فيلم المرتزقة 4.. ختام فاشل لسلسلة ناجحة
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
تعرض دور السينما حاليا فيلم "المرتزقة 4" (Expend4bles)، وهو الجزء الرابع من السلسلة التي تحمل الاسم نفسه، ويشارك فيها -منذ أول أفلامها عام 2010- عدد كبير من أهم نجوم الحركة (الأكشن).
لكن على عكس الأجزاء الأولى التي حققت نجاحات تجارية، سقط الجزء الرابع في شباك التذاكر، ولم يحقق منذ بداية عرضه سوى 50 مليون دولار، في ظل ميزانية تعدت 100 مليون دولار، فكيف ولماذا هوت هذه السلسلة؟
نحن هناقدم فيلم "المرتزقة" في جزئه الأول عملا مختلفا عن أفلام الحركة الرائجة منذ بداية الألفية، وأعاد النجم سلفستر ستالون إحياء جيل أساطير أفلام الحركة من الثمانينيات.
فظهر نجوم هذا الجيل ولو بأدوار صغيرة مثل أرنولد شوارزنيغر، وبروس ويليس في الأجزاء الثلاثة الأولى، وجان كلود فاندام وتشاك نوريس بالجزء الثاني.
أما الجزء الثالث فقد ضم فريقه كذلك كلا من ميل غيبسون، وهاريسون فورد، وأنطونيو بانديراس، وأدمج معهم أجيال أصغر من ممثلي الحركة، على رأسهم جيسون ستاثام وجيت لي.
بدت الأفلام الأولى من السلسلة كما لو أنها صرخة من هؤلاء الأساطير يقولون إننا لا نزال هنا، وإننا قادرون ليس فقط على بطولة الأفلام السينمائية، ولكن على تقديم مشاهد الحركة ببراعة شديدة، رغم تقدمنا في العمر، بل والسخرية من أفلامنا القديمة والحنين إليها في الوقت ذاته.
اعتمدت الأفلام على حبكة بسيطة متكررة من عمل لآخر، ويتعلق الأمر بفريق من "المرتزقة" يقومون بعمليات خطرة لحساب أي شخص يدفع المال، ولكن في سياق الأفلام الأربعة تطلب منهم المخابرات الأميركية الدخول في عمليات انتحارية بدلًا من رجالها مقابل مبالغ مالية طائلة، يقبل المهمة قائد المرتزقة "بارني روس" (يجسده سيلفيستر ستالون)، ثم تبدأ المعارك التي يخوضها مع رجاله بشراسة مفجرين أدمغة الأعداء، وناحرين حلوقهم وهم يلقون الدعابات هنا وهناك.
حبكة بسيطة ومشاهد حركة دموية ونجوم قدامى، ضمنت تلك المعادلة نجاح الأجزاء الثلاثة، خاصة الأول والثاني، في حين لم يستطع الثالث تحقيق الإيرادات المتوقعة، ولكن لم ينتبه صناع فيلم "المرتزقة 4" إلى تلك المعادلة بما فيه الكفاية، إذ تخلصوا من أهم شق فيها وهم النجوم الذين عادوا للشاشة، فأعادوا المشاهدين للسينما ثلاث مرات.
تغير فريق المرتزقة في الجزء الرابع، وتخلى عن وجوهه المألوفة، ولم يظهر أي من الأسماء التي حققت النجاح فقط بمجرد وجودها بمشهد أو اثنين، ولكن الغياب الأهم كان لبطله سيلفيستر ستالون، الذي اختفى بعد الربع الأول من العمل، مما أفقد السلسلة أهم ما يميزها.
مشاهدة أكثر من فيلم للمخرج نفسه هو الطريق الأقرب لفهم أسلوبه الفني، وفي 2023 قدم المخرج "سكوت وا" فيلمين جمعت بينهما الكثير من العوامل المشتركة، أولهما "الضربة الخفية" (Hidden Strike)، وهو من بطولة كل من جاكي شان وجون سينا، والفيلم الثاني هو "المرتزقة 4".
ينتمي العملان لنوع الحركة، ويضمان مشاهير في هذا النوع من الأفلام، وحظي كلاهما كذلك بخسارة تجارية كبيرة ومعدل متدن على موقع "روتن توماتوز" -المتخصص في تقييم الأفلام-، وهو 24% و14% على التوالي. ولكن هذه النتائج المتواضعة هي نتيجة حتمية لقصور المخرج الشديد في استخدام الموارد المتاحة له، والتي تتمثل في هذه الحالة في نجوم حركة محبوبين، وميزانية كبيرة نسبيا.
غابت الحركة عن أغلب مشاهد فيلم "المرتزقة 4" ما عدا الثلث الأخير، وهي نسبة قليلة بالنسبة لفيلم تمثل مشاهد الحركة الأساس فيه، في حين طغى عليه استخدام المؤثرات البصرية بشكل مكثف حتى في المشاهد التي ليست بحاجة لذلك، فبدا الفيلم بالكامل كما لو أنه مصور على خلفية خضراء يتم تحريك الممثلين أمامها، وبدوا وكأنهم لم يتقابلوا حتى خلال التصوير، فالتفاعل بينهم وصل إلى الحدود الدنيا.
لا يعيب استخدام المؤثرات البصرية -في حد ذاتها- أي فيلم، بل هي ضرورية في الكثير من الأحيان لنقل خيال المبدع على الشاشة، أي كأداة فنية مساعدة، ولكن ما قام به المخرج "سكوت وا" هو الإفراط في استخدام هذه الأداة لتعمل في النهاية ضده وليس لصالحه، ويبدو الفيلم كما لو أنه لعبة فيديو متواضعة المستوى.
لا يمكن اعتبار الأفلام الثلاثة الأولى من سلسلة المرتزقة أعمالا فنية مميزة بشكل عام، فلم تقدم أي جديد في النوع السينمائي مثل سلسلة "جون ويك" أو "المعادل"، بل هي عبارة عن "أكشن" قديم ومكرر فيه لجوء دائم إلى خفة الظل ومشاهد الدماء لإخفاء بساطة الحبكة المتوقعة للغاية، ولكن الجزء الرابع من السلسلة جعل الأجزاء السابقة تبدو كما لو أنها تستحق الاحتفاء من فرط التراجع الذي شهدته السلسلة.
وعلى الرغم من أن هناك 9 سنوات بين الجزء الثالث والرابع -وهو وقت طويل نسبيا لتطوير فيلم سينمائي- فإن ذلك لم يفد صناعه لتقديم إضافة حقيقية للأجزاء السابقة، أو حتى استغلال نجاحها، ليصبح هذا الفيلم أسوأ ختام لسلسلة كانت تستحق نهاية أفضل.
الحنين إلى الماضي عامل جذب مهم في السينما، إذ ارتكزت سلسلة المرتزقة على هذا العامل لسنوات، وعندما تم إهماله بداعي إعادة إطلاق السلسلة فقدت هويتها وبوصلتها، وقدمت واحد من أسوأ أفلام 2023.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجزء الرابع المرتزقة 4 کما لو
إقرأ أيضاً:
التعريفات الجمركية الأمريكية تهدد مستقبل الأزياء السريعة.. ولكن هل ستفيد البيئة؟
تثير التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المنتجات المصنوعة في الصين تساؤلات حول مستقبل صناعة الأزياء السريعة في الولايات المتحدة، وسط توقعات بارتفاع الأسعار وزيادة القيود على استيراد الملابس منخفضة التكلفة.
إنّ إنتاج اللملابس والإكسسوارات المستوحاة من أحدث صيحات الموضة بسرعة وكميات هائلة، يجعلها متاحة بأسعار منخفضة. إلا أن هذه المنهجية تحمل تبعات بيئية جسيمة. وبينما يرى البعض في هذه التعريفات الجمركية الجديدة فرصة للحد من تأثير الموضة السريعة على المناخ، فإن آخرين يشككون في مدى قدرتها على تحقيق ذلك، فهل ستؤدي فعلا هذه الإجراءات إلى تغيير حقيقي؟
التعريفات الجمركية وتأثيرها على سوق الملابس الرخيصةفرضت إدارة ترامب تعريفات إضافية بنسبة 10% على جميع السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة، والتي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى رفع أسعار العديد من المنتجات الرخيصة، بما في ذلك الملابس التي تباع عبر منصات التسوق الإلكتروني مثل Shein وTemu.
ويأتي هذا القرار بعد أن أنهت الإدارة الأمريكية إعفاءً تجاريًا كان يسمح بدخول السلع التي تقل قيمتها عن 800 دولار إلى الولايات المتحدة دون رسوم جمركية، وهي سياسة استفاد منها تجار الملابس منخفضة التكلفة لتجنب الضرائب.
وقد أدى هذا التغيير إلى إخضاع شحنات شركات الأزياء السريعة الصينية للرسوم الجديدة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار أو تباطؤ عمليات الشحن نتيجة الإجراءات الجمركية الإضافية. وبحسب المحلل يوسف سكوالي، فإن الغالبية العظمى من الطلبيات على هذه المنصات تقل قيمتها عن 800 دولار، ما يعني أن جميعها تقريبًا ستتأثر بالتعريفات الجديدة.
الأزياء السريعة والتلوث البيئيتمثل صناعة الأزياء السريعة أحد أكبر الملوثات البيئية، إذ تتسبب في انبعاث كميات هائلة من الغازات الدفيئة وتستهلك موارد ضخمة من المياه والطاقة. فعلى سبيل المثال، يتطلب إنتاج قميص قطني واحد نحو 2650 لترًا من المياه، بينما يحتاج إنتاج بنطلون جينز إلى ما يقارب 7570 لترًا، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
ويقدر العلماء أن قطاع المنسوجات مسؤول عن 1.2 مليار طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنويًا، وهو ما يتجاوز إجمالي الانبعاثات السنوية للاتحاد الأوروبي. كما يتوقع أن تستحوذ صناعة الأزياء على 25% من ميزانية الكربون العالمية بحلول عام 2050، مما يبرز التحديات البيئية الضخمة التي تفرضها هذه الصناعة.
علاوة على ذلك، تساهم الملابس الرخيصة في تعزيز ثقافة الاستهلاك السريع والتخلص من الملابس، حيث يستهلك العالم نحو 80 مليار قطعة جديدة سنويًا، أي أكثر بأربعة أضعاف مما كان عليه قبل عقدين. ومع ذلك، لا تتم إعادة تدوير سوى 12% من المنسوجات عالميًا، بينما يعاد تدوير 1% فقط من الملابس المستهلكة إلى ملابس جديدة، فيما يستخدم معظمها لصناعة مواد منخفضة القيمة.
هل ستحد التعريفات الجمركية من إنتاج الأزياء السريعة؟يرى يوزاس كازيوكيناس، مؤسس شركة "Marketplace Pulse"، أن الزيادات في الأسعار على منصات مثل Shein وTemu ستكون "طفيفة جدًا"، ما يعني أن تأثير التعريفات الجمركية على صناعة الأزياء السريعة قد يكون محدودًا. ومع ذلك، يتوقع أن تتسبب القواعد الجديدة في تأخير عمليات الشحن بسبب الإجراءات الجمركية.
أما ميج بيري، الباحثة في مركز "المائدة المستديرة للأزياء" المتخصص في السياسات البيئية، فتشكك في جدوى هذه التعريفات، قائلة إن العلامات التجارية الكبرى للأزياء السريعة قادرة على استيعاب هذه التكاليف بسهولة، بينما ستتضرر العلامات التجارية الأصغر التي قد تضطر إلى تغيير هيكل الإنتاج عبر تنويع مصادر المواد الأولية من دول مختلفة.
Relatedشاهد: عندما تنافس القطط والكلاب عارضات الأزياءدور الأزياء العالمية تُغازل أسواق الخليج بطرح تشكيلة خاصة بشهر رمضان هل سيحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في عالم تصميم الأزياء؟وتحذر بيري من أن هذه التعريفات قد تؤدي إلى تأثير عكسي على البيئة، حيث يمكن أن تدفع الشركات إلى إعادة هيكلة سلاسل التوريد بطرق تزيد من انبعاثات الكربون.
وعلى الجانب الآخر، ترى لوسي تمام، المديرة الإبداعية لعلامة الأزياء المستدامة "تمام"، أن هذه الإجراءات قد تكون خطوة إيجابية، حيث ستقلل من الفجوة الأسعار بين الملابس الرخيصة ذات الجودة المنخفضة وتلك المستدامة المصنوعة محليًا. وتضيف أن ارتفاع الأسعار قد يدفع المستهلكين إلى التفكير مرتين قبل شراء الملابس الرخيصة التي غالبًا ما تكون قصيرة العمر.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية متطوعون بأزياء الأبطال الخارقين ينشرون الفرح بين الأطفال المرضى بالسرطان في مستشفى بريشتينا بكوسوفو ميت غالا.. ولكن هذه المرة للكلاب: أزياء الحيوانات الأليفة توائم ملابس المشاهير هل تخلت ماركة الأزياء "ديور" عن بيلا حديد واستبدلتها بعارضة إسرائيلية بسبب تضامنها مع غزة؟ دونالد ترامبموارد مائيةالصينالولايات المتحدة الأمريكيةالرسوم الجمركيةأزياء