في الهدنة فرصة لإعادة ترتيب أوراقها، بينما قد تستغل إسرائيل الفترة لاستعادة أنفاسها والتخطيط لجولة جديدة.
الأسئلة هنا تبدو أكثر عبثية من الحرب نفسها:
هل يمكن الوثوق بحكومة إسرائيلية تقودها شخصيات يمينية متطرفة؟
هل يستطيع العالم أن يلجم إسرائيل؟ أم أن أميركا ستقف كالعادة تلوّح بيد، وتسلّم الأسلحة باليد الأخرى؟
وماذا لو قررت إسرائيل بعد تحرير المخطوفين أن تغزو غزة مرة أخرى؟
ما بعد الحرب: مستقبل غامض
في غزة، يُعاد تدوير الركام إلى أحلام جديدة. أسمنت مهرب وأموال قطرية ووعود بإعادة الإعمار، لكن تحت الحصار، يبدو المستقبل كأنه سجن مفتوح. أما إسرائيل، فهي تواجه أزمة داخلية أكثر تعقيداً: شعب غاضب، وحكومة فقدت ثقة شعبها.
الفراغات السياسية:
إيران، التي كانت لفترة طويلة الداعم الكبير للحركات المقاومة، قد تجد نفسها محاصرة في “شقة” ضيقة. مع الضغوط المتزايدة، هل ترقص إيران على أنغام السياسة الغربية وتتخلى عن أصدقائها في المنطقة.
وفي الوقت الذي تحاول إيران فيه استغلال كل فراغ تتركه القوى الكبرى، تركيا تتطلع لتكون البديل في القضية الفلسطينية وسوريا . والولايات المتحدة مشغولة بإعادة وضع “قواعد اللعبة” نحو خلق ازمات جديدة بالقارة الأوروبية
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يبدو أننا سنشهد عرضاً كوميدياً عن التنافس مع الصين. هل سيخفف ترامب الضغط على إيران ويعطيها “استراحة محارب”، أم سيستخدمها ورقة مساومة في حربه الاقتصادية مع بكين
الحرب بين إسرائيل وحماس ليست سوى فصل في مسرحية الشرق الأوسط الكبرى، حيث يُعاد تدوير الدماء والأوهام. وقف إطلاق النار قد يكون استراحة قصيرة قبل جولة جديدة من الصراع. غزة ستبقى جرحًا مفتوحًا، وإسرائيل ستظل تسعى وراء “أمنها” المزعوم.
وفي النهاية، تُترك المنطقة في مواجهة نفس الأسئلة: هل يُمكن أن تتحقق عدالة حقيقية؟ أم أن الجغرافيا ستبقى تُعيد إنتاج المأساة؟ ربما تكون الإجابة في الجولة القادمة… التي لن تتأخر طويلاً

مقالات ذات صلة ماذا قدمت” المقاومةلوجيا”؟ 2025/01/18

مقالات مشابهة

  • أول مستشفى حكومي يحصل عليها في المملكة.. أمير الشرقية يُسلِّم شهادة اعتماد “حياك” لمستشفى قوى الأمن بالدمام
  • “النقد الفلسطينية” توعز للمصارف بالاستعداد لاستئناف خدماتها بغزة
  • “الأونروا” تحدد 3 مطالب لاستمرارها في أداء مهامها الإنسانية بغزة
  • إدارة سجن العيون تنفي ادعاءات والدة نزيل تعرضه للتعنيف من طرف موظف
  • “حماس وإسرائيل: مفاوضات خلف الأبواب المغلقة”
  • مناورة عسكرية لخريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في بني بهلول بصنعاء
  • بيان عن عملية عسكرية يمنية في عمق الكيان
  • “الإيكونوميست”: ترامب بدأ بإعادة تشكيل الشرق الأوسط حتى قبل وقف إطلاق النار بغزة
  • توجوا الخروج الشعبي الأضخم في العالم على مدى 15 شهراً بطوفان بشري “مع غزة.. ثبات وانتصار” اليمنيون يباركون الانتصار التاريخي للمقاومة الفلسطينية وهزيمة الكيان الصهيوني
  • 4عمليات عسكرية تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وأهدافا في عمق الكيان