الباحثة غدير وهبة لـ سانا: علم الآثار الكلاسيكية عميد علوم الآثار وليس هناك اهتمام كاف به
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
دمشق-سانا
ذهبت الباحثة غدير وهبة إلى الآثار الكلاسيكية لتصل إلى الإلمام بمعنى الآثار الحقيقي، وترتيب التسلسل الزمني والمنهجي لحركة الآثار الزمنية وتعاقبها وأثرها الحضاري عبر الزمن.
وفي حديث لـ سانا قالت وهبة: لم يكن هذا الاختيار عبثياً، وإنما قد تم بناء على أهمية هذا العلم من جهة، حيث تم تصنيف علم الآثار الكلاسيكية على أنه عميد علوم الآثار، فهو العلم الذي يهتم بدراسة وتفسير المخلفات المادية للحضارتين (الإغريقية والرومانية)، إضافة إلى الحضارة البيزنطية منذ بدايتهما الأولى (في القرنين التاسع والثامن ق.
ويعتبر علم الآثار الكلاسيكيّة حسب وهبة العلم الأم لجميع علوم الآثار الأخرى، ولا يزال حتى اليوم يحتل مركز الصدارة، إذ نشأ وترعرع في عصر النهضة الأوروبية، وكان وليد الرغبة في فهم أفضل لحضارة بشرية اعتبرها مفكرو النهضة القدوة والمثال الذي يجب أن يحتذى به في المجالات كافة.
وأضافت وهبة: الآثار هي جزء من التراث، فالتراث بالمعنى العام (هو ما خلفه لنا الآباء والأجداد بالتقادم)، وله نوعان: معنوي (لا مادي) يشمل المفردات والعادات والتقاليد والمأكولات، والأغاني الشعبية والرقصات.. الخ، و(مادي) متمثل بالأدوات والأواني والفنون والمباني، مبينة أن الآثار هي الجزء المادي من التراث أي المخلفات المادية المنقولة (الفخار والنسيج والمعادن والحلي والمسكوكات والمنحوتات ..الخ)، وغير المنقولة (المسارح والمعابد والقصور والمدافن.. الخ).
وحسب وهبة فإن الحدود بين التراث المادي (الآثار) والتراث المعنوي قد تكون غير واضحة في بعض الأحيان، حيث يمكن أن تتداخل بعض العناصر على سبيل المثال، فيمكن أن تكون المباني الأثرية ذات قيمة معنوية كبيرة للمجتمع، فضلاً عن قيمتها المادية كهياكل معمارية.
وأوضحت وهبة أن عمر الإنسان أقدم بكثير من الألف الرابع ق.م، وإنما ينسب إلى ما نسميه عصور ما قبل التاريخ أو العصور الحجرية، ونعني بها العصور التي سبقت معرفة الكتابة، إذ علمنا أن الإنسان الأول قد ظهر منذ ما يزيد على مليوني سنة، ولكنه لم يخترع الكتابة إلا في مطلع الألف الثالث ق.م، لأدركنا كم كانت عصور ما قبل التاريخ طويلة قياساً إلى العصور الكتابية التاريخية التي لا تمثل إلا الخمسة آلاف سنة الأخيرة من تاريخ الإنسان، فيمكننا هنا تصور ما خلفه الإنسان آنذاك من آثار تتمثل بالهياكل البشرية للإنسان الأول (الاسترالوبيتك)، والأدوات الحجرية والعظمية والخشبية.
وأشارت الباحثة وهبة إلى التسلسل الزمني للآثار من العصر الحجري القديم إلى الوسيط إلى الحديث، فالعصر الحجري الحديث ما قبل الفخار، فالعصر الحجري الحديث الفخاري، لندخل إلى ما يسمى العصر الحجري النحاسي المتأخر (الألف الرابع ق.م)، ومن ثم عصر البرونز القديم (الألف الثالث ق.م)، وعصر البرونز الوسيط والحديث (الألف الثاني ق.م)، وعصر الحديد (الألف الأول ق.م)، لتبدأ العصور الكلاسيكية كما ذكرنا آنفاً في القرنين التاسع والثامن ق.م ممتدة في العصور الميلادية حتى بداية العصور الإسلامية في القرن السابع الميلادي.
وتابعت الباحثة وهبة: لم نجد اهتماماً كافياً بهذا المضمار، فبداية اقتصرت الدراسة على الجانب النظري المرتبط كل الارتباط بالكتاب فقط، والجوانب العملية المتعلقة بالتنقيب الأثري أو الترميم أو الجولات التعريفية بآثار بلادنا فلم تكن موجودة، وهذا ما شكل فجوة بين خريج الآثار والآثار الموجودة، فجوة تحول بين قدرته على العثور على الأثر، والمساهمة في ترميمه ليعود لشكله السابق، والحديث عنه بشكل أكاديمي (تأريخه، وصفه، معرفة دلالاته).
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
نائب: المشروعات العملاقة نجحت في الحد من أزمات الأمن الغذائي
وجه النائب إيهاب وهبة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بمجلس الشيوخ، الشكر للرئيس السيسي، والحكومة على دورهم في المشروعات العملاقة التي شهدتها مصر، على الرغم من التحديات غير المسبوقة.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، أثناء مناقشة تقرير لجنة الزراعة عن الدراسة المقدمة من النائب إيهاب وهبة، بشأن الأمن الغذائي في مصر.. التحديات والفرص في 2025.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن هذه المشروعات التي شهدتها مصر نجحت في الحد من مشكلات الأمن الغذائي.
و أضاف وهبة: ما زال أمامنا الكثير في الفترة المقبلة من أجل تحقيق الأمن الغذائي، لاسيما في ظل استمرار التحديات الراهنة.
و قال النائب، أن الدراسة المقدمة كشفت التحديات وفي نفس الوقت تضمنت عددا من التوصيات التي تسير بنا على الطريق الصحيح من أجل تحقيق الأمن الغذائي.