بن زير: أحداث غزة كشفت عورات قادة العالم الحر
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
نشر الدكتور رمضان بن زير أستاذ القانون الدولي والأمين العام المفوض للمركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي مقال له تحت عنوان (فقدان الوعي لدى أنصاف المثقفين)، تطرق خلاله إلى تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وقال د. بن زير في مقاله: “لقد صدمت اليوم أثناء مشاركتي في الحديث مع بعض الإخوة حول ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بغزة.
وأضاف: “أقول لأنصاف وأشباه المثقفين أن حركة المقاومة الإسلامية هي حركة سياسية فلسطينية مقاومة للاحتلال الصهيوني، وتؤمن أن النهضة الإسلامية هي الأساس لبلوغ هدفها وهو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر”.
وتابع د. بن زير: “لم أكن اتصور أن شخص عربي مسلم يمكن أن يصف حركة المقاومة الإسلامية بأنها حركة إرهابية من صنع إسرائيل، متناسين أن هذه الحركة ولدت من رحم الألم والظلم والقهر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني كل يوم على مسمع ومرأى العالم منذ أكثر من 75 عاما”.
وأشار أستاذ القانون الدولي إلى أن أحداث غزة الأخيرة كشفت عورات العالم الحر، وافتضحت أكذوبة القيم والمبادئ الإنسانية حيث تجلت بوضوح إزدواجية المعايير والكيل بمكيالين في تطبيق هذه المبادئ، إذ يُعطى للصهاينة الحق في الدفاع عن النفس ويُنكر ذلك على أهل فلسطين الشرفاء، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تبعه تحريك البوارج العملاقة وحاملات الطائرات لبعض الدول الكبرى، التي تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية بدعمها اللامحدود لعمليات القتل والتدمير الممنهجة التي يتعرض لها أهالي غزة ومبانيها وخيامها، وانتهاج سياسة الأرض المحروقة التي يقوم بها الصهاينة وبدعم مباشر من بعض الدول الكبرى، ولا شك تعد هذه جريمة إبادة جماعية بشرية مكتملة الأركان وفقا لأول اتفاقية دولية لحماية حقوق الإنسان صادرة عن الأمم في 9 ديسمبر 1948م التي اعتمدت قبل صدور الإعلان العالمي لحقوق الانسان بيوم واحد.
ماذا جاء في اتفاقية منع الإبادة الجماعية؟
أوضح الدكتور رمضان بن زير أن المادة الثانية من الاتفاقية تنص على أن عمليات القتل الجماعي والإيذاء الجسدي والروحي وإخضاع الناس لظروف معيشية يراد بها قتلهم أو تدميرهم تعد جريمة إبادة جماعية، وهذه الشروط قد تحققت في عمليات القتل والتدمير وقطع الماء والغذاء والكهرباء عن أهالي غزة الأبرياء منذ عدة أيام، وأنها بحق عمليات إبادة جماعية مكتملة الأركان، ولا يقتصر الأمر على منفذي جريمة الإبادة، بل من يقوم بالتحريض عليها أو الاشتراك فيها.
وطالب د. بن زير من كل المحامين الشرفاء في كل دول العالم لفت الانتباه إلى أن ما يقوم به الصهاينة يرقى إلى إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، ويمكن التحقق من اكتمال أركان الجريمة عن طريق السلطة السياسية أو السلطة القضائية كمحكمة الجنايات الدولية أو يتم إنشاء محكمة خاصة لهذه العمليات التي يقوم بها الصهاينة.
ولفت إلى أن جريمة الإبادة الجماعية جريمة جنائية لا تسقط بالتقادم وهذا ما أكدته اتفاقية منع الإبادة الجماعية الصادرة عن الأمم المتحدة.
كما طالب أستاذ القانون الدولي من كل الشرفاء في العالم بمناشدة الأمم المتحدة بضرورة إنشاء محكمة جنائية دولية للنظر فيما حدث لأهل غزة على يد الصهاينة على غرار المحكمة الجنائية الدولية في رواندا ويوغسلافيا.
وأردف: “علينا أن نُشيد بكلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام الجمعية العامة الذي عبر فيها عن قلقه حول الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة وأن أي طرف في الصراع المسلح الدائر ليس فوق القانون الأمر الذي أغضب الصهاينة وثارت ثائرتهم على الأمين العام الذي أنحاز للحقيقة بقوله (إن هجوم حماس على إسرائيل لم يأت من فراغ بل نتيجة لاحتلال خانق على مدى 56 عاما)”.
واختتم د. بن زير مقاله بالقول: “نحن نقول لأولئك الذين يصفوننا بأننا لا نقرأ قد أصبحنا نقرأ ونفهم ونعمل بما نفهمه وسنعود كما كنا من قبل لأن حركة التاريخ متغيرة وغير ثابتة، وسيعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه التي سُلِبت منه بالقوة.. إن الظاهرة الفلسطينية أنبل ظاهرة في القرن العشرين، ويسير هذا الشعب العظيم على طريق أسد الصحراء الشهيد عمر المختار الذي خلد التاريخ مقولته الشهيرة (نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما انا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي).
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: القانون الدولی إبادة جماعیة بن زیر
إقرأ أيضاً:
«مودة» تطلب الطلاق بعد الزواج بـ7 أشهر.. رسائل عتاب كشفت معدنه
في قلب «مودة»، كانت الأحلام مزدهرة بحب «زين» الذي ظنت أنه الأمان، ضحت بكل شيء من أجل أن تبدأ معه حياة جديدة، متناسية أصواتًا داخلية حذرتها من أن الواقع لا يشبه الأحلام، لكن بعد سبعة أشهر من الزواج، انكشفت الحقيقة الموجعة، رسالة واحدة كانت كفيلة بتمزيق نسيج الثقة بينهما، ووجدت نفسها تقف بين أروقة محكمة الأسرة تحمل العديد من اللحظات التي تحولت إلى ذكريات بينهما، والأيام أثبتت لها أن «ليس كل ما يلمع ذهبًا»، على حد تعبيرها فما القصة؟
قصة حب انتهت برسالة عتابقصة حبهما بدأت منذ 3 سنوات، حين تعرفا في إحدى المناسبات العائلية، كان زين رجلًا مهذبًا، يحسن اختيار كلماته ويبدو وكأنه فارس أحلامها الذي طالما انتظرته، على الرغم من اعتراض والديها على سرعة تطور العلاقة، إلا أن «مودة» وقفت ضد الجميع وأصرت على الزواج منه، متخلية عن العديد من الفرص الأخرى التي كانت تعتبرها عادية مقارنة بحبها له؛ وفقًا لحديث الزوجة صاحبة الـ22 عامًا لـ«الوطن».
كانت قصتهما مثالًا للوفاء في أعين الجميع، تتهامس الفتيات على مدى توافقهما وسعادتهما، فقد بدا «زين» كشخص يعرف كيف يخلق من التفاصيل الصغيرة لحظات لا تُنسى، ويعاملها كأنها مركز عالمه، وهي ترى فيه الأمان الذي طالما بحثت عنه، وشعرت أنها تعيش في حلم مثالي لا تريد أن تستيقظ منه؛ وطوال فترة الخطبة لم تلاحظ أي شيء غير سوي على شخصيته، وكان يحاول بكل جهده أن ينتهي من تجهيزات الزواج بأسرع وقت حتى يجتمعا سويًا، وساعدته كثيرًا وتنازلت عن الكثير من الأساسيات والرفاهيات في سبيل إتمام الزيجة، على حد حديث الزوجة.
بعد زواجهما، عاشت «مودة» في البداية أيامًا سعيدة مليئة بالحب والوعود، لكنها لاحظت بعد فترة تغييرات طفيفة في تصرفاته، مثل انشغاله المبالغ فيه بهاتفه وصمته غير المعتاد، لم تشك للحظة أن هذه التصرفات قد تخفي وراءها سراً سيهز كيانها، فاعتقدت أنه منشغل في العمل، لكن مع مرور الوقت بدأت الشكوك تتسلل إلى قلبها، خاصة عندما أصبح يغلق هاتفه بمجرد اقترابها منه، ويتجنب الحديث عن تفاصيل يومه، وبدأت تشعر بأنه يخفي عنها شيء لكن عندما تشكو لأحد يفسر لها ذلك بأنه ملل طبعي بعد الزواج والحياة الروتينية.
مودة تحكي تفاصيل رسالة العتابفي إحدى الليالي، وقع هاتفه بين يديها وبدافع القلق تحققت من رسائل «واتساب» ولم تكن تتوقع أن تجد شيئاً، ولكن ما اكتشفته جعل قلبها يتوقف للحظات بعد أن وجدت رسائل من فتاة مليئة بعتاب مرير، وحكت تفاصيل الموقف: «مكنتش مصدقة الكلام اللي كانت بتعاتبه بيه ومكنتش متخيلة رده عليها وأنه شخص خاين بكل معاني الكلمة، فعشت في صدمة وعقلي وقف عن التفكير للحظات مش قادرة أستوعب، البيت كانت بتعاتبه أنه كان واعدها بالجواز من سنة يعني قبل ما نتجوز بكام شهر، وبالفعل كلم أهلها وبعد ما حددوا ميعاد اختفى».
كانت الرسائل تشير إلى وعود قطعها زوجها لفتاة خلال فترة خطوبتهما، وأنه اختفى بعد أن كان قد تحدث مع أسرتها لطلب يدها، وتسبب في مرضها وإصابتها بوعكة صحية، قرأت «مودة» الرسائل مرارًا وتكرارًا، وكانت غير قادرة على التصديق، وانتابتها مشاعر الخذلان والصدمة ليس فقط لأنها اكتشفت خيانته، ولكن لأنها أدركت أنه كان يخدعها منذ البداية، وبالبحث أكثر وجدت محادثات مع فتيات عدة، فقررت مواجهته حتى تخرج غضبها.
دعوى طلاق للضررعندما واجهته بالأمر، حاول التبرير وادعى أن الفتاة مجرد ماضٍ لا يعنيه، لكن الحقيقة كانت أكثر قسوة هي ردة فعله على فعله الدنيء واستهتاره بمشاعر الفتاة وعائلتها، وأنه خان الأمانة، مما جعلها تدرك أنه لا يمكنها الوثوق به بعد الآن، بين الألم والخيانة وجدت نفسها أمام قرار لا يحتمل التأجيل، وطلبت الطلاق في الحال، لكنها عنفها ولقنها علقة موت فور سماعه طلبها، وهددها بتشويه سمعتها حال محاولتها التواصل مع الفتاة أو فضح أمره، وفقًا لحديث الزوجة.
لم يكن القرار سهلًا، لكنها لم تستطع أن تستمر في حياة مع شخص لا يمكنها الاعتماد عليه أو الشعور بالأمان معه، وشعرت أن الغدر في دمه ويعكس أخلاقه، وأنه لن يتردد في خيانتها منذ معرفته بها، فأبلغت عائلتها ومن هنا بدأت الخلافات بينهما وظهر وجهه الحقيقي وخلف كل تصرف منه وجد تبريرا، ولم يحاول التأسف أو محاولة إصلاح شيء، فقررت أن تلجأ لمحكمة الأسرة بإمبابة وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر حملت رقم 2786 مرفقة الرسائل.