دبي-الوطن:
في إنجاز لافت يعكس مستوى التميز الطبي، نجح أطباء في مستشفى ميدكير الصفا بفضل تدخلهم السريع والدقيق في إنقاذ حياة سيدة سعودية تبلغ من العمر 43 عاماً، كانت مصابة بجلطات دموية كبيرة تشكلت في ساقها وترافقت مع صعوبات شديدة في التنفس وانخفاض حاد في ضغط الدم.
وتم تشخيص إصابة المريضة بتجلط الأوردة العميقة “DVT” في ساقها، والذي أدى إلى حدوث إنسداد الشرايين الرئوية ثنائي الجانب “PE صمة رئوية”.

ويحدث “تجلط الأوردة العميقة” عندما تتشكل جلطة دموية في أحد الأوردة العميقة في الساق. ويمكن أن تنتقل هذه الجلطة عبر مجرى الدم وتتركز في الرئتين، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث ما يُسمى بـ”الانسداد الرئوي أو صمة رئوية ” PE. وتعتبر كلتا الحالتين مهددتين للحياة، وتتطلبان تشخيصاً وعلاجاً فورياً ودقيقاً لإعادة وظيفة الجهاز التنفسي والدورة الدموية إلى طبيعتها.
وتشير التقديرات إلى أن 1 من كل 1000 شخص يصاب بجلطات دموية حادة بما في ذلك “الانسداد الرئوي” و”تجلط الأوردة العميقة” خلال حياته، مما يجعل تلك الحالات من الأمراض الشائعة للغاية والخطيرة. وتعقيباً على هذه الحالة، قال الدكتور “ساهر عرعور”، استشاري جراحة الأوعية الدموية في مستشفيات ميدكير: “كانت المريضة قد وصلت إلى المستشفى وهي تعاني من مجموعة من الأعراض الحرجة بما في ذلك الشعور بعدم الراحة في الصدر، وصعوبة في التنفس، وانخفاض مُنذر بالخطر في ضغط الدم ونقص في مستوى تشبع الدم بالأكسجين. وكانت وظيفة الرئتين لديها معرضة للخطر بشكل شديد. وبالنظر إلى تاريخها الطبي للإصابة بالبدانة واستخدام وسائل منع الحمل وحدّة الأعراض، فقد اشتبهنا في إصابتها بتجلط الأوردة العميقة والانسداد الرئوي. وعلى الفور تم إخضاع المريضة لفحص التصوير بالأشعة المقطعية CT، للكشف عن وجود أي جلطات في الأوعية الدموية، مما أكد صحة التشخيص”.
وتطلّبت عوامل الخطر العديدة التي تم الكشف عنها من خلال تحرّي التاريخ الطبي للمريضة، مثل العمر والبدانة واستخدام وسائل منع الحمل، تطبيق نهج متعدد الأوجه في التشخيص والعلاج. ولعلاج تلك الحالات المُهددة للحياة بشكل فعّال، فقد تعيّن استخدام مزيج من التدخلات الجراحية، والتقنيات التشخيصية المتقدمة والأجهزة الطبية المبتكرة لضمان تحقيق أفضل نتيجة ممكنة وتحسين عافية المريضة على المدى الطويل.
وقام الدكتور “ساهر” والفريق الطبي بإجراء عملية استئصال الخثرة الجراحي بنجاح، من خلال إزالة جلطات الدم الانسدادية بعناية من الشرايين الرئوية وتثبيت فلتر في الوريد الأجوف السفلي (IVC) لمنع انتقال الجلطات من الساقين إلى الرئة في المستقبل من خلال حبسها في الوريد الأجوف، أحد أكبر الأوردة الذي ينقل الدم من أعضاء الجسم إلى القلب. وكانت استجابة المريضة للعلاج إيجابية مما أدى إلى تحسن ملحوظ في حالتها.
وأعربت المريضة عن امتنانها للرعاية التي تلقتها في المستشفى، قائلةً: “أود أن أعبّر عن بالغ شكري وامتناني للفريق الطبي في مستشفى ميدكير الصفا. لقد كانوا بجانبي عندما كنت بأمس الحاجة إليهم. حيث إن استجابتهم السريعة وتشخيصهم الدقيق ورعايتهم المتميزة لي أحدثت فارقاً كبيراً في إنقاذ حياتي. وأشعر أنني محظوظة للغاية لحصولي على هذا الدعم المذهل خلال هذه الفترة العصيبة التي مررت بها، ولقد كان لمساعدتهم أثر بالغ عليّ شخصياً وعلى أفراد عائلتي أيضاً”.
ويُشار إلى أن ما يقرب من 33 % من المرضى الذي عانوا من تجلط الأوردة العميقة أو الانسداد الرئوي سيصابون بها مجدداً خلال 10 أعوام من إصابتهم السابقة.
وحول الأساس المنطقي لتوجيه عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالعلاج للمريضة، شرح الدكتور “ساهر” قائلاً: “إن الطابع المعقّد لهذه الحالة المرضية استلزم تطبيق نهج علاجي مدروس بعناية. ونظراً لأن المريضة كانت تعاني من الانسداد الرئوي الثنائي وتجلط الأوردة العميقة، فقد عمدنا إلى اختيار استراتيجية علاج مُصممة للتعامل مع الحالة المهددة للحياة بشكل فعّال. وفي هذا السياق، شكلت عملية “استثصال الخثرة الجراحي”، التي تنطوي على إزالة الجلطات الدموية من الشرايين الرئوية، خطوة ضرورية لاستعادة تدفق الدم الطبيعي إلى الرئتين. وبالإضافة إلى ذلك، فقد قمنا بتثبيت فلتر في الوريد الأجوف السفلي. ولم تستهدف خطتنا العلاجية حل الأزمة الطارئة فحسب بل وأيضاً التخفيف من خطر تكرارها”.
وتؤكد هذه الحالة التزام مستشفى ميدكير الراسخ بالارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمرضى وتعزيز جودتها. كما تُسلط الضوء على الدور الحاسم للتدخل الطبي الدقيق وفي الوقت المناسب في علاج الحالات المرضية المهددة للحياة مثل تجلط الأوردة العميقة والانسداد الرئوي الثنائي، الأمر الذي يشكل دلالة على أهمية توافر الخبرات المناسبة والعلاجات المبتكرة لضمان تحقيق نتائج إيجابية.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الانسداد الرئوی

إقرأ أيضاً:

تشخيص السكري قبل الخمسين خطر على الدماغ

توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري من النوع 2 قبل سن الـ 50 هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف، بنحو الضعف، مقارنة بمن تم تشخيصهم في سن الـ 70.

وقال فريق البحث من جامعة نيويورك إن هذا الارتباط قوي بشكل خاص لدى المصابين بالسمنة.

وبحسب "هيلث داي"، قد يكون لتشخيص الإصابة بالسكري من النوع 2 قبل سن الـ 50 عواقب إدراكية خطيرة.

وشملت دراستهم أكثر من 1200 بالغ مصابين بالسكري من النوع 2، ولا يعانون من الخرف، وتمت متابعتهم لمدة تصل إلى 14 عاماً.

وكان المشاركون الذين تم تشخيصهم قبل الـ 50 أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنحو 1.9 مرة، مقارنة بمن تم تشخيصهم في سن الـ 70 أو بعد ذلك.

كما واجه الذين تم تشخيصهم في سنوات الـ 50 أو الـ 60 من العمر احتمالات متزايدة.

ولكن أعلى خطر للإصابة بالخرف وجد بين البالغين المصابين بالسمنة، الذين أصيبوا بالسكري من النوع 2 قبل الـ 50.

وقال الباحثون إن هذه النتائج "تشير إلى أن استهداف السمنة على وجه التحديد، سواء من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة أو ربما الأدوية، قد يلعب دوراً في تجنب الخرف لدى البالغين الأصغر سناً المصابين بالسكري".

مقالات مشابهة

  • دعاء للأم المريضة في يوم الجمعة
  • بسعر بسيط وتنافس آبل ..أفضل ساعة ذكية في الأسواق خلال 2024
  • قصة حب وحيدة في حياة فيروز.. تعيش على ذكراها منذ 46 عاما
  • تشخيص السكري قبل الخمسين خطر على الدماغ
  • أخ يوجه لشقيقته 21 طعنة قاتلة.. بسبب التيك توك
  • الإمارات تقود المبادرات العالمية للتصدي لمرض الانسداد الرئوي المزمن
  • الإمارات تقود المبادرات العالمية للتصدي لمرض الإنسداد الرئوي المزمن
  • السجن المشدد لسائق بتهمة إنهاء حياة طليقته بقنا
  • العميد سريع: بيان مهم للقوات المسلحة الساعة 20: 5 مساءً
  • مشروع ”مسام” يواصل إنقاذ الأرواح اليمنية.. ويزيل 614 لغم زرعتها جماعة الحوثي خلال أسبوع