ما مصير القاعدة العسكرية الروسية في أرمينيا؟
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
كتب سيرغي فالتشينكو، عن خروج أرمينيا من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وانتقالها إلى الخندق الأمريكي.
وجاء في المقال: في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، في 25 أكتوبر، صرح (نيكول) باشينيان بأن القاعدة الروسية في أرمينيا غير ضرورية. وهذه ليست الخطوة غير الودية الأولى من جانب يريفان، التي أظهرت في الأشهر الأخيرة تغيراً واضحاً في أولويات سياستها الخارجية لمصلحة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي الصدد، قال الباحث السياسي، عضو هيئة رئاسة "ضباط روسيا"، العقيد الاحتياطي ليفون أرزانوف: "مهما يكن الأمر مؤسفًا، لكننا نرى أن الوجود الروسي، المستمر منذ مائتي عام في أرمينيا يشارف على الانتهاء. كانت أرمينيا حليفتنا في منطقة القوقاز. قاعدتنا العسكرية رقم 102 موجودة هناك منذ التسعينيات.
يبدو أن تفويض قواتنا بالبقاء هناك ساري المفعول حتى العام 2044؟
لن يقوم أحد بتمديد هذه الولاية. فلا يوجد شيء يمكن أن يوقف هذه العملية. ومن غير المرجح أن يعارض سكان أرمينيا مسار باشينيان.
بالإضافة إلى قوات حفظ السلام والقاعدة العسكرية 102، لدينا أيضًا وحدات حدودية تابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي هناك، والتي تحرس بشكل مشترك الحدود بين تركيا وأرمينيا. ماذا ينتظرهم؟
من المنطقي تمامًا افتراض أنه سيتم سحبهم أيضًا. ورغم أنه لا يوجد حديث عن ذلك حتى الآن، إلا أنه على الأرجح سيتم ذلك بعد انسحاب القاعدة العسكرية رقم 102. ونتيجة لذلك، فقد بدأ ينشأ اصطفاف جورجي- أرميني مؤيد لأمريكا في جنوب القوقاز. أذربيجان في الواقع خاضعة للأتراك. بشكل عام، لم يعد لدينا أي أصدقاء تقريبًا في هذه المنطقة.
كيف ستتطور الأحداث في المستقبل القريب؟
أظن أن أرمينيا ستنسحب مبدئياً من منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وسيتبع ذلك انسحاب قواتنا لحفظ السلام والقاعدة العسكرية رقم 102. ثم سيُسحب حرس الحدود. وبعد ذلك سيدخل الأمريكيون إلى هناك. أو ربما ستجري هذه الأمور كلها معا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: القاعدة العسکریة
إقرأ أيضاً:
طوفان الأسمدة الروسية الرخيصة يهدد الأمن الغذائي في أوروبا
يشكل إغراق دول أوروبا بالأسمدة الرخيصة القادمة من روسيا، تهديدا لتلك الصناعة بالقارة العجوز، وقد يؤدي لإخراج المنتجين الأوروبيين من أسواق، وباتالي فإن ذلك سيشكل خطراً على الأمن الغذائي لدول الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل، حسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
ووفقا لنفس الصحيفة، فإن تدفق الغاز الطبيعي الروسي إلى الاتحاد الأوروبي "تراجع بشكل كبير" بعد غزو قوات الكرملين لأوكرانيا في أواخر فبراير 2022، مما دفع الدول الأوروبية إلى اللجوء إلى مصادر إمداد أخرى.
لكن موسكو واصلت استخدام إنتاجها من الغاز، لإنتاج الأسمدة النيتروجينية الرخيصة وتصديرها إلى أوروبا.
وذكر خبراء أن واردات بعض الأسمدة، مثل اليوريا، زادت بعد حرب روسيا على أوكرانيا قبل أكثر من عامين، لافتين إلى أن الأسمدة الرخيصة "ساعدت المزارعين الأوروبيين في تحسين إنتاجهم، لكن منتجي الأسمدة في دول الاتحاد الأوروبي أصبحوا يجدون صعوبة في المنافسة".
وقال بيتر سينغر، الرئيس التنفيذي لشركة "إس كي دبليو ستيكشتوففيركي بيستريتز"، التي تعد أكبر منتج للأمونيا في ألمانيا: "نحن الآن نتعرض لفيض من الأسمدة الروسية التي تكون أرخص بكثير من أسمدتنا، وذلك لسبب بسيط، هو أنهم يدفعون مبالغ زهيدة مقابل الغاز الطبيعي مقارنة بنا نحن المنتجين الأوروبيين".
وحذّر: "إذا لم يتحرك السياسيون، فإن القدرة إنتاج السماد في أوروبا ستنتهي".
ويتوافق كلام سينر، مع تصريحات سفين تور هولسيثر، الرئيس التنفيذي لشركة "يارا إنترناشونال"، وهي إحدى أكبر شركات إنتاج الأسمدة المعدنية القائمة على النيتروجين في العالم، الذي قال، في أبريل، إن أوروبا "تسير بخطى ثابتة نحو الاعتماد على الأسمدة الروسية".
وتفرض العقوبات الغربية استثناءات على صادرات الغذاء والأسمدة الروسية، لتجنب إعاقة الأمن الغذائي، بيد أن أن سينغر وهولسيثر يعتقدان بأن موسكو "تستغل هذه الثغرة لتمويل حربها".
وفي هذا الصدد، قال خبير الأمن الغذائي في مؤسسة "تشاتام هاوس" البحثية، تيم بينتون، إن المنتجين الأوروبيين "طالما اشتكوا من الميزة التي يحصل عليها منافسوهم الروس بفضل الغاز الطبيعي الأرخص، لكن حججهم أصبحت أكثر وزناً منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا".
وهذه التحذيرات تعكس مخاوف جادة حول مستقبل صناعة الأسمدة الأوروبية، التي تواجه ضغوطًا متزايدة بسبب الأسعار التنافسية للأسمدة الروسية.
ويؤكد مسؤولون وخبراء في القطاع الزراعي، ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على القدرة الإنتاجية داخل أوروبا، وحماية الأمن الغذائي القاري من المخاطر المحتملة.