إسرائيل تواصل هجومها على قطاع غزة بضربات جديدة
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل عن بدء الهجوم البري الشامل للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت مصادر في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية»، إن إسرائيل عرضت وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح كل المحتجزين، كما أن هناك تقدم بالمفاوضات حول هدنة إنسانية في غزة لساعات وربما أيام.
وأضافت المصادر، أن هناك مفاوضات بوساطة مصرية قطرية حول المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، كما أن حماس تطلب الإفراج عن أسرى فلسطينيين وتهدئة طويلة الأمد.
وأشارت المصادر الى أن «حماس» طلبت تهدئة لـ5 أيام، مقابل أقل من 100 محتجز لديها وفصائل أخرى، كما أن إسرائيل توافق على تهدئة ليوم واحد بشرط وجود إشراف دولي.
دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس يومها الـ21 مع تسجيل أعداد مرتفعة من القتلى لدى الجانب الفلسطيني، بينما يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف والغارات المكثفة على قطاع غزة المحاصر والمكتظ بالسكان.
وفي آخر التطورات، أعلن مسؤول في منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة في مؤتمر صحفي أن المنظمة تلقت تقديرات بأنه لا تزال هناك 1000 جثة تحت الأنقاض في غزة لم يتم التعرف عليها، ولم يتم تسجيلها بعد ضمن عدد القتلى.
من جهتها، أعربت الناطقة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة رافينا شمداساني عن قلقها من أن "جرائم حرب" قد تكون ارتكبت في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس.
وقالت "نحن قلقون أن تكون هناك جرائم حرب ترتكب.. وقلقون حيال العقاب الجماعي لأهالي غزة رداً على هجمات حماس الوحشية التي ترتقي بدورها أيضا إلى جرائم حرب"، وفق تعبيرها.
ويأتي ذلك فيما فرضت إسرائيل حصارًا مشددًا على القطاع المكتظ بالسكان، والذي يضم أكثر من مليوني نسمة، مانعة دخول الوقود، وقاطعة حتى مياه الشرب والكهرباء، ودخول السلع.
ولوحت الحكومة الإسرائيلية والجيش أيضا بإطباق الحصار أكثر بعد وعدم رفعه ما لم تفرج الحركة عن 224 أسيرا أخذتهم قبل أكثر من أسبوعين وأدخلتهم غزة.
توغل بري في قطاع غزةوللمرة الرابعة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية نفذ الجيش الإسرائيلي توغلًا بريًا في قطاع غزة.
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أنه نفذ هجوما بريا عبر قوات المشاة والمدرعات خلال الليل داخل القطاع، وفق ما نقلت إذاعة الجيش الرسمية.
كما ذكرت أن القوات دخلت إلى غزة ونفذت أنشطة هناك لعدة ساعات، حيث هاجمت أهدافا تابعة لحركة حماس.
وكانت القوات الإسرائيلية توغلت يوم الأربعاء أيضا في شمالي القطاع المحاصر.
وأكدت الحكومة الإسرائيلية مرارا أن قرار الغزو البري اتخذ إلا أنها لم تحدد أي تواريخ له.
جدل واسع في إسرائيلوأصبحت العملية البرية المرتقبة في قطاع غزة محل جدل واسع في إسرائيل، فالعملية يتم تأخيرها وتقليص مداها بفعل ضغوط أمريكية على إسرائيل.
وتأتي تلك الضغوط لاعتبارات أمريكية عديدة تتعلق أولا بمخاطر اندلاع حرب إقليمية.
الجيش الإسرائيلي سيُدفن فيهاومن جهته، حذر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الخميس، إسرائيل من تنفيذ هجوم بري على غزة، قائلا إن الجيش الإسرائيلي إذا أقدم عليه "سيدفن فيها".
وبحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، قال سلامي موجها الكلام لإسرائيل: "نقول لهم أوقفوا نيران هذه الجريمة في أسرع وقت قبل أن تلتهمكم".
يذكر أن حماس قد شنت في 7 أكتوبر هجوما مباغتا على مستوطنات غلاف غزة، وترد إسرائيل منذ تلك اللحظة بحملة قصف جوي غير مسبوقة استهدفت السكان المدنيين في غزة، وأوقعت مجازر.
وقطعت إسرائيل المياه والوقود والكهرباء وكافة أنواع المساعدات عن غزة من يوم 7 أكتوبر حتى السبت الماضي عندما دخلت أول قافلة إغاثة إلى غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الهجوم البري الشامل على قطاع غزة قطاع غزة غزة المحتجزين الإسرائيليين الجیش الإسرائیلی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
لا يمكن الفصل بين لقاء الموفد الأمريكي لمفاوضات وقف إطلاق النار مع وفد حركة حماس، وبين اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة في السابع من أكتوبر، ففي عالم السياسة تصير الوقائع الميدانية هي صاحبة القرار، وهي التي تفرض الحقائق السياسية، فجاء القرار الأمريكي بلقاء قادة حركة حماس في الدوحة تتويجاً لمرحلة طويلة من المواجهات الميدانية، وحروب الإبادة التي أسفرت عن معطيات ميدانية تؤكد استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية، واستحالة التخلص من الفكرة التي قامت عليها حركة حماس، وغيرها من حركات المقاومة.
لقاء المبعوث الأمريكي بوفد حركة حماس استسلام أمريكي لواقع غزة التي ترفض الهزيمة، وترفض التهجير، وترفض الموت على فراش المذلة والانكسار، إنه الخضوع الأمريكي للواقع، ولإرادة الشعوب الحرة، وهذا ليس بالجديد على السياسة الأمريكية الواقعية، والتي ترى مصالحها الاستراتيجية من خلال المعطيات الميدانية، وهي كالأفعى تؤمن بنظرية الدوران 180 درجة سياسية بغرض اللدغ، وتحقيق الهدف، وهدف أمريكا في هذه المرحلة، ولاسيما بعد العناد الذي أبدته قيادة حركة حماس، وبعد الصمود الذي أظهره الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هدف أمريكا هو التهدئة في المنطقة العربية المتفجرة، من خلال تهدئة الأوضاع في قطاع غزة، وهذه السياسة الواقعية تتعارض مع مجمل تهديدات الرئيس الأمريكي بصب الجحيم على رأس أهل غزة، وتهجيرهم من بلادهم، والتي تكشف زيفها، وبانت كتهديدات عرضية، الهدف منها الضغط على الأنظمة العربية، وابتزاز المفاوض الفلسطيني.
هذه السياسة الأمريكية الواقعية نجحت قبل عشرات السنين مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تمثل الإرهاب من وجهة نظر أمريكا وإسرائيل، وكانت منبوذة دولياً، وكانت محاربة من أمريكا قبل أن تحاربها إسرائيل، حتى إذا جاءت انتفاضة الحجارة 1978م، وركبت قيادة منظمة التحرير على ظهرها، وأوصلت قناعتها إلى السياسة الأمريكية والإسرائيلية، بأن قيادة المنظمة التحرير الفلسطينية هي الوحيدة القادرة على ضبط الشارع الفلسطيني، وهي الممثل القادر على التساوق مع السياسة الأمريكية، والقادر على تمرير الاتفاقيات التي تستجيب للشروط الإسرائيلية.
وتم التوقيع على اتفاقية أوسلو 1993م في ساحة البيت الأبيض، وصار اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل على حدود 1948م، مقابل الاعتراف الإسرائيلي والأمريكي بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وعلى هذا الأساس جاء قادة منظمة التحرير ومن رضوا عنه إلى الأراضي المحتلة، جاءوا حكاماً وأسياداً ومسيطرين ومنتفعين من مميزات الحكم، حتى وصل بهم الأمر، وبعد أكثر من ثلاثين سنة على اتفاقية أوسلو أن ارتضوا بمهمة المحلل الشرعي للاحتلال، والوكيل الحصري لأمن المستوطنين، وهذا ما يتوجب على حركات المقاومة الفلسطينية أن تنتبه إليه، وأن تأخذه بعين الحذر والانتباه، فأمريكا لا تعطي لقاءات مع حركة تحرر مجاناً، ولا تعترف بمنظمة تصفها بالإرهاب قبل أن تجبي منها الثمن، وأمريكا هي راعية التدجين والترويض في المنطقة، ولا تمد أمريكا بساطها الأخضر مجاناً.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني