صدر حديثاً كتاب "موسم الهجرة إلى الضفة الأخرى" من تأليف الناقد والأديب الدكتور الرشيد بو شعير، وذلك عن دار الألمعية للنشر والتوزيع في الجزائر، ويقع الكتاب في 577 صفحة من القطع الكبير، ويشتمل على 22 مسرحية، وسيتم طرحه قريباً بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، في نوفمبر ( تشرين الثاني ) القادم.

ويذكر أن الدكتور بو شعير كاتب مسرحي وروائي وهو أستاذ أكاديمي، مارس التدريس في عدة جامعات، وعضو سابق في اللجنة المديرة لاتحاد الكتاب الجزائريين، وعضو مؤسس في الرابطة العربية للأدب المقارن بجامعة عنابة، وعضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وقد شارك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات الأدبية والنقدية المحلية والإقليمية والدولية.

وقد نشر المؤلف ما يزيد عن ستين كتاباً منها، "الواقعية وتياراتها في الآداب السردية الأوروبية"، "دراسات في المسرح العربي المعاصر"، "أثر غابرييل غارسيا ماركيز في الرواية العربية"، "مساءلة النص الروائي في أعمال عبد الرحمن منيف"، "أدب الخليج العربي الحديث والمعاصر، من التقليد إلى التجديد"، "الرواية الخليجية ..إلى أين؟"، "مدارات السرود الروائية الخليجية، سبعة أجزاء، دار أوراق للنشر والتوزيع الطبعة الأولى الشارقة 2022 م"، و"تطور السرود الروائية المعاصرة" دار الهدهد بدبي 2023 م، وله قيد النشر "مناهج النقد الأدبي  الحديث والمعاصر من التقليد إلى التجديد".

وفي هذه المناسبة قال الدكتور بوشعير: "يحتوي كتاب "موسم الهجرة إلى الضفة الأخرى" على 22 مسرحية، من ضمنها نص "المخدوع" وهي مسرحية أخرجت في مسرح قسنطينة وهو مسرح رسمي في الجزائر، وصورت تلفزيونياً وعرضت ونال النص جائزة أفضل نص مسرحي في مهرجان للمسرح في الجزائر".

وفي تصريح خاص لـ24 أضاف "كتبت هذه النصوص المسرحية في فترات مختلفة بدءاً من سنة 1985 ولغاية الآن، وبطبيعتي أنقح وأعيد النظر في كتاباتي، من حيث الحوار وفيما بعد نقحت بعضها، وأخرى كتبتها مؤخراً في فترة كورونا، موضحاً أنه تناول موضوعات مختلفة وهواجس متنوعة، اجتماعية وفلسفية، بعضها تتعلق بظواهر صحية، وأخرى اجتماعية، على سبيل المثال، ظاهرة الهجرة إلى أوروبا، حيث نلاحظ أن الشباب العربي يترك وطنه ويهاجر، خاصة في المغرب العربي، في الجزائر والمغرب وتونس، نجدهم يريدون الهجرة إلى أوروبا بأي شكل من الأشكال، وللأسف شباب في مقتبل العمر يموتون وهم يسقطون طعماً للحيتان، تغرق زوارقهم، ويذهبون بطرق غير شرعية، وهي ظاهرة مؤسفة وكتبت عنها، أما باقي نصوص الكتاب فهي محاور فلسفية، ومحاور اجتماعية".

 وعن رؤيته للحركة المسرحية العربية أوضح: "أن الكتابة للمسرح صعبة جداً لأن الكاتب المسرحي ينبغي أن يفكر في كتابة النص وفي إمكانية عرضه على خشبة المسرح، فهو لا يكتب للقراءة فقط ولكن يكتب للعرض أيضاً، ومن الصعب التوفيق بين الأمرين، وما نراه في الساحة المسرحية العربية حالياً هو كتابة للعرض فقط، ولذلك فإن المسرحية التي تعرض لا تعيش أدبياً مدة طويلة إذا نشرت، ومعظم المسرحيات لا تنشر، لأنها تكتب للعرض فقط".

وذكر بوشعير: "بينما سابقاً في ربيع المسرح العربي، عندما كان ألفريد فرج وكاتب ياسين، وعز الدين المدني والطيب العلج، وعبد الرحمن ولد كاكي، وعبد القادر علولة، وسعد الله ونوس، ويوسف العاني، ويوسف إدريس، هؤلاء العمالقة، استطاعوا أن يجمعوا بين الخشبة أي العرض والنصية، فالنص المسرحي ينجح عندما يعرض، وأيضاً عندما ينشر ويقرأ يعيش أدبياً مستقلاً عن خشبة المسرح، ولكن ما نراه الآن في الساحة العربية، أن العروض المسرحية صعب أن تنشر في كتب وأن تعيش أدبياً".

وختم بالقول: "في الوقت الراهن بشكل عام المسرح انحسر كثيراً بسبب الظروف الخاصة، وما نراه من انتشار وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتيك توك، وغيرها، وكذلك المسلسلات والأفلام الضعيفة التي تعرض في وسائل الإعلام، والمقابلات الرياضية، وأسباب أخرى يطول الحديث فيها ولذلك فإن ما يقدم من مسرحيات وهو قليل جداً في الوطن العربي للأسف الشديد، لا يرقى إلى مستوى النصية، ولا يستطيع أن يعيش خارج خشبة المسرح، فهو مؤقتاً، آنياً فقط مرحلياً يمكن أن ينجح عندما يعرض على المسرح، أما أن ينجح كعرض ويقرأ عندما ينشر هذا ما لا نجده، خلاف لأعمال الكتاب السابقين، مثل أعمال سعد الله ونوس التي ما زالت تنشر وتقرأ حتى اليوم".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الجزائر معرض الكتاب الشارقة الهجرة إلى فی الجزائر

إقرأ أيضاً:

عندما!

 

 

د. علي حمد عبدالله المسلمي

aha.1070@hotmail.com

 

عندما تقوم دولة بعدتها وعتادها وقضها وقضيضها بغزو دولة أخرى في فجر النهار من يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر يونيو 2025، وتدعمها دول كبرى بالعدة والعتاد في عدوانها، وتدَعي بأن لها الحق في انتهاك سيادة دولة أخرى؛ بحجة امتلاك قنابل نووية وتقوم بقتل قادة عظام، وعلماء ذرة كبار يمثلون ثروة قومية، والرغبة في القضاء على رأس هرم النظام، ومن ثم تشظي الدولة وانهيارها، ومن ثم تقسيمها إلى أثنيات وأقليات، وزعزعة استقرارها في وضح النهار؛ فهذا ليس انتهاك للقانون الدولي وإنما القضاء على النظام الإرهابي.

وعندما تقوم هذه الدولة بنشر عملائها وتنتهك داخليا دولة ذات سيادة وتقوم بتنفيذ وتصفية علمائها وقادتها بالطائرات المسيرة وغيرها من أدوات القتل فهذا حقا من الحقوق المشروعة في الدفاع عن النفس.

وعندما تنطلق طائرة الشبح "B2" محملة بقنابل "GBu57" الخارقة للتحصينات من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية أوكلاهوما الأمريكية في رحلة امتدت 15 ساعة؛ لتدمير منشآت نووية لدولة ذات سيادة تخترقها 60 مترًا في باطن الأرض، وترافقها 125 طائرة بعضها للتزود بالوقود، والأخرى مزودة بصواريخ "توما هوك"؛ لحمايتها وتعبر عباب المحيطات والأجواء وترصدها الأقمار الاصطناعية أو لا ترصدها وهي تنتهك سيادة دول برضاها أو دون رضاها. وتعبر أجوائها وتقذف بحممها دولة ذات سيادة وتباغتها ثم تعود إلى قواعدها سالمة، ويشعر أصحابها بالنشوة والانتصار بأنها حققت الهدف المنشود وتراقصت لها بعض الدول فرحا وحبورا، وباركتها الدولة المعتدية؛ فهذا عمل شجاع وبطولي.

وعندما يطلق رئيس أكبر دولة متقدمة على مستوى العالم عسكريا ونفوذا، ويطالب دولة ذات سيادة وعضوا في الأمم المتحدة بالاستسلام وتأتي صاغرة ترفع الراية البيضاء على مرأى ومسمع من العالم أجمع؛ فهذه هي أعلى درجات الديمقراطية التي يبشر بها سيد البيت الأبيض.

وعندما يطلق مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية ميرتس عبارته الشهيرة ويقول الحقيقة أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع بأن "إسرائيل تقوم بالحرب القذرة نيابة عنا" والحقيقة عين الصواب فهذا معادٍ للسامية.

وعندما يتبجح مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة في مجلس الأمن أثناء انعقاده في كلمته الموسومة، ويستعرض عضلاته وعنجهيته ويرفع عقيرته على مرأى ومسمع من العالم، ويسيء إلى مندوب دولة ذات سيادة ويطعنه شخصيًا، ويطلق عليه لفظة ذئب، ويتقمص هو دور الحمل الوديع، ويسترعي انتباه رئيسة الجلسة بأنه خالف القواعد؛ فهذه قمة الأدب والاحترام في دولة تدعى إن جيشها من أكثر الجيوش أخلاقا على مستوى العالم فهذا أمر طبيعي.

عندما يستيقظ الضمير، وتقوم ثلة من الناس من أجناس وأعراق متعددة وهي تستنهض الناس لكسر حصار غزة، وتركب عباب البحر ثم تقرصن على مرأى من العالم من قبل دولة تدعي الديمقراطية وإنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط فهذا عمل عظيم وجبار.

عندما يقوم أبناء جلدتنا التنكيل بأبناء جلدتهم وهم انتفضوا في قافلة الصمود؛ لكسر حصار غزة، انطلقت من تونس الخضراء، مرورا بليبيا، ومن ثم إلى مصر، وصولا إلى معبر رفح، ومن ثم إلى غزة فهذا يراد به إثارة للفتنة والإرهاب.

وعندما يقتل الأطفال والشيوخ والنساء ويجوعون ويعطشوا، وتسلب حريتهم في غزة، ويتم التنكيل بهم ومهاجمتهم في مقرهم الآمن؛ فهده إنسانية.

وعندما يصرح الأمين العام لحلف الناتو ويقول إن الضربات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية لضرب المنشآت النووية الإيرانية ليس انتهاك للقانون الدولي؛ فهذا حق مشروع لها حفاظا للأمن والسلم العالمي.

وعندما يقول السيناتور الأمريكي جان سوليفان بأن مليون عربي لا يساوون ظفر يهودي؛ فهذا ليس من العنصرية في شيء.

وعندما يُطلق وزير الدفاع الإسرائيلي السابق على العرب الفلسطينيين لفظ حيوانات بشرية؛ فهو يصنف نفسه من ضمن شعب الله المختار.

وعنما دعا وزير التراث اليهودي عميحاي إلياهو بإلقاء قنبلة نووية على غزة ومحوها من الوجود؛ فهذا لا يعد ضربًا من الجنون!

ودُمتم سالمين.

مقالات مشابهة

  • الجزائر وسويسرا توقّعان إعلان نوايا حول الهجرة
  • المسرحية الموسيقية «هاميلتون» والمؤرخ رون تشيرنو يحصلان على جائزة ميدالية الحرية
  • متحف شرم الشيخ يحي الطقوس الجنائزية بـ مائدة الأبدية
  • اليوم.. عرض "آخر رايات الأندلس" و"ليلة سقوط القمر" بمهرجان فرق الأقاليم المسرحية
  • سعر ومواصفات سيارة «إم جي HS» موديل 2026
  • الهيئة العربية للمسرح تختار صاحب رسالة «اليوم العربي»
  • عندما!
  • قصور الثقافة تحتفي بذكرى 30 يونيو بالمحافظات.. مهرجان فرق الأقاليم المسرحية يواصل عروضه.. وأمسيات لتكريم رموز الإبداع
  • عندما يكون حظك سىء ومصمم تعيش
  • البنك الدولي يحذر من تدهور أوضاع 39 دولة هشة مع تنامي الصراعات