بهاء طاهر.. بالأمس حلمتُ بك
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
لم أكن أعرف أن «الطواويس تطير»، إلا بعد أن قابلت «ساحر الصحراء» في «واحة الغروب» وقص عليّ ما كان من أحداث في «خالتى صفية والدير»، حينها «قالت ضُحى» إن هناك «نقطة نور» في «شرق النخيل»، وحينما وصلت أهدى لى «أبناء رفاعة» رواية «الحب في المنفى» انتشيت وقلت لهم «أنا الملك جئت».
بهاء طاهرعناوين أعمال العظيم بهاء طاهر ما إن ترتبها يمينًا أو يسارًا أو تقرأها منفصلة أو متصلة إلا وأعطت لك معنى وسبيلا في الحياة، فالصورة الإبداعية في أعماله متكاملة، لم يخلق «طاهر» واقعًا مختلفًا إلا أنه قام بتأليف هذا الواقع من جديد ليروق للقارئ وإن كانت نفس الخواتيم والنهايات، وكأنه ينفذ ما وضعه من قاعدة سابقة حين قال: «أتعرف ما هو أكثر شيء محزن في هذه الأمور؟ أبشع ما فيها أنك تألفها».
بهاء طاهر أحد هؤلاء المصطفين والمحظوظين والممنوحين من السماء نعمة الحرف والقلم، البارع في قراءة الناس وإعادة كتابتها بما فر منها من أحلام.. المُنقب عن الإنسان داخل هياكل البشر.. القادر على فك طلاسم الوجوه إذ يقول: «حملك ثقيل يا صاحبي، كيف عرفت؟ مرسوم.. كل إنسان مرسوم على وجهه حلمه».
أصدر بهاء طاهر أولى مجموعاته القصصية عام ١٩٧٢ بعنوان «الخطوبة»، بعدها توالت أعماله بين مجموعة قصصية مثل: «بالأمس حلمت بك»، «أنا الملك جئت»، «ذهبت إلى شلال»، و«لم أكن أعرف أن الطووايس تطير»، وروايات مثل: «شرق النخيل»، «قالت ضحى»، «خالتى صفية والدير»، «الحب في المنفى»، «نقطة النور»، و«واحة الغروب».
تحولت ثلاثة إبداعات أدبية لبهاء طاهر إلى أعمال درامية في التليفزيون، ومنها واحة الغروب التى حصلت على الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» في دورتها الأولى في عام ٢٠٠٨، وتعد واحدة من أشهر الروايات التى صدرت في السنوات الأخيرة، وقد طُبع منها أكثر من ١٣ طبعة.
في ليلة خريفية حزينة يغلق هذا العملاق مدواته ويضع قلمه ويترجل إلى السماء.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بهاء طاهر
إقرأ أيضاً:
خيري بشارة: "استلفت فلوس.. ولا أملك ثروة من الفن"
استعرض المُخرج المصري خيري بشارة، خلال ندوته في ثاني أيام الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بدايات مشواره الفني وأسلوبه الخاص في الإخراج، والعوامل التي تؤثر في أعماله.
وقال بشارة، خلال الندوة التي حملت عنوان "مرآة مصر: الهوية في عيون خيري بشارة"، إنه لم يُخطط في البداية أن يكون مخرجاً بل فضل دخول عالم التمثيل، لكن السينما استهوته، فضلاً عن تأثير خاله عليه بحديثه المستمر.
وعن الكلمات التي رددها خاله دائما، يقول بشارة: "دائماً ما كان يقول إن الممثل إما أن يكون صف أول أو كومبارس"، لافتاً إلى أن هذه الكلمات تسببت في بكائه، حتى قرر أن يصبح مخرجاً كونه أهم عناصر العمل، وفق قوله.
عائد ماديوعن المكاسب المادية التي حققها من خلال عمله في السينما، قال خيري بشارة، إنه على مدار تاريخه الفني لم يحقق مكاسب مادية كبيرة، بل دائماً ما كان يقترض الأموال، مضيفاً: "كنت أستلف من عاطف الطيب ووحيد حامد، وأرجع اشتغل أسدد الفلوس بتاعتهم، وبعدين وأرجع استلف تاني".
ولفت بشارة، إلى أنه أصبح يملك أموالاً يستطيع العيش من خلالها، حينما عمل في مجال الدراما، قائلاً بشكل فكاهي: "اللي أنقذني أني اشتغلت مسلسلات، نصيحة مني الكل يشتغل في المسلسلات".
أسلوبوعن تركيزه على تناول الطبقة العاملة والمجتمعات المهمشة في مصر، يقول بشارة إن لديه تيمة مكررة في أعماله، وهي الصراع بين الأغنياء والفقراء، والتركيز على الطبقية والتمرد، مضيفاً: "بشوف صور وعوالم غامضة قبل التصوير بتخيلها".
ووصف بشارة رحلته بأنها "صعبة ومليئة بالتعب"، كما أبدى إعجابه بترميم فيلمه "قشر البندق"، متمنياً الاستمرار في هذا الاتجاه للحفاظ على التراث الفني.
وبخصوص أسلوبه، عبر بشارة عن حبه في مزج الروائي بالتسجيل، واصفاً نقاء الأسلوب بأنه "كذبة"، مشيراً إلى أن ما يهيمن على أعماله روح تسجيلية، حيث يتم تصوير الصراع بين الطبقات والرغبة في التغيير والتمرد على الواقع.
ولفت بشارة إلى أنه دائماً ما يتصور أعماله قبل تنفيذها، حيث يراها صوراً غامضة"، وهو ما حدث في فيلم "كابوريا"، حينما تصور عالم مختلف عن الأثرياء وسعى لتجسيده، وهو نفس الأسلوب الذي قدم به "يوم حلو ويوم مُر".