ما المقصود بقوله تعالى: قل ما كنت بدعا من الرسل؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وذلك من خلال خطبة له تحت عنوان:"يسألونك ماذا جاء به النبي - ﷺ - من جديد ؟".

ما المقصود بقوله تعالى: قل ما كنت بدعا من الرسل؟

وقال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء: عباد الله تكالبت علينا الأمم وسأل الناس فيما سألوا ماذا جاء به نبيكم من جديد؟ وما الذي أضافه إلى البشرية وعلى أي صفةٍ أرسل ذلك النبي؟ بعد ما أرسل الله موسى وأنزل عليه وصاياه العشر وبعد ما أنزل وأرسل عيسى وظن كثير منهم أنها نهاية العالم فما الذي جاء به نبيكم من جديد؟ سؤال يسأله العالِم منهم والجاهل والقاصد والضال وربنا سبحانه وتعالى يجيب عنا هؤلاء الأقوام ليبين حقيقة دين الإسلام الذي هو دين كل نبي منذ أرسل الله آدم إلى أن ختمهم بالنبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ ويأمر رسوله بالتبليغ عنه سبحان وتعالى ليجيب عن هذا السؤال ما الذي أتيت به من جديد؟ وكأن الأمر يحتاج إلى جديد وكأن الله يتغير كل يوم عند هؤلاء فيحتاج الأمر إلى جديد.

وتابع علي جمعة: فقال له: ﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ﴾ يعني لم آت بجديد إنما أتيت بما أتى به الرسل على مر العصور وكر الدهور أن اعبدوا الله لا إله إلا هو؛ فلما ضل القوم ولم يعبدوا الله وحده وأشركوا به صنوف الشرك أرسل الله الرسل واحداً في إثر الآخر، إلى أن ختمهم بسيد الخلق ﷺ وأبقى القرآن محفوظاً من عنده يتكلم بلسانه ﷺ وبالوحي الذي حفظه الله من عنده وأجراه على قلبه إلى يوم الدين ، وكأنه نبي مقيم فينا يتلوه كل المسلمين في المحاريب وفي صلاتهم وفي خلواتهم وفي جلواتهم يأمرون الناس بالبر وبالتقوى وبالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله فكانوا خير أمةٍ أخرجت للناس.

على جمعة: سيدنا النبي حي فى قبره ويعرف من يصلي عليه كيف أتعامل مع نفسي التي تخطئ كثيرا.. علي جمعة يوضح

وبين في قوله جل وعلا:"قل ما كنت بدعا من الرسل"، إن قوله تعالى ﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ﴾ يعني أنه بشر لا يدري ما يفعل الله به ﷺ ، وإذا كان سيد المرسلين يخاف رب العالمين فمن الذي يتجرأ من الخلق ولا يخافه وهو سيد السماوات والأرض والعرش والجبال والملائكة والجن والناس.

وأضاف علي جمعة: ﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ فبلغ ﷺ فهدانا وهدى الناس أجمعين إلى يوم الدين ولازال يخرج بهذا القرآن من الظلمات إلى النور ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن شقائها إلى سعادة الدارين وسيبقى ذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وشدد: ما الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم من جديد؟، لم يأت بجديد ولم يكن بدعاً من الرسل بل إنه اتبع ربه وآمن به وسلم له ونفذ ما اتبعه وما أمر به في وحيه ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هيئة كبار العلماء الأزهر الصلاة على النبي علی جمعة ما الذی من جدید

إقرأ أيضاً:

آفة المقارنات

توزيع الأرزاق بين الناس، حكمة من الله جلَّ جلاله، ولو بسط الله الرزق، لحدثت كارثة بشرية كبيرة ، وهي البغي في الأرض، ولأن الله خبير بصير، جعل الرزق ينزل بقدر ، قال الله تعالى “وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ” ، وهذا يجعلنا نؤمن أن الأرزاق ينزلها الله بقدر ما يشاء، ويقسمها بين عباده فسبحان الله الرزاق.

ما نشاهده اليوم من مقارنات ومتابعة لأرزاق الناس والتدقيق عليها وتصويرها والتحسر الذي قد يصل إلى تجاهل كل خير لديك من أجل أن خير واحد فقط عند قريب أو جار لا يوجد لديك ، هو آفة كبيرة قضت على سعادة الفرد والجماعة والأسرة ، وسبَّبت طلاقا ومقاطعات ومشاكل مالها آخر ، وممّا أجّج من نار هذه الآفة، وسائل التواصل الإجتماعي، التي أصبحت منتشرة بشكل مخيف، ووصلت إلى كل يد ، ونافذة يطل من خلالها الجميع على أحوال الناس حتى الشخصية والسرية منها ، الإنفاق حسب السعة بدون إسراف، قاعدة رائعة. قال تعالى: “لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ”، يقابلها قاعدة أخرى جميلة لمن قدر عليه قلة الرزق، قال تعالى “وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا”.

الكثير من القضايا الإجتماعية ومنها آفة المقارنات ، تحتاج للكثير من تضافر الجهود وتوحيدها للوصول لنتائج إيجابية يجني ثمارها المجتمع ، من خلال منابر الجمعة والوسائل الإعلامية المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي ، وكلنا في خدمة الوطن.

مقالات مشابهة

  • معنى قوله تعالى ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾
  • المقصود بـ"مكر الله" في القرآن الكريم
  • علي جمعة: المسلم يؤمن بالكتب السماوية إجمالًا وتفصيلًا
  • علي جمعة: رحلة الإسراء والمعراج أخذت بيد النبي ليتجاوز عوالم المكان والزمان
  • أكبر ذنب في شهر رجب.. علي جمعة يحذر من فعل شائع يقع فيه كثيرون
  • علي جمعة: الإيمان بالكتب السماوية هو الركن الثاني من أركان الإيمان
  • لماذا اختار الله شهر رجب الذي تصب فيه الرحمات لفرض الصلاة؟ علي جمعة يوضح
  • هل تخضع معجزة الإسراء والمعراج لقوانين الأرض؟ علي جمعة يجيب
  • من كلّ بستان زهرة – 92-
  • آفة المقارنات