استقبلت سفيرة كولومبيا بالقاهرة، آنا ميلينا مونيوس، اليوم الجمعة، فى مطار العريش طائرة بوينج 737-700 تابعة للقوات الجوية الكولومبية، تحمل مساعدات إنسانية لأهالى غزة، مما يمثل إشارة مهمة لهذه القضية النبيلة.

يأتى ذلك فى إطار التضامن والدعم من قبل حكومة كولومبيا بقيادة الرئيس جوستافو بيترو، ومساعدة القوة الجوية الكولومبية، والصليب الأحمر الكولومبى، والوحدة الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث UNGRD فى كولومبيا، والهلال الأحمر فى مصر وفلسطين، بالتعاون مع الحكومة المصرية.

كما أعلن الرئيس الكولومبى فى العاشر من أكتوبر على صفحته الشخصية على "تويتر": سنرسل طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة.. بانتظار فتح ممر إنسانى، وبعد ذلك كتب أيضًا: ستفتح كولومبيا سفارتها فى رام الله بفلسطين.

تشمل الشحنة التى تزيد حمولتها عن 10 أطنان، مجموعة متنوعة من الإمدادات الأساسية - بما فى ذلك الأغذية والأدوية والبطاطين ومنتجات النظافة والإمدادات الطبية.

وأثار الوضع فى غزة قلقا فى جميع أنحاء العالم، ولم تكن كولومبيا، بشعارها الدائم "الحياة قوة" غافلة عن هذا الواقع، كما أنها تدافع عن الحق فى الحياة واحترام المواطنين من كلا الجانبين.

وهذا العمل التضامنى نتيجة لجهود حكومة كولومبيا، التى تكرر معها تأكيد التزامها باحترام الحياة والقانون الإنسانى الدولى، وترفض أى عمل من أعمال العنف من جانب الطرفين، حيث ينبغى أن يكون للأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين الحق فى العيش فى سلام، كما أن الحكومة الكولومبية تدعو إلى عقد مؤتمر دولى للسلام من شأنه أن يمهد الطريق لدولتين مستقلتين وحرتين.

وتفخر كولومبيا بهذا الإسهام الكبير فى تخفيف حدة الحالة في غزة، وتؤكد من جديد التزامها بتعزيز السلام والرخاء فى المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصر فلسطين كولومبيا غزة مخاطر مصر وفلسطين الحكومة الكولومبية الوضع في غزة

إقرأ أيضاً:

التبرير اللا اخلاقي .. كيف يُعاد تشكيل العقول؟

بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..

هناك قوى خفية تحرك الجماهير دون أن يدركوا، تدفعهم نحو ما لم يكن يومًا مقبولًا، حتى يصبح المرفوض مألوفًا، والمستنكر والمستهجن أمرًا عاديًا. هذه القوى ليست وليدة اللحظة، انما تمتد جذورها في أعماق النفس البشرية، حيث يسهل العبث بالمفاهيم حين يُعاد تشكيلها ضمن قوالب جديدة. الفكرة السيئة لا تُطرح دفعة واحدة، بل تُمرر على دفعات وجرعات ، كسم خفيف لا يقتلك لكنه يغيّرك، وكلما تكررت، فقدت غرابتها، وكلما سُمعت، تجذّرت حتى تتحول إلى قناعة راسخة.

“وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَعْمَٰلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ” (النمل: 24).

الخوف هو أقدم الأدوات، فحين يشعر الإنسان بالتهديد، يكون مستعدًا للتنازل عن أي مبدأ مقابل الشعور بالأمان، حتى لو كان الثمن هو التخلي عن الحق والقبول بالباطل. والعقل حين تحاصره العواطف يفقد صلابته، يصبح هشًا، سهل التوجيه، يصدق ما يريحه، وينفر مما يزعجه، حتى لو كانت الحقيقة ذاتها. وحين يُعاد تعريف الأخلاق وفقًا للمصلحة، يصبح كل شيء قابلًا للتبرير، وما كان عيبًا بالأمس، قد يصبح شجاعة اليوم، وما كان جريمة، قد يُبرَّر تحت مسمى الضرورة.

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):

“إنّما بَدءُ وقوعِ الفِتَن أهواءٌ تُتَّبَع، وأحكامٌ تُبتَدَع، يُخالَفُ فيها كتابُ اللهِ، ويَتَوَلَّى عليها رجالٌ على غيرِ دينِ اللهِ، فلو أنّ الباطلَ خَلَصَ من مِزاجِ الحقِّ لم يَخفَ على المُرتادين، ولو أنّ الحقَّ خَلَصَ من لَبسِ الباطلِ لانقطعت عنه ألسنُ المعاندين، ولكن يُؤخَذُ من هذا ضِغثٌ، ومن هذا ضِغثٌ، فيمزجانِ، فيجيئانِ معاً، فهنالك يستولي الشيطانُ على أوليائه، وينجو الذين سبقت لهم من اللهِ الحُسنى.”

(نهج البلاغة، الخطبة 50)

المعضلة ليست في تمرير الباطل، بل في تحويله إلى حق، في جعله قاعدة اجتماعية يتبناها الجميع دون تفكير. يتم ذلك حين تتحول القيم إلى شعارات جوفاء، وحين يصبح الإنسان مجرد مستهلك للأفكار، لا صانعًا لها، يردد ما يسمع، ويعتاد ما يُعرض أمامه، حتى يُخدّر حسه النقدي، فلا يرى سوى ما يُراد له أن يراه. عندها، يفقد المجتمع مناعته الفكرية، يصبح هشًا أمام أي موجة جديدة، فيتبناها دون وعي، ويقاوم من يعارضها وكأنها الحقيقة المطلقة.

المعركة ليست في إقناع الإنسان بالخطأ، بل في جعله يراه صوابًا، في جعله يدافع عنه دون أن يدرك أنه ضحية، في جعله يردد المقولات التي وُضعت له، دون أن يسأل: من وضعها؟ ولماذا؟ وهنا، يكون الانتصار الأكبر للقوى الخفية التي لا تحتاج إلى فرض أفكارها بالقوة، بل يكفيها أن تجعل الناس يطالبون بها بأنفسهم، ويتحركون نحوها وهم يظنون أنهم أحرار.

اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي

د. سعد معن

مقالات مشابهة

  • #تحت الضوء
  • شهادة القائد نصر الله
  • دخول 110 شاحنات مساعدات إنسانية بينها 10 وقود إلى قطاع غزة
  • وصول 120 شاحنة مساعدات إنسانية ووقود إلى معبر رفح تمهيدا لدخول قطاع غزة
  • بينهم سفيرة أمريكا.. وزراء ومسؤولين في حفل الإعلامية ماجدة السنوي
  • إزالة الغابات ازدادت في كولومبيا عام 2024
  • 10 أطنان مواد غذائية.. طائرة مساعدات كويتية تهبط مطار دمشق الدولي
  • التبرير اللا اخلاقي .. كيف يُعاد تشكيل العقول؟
  • مصممة ملابس ظلم المصطبة: سافرت إلى «دمنهور» للوقوف على تفاصيل الحياة والتعرف على طباع الأهالي
  • سفيرة مصر بليبرفيل تبحث مع وزير الخارجية الجابوني سبل دفع آليات التعاون الثنائي