التوجه نحو الجنوب.. خدع الاحتلال تكشف فشله وهشاشته
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
يوما بعد يوم، تتكشف فصول جديدة من فشل العدوان المستمر على قطاع غزة، والذي لم يحقق بعد مرور 21 يوما سوى المزيد من الدمار وقتل المواطنين الفلسطينيين وخاصة الأطفال منهم، حيث أخفق بشكل كبير في دفع تهجير المواطنين من شمال القطاع إلى جنوبه.
ومما يظهر الفشل الإسرائيلي الكبير وإدراك الفلسطينيين لخدع الاحتلال التي باتت مكشوفة بالنسبة لهم، ارتكاب الاحتلال بحسب متابعة "عربي21" لعدد كبير من المجازر بحق العائلات الفلسطينية في وسط وجنوب القطاع، التي حاول أن يخدع المواطنين بأنها مناطق آمنة وعليهم التوجه لها، حيث طالت هذه المجازر العديد من العائلات التي أجبرت على النزوح نحو جنوب القطاع بعد تدمير منازلهم في غزة وشمال القطاع.
لا هجرة بعد اليوم
"التوجه نحو الجنوب"؛ هي فحوى اتصال مخابرات الاحتلال على العديد من المواطنين من سكان غزة وشمال القطاع التي بدأت يوم الجمعة 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023، من أجل إرهاب المواطنين ودفعهم لترك منازلهم، ورغم قيام العديد من العائلات بالنزوح نحو جنوب القطاع، إلا أنهم لم يسلموا من بطش آلة الحرب الإسرائيلية وفي ذات اليوم المذكور، ارتكب الاحتلال مجزرة بشعة بحق النازحين على طريق صلاح الدين الذي يمر من شمال القطاع وحتى جنوبه، وقام باستهدافهم وقتل نحو 70 منهم جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
المواطن الفلسطيني "أبو محمد" والذي تعود أصول عائلته إلى مدينة يافا المحتلة، بقي هو وعائلته في منزله بمدينة غزة ورفض "التوجه نحو الجنوب"، وأكد أنه لا يعتزم تركه منزله في أي وقت، وقال: "لا هجرة ولا نزوح من بيتي بعد اليوم".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "أموت في بيتي أفضل عندي من أن أموت في أي مكان آخر"، منوها أن "الاحتلال مخادع، وهو يحاول تهجير سكان القطاع، ونحن نرفض تمرير مخطط التهجير".
وفي تعليقه على سلوك الاحتلال ومحاولته تهجير المواطنين قسريا، أوضح الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، أن "خطة ترحيل الفلسطينيين من أرضهم ليست جديدة، وسبق أن هجرتهم من مدنهم وقرراهم عام 1948، وتجربة الفلسطينيين مع التهجير مريرة وهو لن يكررها".
ونبه في حديثه لـ"عربي21"، أن "العدو الإسرائيلي حاول مؤخرا أن يمارس هذه السياسية، لكنها لم تحظى باستجابة رغم القصف المتواصل على غزة وشمال القطاع"، مؤكدا أن "مخطط الاحتلال لتهجير وتجويع ساكن غزة وشمال القطاع لدفعهم نحو الجنوب، فشل والفلسطيني بقي منزرعا في أرضه حتى لو تعرض للقصف بالصواريخ".
وأضاف أبو شمالة: "بعد أسبوعين من ممارسة القصف المكثف في شمال القطاع، وعندما تبين للعدو أن مخططة في ترحيل سكان الشمال إلى الجنوب قد فشل، عاود ومارس التدمير والذبح والقصف وكل أشكال العقاب الجماعي بحق سكان جنوب القطاع، ولم يتوقف قتل الفلسطينيين، بل تضاعف على مدار الأيام الأخيرة، بعد أن تأكد للعدو أن الجنوب والشمال يرفضون مغادرة مناطقهم".
مخططات التهجير حاضرة
وأشار إلى أن "العدو الإسرائيلي عندما فكر أن يقسم القطاع إلى نصفين، قسم يهاجر إلى الآخر، كمقدمة لتهجير الكل من قطاع غزة، فمخطط الاحتلال لتهجير سكان القطاع ليس بالجديد، وهو يعرف أن الاكتظاظ السكاني في القطاع سينفجر في وجهه، وقد انفجر فعلا وسينفجر في كل لحظة، وبالتالي هو يفكر في تهجير هذا العدد الكبير من الفلسطينيين إلى مصر، كشريك في تحمل المسؤولية".
ولفت الكاتب، إلى أن "الوعي الشعبي الفلسطيني ومعرفته بخدع الاحتلال وسلوكه المضلل، ساهم في إفشال تمرير مخططات الاحتلال لتهجير المواطنين في مناطقهم.
وبين، أن الفلسطيني يدرك أنه مستهدف في بيته وأرضه وعمله وفي وطنه، بالتالي محاولة التهجير لم تبدأ في الحرب، بل قبل الحرب، هناك حملات إعلامية واحتضان للمهاجرين الفلسطينيين من قطاع غزة وكل من يحمل رقم بطاقة تموين والتي يقدمها للدول الأوروبية، وهذا يؤكد أن هناك تفكير جدي لدى الاحتلال بتهجير سكان القطاع، بل أيضا سكان الضفة الغربية المحتلة".
وذكر أن "المواطن الفلسطيني يدرك أنه لا قيمة له ولا مقام له إلا في وطنه وأرضه، لذا نرى التمسك بالأرض والموت تحت ركام البيوت بعد قصفها من قبل طائرات الاحتلال، لأنه قد يكون أرحم بكثير من ترك الأوطان والهجرة والعيش بمرارة الاغتراب عن الوطن".
يشار إلى أن محاولة الاحتلال خداع المواطنين الفلسطينيين تتواصل، حيث يقوم في العديد من الأوقات بإسقاط مناشير من الجو، تطالب المواطنين بإخلاء منازلهم ومناطق سكنهم، وهو ما يقابل بالسخرية والتحدي من قبل المواطنين، علما أن مئات آلاف المواطنين
ويشهد القطاع ترديا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية من العدوان، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل متزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين والمخابر والأسواق، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 7028 شهيدا، والجرحى لأكثر من 18484 جريحا، إضافة إلى وصول بلاغات عن أكثر من 2000 مفقود تحت الأنقاض، مؤكدة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها وارتكاب أكثر من 731 مجزرة.
وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العدوان غزة تهجير الاحتلال غزة الاحتلال تهجير العدوان طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة غزة وشمال القطاع نحو الجنوب العدید من قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الشاباك يعلن فشله بشأن طوفان الأقصى ويتحدث عن 5 أسباب أدت إليه
نشر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" مساء اليوم نتائج التحقيق الخاص به في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والمعروفة فلسطينيا باسم طوفان الأقصى.
وتحدث التحقيق الجديد عن 5 أسباب إستراتيجية أدت الى اتخاذ قرار الهجوم الذي باغت الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
وأكد أن من أهم هذه الأسباب الانتهاكات التراكمية للحرم القدسي، ومعاملة الأسرى الفلسطينيين، ثم فشل المستوى السياسي.
كما بينت نتائج التحقيق وجود مبالغة في قدرات الجدار وقوات الجيش الإسرائيلي، وغياب للرقابة الفعالة. هذا فضلا عن أن الشاباك.
وخلص التحقيق الخاص للشاباك إلى إعلان فشل الجهاز، في نهاية المطاف، رغم تحقيقاته الداخلية التي أظهرت قوة حماس.
وأوضح رئيس الشاباك رونين بار أنه كان بالإمكان تجنب السابع من أكتوبر ولو بشكل مختلف.
صعوبة في تجنيد العملاء
وأكد الشاباك أنه واجه صعوبة في تجنيد عملاء لإسرائيل في قطاع غزة، وأن عملية جمع المعلومات الاستخباراتية من غزة تضرّرت خلال السنوات الأخيرة نتيجة تضييق تحركات الجهاز في قطاع غزة.
وذكر الشاباك أن الصعوبات التي واجهها على الأرض في قطاع غزة، أدّت إلى فجوات في تجنيد وتشغيل عملاء كان يمكن أن يشهدوا تحركات استثنائية.
إعلانوقال الشاباك إن تحقيقاته الداخلية تثبت فشله على مدى سنوات في معرفة خطة حماس الهجومية، حيث لم يتعامل مع خطط حماس لاجتياح مدن إسرائيلية باعتبارها تهديدًا جديًا أو محتملا، رغم تأكيده أنه يستهن بالحركة ولم يعتقد أنها ردعت وإن كان فشل في نهاية المطاف في توقع ما جرى.
وبشأن أسباب فشله في توقع ما حدث وإعطاء تحذير منه؛ قال الشاباك إن من أسباب ذلك، قناعته بأن حماس كانت مشغولة بإشعال الضفة الغربية.
وأضاف أن سياسات شراء الهدوء التي تبنّتها إسرائيل تجاه غزة أدّت إلى تسلح كثيف لحركة حماس.
وكشف أن حماس بدأت بتشغيل بطاقات اتصال (سيم) إسرائيلية بشكل تدريجي منذ مساء الخامس من أكتوبر، وأن عدد بطاقات الاتصال الإسرائيلية التي فعّلتها حماس حتى فجر السابع من أكتوبر وصل إلى 45 بطاقة.
تحقيق الجيش الإسرائيلي
هذا وقد خلص تحقيق أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الإقرار "بالإخفاق التام" في منع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، وكشف عن تفاصيل ومعطيات جديدة عن الهجوم.
وقال تحقيق الجيش الإسرائيلي إن فرقة غزة تم إخضاعها في الساعات الأولى من الهجوم وإن صده بدأ في ساعات الظهيرة، مقرا بأن "الثمن الذي دفعناه في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) كان غير محتمل من حيث القتلى والجرحى".
وقال مسؤول عسكري لصحافيين إن هجوم "السابع من أكتوبر (تشرين الأول) كان عبارة عن إخفاق تام"، وإن الجيش "أخفق في تنفيذ مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين".
إعلان
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه أن "الكثير من المدنيين قتلوا في ذاك اليوم وهم يسألون أنفسهم أو بصوت مرتفع، أين كان" الجيش الإسرائيلي؟
وأكد الجيش في ملخص عن التقرير لوسائل الإعلام أن قواته "أخفقت في حماية المواطنين الإسرائيليين. تم التفوق على فرقة غزة (الإسرائيلية) في الساعات الأولى من الحرب، مع سيطرة" فصائل المقاومة على الأرض.
إعلان