هل يرتبط تناول اللحوم الحمراء بالالتهاب؟
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
شككت دراسة حديثة بما يُزعم عن علاقة تناول اللحوم الحمراء بالالتهاب، متسائلة هل فعلا تزيد هذه اللحوم من خطر الالتهابات في الجسم؟
وأجرى الدراسة باحثون بقيادة الدكتورة ألكسيس وود، الأستاذة المساعدة في طب الأطفال والتغذية في كلية بايلور للطب بالولايات المتحدة، ونشرت في المجلة الأميركية للتغذية السريرية، وكتب عنها موقع "يوريك ألرت".
ويعد الالتهاب عامل خطر للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وتأثير النظام الغذائي على الالتهاب مجال يحظى باهتمام علمي متزايد.
دراسات قديمةوقال الباحثون إنه غالبا ما تعتمد التوصيات للحد من استهلاك اللحوم الحمراء، جزئيا، على دراسات قديمة تشير إلى أن هذه اللحوم تؤثر سلبا على الالتهاب، إلا أن الدراسات الأحدث لا تؤكد ذلك.
وقالت ألكسيس وود إن دور النظام الغذائي، بما في ذلك اللحوم الحمراء، في الالتهابات ومخاطر الأمراض لم تتم دراسته بشكل كاف، مما قد يؤدي إلى توصيات تتعلق بالصحة العامة لا تستند إلى أدلة قوية.
وحللت وود وفريقها البحثي بيانات من نحو 4 آلاف من كبار السن، وتم تقييم كمية الطعام التي أبلغ عنها المشاركون والعديد من المؤشرات الحيوية، كما قاس الباحثون مجموعة من مستقلبات المدخول الغذائي في الدم.
والمستقبلات هي مواد كيميائية موجودة في الدم، ويمكن أن يستدل الباحثون عبر قياسها على مشاكل مثل الالتهاب أو المرض.
ووجد الباحثون أنه عند أخذ الوزن -عبر قياس مؤشر كتلة الجسم– لم يكن تناول اللحوم الحمراء غير المصنعة (الطازجة) مرتبطا بشكل مباشر بأي علامات التهاب، مما يشير إلى أن وزن الجسم، وليس اللحوم الحمراء، قد يكون هو المحرك.
ومؤشر كتلة الجسم هو رقم يتم حسابه باستخدام طول الشخص ووزنه، وهو مؤشر موثوق به في معظم الحالات لتقييم الوزن الزائد أو نقص الوزن لدى معظم الأشخاص.
ولا يقيس معامل كتلة الجسم مقدار الدهون في الجسم أو نسبتها، لكن الباحثين وجدوا أنه يرتبط بنسبة الشحوم في الجسم عادة، ومن ثم فهو يعد مؤشرا على كمية الدهون لدى الشخص، كما أنه وسيلة لتقييم المخاطر الصحية باستخدام وزن الشخص وطوله.
يتم حساب مؤشر كتلة الجسم "بي إم آي" (BMI) -ويعرف أيضا باسم معامل كتلة الجسم- عبر قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالمتر، فمثلا إذا كان طول الشخص 170 سنتيمترا ووزنه 75 كيلوغراما، فيتم تحويل 170 سنتيمترا إلى وحدة المتر فيصبح 1.7، ثم يقسم الوزن على مربعه:
75/2 (1.7) وتكون النتيجة في هذه الحالة: 25.95.
ووجد الباحثون أنه لا توجد علاقة بين تناول اللحوم الحمراء ومستقلب اسمه البروتين التفاعلي "سي آر بي" (CRP)، وهو علامة الخطر الالتهابية الرئيسية للأمراض المزمنة.
وقالت وود إن "تحليلنا لا يدعم التوصيات السابقة التي تربط بين تناول اللحوم الحمراء والالتهابات". وأضافت أن اللحوم الحمراء تحظى بشعبية كبيرة، كما أن مكانتها في نظامنا الغذائي لها جذور ثقافية عميقة.
ولهذا، فإن التوصيات المتعلقة بخفض الاستهلاك من اللحوم الحمراء يجب أن تكون مدعومة بأدلة علمية قوية، وهو ما لا يوجد حتى الآن، حسب تعبير وود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تناول اللحوم الحمراء کتلة الجسم
إقرأ أيضاً:
قراصنة الإنترنت يطاردون حمضك النووي.. تهديد جديد في عالم الجينات!
شمسان بوست / متابعات:
قال باحثون إن أبحاث الحمض النووي مفتوحة الوصول تعد هدفا رئيسيا لقراصنة الإنترنت.
وشددوا على أن الثغرات الموجودة تنطوي على مخاطر فيما يتعلق بخصوصية الأفراد والأمانة العلمية والأمن القومي.
واستعرض الباحثون أمثلة كان من بينها ما يسمى بتسلسل الحمض النووي للجيل التالي، وهو السبيل السريع والحديث لتحديد تسلسل المواد الكيميائية في جزيء الحمض النووي، والذي يسمح للباحثين بتحليل كميات كبيرة من المواد الجينية واكتشاف الاختلافات المرتبطة بالأمراض والتأثيرات الدوائية والظواهر البيولوجية الأخرى.
وذكر الباحثون في مجلة “آي تريبل إي أكسيس” بعد مراجعة دراسات منشورة سابقا أن الأدوات والتقنيات والبرمجيات عالية التخصص تنطوي على ثغرات متعددة. وأضافوا أنه بالنظر إلى أن العديد من مجموعات بيانات الحمض النووي متاحة للجميع عبر الإنترنت، فهناك العديد من الطرق المحتملة التي يمكن لقراصنة الإنترنت من خلالها الوصول إلى المعلومات وإساءة استخدامها لأغراض المراقبة أو التلاعب أو إجراء تجارب خبيثة.
وأوضح الباحثون أن من بين الثغرات، على سبيل المثال، أن الرقاقات الحيوية المستخدمة مع أجهزة تسلسل الحمض النووي عرضة لهجمات البرمجيات الخبيثة بما في ذلك أحصنة طروادة التي قد تتخفى في شكل برامج مرخصة. وأضافوا أن الرقاقة المصابة قد تسرب بيانات تسلسل حساسة أو تتلاعب بالمعلومات الجينية مما يدخل أخطاء في البيانات الجينية الحيوية الضرورية للتشخيص الطبي والأبحاث.
وقالت الدكتورة نسرين أنجوم، قائدة الدراسة من كلية الحوسبة بـ”جامعة بورتسموث” في بيان: “رغم أهميته، لا يزال الأمن البيولوجي الإلكتروني أحد أكثر التخصصات البحثية إهمالا… مما يخلف فجوة حرجة في الأمن البيولوجي العالمي”.
وأضافت أنجوم: “للتأكد من أن معلوماتنا الخاصة بالحمض النووي تظل آمنة ولا تستخدَم إلا للخير، فإننا ندعو لإجراء المزيد من الأبحاث والتعاون لإيجاد طرق للحفاظ على أمان هذه التكنولوجيا القوية”.