مع كل دقيقة تمر يتضاعف الخطر على حياة آلاف المرضى والجرحى جراء العدوان المستمر منذ 12 يوما والحصار الإسرائيلي ضد أكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني في قطاع غزة. 

ورغم الحاجة الماسة وعمق الأزمة التي تضرب المنظومة الصحية في قطاع غزة جراء العدوان المستمر منذ 20 يوما، والذي تسبب بانهيارها، لم تصل المساعدات الطبية الشحيحة جدا التي دخلت القطاع خلال الأيام الماضية إلى مستشفيات وزارة الصحة.

 

وخلال الأيام الماضية اشتدت الأزمات التي تضرب المنظومة الصحية في قطاع المحاصر منذ 17 عاما، خاصة مع منع الاحتلال إدخال الوقود لتشغيل المولدات لتوفير الكهرباء للمستشفيات والمراكز الصحية في القطاع بالتوازي مع عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية والنقص الحاد في التجهيزات الطبية وامتلاء الأسرة، لإنقاذ جرحى العدوان ومتابعة علاج المرضى المقيمين في المستشفيات حتى من قبل العدوان الذي بدأ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. 



الموت ينتظر المرضى
وتصاعدت التحذيرات الأممية والفلسطينية من التداعيات الخطيرة لانهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة جراء تصاعد والعدوان الإسرائيلي، واستمرار تساقط الصواريخ التي تضرب كافة مناطق القطاع ومن بينها المستشفيات بكثافة. 

وتنذر هذه الأزمات التي وصلت لدرجة غير مسبوقة بتوقف الخدمات الصحية تماما، بالتزامن مع مواصلة الاحتلال ارتكاب عشرات المجازر بحق المواطنين الفلسطينيين يوميا؛ وما ينتج عنها من أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى والنازحين، وحاجتهم الكبيرة لرعاية ومتابعة صحية حساسة. 

وعن واقع المرضى والجرحى في قطاع غزة، بعدما أعلنت وزارة الصحة انهيار المنظومة الصحية جراء العدوان الإسرائيلي وتوقف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، أكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أشرف القدرة، أن "هناك خطر حقيقي على حياة أكثر من 7 آلاف مريض وجريح في مستشفيات القطاع، من بينهم الأطفال الخدج ومرضى الكلى وغيرهم". 

وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "كل استهداف وقصف إسرائيلي يضاعف هذا العدد مئات جديدة دون أن تقدم لهم مستشفيات القطاع أي خدمة بالمفهوم السليم". 



وأشار القدرة، إلى أن "وزارة الصحة تواصلت مع كافة الجهات المعنية منذ اللحظة الأولى لهذا العدوان، والكل يدرك مدى هشاشة المنظومة الصحية في القطاع المحاصر منذ 17 عاما، ولكن عدم الاستجابة لنداءات الوزارة وترك المنظومة الصحية إلى الحد الذي انهارت فيه فعلا، يشكل خطورة على كافة المرضى في القطاع ومن بينهم جرحى العدوان". 

وطالب المتحدث باسم وزارة الصحة، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل من أجل "إدخال المساعدات الطبية اللازمة والضرورية والوقود بشكل فوري لمستشفيات القطاع البالغ عددها 35، بينها 12 خرجت عن الخدمة، وذلك حتى تتمكن من القيام بوظائفها من أجل إنقاذ الجرحى والمرضى". 

مستشفيات لا تعمل
وذكر أن "32 مركزا صحيا أيضا خرجت عن الخدمة جراء اشتداد العدوان الإسرائيلي والنقص في التجهيزات الطبية اللازمة". 

ونوه القدرة، أن "المستشفيات التي ما زالت تعمل، لا تستطيع أن تقدم خدمة معتبرة للمرضى والجرحى، بسبب عدم توفر الإمكانيات الدوائية والوقود لتشغيل المولدات لتوفير الكهرباء". 

جدير بالذكر، أن شاحنات المساعدات التي وصلت القطاع بعد خضوعها للتفتيش من قبل جيش الاحتلال، والتي وصل عددها حتى مساء أمس إلى 74 شاحنة؛ تحمل بعض المستلزمات الطبية والمياه والأغذية، وهي ضئيلة جدا ولا تلبي أدنى الاحتياجات الطبية الضرورية، ومع ذلك لم تصل بعد وزارة الصحة.

وبحسب الآلية التي تم الإعلان عنها لإيصال المساعدات بموافقة الاحتلال، يتم استلام شاحنات المساعدات بمشاركة كل من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين  "الأونروا" والهلال الأحمر الفلسطيني من داخل معبر رفح، بعد خضوعها للتفتيش من قبل جيش الاحتلال في معبر "كرم أبو سالم"،  ومن ثم تقوم وكالة الغوث بنقلها إلى مخازنها. 

ويذكر أن "الأونروا" أوقفت عملياتها في شمال القطاع وفي مدينة غزة استجابة لتهديدات الاحتلال، وتركت العشرات من مراكز الإيواء التي تضم مئات الآلاف النازحين دون رعاية أو حتى ضمان تقديم الاحتياجات الأساسية لهم. 



ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية من العدوان، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل متزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين والمخابر والأسواق، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء. 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 7028 شهيدا، والجرحى لأكثر من 18484 جريحا، إضافة إلى وصول بلاغات عن أكثر من 2000 مفقود تحت الأنقاض، مؤكدة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها وارتكاب أكثر من 731 مجزرة. 

وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام،  الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة المنظومة الصحية المساعدات مستشفيات غزة مساعدات الحصار مستشفيات المنظومة الصحية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المنظومة الصحیة فی وزارة الصحة فی قطاع غزة فی القطاع أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة يبحث تطوير خدمات الأشعة بالمدينة الطبية في معهد ناصر

ناقش الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، مع عامر قاقيش، رئيس مجلس إدارة شركة إماراتية، سبل تعزيز التعاون المشترك بين مصر و الإمارات في القطاع الصحي.

تعميق الشراكة الاستثمارية

وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن اللقاء ركز على تعميق الشراكة الاستثمارية بين القطاعين الصحي المصري والإماراتي، مشيرا إلى تشجيع ودعم الدولة لزيادة استثمارات القطاع الخاص في القطاع الصحي.

تطوير وتجهيز خدمات الأشعة 

وأضافأن الاجتماع تطرق إلى مناقشة تطوير وتجهيز خدمات الأشعة بالمدينة الطبية بمعهد ناصر، مشيرا إلى أهمية التوسع المستقبلي بين مصر والإمارات في تطوير القساطر والمناظير والمعامل، وزيادة الاستثمار في التكنولوجيا الطبية.

وأكد أن الاجتماع ناقش دراسة إنشاء مصانع مشتركة في مصر للصبغات الطبية، التي تكون عادة مواد كيميائية أو مركبات عضوية وتستخدم لأغراض تشخيصية أو علاجية، وتشمل (صبغات الأشعة السينية، وصبغات الرنين المغناطيسي ، وصبغات التصوير بالأمواج فوق الصوتية).

وأعرب رئيس الشركة عن اعتزاز الشركة باستثماراتها في مصر، مضيفا أنها تعمل في عدة مجالات، وتتميز بقدرتها على توفير خدمات متكاملة في تطوير المشاريع من التخطيط إلى التنفيذ، مؤكدا أنه يأمل بتوسع الشراكة المصرية الإماراتية في مجالات مختلفة، والاهتمام المشترك بإنشاء مصانع للنفايات الطبية، والمستلزمات الطبية بمختلف أنواعها، وزيادة الاستثمار في التكنولوجيا الطبية، لافتا إلى أن الشركة على استعداد لتوقيع كل البروتوكولات، لتعزيز التعاون الصحي ولتبادل الخبرات بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: الاحتلال دمر 59% من الخدمات الطبية في قطاع غزة (فيديو)
  • «الصحة العالمية»: الاحتلال دمر 59% من الخدمات الطبية في قطاع غزة
  • عاجل - "الصحة العالمية": الاحتلال دمر 59% من الخدمات الطبية في غزة
  • «الصحة العالمية»: الاحتلال الإسرائيلي دمر 59% من الخدمات الطبية في غزة
  • الصخة: إصابة 6 من الكوادر الطبية العاملة بكمال عدوان بينها حالات خطيرة
  • وزير الصحة يبحث تطوير خدمات الأشعة بالمدينة الطبية في معهد ناصر
  • الإغاثة الطبية بغزة: القطاع الطبي في انهيار مستمر ويعمل بأقل الإمكانات المتوفرة
  • باتنة.. قتيل وجريح في انهيار جزئي لجدار 
  • خليل الحية: نبحث في كافة الأبواب والطرق التي يمكن من خلالها وقف العدوان
  • برلمانية: مشروع قانون المسؤولية الطبية يعزز استقرار المنظومة الصحية