أوضح الكاتب والمحلل محمود لعوتة، أن منبر جدة هو المنبر الذي يستطيع أن يجد حلا للأزمة السودانية، بحكم الثقل السياسي والدبلوماسي للمملكة.

وأشار في مداخلة مع قناة «الإخبارية» إلى أن من أبرز الأسباب التي دفعت طرفي الصراع السوداني إلى مائدة المفاوضات مرة أخرى من خلال محادثات جدة، هو تعرض الطرفين للإنهاك عسكريا على مدار الشهور السبعة الماضية.

ولفت لعوتة إلى أن الطرفين يواجهان حاليا ضغطا دوليا من كافة الجوانب، سواء من الدول الكبرى أو الإقليمية أو من الداخل السوداني.

وأوضح أن المواطن السوداني يعاني بشكل كبير في الخرطوم ومختلف الولايات، و90% من المستشفيات معطلة.

فيديو | ما الأسباب التي أدت إلى عودة طرفي الصراع في السودان لمحادثات جدة؟

الكاتب الصحفي محمود لعوتة يجيب لـ #هنا_الرياض pic.twitter.com/xzaymvrDsl

— هنا الرياض (@herealriyadh) October 27, 2023

المصدر: صحيفة عاجل

إقرأ أيضاً:

من يقتل الحقيقة لا يستطيع أن يكتب التاريخ

لا يمكن أن تغادر صورة الصحفي الفلسطيني أحمد منصور، مراسل وكالة «فلسطين اليوم» وهو يحترق صباح اليوم، بعد أن استهدفت إسرائيل الخيمة التي كان يستخدمها وبقية الإعلاميين في غزة مكانا لتغطية الحرب، مخيلة أي صحفي حر يؤمن بمهنة الصحافة ودورها في نقل الحقيقة.. ورغم أن أحمد منصور نجا من الموت، ولو إلى حين، إلا أن صورته وهو يحترق ستبقى إحدى أهم أيقونات هذه الحرب الظالمة التي تستهدف فيها إسرائيل وأد الحقيقة في محاولة لاستبقاء سرديتها ونشرها أمام العالم. لكن هذا الطموح الإسرائيلي، المبني على الإيمان المطلق بالسردية الذاتية، يبدو أنه يتلاشى تماما بعد أكثر من 18 شهرا على بدء مجازر الاحتلال في قطاع غزة والذي راح ضحيته أكثر من 50 ألف فلسطيني بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ولكل منهم قصته وحلمه وطموحه ومساره في هذا العالم.. فما زال صوت الحقيقة، ولو عبر ثقوب صغيرة جدا، يتسرب إلى العالم ويملك قوة تهشيم السردية الإسرائيلية، وصناعة الدهشة، وتحريك الضمائر الحرة في كل أنحاء العالم.

قتل في نفس الخيمة التي كان يحترق فيها أحمد منصور الصحفي حلمي الفقعاوي ليرتفع عدد ضحايا الحقيقة في هذه الحرب إلى 210 صحفيين وهو عدد ضخم جدا في حرب واحدة لم تكمل بعد العامين. ولكل صحفي من هؤلاء حكايته التي لا نعرفها وهو منشغل بنقل حكايات الآخرين من ضحايا الحرب، وله حلمه الذي ينتظر لحظة أن تضع الحرب أوزارها ليذهب نحو تحقيقه.. وكل جرائم هؤلاء أنهم اختاروا أن يكونوا شهودا على الحقيقة، لا صامتين على الجريمة.

لم تكن الرواية يوما كما يدعي الإسرائيليون، لكن الأمر كان، منذ الصحفي الأول الذي سقط ضحية للحقيقة، ممنهجا في سبيل احتكار الاحتلال للرواية، ليكتب الحرب وحده دون صور تُوثق أو أقلام تسائل ما يحدث أمام سطوة التاريخ التي لن ترحم في يوم من الأيام.. ويريد أن يحرق الحقيقة كما حرق أجساد الصحفيين، وأن يُطفئ العدسات كما يُُطفئ الحياة في عيون الأطفال.. تماما كما يستهدف المسعفين، ويدمر المستشفيات، ويقصف المدارس والجامعات.. إنه يستهدف، وفي كل مرة، شهود الجريمة أنفسهم.

وهذا ليس صداما لمن يفهم الاحتلال الإسرائيلي فهو ينطلق دائما من مبدأ نزع الإنسانية عن الفلسطينيين، وعقدة الاستثناء التاريخي من القوانين والأخلاقيات والمبادئ، وفصل جرائمه ضد الفلسطينيين والعرب عموما عن التقييم الأخلاقي والقانوني؛ لذلك لا غرابة أن يعمد الاحتلال الصهيوني على اغتيال الحقيقة وإطفاء الأضواء في زمن الظلام؛ فالصحفي في نظره مقاوم، والحقيقة باتت خطرا.

رغم ذلك ورغم كل المحاولات الإسرائيلية لإسكات الحقيقة عبر اغتيال أبطالها وحرقهم بالنار تبقى «الحقيقة» آخر جدار للصمود، ويبقى الصحفيون في غزة هم حراس هذا الجدار، يكتبون بالدم ويصورون بالألم وصراخهم صدى لآلاف الضحايا الذين قضوا دون أن نسمع لهم صوتا أو أنينا. ولن تستطيع إسرائيل أن تصدّر سردياتها للعالم، ومن يقتل الحقيقة لا يحق له أن يكتب التاريخ.

مقالات مشابهة

  • 4 آيات حل رباني لمن لا يستطيع النوم ليلاً ويحلم بكوابيس.. داوم عليها
  • بين ضغط أمريكي واعتداء إسرائيلي.. هل يستطيع لبنان نزع سلاح حزب الله؟
  • وثائق سرية تفضح الكاتب الخاص للملك المغربي .. فمن هو ؟
  • دبلوماسي روسي: البرازيل مستعدة للمساعدة في التوصل لحلول سلمية للأزمة الأوكرانية
  • أحيزون يغيب عن تقديم ماراطون الرباط.. الكاتب العام لجامعة ألعاب القوى: يقوم بمجهودات عبر التيليفون
  • من يقتل الحقيقة لا يستطيع أن يكتب التاريخ
  • الحصادي: لا بد من حل شفاف للتصدي للأزمة الاقتصادية والمالية
  • بسبب الألعاب النارية.. القبض على طرفي مشاجرة بالأسلحة في بولاق الدكرور
  • هل يستطيع العلم المعاصر قياس الفقر؟
  • القبض على طرفي مشاجرة بقضاء قلعة سكر