أصبحت أغانيه شعاراً للمقاومة الفلسطينية.. من هو الفنان إبراهيم محمد أبو عرب؟
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
السومرية نيوز – فن وثقافة
عند الحديث عن أبرز الشعراء والفنانين الذين غنوا للقضية الفلسطينية، وسخّروا قلمهم وصوتهم من أجل تحفيز الشعب الفلسطيني على مواصلة النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، نجد أن إبراهيم محمد صالح، المعروف فنياً بلقب أبو عرب، هو أول من يتبادر إلى الأذهان.
إذ إن هذا الفنان، ابن قرية الشجرة، كان يعتبر رمزاً من رموز الثورة الفلسطينية، وذاكرة حية للتراث الفلسطيني، من خلال أشعاره وأغانيه التي قدمها على مدى 70 عاماً من عمره.
فقد كانت أغلب حفلاته تُقام في مخيمات اللاجئين خارج فلسطين، حيث كبر بعد أن نزح إليها وعائلته بعد النكبة سنة 1948، وقد قال عن نفسه: "أنا شاعر المخيمات الفلسطينية ومطربها".
أبو عرب.. وُلد بين الفن والثورة
وُلد الشاعر والفنان إبراهيم محمد صالح، أو "أبو عرب"، كما يعرفه الجمهور الفلسطيني، سنة 1913، في شمال فلسطين، بالضبط بين مدينتي طبرية والناصرة، وتحديداً في قرية الشجرة، التي لم يتجاوز عدد سكانها في ذلك الوقت 750 نسمة.
عشق أبو عرب الشعر والغناء الشعبي الفلسطيني، وذلك لأنه كان محاطاً بعائلة فنية جعلته يتشرب كل هذه الفنون على أصولها من الصغر.
فقد كان جده من أمه، وهو الشيخ علي الأحمد، أحد وجهاء قرية الشجرة، وكاتب شعر معروفاً، فيما كان عمه شاعراً شعبياً.
شهد أبو عرب انطلاقة الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936 ضد الاحتلال البريطاني، وبداية الاستيطان اليهودي في فلسطين.
وقد كتب جده عن هذه الثورة عدة أشعار، كان يتم استخدامها من أجل الإشادة بالثورة، ولتشجيع مجاهديها، من أجل طرد المحتل البريطاني. مخيمات اللاجئين.. نقطة التحول
كانت نقطة تحول حياة إبراهيم محمد صالح سنة 1948، خلال فترة مقاومة أهل قريته اليهود الذين دخلوا من أجل احتلالها، كما الحال مع الكثير من مدن وقرى فلسطين، التي تُقام عليها أراضي دولة الاحتلال بعد النكبة.
فبعد سقوط قرية الشجرة في يد اليهود، بعد أشهر من المقاومة، اضطره أبو عرب وأسرته الرحيل باتجاه الشمال، وبالضبط قرية كفر كنا، ليكونوا قريبين من والده الذي مكث في المستشفى الإنجليزي في الناصرة بعد إصابته بالرصاص في إحدى معارك الشجرة.
بعد وفاة والده، اضطر إبراهيم محمد صالح للتوجه إلى أحد مخيمات اللاجئين في لبنان، ثم توجه بعد ذلك رفقة عدة عائلات مهجرة إلى سوريا، حيث استقر في مخيم آخر في مدينة حمص.
ومن هناك كانت بدايته الحقيقية، حيث كان يثور بقلمه وصوته ضد الاحتلال وسط اللاجئين، من أجل زرع أمل العودة إلى الوطن في قلوبهم، فبدأ بالغناء في الأعراس رفقة جده وعمه، وقدم الأغاني التراثية والثورية، إلى الأخرى التي كان يكتبها وتعبر عن حنين اللاجئين الدائم إلى فلسطين.
نجم الأغاني الثورية الفلسطينية
زادت نجوميته في عام 1954 بعد أن أصبحت له أغان خاصة به مستوحاة من التراث الفلسطيني، لكنه شهد تطوراً كبيراً في مساره الغنائي سنة 1959، عندما تمت استضافته في إذاعة "صوت العرب" في القاهرة، حيث دعاه ركن فلسطين بالإذاعة إلى تقديم الأغاني الفلسطينية من خلالها.
وخلال ثورة 1965، أصبح أبو عرب الذي حمل هذا اللقب الفني بفضل أغانيه الثورية، شاعراً لكل هتافات هذه الثورة، ومطربها الأول.
أصدر في تلك الفترة عدداً من الأغاني المسجلة لمجموعة من أغانيه التي قام بتوزيعها أيضا مسخراً صوته وإمكاناته الفنية كلها لخدمة القضية الوطنية الفلسطينية.
كما أنه قام بتغيير مفردات بعض الأغاني التراثية القديمة، لتصبح متلائمة مع الثورة، وأعاد غناءها، مثل أغنية "يا ظريف الطول"، وهي من أغاني الأعراس التي تحولت على يده لأنشودة تتغنى بالفدائي الفلسطيني.
وقد أصبحت الأغنية تقول:
"يا ظريف الطول ويا رفيق السلاح
اروي أرضك دم جسمك والجراح
ما بنكل وما بنمل من الكفاح
ما بنموت إلا وقوف بعزنا…"
محطات مهمة في حياة أبو عرب
بعد هذه الثورة، أصبح أبو عرب مغني مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، بعد أن أصبح ينتقل بين لبنان والأردن وسوريا، لإحياء حفلات غنائية هناك.
كما أنه أصبح مسؤولاً عن ركن الغناء الشعبي في إذاعة فلسطين في لبنان سنة 1978، وهناك أسس فرقته الغنائية الأولى، التي تحمل اسم "فرقة فلسطين للتراث الشعبي"، وذلك سنة 1980، وكانت مكونة من 14 عازفاً، وقد كانت الفرقة الغنائية الوحيدة في الوطن العربي التي تقدم أغاني للمقاتلين
لكنه في سنة 1982، تعرض وفرقته للحصار في لبنان، بسبب الحصار الإسرائيلي، وبعد أن تقرر خروجهم من البلاد توجّه إلى تونس، فيما عاد وحيداً إلى سوريا بعد ذلك.
بعد 5 سنوات من هذا الحدث، جاء أبو عرب خبر حزين آخر، وهو استشهاد أحد أقاربه، وهو فنان الكاريكاتير المعروف "ناجي العلي"، صاحب الرسمة الشهيرة حنظلة، الشيء الذي جعله يدخل في حالة حزن كبيرة، فقرر تغيير اسم فرقته إلى "فرقة ناجي العلي" تكريماً له.
وقد قدم أبو عرب عدداً كبيراً من الأشعار والأغاني الثورية الفلسطينية خلال مساره الغنائي، الذي وصل إلى 70 سنة، فاق عددها 300 أغنية، و28 شريط كاسيت.
ومن بين أشهر هذه الأغاني نجد: "من سجن عكا"، و"يا موج البحر"، و"هدي يا بحر هدي"، و"أغاني العتابا والمواويل"، و"يا شايلين النعش".
وكانت تمتاز هذه الأغاني بإدخاله كلمات فلسطينية محلية قديمة، وقال أبو عرب في أحد تصريحاته حول هذا الموضوع :"أشعر أنه يجب على الفلسطيني أن يعرف الفلسطيني الآخر من لهجته ومن كلامه، كي يحن عليه ويتعاون معه ويعطف عليه.. يجب أن تظل قلوبنا على بعض، متآزرين يسند أحدنا الآخر ويعينه".
ودع قرية الشجرة ثم رحل إلى مثواه الأخير
بعد أكثر من 64 سنة عن رحيله عن أرضه وبلده قسراً بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وتمكن أبو عرب من معانقة فلسطين من جديد سنة 2012، خلال مشاركته في الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني الخامس والسادس.
فقد تحققت أمنيته بزيارة قريته "الشجرة"، التي وُلد وعاش فيها طفولته، ومنها بدأت تتكون معالم شخصيته، ورسم خطوات حياته.
وبعد سنتين فقط من هذه الزيارة، وبسبب وضعه الصحي، توفي أبو عرب، في سوريا، وقد تم تشييع جثمانه في مخيم العائدين بحمص من مسجد الأمين بعد الصلاة عليه ووري الثرى في مقبرة المخيم.
وبالرغم من رحيله، إلا أن أغاني أبو عرب بقيت صامدة وخالدة أمام الاحتلال، إذ يتم ترديدها في كل مناسبة تستحق الانتفاضة والثورة في وجه العدو.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: إبراهیم محمد صالح مخیمات اللاجئین أبو عرب بعد أن من أجل
إقرأ أيضاً:
حمادة هلال يروج لأحدث أغانيه مش مرتاح
شارك الفنان حمادة هلال برومو أحدث أغانيه بعنوان “مش مرتاح”، إذ من المقرر أن يتم طرحها، الأربعاء المقبل، عبر قناته الرسمية على "يوتيوب".
نشر حمادة هلال لجمهوره مقطع صغير من الأغنية وذلك عبر حسابه الرسمي على«إنستجرام»، وعلق على الفيديو:"مش مرتاح حمادة هلال أغنية جديدة قريبًا يوم الأربعاء على قناة اليوتيوب الرسمية".
View this post on InstagramA post shared by Hamada Helal (@hamadahelaleg)
والد حمادة هلال يتعرض لوعكة صحية
يذكر أن الفنان حماده هلال كان قد كشف عن تعرض والده لوعكة صحية، متمنيًا له الشفاء العاجل.
وكتب حمادة هلال عبر حسابه على "فيسبوك": "أسأل الله العظيم رب العرش العظيم يا حليم يا رب أشفي أبويا".
حمادة هلال كنت أهلاوي
من ناحية أخرى قال الفنان حمادة هلال، إنه يتمنى تقديم جزء جديد من مسلسل المداح، فلم يكن هناك تفكير من البداية في تقديم أجزاء من العمل، لكن شركة إم بي سي طلبت تقديم ٥ أجزاء من العمل، على طريقة ألف ليلة وليلة.
وأضاف حمادة خلال لقائه مع الإعلامية سهير جودة، أنه يعتبر مسلسل المداح هو عمل مسلي وجميل، وهو مسلسل خارج الصندوق، لذلك تمسك به.
وأشار هلال أن المختلف في مسلسل المداح، هو تواجد نجوم جدد في العمل بجانب نجوم العمل الأساسيين، فهو يستمتع بالتمثيل في مسلسل المداح وتجسيد شخصية صابر، ولكن الجزء الخامس كان ممتعا له بطريقة خاصة لأنه جسد شخصيتين في العمل شخصية جادالله وشخصية المداح.
وأوضح حمادة هلال أن هناك نجوم أبدوا في تجسيد دور الشيطان خلال المسلسل، منهم؛ سهر الصايغ، وخالد الصاوي، وغادة عادل، وفتحي عبدالوهاب.
وأكد حمادة هلال انه يعيش في صراعات داخلية مثل أي إنسان، لأن الإنسان خلق في كبد، لكنه راضي بكل شئ ويحمد ويشكر الله دائما.
وقال حمادة هلال، إن والدته هي بركته، فلم يتركها إلا عند دخولها القبر، وكام متعلقا بها، فهو يعتبرها في مقعد صدق، وكانت رفيقته الدائمة، ويتمنى استمرار بركتها عليه دائما، مشيرا أنه منذ صغره كان يحب أن يسير بجوار الحائط، فلا يهتم أو ينشغل بالانتقادات السلبية، فالنجاح هو التركيز في طريقة فقط وعدم الاهتمام بما يدور حوله.
وأشار أنه يعشق صوت المطربة شيرين، وأحمد سعد، ومصطفى حجاج، ويعشق محمد فوزي وعبدالحليم، وعدد كبير من قصائد أم كلثوم، موضحا أنه لا يستطيع الاستماع كثيرا لموسيقى للمهرجانات، كما انه يحب أغاني الراب ووويجز ومروان بابلو ومروان موسى وعفروتو.