اجتمعت منابر مصر، اليوم الجمعة، على دعم القضية الفلسطينية ورفض محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني وإنهاء قضيته على حساب الأرض المصرية أو غيرها من البلدان المحيطة بفلسطين، حيث شدد وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة اليوم من مسجد الصديق بمدينة نويبع، أننا دعاة سلام وسنظل دائمًا، لكننا لن نفرط في ذرة رمل واحدة من أرض سيناء لأحد على الإطلاق، ونرفض رفضا حاسما وقاطعا لأي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وتصفية قضيته وإنهاء آماله في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

منابر مصر تنتفض لنصرة فلسطين

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على منزلة سيناء المباركة، فالله سبحانه هو  الذي شرف سيناء بذكرها في القرآن الكريم فقال سبحانه: "وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ"، وتجلى على أرضها التجلي الأعظم، وكلم فيها سيدنا موسى (عليه السلام) تكليمًا، والمتأمل في القرآن الكريم يجد لسيناء وطورها وواديها المقدس وبقعتها المباركة مكانة جليلة ومنزلة عظيمة، حيث يقسم الحق سبحانه بطور سيناء فيقول: "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" والحق سبحانه لا يقسم إلا بعظيم ، ونادى سبحانه وتعالى سيدنا موسى (عليه السلام) قائلاً: "يا موسى  إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى"، فهي أرض قدسها الله (عز وجل) وأمر كليمه أن يخلع نعليه فيها مراعاة لقدسية المكان وجلال الموقف.

ويقول سبحانه: " فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" .
ولخص وزير الأوقاف خطبته في عدة رسائل هامة : 

كما أكد أننا هنا اليوم من قلب سيناء الحبيبة العامرة وفي ضوء خطة الدولة المصرية لتنمية سيناء تنمية شاملة في كل مجالات التنمية ، نبني ونعمر ونفتتح مسجد الصديق (رضي الله عنه) بها ، مؤكدًا أننا لن نفرط في ذرة رمل واحدة من أرض سيناء لأحد على الإطلاق، فسيناء دونها جيش أبي وشعب عظيم يعشق الشهادة في سبيل وطنه ويعدها من أعلى درجات الشهادة في سبيل الله (عز وجل)، فسيناء التي رويت بدماء آبائنا وأجدادنا لن تكون مرتعًا لأحد ومن يظن أنه يمكن أن ينال منها موضع قدم فهو واهم.

دعاة سلام وسنظل دائمًا

وأكد أيضا أننا دعاة سلام وسنظل دائمًا، فديننا دين السلام، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبي السلام، وتحيتنا في الدنيا سلام، وفي الآخرة سلام، ونحب السلام، ونوصي بالسلام، ولكنه السلام العادل المنصف سلام الأقوياء الشجعان، السلام الذي له درع وسيف وقوة تحميه، وله جيش أبي عظيم، جيش رشيد يحمي ولا يبغي، ولكنه نار تحرق المعتدي، وكما قال الحجاج الثقفي: إياكم وأهل مصر في ثلاث : في أرضهم، وعرضهم، ودينهم, إياكم وأرضهم فإنكم لو اقتربتم من أرضهم لقاتلتكم صخور جبالهم , وإياكم وعرضهم لأن لهم إباءً وعزة وكرامة , فإنكم لو اقتربتم من نسائهم وأعراضهم لافترسوكم كما تفترس الأسد فرائسها, وإياكم وأمر دينهم فإنكم إن حاولتم أن تفسدوا عليهم أمر دينهم أفسدوا عليكم دنياكم.

وشدد وزير الأوقاف على ما جاء في البيان الدولي الذي أصدره نخبة من كبار علماء الأمة، وفي مقدمتهم كبار علماء دولة فلسطين الشقيقة، وهو ما يجمع عليه قادة الأمة وعلماؤها ومفكروها وأبناؤها جميعًا من الرفض الحاسم والقاطع لأي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وتصفية قضيته وإنهاء آماله في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف إن شاء الله، مؤكدًا أن التمسك بالأرض والتشبث بها، وأن الحفاظ على الأوطان والشهادة في سبيل ذلك من أرفع وأعلى درجات الشهادة في سبيل الله (عز وجل)، فمن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد، ومن قتل دون أرضه فهو شهيد، ومن قتل دون وطنه فهو شهيد.

لم تؤلمكم ضمائركم لما يتعرض له أطفال فلسطين؟

ووجه وزير الأوقاف رسالة إلى حكماء العالم وعقلائه، وإلى كل مؤسساته الدولية والحقوقية والإنسانية قائلًا لهم: ألم تؤلمكم ضمائركم لما يتعرض له أطفال فلسطين من قتل ممنهج وحصار وتجويع، إلى متى الصمت وازدواج المعايير والكيل بمائة كيل، أما آن لضمير العالم أن يستيقظ، إن لم يستيقظ الضمير الإنسانية الآن فمتى؟!، أليس أطفال فلسطين أطفالًا كسائر أطفال العالم لهم الحق في الحياة الكريمة، الله الله في أطفال فلسطين، الله الله في نساء فلسطين، الله الله في استهداف المدنيين العزل والحصار والتجويع والقتل الممنهج، وهل يقبل ما يسمى بالعالم الحر والمؤسسات الحقوقية والإنسانية أن يحدث مثل ما يحدث في فلسطين في أي بقعة من العالم؟ بل ليسألوا أنفسهم هل يقبلون ذلك لأي من الكائنات الحية على ظهر الكرة الأرضية، إن ما يحدث جريمة في حق الإنسانية كلها.

كما أكد وزير الأوقاف أن دماء الأبرياء ستكون كابوسًا على من سفكها أو من أسهم في سفكها تلاحقه في يقظته وفي نومه وفي دنياه وآخرته، ولمن يتغطرسون بقوتهم أقول: كم من أمة عبر التاريخ الإنساني بغت وطغت وتجبرت فكان عاقبة أمرها خسرًا، يقول سبحانه: "فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ"، فأين عاد؟ وأين ثمود؟، مؤكدًا أن التاريخ يشهد أن الأمم التي لا تقوم على الأخلاق والإنسانية تحمل عوامل سقوطها في أنفسها.

مختتمًا خطبته بالدعاء لأشقائنا في فلسطين اللهم اجبر خاطر أشقائنا في دولة فلسطين الشقيقة، اللهم فرج كربهم وارحم أطفالهم وشهداءهم واشف مصابيهم، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم ارزقهم فرجًا عاجلًا، تظهر فيه عجائب قدرتك، ورد الإنسانية جمعاء إلى صوابها ردًا جميلًا.

عادوا للإفساد في الأرض بعد أن مكنهم الله فيها

فيما ألقى الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق؛ خطبة الجمعة اليوم من منبر الجامع الأزهر الشريف، قائلًا إن القرآن الكريم يحوي الإخبار عن أحداث الماضي والمستقبل، وإن الله -تعالى- أعلم بني إسرائيل بما سيقع على أيديهم من إفساد في الأرض، وهو معنى قوله -تعالى-  "وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب"، مشيرا إلى أن الكرة الأولى لبني إسرائيل كانت بعد عهد سيدنا سليمان –عليه السلام– حيث عادوا للإفساد في الأرض بعد أن مكنهم الله فيها، وأقاموا لهم مملكة استمرت سبعين سنة؛ فاستحقوا بذلك العقوبة من الله، إذ سلط الله عليهم من عباده من يسومهم سوء العذاب.

وأضاف الدكتور الهدهد أن الأحداث الجارية هذه الأيام قد ينطبق عليها ما أخبر الله به في القرآن الكريم في قوله "ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا"، مبينا أن قوله تعالى "وجعلناكم أكثر نفيرا " إشارة إلى ما استطاعه الصهاينة من القدرة على استبكاء العالم وخداعه واستنفاره للالتفاف حول ما يريدون من تزييف للحقائق وارتكاب لجرائم إنسانية غير مسبوقة.

وتعجب خطيب الجامع الأزهر من أن جرائم الصهاينة على بشاعتها من قتل للأطفال والنساء والشيوخ وتدمير لأرض فلسطين الحبيبة وإجبار الفلسطينيين على ترك أرضهم وديارهم والنزوح بحثا عن الأمن والأمان، كل هذه الجرائم لم تحرك الضمير الإنساني ولم تجد في العالم بأسره من يقف أمامها موقفا حازما، مشيرا إلى أن مصر أعلنت رفضها صراحة لكل ما يدبر لأهل غزة لإكراههم على ترك أرضهم، والإقامة عوضا عن ذلك في أرض سيناء وهي قطعة غالية من أرض مصر لها مكانتها وقداستها في تاريخ البشرية وفي قلوب المصريين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فلسطين القضية الفلسطينية التهجير القسري نصرة فلسطين وزير الاوقاف خطبة الجمعة اليوم القرآن الکریم أطفال فلسطین وزیر الأوقاف فهو شهید الله فی قتل دون فی سبیل من أرض من قتل

إقرأ أيضاً:

بمشاركة فلسطين.. انطلاق حفل افتتاح مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون

انطلقت فعاليات حفل افتتاح مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة احتفالا بتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في معبد ابو سمبل، وأقيم الحفل بمسرح فوزي فوزي الصيفي بأسوان، وإخرج الحفل الفنان هشام عطوة رئيس البيت الفني للمسرح.

الفرق الأجنبية المشاركة في مهرجان أسوان 

وبدأ الافتتاح بالسلام الوطني أعقبه كلمة الفنان أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بقصور الثقافة، ورئيس المهرجان، ورحب في كلمته باللواء الدكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان، وبالفرق المشاركة في الدورة ال 12، مشيراً إلى أن الدورة تأتي بمشاركة 26 فرقة فنون شعبية، منها 14 فرقة عربية وأجنبية، تمثل دول: فلسطين، والهند، الصين، وصربيا، وبولندا، وبنما، وليتوانيا، واليونان، وسريلانكا، وكولومبيا، وسلوفاكيا، والتشيك، وتونس، والجزائر.

رحب «الشافعي» بالفرق المصرية المشاركة وعددها 12 فرقة، وهي فرق أسوان، وأسيوط، وكفر الشيخ، والأنفوشي، و العريش، وتوشكى، الوادي الجديد، الشرقية، مطروح، بورسعيد للفنون الشعبية بالإضافة لفرقتي التنورة التراثية، وحلايب للفنون التلقائية.

أماكن عروض مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون 

وقال أحمد الشافعي، خلال الافتتاح: وتقدم الفرق عروضها الفنية بدءا من غد الاثنين وحتى 19 فبراير في 18 موقعا بالمحافظة، وهي «مسرح فوزي فوزي، وجامعة أسوان وحديقة الشيراتون، قصر ثقافة كركر، بيت ثقافة دراو، قصر ثقافة كوم أمبو، قصر ثقافة حسن فخر الدين، بيت ثقافة كلابشة، قصر ثقافة دهميت، قصر ثقافة توشكى، قصر ثقافة الرديسية، قصر ثقافة السباعية، جمعية منشية النوبة، جمعية الشيخ صالح، نادي صحاري، مركز شباب غرب أسوان، مركز شباب الدر، جمعية الحصايا الاجتماعية.

وتتواصل الفعاليات يوم 21 فبراير مع حفلين بمدينة أبو سمبل، لجميع الفرق المشاركة، احتفالا بليلة التعامد، الأول بمعبد أبي سمبل في الخامسة والنصف مساء، والثاني بمسرح سوق مدينة أبو سمبل في التاسعة مساء.

وتختتم الفعاليات بعروض فنية أمام المعبد صباح اليوم التالي، تزامنا مع تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني بحضور الآلاف من السياح وضيوف وأبناء المدينة.

مقالات مشابهة

  • بمشاركة فلسطين.. انطلاق حفل افتتاح مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون
  • كابوس "حلفايا".. القبض على ضابط تورط في جرائم مروعة بسوريا
  • صحيفة إسرائيلية: تحرك عسكري مصري مقلق في سيناء
  • يونيفيل: الهجمات على قوات حفظ السلام ترقى إلى جرائم الحرب
  • الأزهر للفتوى: تحويل القبلة يؤكد وسطية الإسلام والعلاقة الوثيقة بين المسجدين الحرام والأقصى
  • الأزهر للفتوى: تحويل القبلة يؤكد وسطية أمة الإسلام والعلاقة الوثيقة بين المسجدين الحرام والأقصى
  • أوقاف مطروح تفتتح مسجدين بإدارة الحمام استعدادا لشهر رمضان
  • خطيب المسجد النبوي: الاستغفار هو أكبر الطاعات وأصل أسباب المغفرة
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.. الاستغفار أعظم موجبات المغفرة
  • وزير الداخلية: إدارة الأمن المجتمعي تصون الوطن وتحفظ كرامة الإنسان