رئيس الأونروا: الجوع والمرض أصبحا مشكلة أساسية في غزة.. وحجم المساعدات مجرد فتات
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
(CNN)-- أكد رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أن الجوع والمرض أصبحا قضية رئيسية في غزة بشكل سريعة، وأن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من المساعدات في القطاع.
وقال لازاريني، إن مستويات المساعدات الحالية للقطاع هي فقط من أجل "الاستعراض"، و"ليست أكثر من فتات"، الأمر الذي لن يحدث فرقا كبيرا لأكثر من مليوني شخص يعيشون في غزة.
وأكد لازاريني: "خلال الأسبوع الماضي، تابعت عن كثب التركيز على عدد الشاحنات التي تدخل غزة. لقد رأى الكثير منا في هذه الشاحنات بصيص أمل".
وأردف لازاريني خلال مؤتمر صحفي في القدس الجمعة: "لكن هذا أصبح مصدر إلهاء، فشاحنات الاستعراض هذه ليست أكثر من مجرد فتات لن يحدث فرقا لمليوني شخص (في غزة)".
وبالإضافة إلى العيش في خوف من الغارات الجوية الإسرائيلية، قال لازاريني، إن سكان غزة يواجهون حاليا التهديد المتزايد المتمثل في الجوع والمرض.
وأوضح: "الغذاء والماء ينفدان، بدأت شوارع غزة تمتلئ بمياه الصرف الصحي".
وقال إن "غزة على شفا خطر صحي كبير، حيث إن مخاطر الأمراض تلوح في الأفق، آخر الخدمات العامة المتبقية تنهار، وعمليات المساعدة التي نقوم بها تنهار، وللمرة الأولى على الإطلاق، أفاد (موظفونا) بأن الناس الآن جائعون".
وأردف لازاريني أن جهود المساعدة حتى الآن غير كافية على الإطلاق. وأضاف: "علينا أن نتجنب إيصال رسالة مفادها أن عدد قليلا من الشاحنات يوميا، يعني رفع الحصار عن المساعدات الإنسانية، فهذا غير صحيح، النظام الحالي يتجه للفشل، والمطلوب هو تدفق المساعدات بشكل ذي مغزى، ودون انقطاع".
وأضاف أن "الحصار يعني أن الغذاء والماء والوقود- وهي سلع أساسية- تُستخدم في عقاب جماعي لأكثر من مليوني شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء".
وانتقد رئيس (الأونروا) أيضا التساؤل حول أين ستنتهي المساعدات إذا سُمح بدخولها إلى القطاع.
وقال: "يؤلمني أن المساعدات الإنسانية، وهي حق أساسي للغاية للناس، يتم التشكيك فيها باستمرار، وفي نفس الوقت يتم بث اليأس على الهواء مباشرة تحت أعيننا"، موضحا أن ’الأونروا‘ لديها آليات صارمة للغاية، حيث يتم فحص جميع البائعين والشركاء لدينا وفقا لقائمة العقوبات، ونحن نقدم المساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها".
وتعهد بأن "(الأونروا) لن تحول أي مساعدات إنسانية إلى الأيدي الخطأ"، مشيرا إلى شكاوى إسرائيل من أن عمليات نقل المساعدات إلى غزة، غالبا ما يتم تحويلها من قبل حماس واستخدامها عسكريا.
وكرر لازاريني دعوته للسماح بدخول الوقود إلى غزة حتى تتمكن الخدمات الأساسية - المخابز ومحطة المياه والمستشفيات- من الاستمرار في العمل، ولكي تتمكن (الأونروا) من مواصلة عملها.
وأضاف: "قبل بضعة أيام، حذرت من أننا لن نتمكن من مواصلة عملياتنا الإنسانية إذا لم نحصل على إمدادات الوقود، وتحذيري لا يزال قائما".
كما أعرب لازاريني عن أسفه لحالات الوفاة بين موظفي (الأونروا)، وبحسب المفوض العام لـ(للأونروا)، فقد تُوفي 57 من العاملين بالمنظمة في غزة، منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال: "إنهم أمهات وآباء، أناس رائعون يكرسون حياتهم لمجتمعاتهم. لو لم يكونوا في غزة لكانوا جيرانكم". وأضاف: "توفي أحد الزملاء وهو في طريقه لإحضار الخبز من المخبز، وترك وراءه ستة أطفال".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأونروا الجيش الإسرائيلي حركة حماس قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران
واجهت الحكومة الإيرانية موجة غضب شعبي عارمة بسبب المليارات التي أنفقتها والدماء الإيرانية التي أُريقت لدعم نظام الأسد.
في الأيام التي تلت الإطاحة المفاجئة وغير المتوقعة لإيران كقوة مهيمنة في سوريا، جاءت الانتقادات من زوايا غير متوقعة، بما في ذلك المحافظون، وتدفقت بحرية على القنوات التلفزيونية والبرامج الحوارية، وفي المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي والندوات الافتراضية التي حضرها آلاف الإيرانيين، كما ظهرت على الصفحات الأولى للصحف يوميًا.
وقال النائب السابق هشمت الله فلاحت بيشه في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الإيرانيين يجب أن يحتفلوا بسقوط حليف إيران الطويل الأمد، الرئيس بشار الأسد وأضاف: “لن يتمكن أحد بعد الآن من تبديد دولارات إيران للحفاظ على شبكة عنكبوتية".
وأعرب معارضو الحكومة منذ فترة طويلة عن غضبهم من الأموال التي أرسلتها إيران إلى أنحاء الشرق الأوسط، ويبدو أن هذا الشعور قد انتشر الآن، حتى البعض ممن قاتلوا نيابة عن حكومتهم في سوريا أو فقدوا أفراد عائلاتهم في الحرب الأهلية هناك، يتساءلون الآن عما إذا كان الأمر يستحق ذلك، وأشار البعض إلى أن نظام الأسد لم يكن الخاسر الوحيد الذي برز من الانتفاضة.
وقال إبراهيم متقي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران، في برنامج حواري إن إيران قد تراجعت من كونها قوة إقليمية إلى مجرد دولة أخرى.
وتساءل البعض عن أساس استراتيجية إيران على مدى العقود الماضية لجعل نفسها قوة إقليمية مهيمنة تواجه إسرائيل وراعيها الرئيسي، الولايات المتحدة: دعم طهران لمجموعة من الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط التي أطلقت عليها محور المقاومة.
وشن محمد شريعتي دهقان ممثل إيران السابق لدى منظمة التعاون الإسلامي هجومًا على حكومته في مقال رأي بالصفحة الأولى في صحيفة “همميهن”، قائلا إن هزيمة الأسد كشفت أن استراتيجية إيران كانت مضللة و”بنيت على أسس ضعيفة".
وطالب شريعتي دهقان بنهج جديد يعطي الأولوية لبناء تحالفات مع الدول بدلاً من دعم الجماعات المسلحة، وتحويل الأموال والموارد مرة أخرى إلى الشعب الإيراني.
ويعد النقاش العلني الجريء هذا أمرًا غير عادي تمامًا، بالنظر إلى أنه على مدى سنوات صوّر القادة الإيرانيون دعمهم لسوريا والجماعات المسلحة المتحالفة التي تقاتل إسرائيل كواحدة من المبادئ غير القابلة للتفاوض للثورة الإسلامية وضرورية للأمن القومي.
وقال حسن شمشادي، المحلل البارز القريب من الحكومة والذي شغل حتى العام الماضي منصب رئيس غرفة التجارة الإيرانية-السورية المشتركة، في مقابلة هاتفية من طهران: “النقاش بشأن سوريا يجري على جميع مستويات المجتمع، ليس فقط في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في التفاعلات اليومية في كل مكان"، وأضاف: “الناس يسألون: لماذا أنفقنا كل هذه الأموال هناك؟ ماذا حققنا؟ ما هو مبررنا الآن بعد أن انتهى كل شيء؟”
وقال شمشادي إنه على الرغم من أن شكل العلاقات المستقبلية بين إيران وسوريا أصبح الآن غير مؤكد، فإن شراكة استراتيجية بُنيت على مدى أربعة عقود أصبحت الآن من التاريخ وأضاف أن الوصول غير المقيد الذي كانت تتمتع به إيران منذ فترة طويلة إلى طرق الإمداد في سوريا لتزويد الجماعات المسلحة عبر المنطقة بالأسلحة والمواد الأخرى قد انتهى أيضًا.
رد فعل إيران الرسمي كان متناقضًا، فقد سعى الرئيس مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي إلى النأي بأنفسهم عن الأحداث في الجوار.
وقال الرئيس ووزير الخارجية إن للشعب السوري الحق في تحديد مستقبله السياسي، وقال نائب الرئيس الاستراتيجي الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده “مستعدة لإقامة علاقات جيدة مع الحكومة السورية المستقبلية، وكنا دائمًا نقف إلى جانب الشعب السوري".
لكن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، اتخذ لهجة أكثر صرامة في خطابه العام الأول بشأن الأحداث في سوريا، حيث ألقى باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في سقوط الأسد، واصفًا المتمردين الذين أطاحوا به بأنهم “معتدون” لديهم دوافع متنافسة ويخدمون أسيادهم، وألمح أيضًا إلى دعم تركيا لبعض المتمردين في سوريا.
وقال خامنئي: “ببركة الله، سيتم تحرير الأراضي المحتلة في سوريا على يد الشباب الشجعان في سوريا"، وأضاف: “لا شك أن هذا سيحدث"، وتوقع أن “المقاومة” ستنتشر على نطاق واسع في المنطقة، وستزداد إيران قوة.
لكن خطاب خامنئي تعارض مع الواقع على الأرض في سوريا، حيث انهار الجيش بسرعة مع تقدم المتمردين، واحتفل السوريون - صغارًا وكبارًا، رجالًا ونساءً - بسقوط حاكم طاغية بالرقص في الشوارع وهم يهتفون: “حرية".
واصدرت حماس، التي خاطرت من أجلها إيران وحليفها حزب الله في لبنان، بيانًا هنأت فيه المتمردين السوريين على انتصارهم وأعلنت أنها تقف مع الشعب السوري.
وبدا أن خامنئي مستاء من الانتقادات العلنية، وقال إن هذه التعليقات “جريمة” لأنها تثير الخوف بين الناس.
وفي غضون ساعات، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية عن فتح تحقيق جنائي في قائمة من الشخصيات البارزة والمؤسسات الإعلامية التي قادت الانتقادات، وضمت القائمة فلاحت بيشه، النائب السابق، الذي كشف أن ديون سوريا لإيران بلغت حوالي 30 مليار دولار.
كانت سوريا بمثابة القاعدة المركزية لإيران في المنطقة لأكثر من 40 عامًا، وكان وصولها إلى الأراضي والموانئ والمطارات بلا قيود لدرجة أن قائدًا عسكريًا كبيرًا وصف سوريا يومًا بأنها محافظة من محافظات إيران.
وسيطرت إيران على قواعد عسكرية ومصانع صواريخ وأنفاق ومستودعات كانت تخدم سلسلة التوريد لشبكتها من الجماعات المسلحة.
ومن سوريا، قامت إيران بتهريب الأسلحة والأموال والدعم اللوجستي إلى حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والجماعات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل والعراق.
وقال ماثيو ليفيت، مدير برنامج مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “كانت سوريا حجر الزاوية في خطة إيران الإقليمية، تطويق إسرائيل بحزام ناري"، وأضاف: “محور المقاومة كان بمثابة كرسي بثلاثة أرجل: إيران، سوريا، وحزب الله، لكنه لم يعد قائمًا".
وقال ليفيت إن إيران كانت تعتمد أيضًا على سوريا اقتصاديًا، وكانت مشترياتها من النفط الخام والمكرر الإيراني، رغم العقوبات الأميركية، تساعد طهران على دفع تكاليف عملياتها العسكرية في المنطقة.
وقال خمسة مسؤولين إيرانيين إنه بعد سقوط سوريا، كشف العديد من زملائهم بشكل خاص أن إيران فقدت كل شيء في 11 يومًا فقط، وقال المسؤولون إن الحكومة ما زالت “مرتبكة” و”مشوشة” وتحاول إيجاد طريق للمضي قدمًا مع سوريا.
وأكد رحمن قهرمانبور، المحلل السياسي في طهران، أن الأولوية الآن هي ضمان ألا تتحول سوريا إلى قاعدة ضد إيران ومنصة للهجوم على مصالحها في العراق أو لبنان.
وأضاف: “لا يمكن احتواء الحساب العلني الذي اندلع بشأن سلوك إيران في سوريا، ولن يخفف أي تبرير رسمي من الضربة القاسية".
المصدر: نيويورك تايمز
|