شاروخان «الجندي» ينتصر للفقراء من خلال سجن للنساء
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
غالبا ماترتبط عودة الممثل البوليوودي «شاروخان» إلى دور السينما بصدارة الأفلام، ولا يمكن أن يقف أي فيلم بوليوودي ليتنافس مع ما يقدمه «شاروخان» من عمل سينمائي، ليس حتما سبب ذلك هو نجاح العمل فقط، بل هو مرتبط بالقاعدة الجماهيرية التي يمتلكها النجم الهندي «شاروخان».
وهذه المرة يعود بصورة الجندي في فيلم « jawan» الذي يتصدر شباك التذاكر وهو يقترب من إكمال الشهر الثاني على عرضه في دور السينما، بإيرادات تجاوزت 130 مليون دولار، متفوقا على أعمال كثيرة للمثل ذاته.
القصة تدور حول «أزاد» الذي يعمل سجانا في سجن النساء في مومباي، يقوم «أزاد» مع مجموعة من النزلاء، باختطاف مترو مومباي، ويطالب بفدية وهي أموال الفقراء المزارعين التي تكدس كديون يصعب عليهم دفعها، ولا يفك الرهائن إلا بعد أن يتأكد من أن الأموال أودعت في حسابات المزارعين، ويكرر العملية مع وزير الصحة الذي يحتجزه كرهينة، ليفك أزمة مجموعة من المستشفيات الحكومية التي تفتقر إلى أبسط المستلزمات الطبية.
شاروخان في فيلم «جوان» يبقى في إطار الأكشن والتشويق والإثارة، ولكن بأسلوب جديد، هذه المرة يتشارك مع نفسه في دور البطولة، حيث يلعب دور الأب والابن في آن واحد، يدخل بالجمهور من الاهتمام بشخصية الابن «أزاد» إلى شخصية الأب «فيكرام راثور» اللذان يجتمعان في إطار أحداث الفيلم الذي تميل إلى عدم توقعها من قبل الجمهور.
تميز الفيلم كون أن أبطاله هن نساء سجينات، أجبرن على دخول السجن نتيجة أفعال لم يرتكبنها عمدا، واستفاد «أزاد» من ولائهن له، ووظفهن في مهام مختلفة لإنجاح عملياته لصالح الفقراء والمظلومين، وتغيير بعض الأنظمة التي تفرضها الحكومة على الشعب.
وكما في كل فيلم بوليوودي لابد أن تحضر الأغاني والرقصات التي تضفي جمالية للأعمال دائما، وهي حتما في وجود الممثل «شاروخان» مميزة وتتسم بالجديد والإضافة البصرية من ناحية الأزياء وإطار أداء الأغنيات والرقصات.
في الفيلم رغم أن البطولة تؤول إلى الممثلة «نايانتارا، فيما يمتاز الظهور المميز للنجمة «ديبيكا بادكون» بإعطاء صورة مغايرة للعمل، حيث تلعب ديبيكا دور زوجة «فيكرام راثور» التي تدخل السجن ظلما وتربي ابنها في بطنها وتلده هناك حتى يبلغ الخامسة من العمر، وتعدم شنقا وظلما، وينتقم الابن من قاتل والدته ليقضي عليه بالطريقة ذاتها والمكان الذي أعدمت فيه والدته، التي حرم من العيش معها ووالده الذي لم يعلم بوجوده إلا بعد أن صار شابا ليجده فاقدا للذاكرة. العمل يحوي الكثير من المفاجآت في الأحداث، وهو الأمر المعتاد في معظم الأفلام البوليوودية، حيث تمتاز بقدرتها على الخروج من إطار الواقعية أحيانا، ولكنه خيال أو مصادفات تضفي الجمال على العمل السينمائي، الذي أرى – من وجهة نظري- أنه مسموح مع علم الجمهور بذلك، فأنت لا تذهب لتشاهد في الأفلام واقعا، بقدر ما تذهب لترى ما هو خروج عن الواقع والإبحار في الخيال أحيانا، فالقصص الواقعية والمبنية على أحداث حقيقة موجودة أيضا في الأعمال السينمائية، وهناك ما هو خروج عن المألوف والواقع، بصورة فيها نوع من الإثارة والتشويق.
يشارك في بطولة الفيلم كل من فيجاي سيثوباثي، وبرياماني، وسانيا مالهوترا، وهو من تأليف وإخراج أتلي كومار.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مؤمن الجندي يكتب: عميد في الزنزانة
نعيش في عالمٍ يتنازع فيه الضوء والظل، وحيث تتكاثر الخلافات كأمواجٍ لا تهدأ، تقف الأرواح العظيمة على مفترق الطريق بين الكبرياء والمصلحة، بين الخصومة والمغفرة.. هناك، في زاوية عميقة من الروح، يُدرك الإنسان أن الوطن أكبر من نزاعات الأفراد، وأن في التسامح عظمة تُنير القلوب قبل أن تَعبُر إلى العالم، لإنها لحظةٌ تتجسد فيها الحكمة، حين يختار العاقل أن ينحي سيوف الصراع جانبًا، ويمد يدًا بيضاء لمن كان في يومٍ ما خصمًا، ليدرك الاثنان أن عبور هذه الجسور معًا هو الطريق الوحيد لتُزهر الأرض، ولترتفع رايات السلام التي تعانق السماء.
مؤمن الجندي يكتب: مسرحية بلا فصل أخير مؤمن الجندي يكتب: كأس مها سلامةمن منا لا يتذكر فيلم "حب في الزنزانة" الذي جسد صراعًا ينشأ داخل السجن، ومعه تعلو ثنائية الأمل واليأس، حيث يمكن أن تكون قصة هذا الفيلم مرآة لمشهد العلاقة المتوترة بين حسام حسن، المدير الفني للمنتخب المصري الأول، وهاني أبو ريدة، الرئيس المرتقب لاتحاد الكرة المصري بعد الانتخابات المقبلة، ولكن هذه المرة بعنوان "عميد في الزنزانة".
إن حسام حسن، بجرأته وأسلوبه الصريح، كان قد أدلى بتصريحات ناقدة تجاه أبو ريدة سابقًا، وها هو اليوم، وهو يقود المنتخب المصري بنجاحات واضحة حتى الآن، كمن وجد نفسه حبيسًا في "زنزانة العميد"، حيث يبدو أن هذه النجاحات على أرض الملعب لن تكون كافية لمنع محاولات إبعاده عن المشهد، خاصة مع تولي أبو ريدة للمنصب المتوقع.
فهل سيستطيع حسام حسن كسر قضبان "الزنزانة" واستمرار نجاحاته؟، أم أن الانتقادات السابقة والتوترات التي أوجدها العميد بنفسه! ستجعل من وجوده على رأس المنتخب محط تهديد؟ تشابه هذه القصة في بعض أبعادها مع قصة فيلم عادل إمام، حيث الصراع بين التطلعات الشخصية ومصير العلاقات المعقدة، في انتظار ما سيكشفه القادم من أحداث في ساحة الكرة المصرية.
نجاح أو فشل العلاقات بعد هجوم أحد الأشخاص على الآخر يعتمد على عوامل عديدة تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مستقبل هذه العلاقة.. فالهجوم، سواء كان لفظيًا أو فكريًا، يترك آثارًا عميقة قد تكون جسيمة على الطرف الآخر، خاصة إذا كان الهجوم علنيًا أو أمام أطراف أخرى، هذا النوع من الانتقاد قد يُشعر الشخص المستهدف بالإهانة ويخلق حاجزًا من عدم الثقة والاحترام، وهما عنصران أساسيان لاستمرار العلاقات الصحية.
ورغم ذلك، يمكن لبعض العلاقات تجاوز الهجوم إذا توفرت الإرادة والوعي لدى الطرفين لمعالجة الأسباب الكامنة خلف الخلاف.. فالحوار الصادق والاستعداد لتحمل المسؤولية من قبل الشخص الذي قام بالهجوم قد يسهمان في إعادة بناء الجسور المقطوعة، خاصة إذا أُرفق باعتذار صادق ورغبة في تصحيح المسار.
ومن واقع تجاربي في الحياة أو تحديدًا مع الوسط الرياضي، رأيت حالات تفشل فيها العلاقات في الصمود أمام الهجوم، ويصبح من الصعب إصلاح ما تهدم.. في هذه الحالة، قد تتعمق الجروح وتتحول العلاقة إلى صراع دائم أو قطيعة، حيث يجد الطرف المستهدف أنه من الصعب التعايش مع من أساء إليه أو استهان بكرامته.
في النهاية، نجاح أو فشل العلاقة بعد هجوم يعتمد على نضج الطرفين ورغبتهما في تجاوز الخلافات، وقدرتهما على تقبل الاختلافات الشخصية، والالتزام بالقيم التي تُعزز من استمرارية أي علاقة، سواء كانت علاقة عمل أو صداقة أو حتى شراكة رياضية كما في حالة حسام حسن وهاني أبو ريدة، لأن مصر أكبر من أي شخص!.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا