ودع عدد كبير من الصحفيين الفلسطينيين أسرهم بعد استهداف منازلهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، منهم من تلقى خبر الاستشهاد أثناء تغطيته للأحداث على الهواء مباشرة، لتصبح عائلته الخبر، مثلما حدث مع الصحفي وائل الدحدوح الذي تلقى صدمة كبيرة بعد استشهاد أفراد عائلته، كذلك الصحفي معتز العزايزة، إذ تفاجأ أن المنزل الذي كان ذاهبا لتغطيته هو منزل أسرته، ليردد حينها: «عيلتي يا الله فيها أشلاء»، تلك الكلمات التي حظت بتعاطف واسع.

استهداف الصحفيون الفلسطينيون 

عرف الصحفيون الفلسطينيون والشعب بأكلمه بأن «قلوبهم من حديد»، لا يمكن أن يكون الموت نقطة ضعفهم ولا يستطيع العدو وقف حماسهم أو يمنع دفاعهم عن بلدهم فلسطين المحتلة العزيزة، ليبقى السؤال هنا: «هل يدرك الصحفى أن عائلته يمكن أن تكون الخبر؟».

أجاب صحفيون فلسطينيون، عن هذا السؤال خلال حديثهم لـ«الوطن» منهم الصحفي مثتى النجار، الذي اختار مهنة الصحافة لكي ينقل الحقيقة للعالم، قائلا إن مهنة الصحافة لم تعد سهلة، إذ يدفع  ضريبة كبيرة من أجل الرسالة ونقل الصورة ونقل معاناة شعبه، حيث تغلبه الدموع أحيانا عند مشاهدته الجراح وجثامين الشهداء خاصة الأطفال: «نحن نعيش الضغط النفسي والعصبية والتوتر والقلق والأعصاب ونبكي أحيانا عندما نرى مشاهد الناس والمجازر، خصوصا بحق الأبرياء والمدنيين والأطفال».

رغم كل ما يتعرض لها «مثني» أثناء تغظيته للاحداث، إلا أنه يقوم بتذكير نفسه بأن هناك «رسالة عظيمة نحن نعمل من أجلها»، ليعود مرة أخرى إلى مواصلة عمله وعدم الاستسلام ونقل الحقيقة: «نعم أبكى أحيانا وأنا أغطي لكني أرى معاناة غيري فتهون عليا معاناتي وأقوم بمواصلة مهامي».

فقدان أحباء وأقارب في القصف 

فقد الصحفي مثني عديد من أحبائه وأقاربه، في هذه الحرب، التي وصفها بالأكثر دموية، إذ تعرض لقصف استهدف منزله وتم تدميره بشكل كامل مع بداية العدوان ودون إبلاغ، وكذلك تعرضت أسرته وأطفاله للقصف، ونجا بأعجوبة من موت محقق، حيث ارتقى والد زوجته وشقيقه وزوجته وأبنائه، مشيرا إلى أن عائلته تعيش حاليا النزوح بين مراكز الإيواء والمدارس كباقي الشعب.

ماذا لو عائلتك هي الخبر؟

كان يعتقد الصحفي «مثنى» وزملائه الصحفيين أن ارتداء الزي الأزرق الخاص بالصحافة، يحمي ويميز، لكنه لم يشفع لهم، فقد شهدوا مقتل زملائهم وتعرضوا لحملات تهديد بالقتل بشكل مباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي عبر منصات التواصل الاجتماعي، بل حذف حسابه من الأساس، مضيفا أنه سوف يظل ينقل الحقيقية حتى النهاية: «أنا عارف أني يمكن نستشهد في أي وقت، أو أنقل خبر استشهاد عيلتي في أي وقت، لكن مش هقف عن العمل، وأني أنقل الحقيقة عن بلدنا فلسطين».

على الجانب الأخر عبر الصحفي أسامة  الكحلوت عن الضغوط التي يتعرض لها الصحفيين أثناء تغطيتهم لأحداث غزة، إذ أن كثير منهم لم يستطعوا رؤية أهاليهم منذ بداية الحرب: «أنا الوضع عندنا صعب وبنتعرض لضعوط كتير، وكلنا هنا مش بنلحق نشوف أهلنا وشغالين 24 ساعة، متوقعين أني في أي لحظة ممكن نستشهد»، مؤكدا أنهم مستمرين في تغطية الأحداث ونقل الحقيقة، حتى إن كان أحد أفراد عائلته من بين الضحايا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرئيلي قطاع غزة أحداث غزة

إقرأ أيضاً:

مراسل الجزيرة بغزة يودّع أفرادا من عائلته استشهدوا بقصف إسرائيلي

ودع مراسل قناة الجزيرة في غزة، رامي أبو طعيمة، عددا من أفراد عائلته بعد استشهادهم إثر قصف إسرائيلي استهداف خيمتهم في منطقة المواصي غرب خان يونس.

وظهر أبو طعيمة في مقاطع فيديو، تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فجر اليوم الجمعة، وهو يحمل جثامين أطفال من أقاربه، وقد بدت عليه علامات الحزن والألم والصدمة، بينما أفاد صحفيون بأنه كان على رأس عمله حين وصلت جثامين أقاربه إلى المستشفى.

View this post on Instagram

A post shared by محمد سلامة (@mohammad_salama.2)

وودّعت عائلة أبو طعيمة عددا من أفرادها الذين استشهدوا في الغارة الإسرائيلية فجر اليوم.

مقالات مشابهة

  • أب يسكب البنزين على عائلته بالكامل لحرقهم وسط العراق
  • إبراهيم فايق عن تولي محمد يوسف والنحاس: المواقف المؤقتة أحيانا تصنع التاريخ
  • حكيمي يستمتع بعطلته نواحي مراكش
  • ???? الحقيقة التي يعلمها هذا التائه أن معركة الكيزان ليست مع أشباه الرجال !!
  • ماذا بعد ارتفاع خسائر جيش الاحتلال بغزة؟ محللون يجيبون
  • ما هي الإمتيازات التي كانت تدافع عنها د. هنادي شهيدة معسكر زمزم
  • مراسل الجزيرة بغزة يودّع أفرادا من عائلته استشهدوا بقصف إسرائيلي
  • ماذا ضبطت الجمارك في الشمال؟ إقرأوا هذا الخبر
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • كيف نحمي أبنائنا من الابتزاز الالكتروني؟.. علماء بالأوقاف يجيبون