لمواجهة قصف الفصائل.. اقتراح امريكي لنشر باتريوت و”C-RAM” في اربيل لطمأنة الكورد
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
شفق نيوز/ دعت مجلة "فوربس" الأمريكية الولايات المتحدة إلى نشر احدى انظمة الدفاع الجوي الامريكي في اقليم كوردستان، بعد إعلان واشنطن مؤخرا اعادة نشر قوات جوية وبرية وبحرية ضخمة في الشرق الاوسط بالاضافة الى مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات وطائرات مقاتلة وهجومية الى جانب أنظمة "ثاد" للدفاع الصاروخي وانظمة "باتريوت -104".
وبعد الإشارة إلى الحرب المندلعة بين اسرائيل وحركة حماس، قال التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان الولايات المتحدة تعزز وجودها العسكري في المنطقة لردع ايران والدفاع عن قواتها ضد هجمات الميليشيات المدعومة من إيران، في ظل مخاوف من اندلاع حرب اقليمية اوسع، خاصة فيما يتعلق برد الميليشيات الوكيلة لطهران على حرب برية اسرائيلية في غزة بمهاجمة العسكريين والمدنيين الأمريكيين في انحاء الشرق الاوسط.
ولفت التقرير أيضا إلى انه كنتيجة لذلك، فإن واشنطن دعت مواطنيها الى عدم السفر إلى العراق وأمرت بإخلاء كافة الموظفين غير الاساسيين من سفارتها في بغداد وقنصليتها في اربيل، مضيفا أن القواعد والقوات الامريكية في العراق وسوريا تعرضت بالفعل لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وأشار التقرير الامريكي الى ان الجيش الامريكي لم يحدد المواقع التي سينشر أنظمة "ثاد" و"باتريوت"، لكنه تحدث عن نشرها "في جميع أنحاء مسرح العمليات" في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية، وبالتالي الشرق الأوسط الأوسع. لكن التقرير رأى انه قد يتم وضع هذه الانظمة المتطورة في اسرائيل كدليل ملموس إضافي على الدعم الامريكي، وايضا داخل القواعد الجوية في دول الخليج التي تستضيف قوات وطائرات أمريكية.
إلا أن التقرير أكد أن نشر نظام دفاع صاروخي واحد على الأقل في اربيل من شأنه أن يقوي مكانة القوة الأمريكية في هذه المنطقة التي تتمتع بأهمية استراتيجية ويمنح شريكها المحلي بعض الطمأنينة التي يحتاج إليها بقوة.
واوضح التقرير ان البيت الابيض يعتقد ان ايران "تسهل بشكل فعال" هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة ضد القوات الامريكية في العراق وسوريا، مضيفا أنه في حال قررت واشنطن عدم نشر الانظمة الدفاعية الجوية في اقليم كوردستان، فإنه سيكون بمقدور إيران ووكلائها اعتبارها بمثابة نقطة ضعف وتنفيذ المزيد من الضربات في الإقليم، مما قد يؤدي الى الحاق الضرر بالأفراد الأمريكيين والمدنيين المحليين.
وذكر التقرير بأن هذا التهديد ليس افتراضيا، اذ ان وكلاء إيران استهدفوا قاعدة حرير الجوية خارج اربيل بالفعل، وهي هجمات لم تتسبب في وقوع اصابات او اضرار جسيمة، ربما لأنها كانت طلقات تحذير للتعبير عن قدرة هذه الميليشيات على استهداف القاعدة، مضيفا انه رغم وقوعها في منطقة ريفية نسبيا، الا ان الهجمات السابقة على قاعدة حرير عرّضت المدنيين في محيط القاعدة للخطر.
كما ذكر التقرير بأن لدى واشنطن قاعدة للقوات على أرض مطار اربيل الدولي، الذي تعرض لهجمات في السنوات الأخيرة، وفي هجوم وقع في شباط/فبراير 2021 تساقطت بعض الصواريخ على منطقة سكنية بالقرب من المطار، وهو هجوم ادى الى مقتل مقاول مدني غير أمريكي في القاعدة واصابة مدني عراقي بجروح خطيرة في الشارع، وتوفي لاحقا.
وبعدما أشار التقرير الى الهجوم بالصواريخ الباليستية على قاعدة عين الأسد بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني والقيادي أبو مهدي المهندس في يناير/ كانون الثاني 2020، فإن واشنطن بعد ذلك بطاريات "باتريوت" في عين الأسد وفي مطار اربيل، الا ان الولايات المتحدة، قامت لاحقا باعادة نشر هذه المنظومات في دول اخرى، في خطوة مردها بلا شك الى محدودية المتوفر من هذه الانظمة المتطورة.
ودعا التقرير الى اعادة نشر انظمة "باتريوت" وانظمة "C-RAM" الاصغر والمضادة للصواريخ وقذائف المدفعية والهاون والقادرة ايضا على اعتراض الطائرات المسيرة الصغيرة، في مطار اربيل، مشيرا الى انه من المحتمل ايضا ان تكون قادرة على تغطية المجال الدفاعي لقاعدة حرير المجاورة لاربيل.
واعتبر التقرير أن خطوة كهذه من شأنها أن تمثل استكمالا لشوط طويل في ردع إيران وتأمين موطئ قدم حاسم للجيش الأمريكي في المنطقة حيث يعتبر إقليم كوردستان والقواعد الامريكية في العراق عموما، تعتبر مهمة لدعم القوات الامريكية التي يبلغ عددها 900 جندي أمريكي في سوريا وفي العمليات ضد فلول تنظيم داعش، مذكرا بأنه ليس من قبيل الصدفة أن بعض المروحيات المستخدمة في عملية تشرين الأول/أكتوبر 2019 التي اغتالت زعيم داعش ابو بكر البغدادي في إدلب في سوريا، انطلقت من اربيل.
كما دعا التقرير الولايات المتحدة ايضا الى العمل على الالتزام بالدفاع الكامل عن اربيل وسكانها ضد التهديدات الجوية المختلفة، مثلما جرى في الضربة الصاروخية التي نفذتها إيران في مارس/آذار 2022 على اربيل.
واعتبر التقرير أنه يتحتم على الولايات المتحدة الاشارة الى ان نشر "باتريوت" هدفه تأمين دفاع واسع النطاق لمدينة اربيل وسكانها المدنيين ضد الصواريخ بدلا من ان يكون مجرد نقطة للدفاع عن الموظفين الأمريكيين في القاعدة الملحقة بمطار اربيل، مضيفا أنه يجب على المسؤولين الاميركيين والكورد ايضا اعادة التأكيد على الطبيعة الدفاعية لنشر هذه الأنظمة، وهو ما سترفضه طهران بلا شك، بالإضافة إلى التأكيد على الحياد الرسمي لاقليم كوردستان في الأزمة الحالية.
كما خلص التقرير الى القول انه فيما يتعلق بالجبهة السياسية، فان نشر هذه الانظمة العسكرية سيأتي في الوقت المثالي لطمأنة الكورد بشأن شراكتهم مع الولايات المتحدة، والتي أصبحت محل شكوك بشكل متزايد، مذكرا بأنه قبل أسبوع من هجوم حماس على اسرائيل، حذرت افتتاحية لصحيفة "وول ستريت جورنال" من أن الرئيس بايدن "يظهر استعداده للنأي بنفسه عن حليف موثوق به ومحاصر، بما يصب في صالح إيران".
وفي هذا السياق ذكر التقرير برسالة رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني الى بايدن في سبتمبر/أيلول، والتي حذر فيها من أن الاقليم يمر "بمنعطف حرج آخر" مع احتمال أن يواجه النظام الاتحادي في العراق الانهيار.
وختم التقرير بالقول إن بإمكان نظام "باتريوت" وحيد الى جانب نظام C-RAM أن يوفر الطمأنينة لحليف قديم يسعى دائما الى وقف التصعيد والاستقرار في جزء مضطرب من العالم، بأن الولايات المتحدة، ليست على وشك التخلي عن أصدقائها في المنطقة.
ترجمة: وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي اقليم كوردستان القواعد الامريكية في العراق الفصائل المسلحة انظمة دفاع جوي الولایات المتحدة فی العراق
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: القوات الأوروبية في أوكرانيا قد تواجه صعوبة بدون دعم الولايات المتحدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الثلاثاء أن الأوساط الأمنية والمحللين حذروا من أن القوات الأوروبية في أوكرانيا قد تواجه صعوبة في الحفاظ على بعثة حفظ سلام مع مرور الوقت، خاصة إذا لم تتلق دعمًا من الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير تحليلي للوضع الراهن في أوكرانيا - أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من أوائل القادة الذين تطوعوا بقوات للمساعدة في حماية أوكرانيا ما بعد الحرب كما يعمل، بالتعاون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على تجنيد شركاء لتشكيل تحالف من الراغبين في تشكيل قوة حفظ سلام دولية.
وأضافت أن الجمهور البريطاني، بمن فيهم من هم في سن القتال، يبدون تقبلا لفكرة إرسال قوات إلى أوكرانيا خاصة أن للمملكة المتحدة تاريخ طويل في التدخل العسكري في الخارج، فالبريطانيون معتادون على مشاهدة التلفزيون ورؤية مواطنيهم ينشرون في دولٍ أجنبية وكان أحدثها زيارة الأمير ويليام إستونيا الأسبوع الماضي لإظهار دعمه للجنود البريطانيين الذين يحرسون حدود حلف الناتو مع روسيا.
وتابعت الصحيفة إن داخل الأوساط الأمنية، يتزايد القلق بشأن قدرة قوة أوروبية على تحمل مثل هذه المهمة على المدى الطويل - خاصة في غياب دعم جاد من الولايات المتحدة.
ونقلت عن جوناثان إيال، المدير الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث أمني، قوله إن هناك "حذرا كبيرا بشأن كيفية عمل القوة، وما هي مهمتها، وما إذا كانت ستحظى بغطاء أمريكي أم لا، أو ما إذا كانت ستصبح هدفا سهلا لاختبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". كما أن هناك شكوك في الأوساط الدفاعية حول القدرة على دعم مهمة أوروبية لما يمكن أن يكون لسنوات وسنوات من الالتزام.
ويواجه الجيش البريطاني، مثل العديد من الجيش حول العالم، تحديات كبيرة في التجنيد والاحتفاظ بالأفراد. ففي عام 2010، تجاوز عدد أفراده 100 ألف فرد بدوام كامل، وبحلول عام 2024، انخفض إلى 72 ألفا.
وقال وزير الدفاع السابق بن والاس، البالغ من العمر 54 عامًا، ذات مرة: "الجيل Z لا ينضم إلى القوات المسلحة بالطريقة التي انضم بها جيلي".
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن البريطانيين الأصغر سنًا أقل استعدادًا للتجنيد. 11% فقط ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عامًا يقولون إنهم سيقاتلون من أجل بريطانيا إذا ما طُلب منهم ذلك - أي نصف النسبة التي سُجلت في الاستطلاع نفسه قبل 20 عامًا. وقال 37% إنهم سيقاتلون فقط إذا ما وافقوا على القضية، بينما قال 41% إنهم لن يفعلوا ذلك تحت أي ظرف من الظروف.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا سمح وقف إطلاق النار بنشر قوة أوروبية لحفظ السلام أو "قوة طمأنة" - وهي فكرة رفضتها روسيا - فمن المرجح أن يقع العبء الأكبر على عاتق بريطانيا وفرنسا. كما أعلنت دول أخرى، منها أستراليا وكندا والدنمارك والسويد، أنها تدرس إرسال قوات بشكل ما.
وفي بريطانيا، تقول كاثرين بارنارد، أستاذة القانون في جامعة كامبريدج، إن هناك إجماعًا حول الحرب.
وأضافت: "هناك فهم بريطاني قوي بأن روسيا غزت أوكرانيا في فبراير 2022. إنه ليس وضعًا فوضويًا بمعنى أن هذه الأمور غير واضحة.. ليس لديك هذا التعقيد المحيط بالوضع كما كان الحال في العراق".
وناقش المسئولون قوة تتراوح بين 10 آلاف إلى 30 ألف جندي. وبعد اجتماع للقادة العسكريين لحلفاء أوكرانيا خارج لندن يوم الخميس الماضي، ذكر ستارمر أيضا دعما جويا وبحريا محتملا.
ووفقًا لبن باري، الزميل البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن بريطانيا ودولا أخرى قد تتمكن من توفير 30 ألف جندي في أوكرانيا، لكنها ستواجه صعوبة في توفيرهم على المدى الطويل".
وقال المحلل إيال: "الأمر في غاية الصعوبة، إحدى المشكلات التي لا يرغب أحد في مناقشتها عند الحديث عن زيادة الإنفاق الدفاعي هي أنه يمكنك شراء الكثير من المعدات العسكرية إذا أنفقت المال عليها، لكن لا يمكنك توفير القوى العاملة بين عشية وضحاها. هذا يستغرق وقتًا".
مع ذلك، أشار إلى أن العمل العسكري غالبا ما يولد دافعا قويا للاهتمام، موضحا "إذا لم تكن عمليات الانتشار في أوكرانيا خطيرة للغاية، فقد يُحسن ذلك الوضع أو يُقدم دفعة مؤقتة".