يدعم المستشارون الأمريكيون إسرائيل إلى استخلاص الدروس من "واحدة من أكثر المعارك دموية" في الحملة العسكرية الأمريكية على الفلوجة عام 2004، والاعتماد على تجربة الاستيلاء على مدينة الموصل التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي عام 2016.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء، أن المجلس الوزاري الحربي "كابينت الحرب" برئاسته، سيحدّد بالإجماع توقيت الدخول البري إلى قطاع غزة، بالتعاون مع رئيس أركان الجيش.

وأشار إلى استعداد جيشه لعملية برية لم يحدد موعدها أو "الاعتبارات التي ستؤخذ في الحسبان ومعظمها غير معروف للجمهور".

وبينما تحرك الولايات المتحدة كبرى حاملات الطائرات بالقرب من إسرائيل وتسرع إرسال أنظمة دفاع جوي متطورة متعددة إلى الشرق الأوسط قبل أيام من الهجوم البري المتوقع على غزة، أرسل البنتاغون مستشارين عسكريين، بما في ذلك جنرال في مشاة البحرية متمرس في حرب المدن، للمساعدة في التخطيط للحرب، وفقاً لما نقلته آسوشيتد برس.

ورغم كل هذه الاستعدادات لهجوم بري واسع على غزة، يحاول المسؤولون العسكريون الأمريكيون إبعاد إسرائيل عن ذلك النوع من القتال الوحشي في المناطق الحضرية الذي شاركت فيه الولايات المتحدة خلال حرب العراق، في محاولة لمنع الإسرائيليين من التورط في قتال دموي من منزل إلى منزل كما جرى أثناء غزوهم العراق، حسبما قالت مصادر متعددة مطلعة على الأمر لشبكة سي إن إن الأمريكية.

شراء مزيد من الوقت

كشف موقع أكسيوس أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، على الرغم من دعمه الكامل لإسرائيل وحقها في ضرب المقاومة، أخّر بشكل منهجي ودقيق الغزو الوشيك لغزة. وتنبع استراتيجية المشي البطيء هذه من خمسة مخاوف استراتيجية، حسبما قال المسؤولون الأمريكيون وخبير الشرق الأوسط في أكسيوس باراك رافيد.

ويريد بايدن تسليم مزيد من المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين للحد من الأزمة الإنسانية وردود الفعل العالمية العنيفة. كما يريد أن يخرج ما يقدر بأكثر من 500 مواطن أمريكي محاصرين في غزة قبل اشتداد القتال.

وكذلك يحتاج بايدن إلى مزيد من الوقت لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، للمخاوف المتزايدة من هجمات من إيران أو الجماعات التي تدعمها ضد إسرائيل.

وبينما يخشى بايدن أن يؤدي الهجوم السريع والمتهور على غزة إلى دخول إسرائيل في معركة شوارع دامية طويلة يمكن أن تقتل عشرات الآلاف من الناس دون أن تدمر حماس والمقاومة، يمكن أن يدفع الاجتياح البري الواسع حزب الله وغيره من حلفاء إيران إلى الانضمام إلى الحرب مع احتمال تعرض الأمريكيين المنتشرين للخطر.

وذكر التقرير أن بايدن يريد شراء الوقت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لديه أسبابه الخاصة للتأخير. وعلى الرغم من الضغوط السياسية للتحرك بسرعة ضد غزة، كان نتنياهو دائماً يتجنب المخاطرة. ولديه وجهة نظر متشككة إلى حد ما بشأن الخطط العسكرية الإسرائيلية ويريد الوقت، لذلك فهو يستمع إلى الآراء الأخرى، كما أنه على استعداد لمنح مزيد من الوقت لمحادثات إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين بينما تستعد قوات الجيش الإسرائيلية بشكل أفضل لاجتياح بري ضد غزة.

بالمقابل، بدأ صبر القادة العسكريين الإسرائيليين ينفد بسبب التأخير، وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي الثلاثاء إن الجيش الإسرائيلي جاهز للعملية البرية وينتظر فقط أمراً من الحكومة.

دعوة لاستخلاص الدروس

حسب نيويورك تايمز، عبّر مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقهم بشأن عدم وجود خطة إسرائيلية "قابلة للتحقق" في قطاع غزة، إذ قالوا إن القوات الإسرائيلية "ليست مستعدة بعد لشن هجوم بري يمكن أن يكون ناجحاً". خصوصاً أن غزواً برياً واسع النطاق يمكن أن يعرض حياة أكثر من 200 رهينة ما زالوا محتجزين لدى المقاومة في غزة للخطر، فضلاً عن الضرر الكبير الذي سيلحق بالمدنيين الذين ليس لديهم مخرج.

وأشارت سي إن إن إلى أن المستشارين الأمريكيين يدعون إلى استخلاص الدروس من "واحدة من أكثر المعارك دموية" في الحملة العسكرية الأمريكية على الفلوجة (غربي العراق) عام 2004، والاعتماد على تجربة الاستيلاء على مدينة الموصل (شمالي العراق) التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي عام 2016.

وللمساعدة في إيصال هذه الرسالة، أرسلت إدارة جو بايدن جنرالاً من مشاة البحرية برتبة ثلاث نجوم لتقديم المشورة للجيش الإسرائيلي بشأن التخطيط لهجومه التكتيكي. وذكر المسؤولون أن الفريق جيمس جلين، القائد السابق لقيادة العمليات الخاصة للقوات البحرية، يتمتع بخبرة كبيرة في حرب المدن في العراق، وخاصة في الفلوجة، حيث قاد القوات خلال بعض من أكثر المعارك دموية هناك بين القوات الأمريكية والمتمردين، وفقاً لأسوشيتد برس.

الموصل لا الفلوجة

من خلال مساعدة قوات الدفاع الإسرائيلية على وضع عدد من الاستراتيجيات المختلفة لهزيمة حماس، يستحضر المستشارون العسكريون الأمريكيون على الأرض في إسرائيل الدروس المستفادة على وجه التحديد من معركة الفلوجة في عام 2004، وهي واحدة من أكثر المعارك دموية في حرب العراق.

فبدلاً من شن هجوم بري واسع النطاق على غزة، وهو الهجوم الذي قد يعرض الأسرى والمدنيين للخطر، ويزيد تأجيج التوترات في المنطقة، يحث المستشارون العسكريون الأمريكيون الإسرائيليين على استخدام مزيج من الضربات الجوية الدقيقة وغارات العمليات الخاصة المستهدفة.

كما أنهم يعتمدون على الاستراتيجيات التي جرى تطويرها خلال المعركة التي شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل العراقية من داعش، والتي اعتمدت بشكل أكبر على قوات العمليات الخاصة.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: یمکن أن على غزة مزید من

إقرأ أيضاً:

تفاصيل خطة الرئيس ترامب للتخلص من موظفي إدارة بايدن.. طرد أكثر من 1000 شخص| عاجل

في خطوة جديدة ضمن برنامجه السياسي المثير، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن خطط لتطهير أكثر من 1000 من المعينين من قبل الرئيس السابق، جو بايدن في إدارته الجديدة.

ويأتي ذلك ضمن جهود ترامب لتطبيق أجندة «جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» والتي تتضمن العديد من القرارات المثيرة التي تهدف إلى تغيير هيكل الولايات المتحدة.

تفاصيل طرد موظفين بايدن

في منشور على منصة «Truth Social»، تحدث ترامب عن خططه لبدء عملية تطهير واسعة النطاق، قائلاً: «لم ينته يومنا الأول في البيت الأبيض بعد! يقوم مكتب شؤون الموظفين الرئاسي الخاص بي بتحديد وإزالة أكثر من 1000 من المعينين الرئاسيين من الإدارة السابقة، الذين لا يتماشىون مع رؤيتنا لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».

كما أعلن ترامب في منشوره أن ذلك بمثابة «إشعار رسمي بالفصل لهؤلاء الأفراد الأربعة»، وهم: «خوسيه أندريس من مجلس الرئيس للرياضة واللياقة البدنية والتغذية، ومارك ميلي من المجلس الاستشاري الوطني للبنية التحتية، وبريان هوك من مركز ويلسون للعلماء، وكيشا لانس بوتومز من مجلس التصدير الرئاسي - أنت مطرود!».

وأضاف أن المزيد من طرد الموظفين ستأتي قريبًا.

أجندة ترامب و«الدولة العميقة»

يعتبر قرار ترامب بإزالة عدد كبير من موظفي إدارة بايدن واستبدالهم بأفراد موالين له، كجزء من خطط تهدف إلى «تصريف المستنقع» و«تدمير الدولة العميقة»، وهي مفاهيم أساسية في أجندته «MAGA» التي تعني جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى. 

بإلاضافة إلى ذلك، وقع ترامب على مجموعة من الأوامر التنفيذية التي تهدف إلى إصلاح الكفاءة الحكومية، بالإضافة إلى خفض الميزانية الفيدرالية، كما تم الإعلان عن تجميد توظيف الموظفين المدنيين الفيدراليين وذلك بهدف تقليص الحجم الكبير للحكومة الأمريكية. وتعكس هذه الخطوة رؤية ترامب التي تستهدف تعزيز نفوذه داخل البيت الأبيض وإبعاد أي شخص يمكن أن يعارضه.

من هم المطرودين من الإدارة الجديدة؟

من بين الشخصيات الذي أعلنه ترامب، كان الجنرال مارك ميلي، الذي شغل منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة خلال ولاية بايدن، اتهمه ترامب بالتواصل مع الصين خلال الأشهر الأخيرة من ولايته الأولى، كما اقترح ترامب أن ميلي يستحق الإعدام، بحسب مجلة «Newsweek» الأمريكية.

ويعتبر ميلي من أبرز المنتقدين لترامب، حيث وصفه بأنه «ديكتاتور متمني» و«فاشي حتى النخاع». أما براين هوك، الذي كان يشغل منصب مبعوث ترامب الخاص إلى إيران خلال فترة ولايته الأولى، وكان حليفًا سابقًا له، لم تتضح الأسباب وراء طرده.

مقالات مشابهة

  • ترامب: أنجزت في 4 أيام أكثر مما أنجزته إدارة بايدن
  • ترامب: أنجزت خلال 4 أيام أكثر مما صنعته إدارة بايدن في 4 سنوات
  • ترامب: نخطط لتعويض الخسائر الاقتصادية التي سببتها إدارة بايدن الفاشلة
  • ترامب: نعمل بكل سرعة لإصلاح الكوارث التي ورثناها من بايدن
  • ترمب يكشف عن رسالة بايدن التي تركها في إدراج المكتب الرئاسي في البيت الأبيض
  • واشنطن بوست: العفو الذي أصدره بايدن وترامب تقويض لسيادة القانون
  • ترامب: العفو الذي أصدره بايدن عن بعض الشخصيات كان سخيفًا
  • تعرف كم بلغ الإنفاق الحربي لإسرائيل في عام 2024؟
  • تفاصيل خطة الرئيس ترامب للتخلص من موظفي إدارة بايدن.. طرد أكثر من 1000 شخص| عاجل
  • يستثني الجرائم الكبرى.. تعرف على شروط العفو الرئاسي عن المحكوم عليهم بمناسبة 25 يناير