قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية إن حكومة بلاده تتعامل بحذر مع أرقام الضحايا الفلسطينيين التي تعلن عنها حركة حماس.

قالت الحكومة الألمانية الجمعة (27 أكتوبر/تشرين الأول 2023) إنها تتعامل "بنوع من الحذر" مع الحصيلة التي تعلنها حركة حماس لضحايا الحرب منذ بدء القصف الإسرائيلي على غزة، من دون أن تنكر المعاناة التي يتكبدها المدنيون.

مختارات الأمم المتحدة تحذر بأن "العديد من الأشخاص سيموتون قريبا" جراء حصار غزة إسرائيل تنفذ عملية عسكرية ليلية "محددة الهدف" في قطاع غزة توافق أوروبي على "ممرات وهدنات" لإدخال المساعدات إلى غزة تسع دول عربية تستنكر استهداف المدنيين في إسرائيل وغزة

وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستيان فاغنر في المؤتمر الصحافي الدوري للحكومة: "لا يمكننا التحقق بشكل مستقل من التصريحات التي تدلي بها حماس، ولهذا يجب اتخاذ نوع من الحذر" إزاءها.

وتنشر السلطات الصحية لحركة حماس يومياً حصيلة الضحايا منذ بدء الحرب مع إسرائيل، وقالت الجمعة إنها بلغت 7326 قتيلا، بينهم أكثر من 3 آلاف طفل. ولم تتمكن المنظمات الدولية، مع أن بعضها يعمل في غزة، ولا وسائل الإعلام العالمية بما في ذلك رويترز من التحقق من هذه الأرقام لكن الصحفيين شاهدوا أعدادا كبيرة من الجثث.

"حماس ليست مصدراً للمعلومات"

من جهته، أكد الناطق الرسمي المساعد باسم المستشارية الألمانية فولفغانغ بوشنر أن "حماس ليست مصدراً للمعلومات بالنسبة إلينا". وقال "لا أحد يعترض (...) على كون السكان في قطاع غزة يتكبدون معاناة رهيبة"، لكن برلين "لا يمكنها أن تقدم أرقاما دقيقة ولا التحقق منها"، وفق ما أضاف.

وتابع "لا جدال في أن هناك العديد من الضحايا المدنيين"، مستطردا "نشاهد مأساة الناس في قطاع غزة ولهذا السبب تعمل الحكومة الألمانية على إيجاد ممر للمساعدات الإنسانية".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، الحليف المطلق لإسرائيل منذ بداية الحرب، شكك هو الآخر في مصداقية الأرقام التي تعلنها حماس. وقال الثلاثاء "أنا متأكد أن هناك أبرياء قتلوا وهذا هو ثمن الحرب، لكن ليس لي أي ثقة في الأرقام التي يستعملها الفلسطينيون".

وقال متحدث عسكري إسرائيلي هذا الأسبوع إن وزارة الصحة في غزة "تضخم باستمرار عدد القتلى المدنيين... وتم اكتشاف كذبها في الماضي".

وقال مايكل رايان المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، الذي يتخذ من جنيف مقرا، الأسبوع الماضي إن الأرقام التي نشرها الجانبان "قد لا تكون دقيقة تماما عند صدورها لحظة بلحظة، لكنها تعكس بشكل عام مستوى الوفيات والإصابات في جانبي هذا الصراع".

وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا إن أعداد القتلى موثوقة بشكل عام، وإنها لم تجد تناقضات كبيرة عند التحقق بشأن الضربات السابقة على غزة.

قاعدة بيانات للضحايا في غزة

وردت السلطات الصحية التابعة لحماس على هذه التصريحات بأن نشرت الخميس لائحة بأسماء نحو 7 آلاف فلسطيني قتلوا بحسبها منذ اندلاع الحرب، على أثر هجوم إرهابي شنته الحركة داخل إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

يشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وقال مسؤولو وزارة الصحة في غزة في مذكّرة توضيحية مرفقة بقائمة الضحايا، إنّ لديها قاعدة بيانات رقمية للقتلى. وأضافوا أنّه في كلّ مستشفى حكومي، تتمّ إضافة "المعلومات الشخصية وأرقام الهوية" الخاصة بكلّ جثة أو كلّ مريض يتوفّى متأثراً بجروحه، إلى نظام الكومبيوتر.

وأوضحت المذكّرة أنّ هذه الأرقام يتمّ تحويلها يومياً من المستشفيات الحكومية إلى السجل المركزي لوزارة الصحة. وفي الوقت نفسه، يقوم العاملون في مجال الرعاية الصحية في المستشفيات الخاصة بتسجيل الوفيات في نماذج خاصّة يتمّ إرسالها خلال 24 ساعة إلى وزارة الصحة. كما تمّ تكليف جهاز خاص داخل وزارة الصحة للتأكّد من أنّ (البيانات) لا تتضمن نسخا مكرّرة أو أخطاء" قبل إضافة المعلومات إلى قاعدة بياناتها المركزية.

الأمم المتحدة "تؤكد" الأرقام

غير أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أكدت الجمعة أن أعداد القتلى الصادرة عن السلطات الصحية التابعة لحركة حماس أثبتت "مصداقيتها" في نزاعات سابقة. 

وأفاد المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني للصحافيين في القدس "في الماضي، وعلى مدى جولات النزاع الخمس أو الست في قطاع غزة، اعتُبرت هذه الأرقام ذات مصداقية ولم يسبق لأحد أن شكك فيها".

وأكد لازاريني مقتل 57 من موظفي الأونروا منذ بدء النزاع، موضحاً أن الحصيلة التي سجّلتها الوكالة الأممية تعكس معدل الحصيلة الإجمالية المعلنة في غزة.

وأشار إلى أن نسبة موظفي الأونروا الذين قتلوا مقارنة بالعدد الإجمالي للعاملين ضمن الوكالة يتوافق مع نسبة سكان غزة الذين قتلوا مقارنة بالعدد الإجمالي لسكان القطاع، وهو ما يثبت صحة بيانات وزارة الصحة. وقال للصحافيين في القدس "لدينا النسبة نفسها تقريبا".

وتقول الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى إن الأعداد النهائية يمكن أن تختلف قليلاً عن تلك التي تعلن عنها وزارة الصحة في غزة بعد الهجمات مباشرة، لكنها تثق بها بوجه عام.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان أرسل إلى رويترز "نواصل إدراج بياناتهم في تقاريرنا ومن الواضح أنها تستند إلى مصادر". وأضاف البيان "من المستحيل تقريبا في الوقت الحالي تقديم أي تحقق من جانب الأمم المتحدة على أساس يومي".

ع.ش/ ع.ح. خ.س (أ ف ب ، رويترز)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الحكومة الألمانية حركة حماس وزارة الخارجية الألمانية حكومة حماس إسرائيل المستشارية الألمانية قطاع غزة الضحايا المدنيين جو بايدن هيومن رايتس ووتش الرعاية الصحية تسجيل الوفيات فيليب لازاريني دويتشه فيله الحكومة الألمانية حركة حماس وزارة الخارجية الألمانية حكومة حماس إسرائيل المستشارية الألمانية قطاع غزة الضحايا المدنيين جو بايدن هيومن رايتس ووتش الرعاية الصحية تسجيل الوفيات فيليب لازاريني دويتشه فيله الأمم المتحدة وزارة الصحة فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

«الصحة العالمية» تطالب «قادة العالم» بالضغط على واشنطن

طالبت منظمة الصحة العالمية، قادة العالم بالضغط على واشنطن، لإعادة النظر في قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من المنظمة الأممية.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: “إن المنظمة لا تزال تزود العلماء الأمريكيين ببعض البيانات”.

وأضاف: “نستمر في تزويدهم بالمعلومات لأنهم يحتاجون إليها”، داعيا الدول الأعضاء إلى “الاتصال بالمسؤولين الأمريكيين”، وتابع: “سنكون ممتنين إذا واصلتم الضغط والتواصل معهم لإعادة النظر”.

وأوضح: “إن إعادة الولايات المتحدة (إلى المنظمة) ستكون مهمة للغاية”، مضيفا “وفي هذا الإطار، أعتقد أنكم جميعا يمكنكم الاضطلاع بدور”.

كما أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، “أن المنظمة جمدت التوظيف وفرضت قيودا على سفر عامليها بسبب أزمة السيولة الناجمة عن انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة”.

وقال خلال الدورة الـ156 للجنة التنفيذية للمنظمة: “لقد أدى إعلان الولايات المتحدة إلى تفاقم الوضع، وقمنا بالإعلان عن اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تدخل حيز التنفيذ فورا لحماية عملنا وموظفينا بأقصى قدر ممكن: نقوم بإجراء تنسيق استراتيجي للموارد، وإيقاف التوظيف باستثناء المجالات الأكثر أهمية، وتقليل نفقات السفر بشكل كبير”.

من جهتها، “ضغطت الدول أيضا على منظمة الصحة العالمية في بشأن كيفية تعاملها مع انسحاب أكبر مانح لها، بحسب الوثائق الداخلية للاجتماع التي حصلت عليها وكالة “أسوشيتد برس”.

وبحسب الوكالة، “بالنسبة إلى العام المالي 2024-2025، بلغت مساهمة الولايات المتحدة نحو 988 مليون دولار، أي نحو 14% من ميزانية المنظمة البالغة 6.9 مليار دولار”.

وقال مدير الشؤون المالية بمنظمة الصحة العالمية، جورج كيرياكو، “إذا واصلت المنظمة الإنفاق بالمعدل الحالي، فإنها “ستكون في وضع صعب للغاية عندما يتعلق الأمر بتدفقاتنا النقدية” في النصف الأول من عام 2026″، بحسب الوثيقة، وأضاف “أن الولايات المتحدة لم تسدد بعد مساهماتها المستحقة لمنظمة الصحة العالمية لعام 2024، مما تسبب في عجز بميزانيتها”.

يذكر أنه “في الأسبوع الماضي، صدرت تعليمات للمسؤولين في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة بالتوقف عن العمل مع منظمة الصحة العالمية على الفور”.

وكان أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية”، زاعما أن “المنظمة أساءت التعامل مع جائحة كوفيد-19 والأزمات الصحية الدولية الأخرى”.

آخر تحديث: 3 فبراير 2025 - 18:34

مقالات مشابهة

  • السويد: ارتفاع حصيلة ضحايا إطلاق النار في مدرسة جنوبي البلاد إلى 11 قتيلاً
  • صحة السودان تتابع المستشفيات التي دمرتها الدعم السريع
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 47 ألفًا و540 شهيدًا
  • «الصحة العالمية» تطالب «قادة العالم» بالضغط على واشنطن
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • للبقاء في أرضهم..سكان غزة يطالبون بدعمهم للصمود
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 47518 شهيدا
  • الصحة تُعلن حصيلة الشهداء بالضفة منذ بداية العام 2025
  • قمة مرتقبة بين ترامب وبوتين قد تعقد في بلد عربي
  • ترامب: سنشعر "بألم" الحرب التجارية مع المكسيك وكندا والصين