الكرملين يدافع عن قرار دعوة وفد من حماس غداة لقاء مسؤولين من الحركة وقياديين إيرانيين بموسكو
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
عللت موسكو الجمعة قرار دعوتها لوفد من حركة حماس لزيارة روسيا بضرورة الحفاظ على التواصل مع جميع أطراف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
ومن جهتها، حثت إسرائيل الكرملين على طرد وفد الحركة الفلسطينية ووصفت دعوتهم إلى موسكو بأنها "مؤسفة". كما تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس ردا على هجوم شنه مسلحو الحركة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مما أدى إلى مقتل 1400 شخص.
هذا، وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الوفد التقى مع ممثلين عن وزارة الخارجية الروسية لكنه لم يجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين أو مسؤولين في الكرملين.
وأضاف للصحافيين "نرى أنه من الضروري مواصلة اتصالاتنا مع كل الأطراف وبالطبع سنواصل حوارنا مع إسرائيل".
ويذكر أن روسيا تربطها علاقات مع جميع الأطراف الرئيسية في الشرق الأوسط، ومنها إسرائيل وإيران وسوريا وحماس والسلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب والتي لا تملك سوى سلطة محدودة في الضفة الغربية المحتلة.
وألقت روسيا مرارا باللوم في الأزمة الحالية على فشل الدبلوماسية الأمريكية.
ومن جانبها، أصدرت السفارة الروسية في إسرائيل بيانا أكدت فيه مجددا الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن جميع المحتجزين لدى حماس وتوصيل المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة الذي تقصفه إسرائيل بشكل مكثف قبل غزو بري متوقع. ويقول مسؤولون في غزة إن أكثر من سبعة آلاف فلسطيني قد لقوا حتفهم.
ونقلت صحيفة كوميرسانت الروسية عن عضو في وفد حركة حماس الذي يزور موسكو القول إن الحركة لا يمكن أن تطلق سراح أي محتجز قبل الاتفاق على وقف لإطلاق النار.
كما نقلت الصحيفة عن ذلك العضو قوله إن حماس تحتاج إلى وقت لتحديد مكان كل من نقلتهم فصائل فلسطينية مختلفة من إسرائيل إلى غزة في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
رفع حدة التوتر... "أمر سيء جدا"واستبعد بيسكوف مخاطر تورط روسيا في الصراع بعد أن قصفت طائرات مقاتلة أمريكية الجمعة منشأتين للأسلحة والذخيرة في سوريا ردا على هجمات شنتها فصائل مدعومة من إيران على القوات الأمريكية.
لكنه أضاف أن القصف الأمريكي من شأنه أن يرفع من حدة التوتر في المنطقة، قائلا "هذا أمر سيء جدا".
وإلى ذلك، ذكرت وكالة تاس للأنباء الجمعة أن عضوا كبيرا آخر في وفد حركة حماس بموسكو، وهو موسى أبو مرزوق، أجرى محادثات مع نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، الذي يزور العاصمة الروسية أيضا.
ونقلت تاس عن مصادر بالسفارة الإيرانية في موسكو أنهما ناقشا الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية لسكانها، كما أكد باقري كني دعم طهران القوي للقضية الفلسطينية.
اقرأ أيضاالصين تعلن استعدادها للتنسيق مع روسيا للتوصل إلى تهدئة بين حماس وإسرائيل
هذا، وكانت قد أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن ممثلين لإيران وحماس موجودون في موسكو الخميس لإجراء مباحثات، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية قبل نحو ثلاثة أسابيع.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "وجود ممثلين لهذه الحركة الفلسطينية في موسكو"، وأن نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري موجود أيضا في العاصمة الروسية. بدون أن تقدم تفاصيل بشأن جدول أعمال المباحثات أو مضمونها.
غير أن مصدرا دبلوماسيا روسيا أكد في وقت لاحق لوكالات الأنباء المحلية، أن اللقاء مع وفد حماس برئاسة موسى أبو مرزوق، تمحور حول الرهائن الذين احتجزتهم الحركة، وبينهم أجانب، خلال هجومها غير المسبوق ضد إسرائيل.
"تصعيد غير مسبوق للصراع"وأشار إلى أن موسكو أكدت لوفد الحركة ضرورة "الإفراج الفوري عن الرهائن الأجانب في قطاع غزة"، وتطرقت إلى "المسائل المرتبطة بإجلاء الرعايا الروس والأجانب الآخرين من القطاع الفلسطيني".
ومن جهته، بحث نائب الوزير الإيراني علي باقري مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف "التصعيد غير المسبوق للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني"، وفق وزارة الخارجية الروسية.
وأضافت الوزارة أنه خلال هذا الاجتماع "تم التأكيد مجددا على ضرورة وقف الأعمال العدائية في قطاع غزة ومحيطه، وتقديم مساعدات إنسانية سريعا للسكان الفلسطينيين المتضررين".
كما شددت الخارجية الروسية في بيانها على أن "موسكو وطهران لا تزالان عازمتين على مواصلة التنسيق الوثيق للجهود الرامية إلى استقرار الوضع في الشرق الأوسط".
هذا، وكان الكرملين قد أقر الثلاثاء بعدم تحقيق تقدم حتى الآن نحو إطلاق سراح الروس الذين اختطفتهم حركة حماس.
وللتذكير اختطف مقاتلو حركة حماس أكثر من 220 شخصا هم إسرائيليون وأجانب أو مزدوجو الجنسية، خلال هجوم خلف أكثر من 1400 قتيل، معظمهم من المدنيين، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، يقصف الجيش الإسرائيلي على نحو متواصل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة الخميس أن حصيلة القتلى تجاوزت سبعة آلاف شخص غالبيتهم من المدنيين.
ويذكر أن روسيا تربطها علاقات مع الحركة الفلسطينية منذ سنوات ولا تعتبرها "إرهابية" على عكس الولايات المتحدة.
فرانس24/ رويترز/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج إسرائيل حماس غزة روسيا الكرملين فلسطينيون الحرب بين حماس وإسرائيل الحرکة الفلسطینیة الخارجیة الروسیة حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل
#سواليف
رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) رمت بـ” #كرة_من_نار ” على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي #عيدان_ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.
وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام #الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن #حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد #ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.
مقالات ذات صلة 130 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى 2025/03/14وأوضح أن “موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلان
وبينما أعرب عن اعتقاده بأن “موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين”، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو
وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.
وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن “مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات”.
وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد “رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن “التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة”، ولأن “مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين”.
إعلان
وكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.
يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.