قال الشيخ عبدالمحسن القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خُضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا -للذي قال- الحقَّ، وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ).

 

ما هي عبادات أهل السماء

وأوضح "القاسم" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن المقصود من عبادات أهل السماء تكبير الله تعالى وتعظيمه وإجلاله وإكرامه، منوهًا بأن التكبير شعار للعبادات فالتكبير في الصلاة ذل وإنكار بين يدي كبرياء الله تعالى وعظمته.

وأضاف أن سعادة العباد وصلاحهم مقرونة بمعرفة الله تعالى، ويكون وحده غاية مطلوبهم والتعرف عليه قرة عيونهم، مشيرًا إلى أن الكبرياء من خصائص الربوبية قال صلى الله عليه وسلم ( قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني بشيء منهما عذبته).

 وحذر من من العلو والتكبر على الخلق والتعاظم عليهم وظلمهم، مضيفًا أن من أوتي قوة ودعته نفسه إلى ظلم ضعيف أن الله أكبر ذاتاً وقدراً وقهراً قال تعالى (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)، لافتًا إلى أن حقيقة العبودية لله تعالى تنشأ من غاية الحب له مع غاية التذلل.

العلم بأسماء الله 

ونبه إلى أن العلم بأسماء الله تعالى وصفاته أصل العلوم وأشرفها فهو العلم الذي يقوم عليه الله تعالى، وأعظم حاجة للأرواح هي معرفة بارئها ولا سبيل لمعرفة إلا بمعرفة أوصافه وأسمائه تعالى، مشيرًا إلى أنه بقدر معرفة العبد بأسماء الله تعالى وصفاته يكون حظه من العبودية.

وأفاد بأنه كلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه وقوي يقينه، إن الله تعالى ينزل العبد من نفسه، حيث أنزله العبد من قلبه، مبينًا أن أسماء الله تعالى كلها أسماء مدح فوصفها بأنها كلها حسنى لدلالاتها على أوصاف الكمال، وأن من أسماء الله تعالى الكبير فهو الكبير في ذاته وصفاته الموصوف بالأكبر والكبرياء.

وأشار إلى أن من حقق أن الله عالٍ على مخلوقاته، وأكبر من كل شيء عظمه وخضع له وتذلل لكبريائه فلن يصرف العبادة لأحد سواه، لما قال جل من قائل: ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )، فالمخلوقات لا يحصي عددها إلا الله تعالى ولا يدرك علومها غائبها وشاهدها إلا الله، قال تعالى : ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ )، مبينًا أن من صفات الله الكلام وكلامه منعوت بجلال والعظمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطيب المسجد النبوي إمام وخطيب المسجد النبوي القاسم خطبة الجمعة من المسجد النبوي الله تعالى إلى أن

إقرأ أيضاً:

سر النور الخفي في بيوت المصلين أثناء الليل.. عبادة أوصى بها النبي

أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أهمية قيام الليل وفضله العظيم، مستندة إلى ما ورد عن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من أحاديث شريفة توضح مكانة هذه العبادة وأثرها على حياة المسلم. 

وفي منشور على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أوضحت الدار أن قيام الليل يحمل خمس فضائل كبرى كما جاء في حديث رواه الطبراني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد».

وأوضحت الدار أن الليل هو وقت النفحات الإلهية والرحمات الربانية، مستشهدة بحديث شريف ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك، أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر».

دار الإفتاء: بر الوالدين لا ينتهي بعد الوفاة وهذه طرق تحقيقه هل النوم عذر لترك صلاة الفجر وأدائها في الصباح.. أمين الفتوى يجيب

وفي حديثها عن التأثير الروحاني لهذه العبادة، أكدت دار الإفتاء أن البيوت التي يشع منها نور صلاة قيام الليل تكون محل اهتمام الملائكة، حيث تنظر الملائكة من السماء إلى الأرض لترى النور الصادر من تلك البيوت، كما ننظر نحن إلى النجوم في السماء. 

وأضافت أن الملائكة إذا اعتادت على رؤية بيت معين مضيئًا بعبادة أهله ثم وجدته مظلمًا في ليلة ما، فإنها تسأل عن أهل هذا البيت. ويقال لها إنهم ربما أصيبوا بمرض أو يمرون بحالة من الهم أو غير ذلك، فتبدأ الملائكة بالدعاء لهم بما يناسب حاجتهم، سواء بالشفاء أو تفريج الكرب.

وفي ختام رسالتها، دعت دار الإفتاء جميع المسلمين إلى الحرص على هذه العبادة المباركة، كلٌّ حسب استطاعته، مشددة على أن قيام الليل ليس عبادة ثقيلة بل وسيلة للاقتراب من الله وطلب العفو والرحمة.

 كما ذكّرت بقول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} (النور: 54)، مؤكدة أن الطاعة هي الطريق إلى الهداية والسكينة.

وشددت الدار على أن قيام الليل يحمل في طياته أسرارًا عظيمة وآثارًا إيجابية لا يشعر بها إلا من واظب عليها، سواء على المستوى الروحي أو النفسي أو حتى الجسدي، ما يجعله عبادة تستحق أن تكون جزءًا أساسيًا من حياة المسلم اليومية.

 

مقالات مشابهة

  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • سر النور الخفي في بيوت المصلين أثناء الليل.. عبادة أوصى بها النبي
  • تأملات قرآنية
  • 4 أمور تعكر على الإنسان صفو توجهه إلى الله.. علي جمعة يكشف عنهم
  • ???? أطلق الجنجويد الرصاص في السماء وقالوا: إنهم قتلوا الله
  • أمين عام حزب الله يكشف متى ستنتهي الحرب.. و 4 أمور مهمة تنتظرهم بعدها
  • علي جمعة يحذر من 6 أمور تؤثر على القلب.. وهذا حلها
  • علامات قبول الله تعالى ورضاه على العبد
  • علي جمعة يحذر من أمور تصيب من يفعلها بالبلاء والوباء
  • حكم الدعاء في الصلاة بقضاء حاجة من أمور الدنيا