كيف يعيش الفلسطينيون داخل مخيمات اللجوء في قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
بعد أن أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً بتقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة يهودية والأخرى عربية، مع وضع القدس تحت إدارة الأمم المتحدة، في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1947، فيما رفضت جامعة الدول العربية القرار ووصفته بأنه قرار غير شرعي، شنت الجماعات اليهودية المسلحة هجمات على القرى الفلسطينية، ما أجبر الآلاف على الفرار، وتدهور الوضع ليتحول إلى حرب شاملة عام 1948 مع انتهاء الانتداب البريطاني ورحيل القوات البريطانية وإعلان دولة إسرائيل.
وبحسب تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية، كانت نتيجة الحرب التي دخلتها جيوش الدول العربية المجاورة ضد إسرائيل، وهزمت فيها، التهجير الدائم لأكثر من نصف السكان الفلسطينيين.
ومع نهاية حرب 1948 التي يسميها الإسرائيليون "حرب الاستقلال"، بينما يطلق عليها الفلسطينيون "النكبة"، بات ما بين 750 إلى 800 ألف فلسطيني في عداد اللاجئين، وتوجه اللاجئون إلى الضفة الغربية التي كانت تحت السيطرة الأردنية، وإلى قطاع غزة الذي كان تحت الإدارة المصرية وإلى الأردن ولبنان وسوريا.
وكانت حصة قطاع غزة من النزوح الفلسطيني، من القرى والبلدات الفلسطينية المجاورة ووسط وجنوب فلسطين، نحو 200 ألف لاجئ، ليعيشوا مع 80 ألفاً من سكان غزة الأصليين، ضمن مساحة لا تتجاوز 360 كيلو متراً مربعاً.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط حالياً 5.9 مليون لاجئ، بينهم أكثر من 1.7 مليون في قطاع غزة حسب بيان للأونروا صدر في شهر أغسطس(آب) الماضي.
ويعتمد نحو 80 % من سكان غزة على المساعدات الدولية، بحسب الأمم المتحدة، كما يعتمد نحو مليون إنسان على المساعدات الغذائية اليومية.
وفيما يلي نتعرف على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، بحسب تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية:
مخيم الشاطئيعد مخيم الشاطئ ثالث أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، وواحداً من أكثر المخيمات اكتظاظاً بالسكان.. ويقع المخيم على ساحل البحر الأبيض المتوسط في مدينة غزة.. يقطنه 90.713 لاجئ مسجلين لدى الأونروا.
لا يسمح لسكان غزة والمخيم بالصيد في شواطئ غزة وشماله إلا ضمن مساحة 6 أميال بحرية فقط، كما أدت القيود الإسرائيلية المفروضة على المساحة المخصصة للصيد وبشكل خاص على مخيم الشاطئ، إلى انخفاض كميات الصيد وبالتالي فقدان العديد لمصدر رزقهم.
وإضافة إلى القيود التي تفرضها إسرائيل على أنشطة الصيد البحري، تستخدم القوات الإسرائيلية الذخيرة الحية ضد الصيادين لفرض مساحة الصيد، حيث سجل حوالي 90 حادثة إطلاق نار في شمال غزة في النصف الأول من عام 2023 .
مخيم البريجتم إنشاء المخيم في خمسينيات القرن الماضي لاستضافة اللاجئين الذين كانوا يقيمون في ثكنات الجيش البريطاني والخيام، معظم سكان المخيم هم من أبناء المدن الواقعة شرق قطاع غزة مثل الفالوجا.. يقطنه الآن حوالي 46.629 لاجئ مسجل لدى الأونروا، ومثل المخيمات الأخرى، يعتمد سكانه على مساعدات الأونروا.
و90 % من المياه في هذا المخيم والمخيمات الأخرى، غير صالحة للاستهلاك البشري، حيث يتم تصريف ما يصل إلى 80.000 متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة أو المعالجة جزئياً إلى البحر في غزة كل يوم، ما يتسبب بمخاطر صحية بيئية خطيرة بما في ذلك الإسهال بين الأطفال.
رغم تشكيك #بايدن.. منظمات دولية تعتبر عدد القتلى في #غزة موثوقاً https://t.co/0M8cftbKsy pic.twitter.com/2ygQQBmAwL
— 24.ae (@20fourMedia) October 27, 2023 مخيم دير البلحوهو أصغر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة و يتميز بقلة المساحة واكتظاظه بالسكان.
وتم توفير مساكن مؤقتة للاجئين الأصليين في المخيم الذين فروا من منازلهم في وسط وجنوب فلسطين نتيجة حرب عام 1948، وتم بناء مساكن من الطوب الطيني للاجئين واستبدلت لاحقاً بمساكن إسمنتية.. ويسكن في المخيم حالياً ما يزيد عن 26,674 لاجئ.
مخيم جبالياوهو أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة. ويقع إلى الشمال من غزة بالقرب من قرية جباليا، واستقر فيه اللاجئون الذين فروا من القرى والمدن الواقعة في جنوب فلسطين بنهاية حرب 1948.
ويقطنه الآن حوالي 116,011 لاجئ مسجل لدى الأونروا، على مساحة لا تتجاوز 1.4 كيلو متر مربع، ويعد مخيم جباليا، أقرب مخيم إلى معبر إيريز مع إسرائيل.
ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، كان أكثر من 21.000 فلسطيني يمرون عبر إيريز للعمل في إسرائيل يومياً قبل الانتفاضة الثانية، ومنذ 12 يونيو (حزيران) 2007، أي بعد سيطرة حماس على قطاع غزة يسمح لفئة محدودة جداً من أبناء القطاع، بالحصول على تصاريح للخروج من غزة للعمل في إسرائيل.
وفي السنوات الماضية، شمل من يُسمح لهم بالحصول على التصاريح، مرضى ممن لديهم تحويلات طبية للعلاج خارج غزة ومرافقيهم والتجار وموظفي المنظمات الدولية، وفي بعض الحالات الإنسانية الاستثنائية.
وتوجد في المخيم 32 منشأة تابعة للأونروا، 16 مبنى مدرسي، ومركز توزيع أغذية و3 مراكز صحية، اثنان منها في مخيم جباليا، والثالث في منطقة الصفطاوي.. كما يوجد مكتبان للإغاثة والخدمات الاجتماعية ومكتبة عامة و 7 آبار مياه ومكتب صيانة ومكتب صرف صحي واحد .
مخيم خان يونسيبعد مخيم خان يونس مسافة كيلو مترين عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى الشمال من رفح، وإلى الغرب من مدينة خان يونس التي تعد مركزاً تجارياً رئيسياً.
وفي أعقاب حرب عام 1948، توافد اللاجئون إلى المخيم بسبب أعمال العنف التي دارت في مناطقهم، وكان معظمهم من منطقة بئر السبع. ويقطن في مخيم خان يونس اليوم حوالي 88.854 لاجئ، ومثل باقي المخيمات، يعتمد معظم سكان المخيم على المساعدات الغذائية والنقدية المقدمة من الأونروا.
وتمثل النظافة العامة مصدر قلق كبير آخر، حيث أن 90% من إمدادات المياه في المخيم غير صالحة للاستهلاك البشري.
وتوجد 25 منشأة تابعة للأونروا في المخيم، 16 مبنى مدرسي ومركزان لتوزيع الأغذية، أحدهما يغطي المناطق الغربية والآخر المناطق الشرقية لخان يونس.. إضافة إلى ثلاثة مراكز صحية ومكتبان للإغاثة والخدمات الاجتماعية ومكتب صيانة وصرف صحي واحد.
مخيم المغازييقع مخيم المغازي وسط قطاع غزة إلى الجنوب من مخيم البريج.. وتأسس في عام 1949، وهو واحد من أصغر المخيمات في غزة، من حيث الحجم وعدد السكان، ويتسم مخيم المغازي بضيق أزقته وارتفاع كثافته السكانية، حيث يسكن فيه ما يزيد عن 33,255 لاجئ في مساحة لا تزيد عن 0.6 كيلومتر مربع.
ومعظم اللاجئين الذين قدموا إلى المخيم عام 1948 هم من أبناء القرى الواقعة جنوب ووسط فلسطين، ومثل باقي المخيمات في غزة.. معدل البطالة والفقر مرتفع جداً بين سكان المخيم.
وتوجد في المخيم تسع 9 منشآت تابعة للأونروا.
مخيم النصيراتيقطن في هذا المخيم الذي يقع وسط غزة، أكثر من 80,409 لاجئ، واستمد المخيم اسمه من قبيلة بدو محلية.
ويعاني معظم السكان هنا من فقر مدقع في ظل ارتفاع البطالة، وتعتمد نسبة كبيرة من السكان على برامج المساعدات النقدية والغذائية التي تقدمها الأونروا، ومثل مخيمات اللاجئين الأخرى، تعتبر مسألة كمية ونوعية المياه مصدر قلق كبير.
مخيم رفحيقع مخيم رفح إلى الجنوب من غزة بالقرب من الحدود المصرية، تأسس في عام 1949.. ويسكنه حالياً حوالي 133.326 لاجئ، وانتقل الآلاف من اللاجئين من المخيم إلى المشروع الإسكاني القريب في تل السلطان، فأصبح من الصعب تمييزه عن المدينة المحاذية له.. وبعد مرور أكثر من سبعة عقود على النزوح لا يزال الاكتظاظ الشديد المشكلة الأساسية في المخيم، حيث يعيش اللاجئون في مساكن وأزقة ضيقة للغاية.
ولأنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة تاريخ طويل، ولكنها انتشرت أكثر بين عامي 2007 و 2013 حيث بلغ عددها أكثر من 1500 نفق، الأمر الذي أدى إلى تخفيف آثار الحصار المفروض على قطاع غزة.
وكان المخيم يعتمد على تصدير الزهور قبل فرض الحصار على القطاع عام 2007، وخلال عام 2013 و 2014 دمر الجيش المصري كل أنفاق التهريب تقريباً.
وعلى الرغم من سنوات ازدهار تجارة الأنفاق فإن الفقر بين أبناء المخيم لا يزال واسع الانتشار، كما أن 90 بالمئة من المياه في المخيم غير صالحة للاستهلاك البشري.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل غزة مخیمات اللاجئین فی قطاع غزة فی المخیم خان یونس أکثر من عام 1948
إقرأ أيضاً:
فيلم مادونا… هل يجب أن نقدر التراث أكثر من الاحتياجات الإنسانية الملحة
يطرح المخرج جون فريد زكي، معضلة فلسفية في إطار من الدراما والتشويق تترك المتفرج بالعديد من التساؤلات، في الأسكندرية، داخل دير قديم يعج بالتاريخ، حيث تتفجر أزمة أخلاقية تضع قيم الإنسانية والتراث الثقافي في مواجهة مباشرة، في فيلمه القصير الأول مادونا، الذي يشارك بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير.
تدور أحداث الفيلم الذي يقوم ببطولته عبد العزيز مخيون وكريم قاسم، حول اختفاء أيقونة أثرية داخل أحد الأديرة الكاثوليكية اللاتينية بمدينة الإسكندرية. يتم إخفاء ما حدث عمدًا من قبل رؤساء الدير لمنعها من أن تصبح فضيحة، ويقررون معالجة الأمر داخليًا.
يختار جون أن يُمثّل طرفي المعضلة اثنان من الآباء داخل الدير، يتبنى كل منهما معتقدات تقف على النقيض التام من الأخرى. فمع تصاعد الشكوك، يتصاعد الصراع بين الأب موريس الذي يمثل الجانب التقليدي والمتشدد في الدين والتاريخ، والأب فرانسيس الذي يتمتع بنظرة أكثر تسامحًا وعصرية. يعتبر الأب موريس أن هذه القطعة الأثرية ليست مجرد شيء مادي، بل تمثل جزءًا من الهوية الثقافية والروحية التي يجب الحفاظ عليها بأي ثمن. بالنسبة له، إن ضياع هذه القطعة يشكل ضياعًا لجزء من تاريخ الدير، وبالتالي هو بمثابة ضياع جزء من هويتهم الدينية والروحية. في مقابل ذلك، يرى الأب فرانسيس أن الحياة البشرية واحتياجات الناس يجب أن تكون في المقام الأول. بالنسبة له، لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر للتضحية باحتياجات إنسان من أجل الحفاظ على قطعة أثرية، مهما كانت أهميتها.
يقول جون في تصريح له "نشأت في مجتمع مسيحي، وشهدت قصصًا لم تُروَ وصراعات خفية. كانت اللحظة المحورية بالنسبة لي هي رؤية امرأة فقيرة تطلب المال من راهب في كنيسة مليئة بالتحف الثمينة. دفعني هذا إلى التساؤل عن سبب الحفاظ على هذه الكنوز بينما هناك أشخاص في حاجة للمساعدة".
مادونا فيلم يستعرض صراعًا أخلاقيًا عميقًا، يجبر شخصياته والمشاهدين على التفكير في الحدود بين حماية ما يربطنا بالماضي، والتزاماتنا تجاه الإنسانية في الحاضر. كما يسلط الضوء على الصراع بين القيمة الأثرية للقطعة المسروقة والاحتياجات الإنسانية. هل نضع مصلحة البشرية أولًا؟ هل تستحق حياة إنسان التضحية من أجل شيء مادي حتى وإن كان يحمل قيمة تاريخية؟