القدس المحتلة-سانا

آلاف الجرحى والمرضى في مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا بلا علاج أو طعام أو مياه، ما يفاقم وضعهم الصحي بسبب عدم تمكنهم من الخروج من هذه المراكز، جراء كثافة قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي الذي أدى إلى دمار هائل وضحايا جلهم أطفال ونساء.

وتقول الجريحة منال عواودة لمراسل سانا: أصبت بجروح وكسور وحروق شديدة في القصف الهمجي الذي استهدف سوق مخيم البريج وسط القطاع قبل أيام.

. وبسبب الازدحام الشديد وازدياد عدد الجرحى في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، طلب مني الأطباء مغادرة المستشفى، على الرغم من خطورة وضعي الصحي وحاجتي للعلاج، وأنا أقيم حالياً داخل مركز الإيواء في النصيرات.

وتضيف عواودة: هناك مشاهد مروعة ومخيفة داخل مستشفى شهداء الأقصى.. حروق شديدة لكل أنحاء الجسد، وأطفال بترت أطرافهم جراء العدوان.. ولا يوجد لهم مكان داخل المستشفى.

وفي مستشفى العودة وسط مخيم النصيرات الذي التف حوله الدخان المتصاعد من القصف الإسرائيلي قابلنا جرحى لديهم حروق شديدة وشظايا صواريخ تسببت بتشويه أجسادهم منهم الشاب محمد العايدي الذي لا يستطيع أن يرتدي الملابس كما يقول من شدة الحروق في يديه وظهره، إضافة إلى إصابته بكسور في قدمه إثر قصف الاحتلال منزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

من جانبه يؤكد الطبيب محمد اسعيد في مستشفى العودة أن معظم الجرحى الذين يتوافدون على المستشفى مصابون بحروق عميقة يصعب التعامل معها، وخاصة في ظل انهيار المنظومة الصحية في جميع المستشفيات، جراء نفاد الوقود والأدوية، لافتاً إلى أن الجرحى يتألمون وتجرى لهم العمليات الجراحية دون تخدير.

ويصف الجريح عبد الجواد أبو ذان حالته بالقول: استشهد خمسة من أفراد أسرتي في قصف إسرائيلي غاشم على منزلنا.. وأنا حاليا في مركز إيواء.. لا يتوفر لدينا طعام ولا مياه.. أحاول تخفيف ألم جرحي بتناول بعض المسكنات والعلاجات التي لا يتوفر إلا القليل منها وبعضها نفد.. وضعنا الصحي في تدهور مستمر والرعاية الصحية منهارة بفعل تعمد الاحتلال قصف المستشفيات والمراكز الصحية.

وإضافة إلى آلاف الجرحى تحتضن مراكز الإيواء آلاف المرضى بينهم مصابون بأمراض مزمنة، مثل السرطان والفشل الكلوي والسكري لا يجدون الأدوية والرعاية الصحية اللازمة، بسبب خروج مشافي القطاع من الخدمة، نتيجة استهداف الاحتلال لها بشكل مباشر، ومنعه إدخال الأدوية والوقود.

وتشير المسنة هدى عودة المصابة بفشل كلوي ومقيمة في مركز إيواء إلى أن المرضى يموتون في مراكز الإيواء ببطء، وتقول: أحتاج غسيل الكلى مرتين في الأسبوع، ولم أستطع منذ بدء العدوان الإسرائيلي الانتظام في جلسات الغسيل، لعدم توفر مكان في المستشفيات لاستقبالنا، لأنها تعج بالجرحى، إضافة إلى توقف حركة المركبات لنفاد الوقود ولكثافة القصف الإسرائيلي الذي يستهدف البشر والحجر.

محمد أبو شباب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

المتطوعون بالدمازين: اعتقالات أمنية وخصم للدعومات يثقل كاهل مراكز الإيواء

يعمل المتطوعون في مراكز الإيواء بمدينة الدمازين في ظروف إنسانية قاسية متمثلة في المضايقات الأمنية والاعتقالات، بالإضافة إلى خصومات “مفوضية العون الإنساني” للدعم المقدم للمراكز علاوة على توقف الخدمات الصحية وانعدام الأدوية..

التغيير: الدمازين

يشكو المشرفون والمتطوعون في دور الإيواء بمدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، من عدم وصول الدعم الخارجي للمراكز، أو وصول جزء يسير منه بسبب الاستيلاء عليه بواسطة أشخاص أو جهات حكومية.

وفي الفترة الماضية قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية دعما لمركز إيواء حي الزهور بالدمازين غير أن الدعم لم يصل كاملا للمشرفين القائمين على مشاريع مركز الإيواء.

وقال مشرف في أحد المراكز فضل حجم اسمه، إن الموازنات السياسية دخلت مراكز الإيواء، وتأثر بها العمل الطوعي كاشفًا عن أن مدراء الوحدات الإدارية التابعين للحركة الشعبية يختطفون الدعومات.

وقال في حديثه لـ”التغيير“: هنالك مدير وحدة أخذ المساعدات وخزنها في منزله ليتم توزيعها عبره هو شخصيا بغرض التكسب السياسي.

وأضاف: هنالك مساعدات مخصصة لمراكز الإيواء، ولكن حاكم إقليم النيل الأزرق ممثل الحكومة يمنع وصولها للنازحين.

وبحسب مشرف آخر، فإن هنالك خلافات وتقاطعات في العمل بين مشرفي مراكز الإيواء وموظفي مفوضية العمل الإنساني.

وقال المشرف لـ”التغيير“: لا نجد القبول من موظفي المفوضية ولا من منسوبي الرعاية الاجتماعية.

وأضاف: الباحث الاجتماعي لا يقوم بدوره، بل يؤدي دور المراقب في رصد المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الدار.

وتابع: من التحديات التي تواجهنا كمتطوعين في مراكز الإيواء أن هنالك دعماً نقدياً من مانحين عبر دولة يوغندا، ولا يصلنا في المراكز، هنالك متطوعون من الدمازين متواجدين في كمبالا، ويقدم الدعم عبرهم لتحويله لمحسوبيهم هنا في الدمازين وللأسف هؤلاء ليس لديهم أي وجود في مراكز الإيواء.

وكشف عن أن الدعم المقدم للأسر تخصم منه المفوضية نسبة 10% حيث أنها تزعم أنها تخصصها لسداد مرتبات موظفيها.

وبحسب مصادر التغيير في مراكز الإيواء أن هنالك أموال تحول للدور، ويستولي عليها بعض الأشخاص، ولا تصل غالبا للنازحين، أو تصل منقوصة.

غرف الطوارئ

وكانت الأجهزة الأمنية في ولاية النيل الأزرق قد حلت جميع غرف الطوارئ، ومنعتها من العمل، واشترطت على المتطوعين عدم التواصل مع الجهات الخارجية والمانحين لاستقطاب الدعم الإنساني.

وكشف مصدر بأحد مراكز الإيواء إن السلطات حذرتهم من التعامل مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) تحديدا لأي سبب من الأسباب.

ويتعرض الشباب المتطوعون إلى الاعتقال حال التواصل مع الجهات الخارجية، ويعمل الكثير من المتطوعين في ظروف أمنية صعبة، ويفضلون التواجد خلف الكواليس بسبب المضايقات الأمنية والاعتقالات.

ومنذ سقوط مدينة ود مدني وسط السودان في ديسمبر الماضي تزايد تدفق النازحين إلى ولاية النيل الأزرق؛ مما جعل المتطوعين في دور الإيواء والمطابخ الخيرية يجتهدون في استقبال النازحين وفتح المزيد من المدارس وتجهيزها ويعتمدها هؤلاء على جمع التبرعات بالجهد الشعبي.

وساهم الوضع الأمني والمضايقات في إحجام الشباب عن المشاركة وترك العمل الطوعي ليتقلص عدد المبادرات الجمعيات الخيرية.

ومع اقتحام الدعم السريع للمنطقة الغربية من ولاية النيل الأزرق  تزايدت أعداد النازحين بمراكز إيواء الدمازين وسط.

توقف الأدوية

وتعيش المراكز أحوالا صحية بالغة الخطورة بعد توقف المجلس النرويجي للاجئين عن تقديم الأدوية منذ شهرين.

ويضطر المرضى من النازحين إلى الذهاب للمستشفى للعلاج أو الموت في مركز الإيواء حال عدم وجود المال الكافي للكشف والعلاج.

وأسفر الحصر الكلى لعدد النازحين في الدمازين عن نزوح حوالي 9756 شخصاً تقريبا للمنطقة.

ويقيم في َمراكز إيواء الدمازين وسط 3567  نازحا ونازحة بينهم 2905  من النساء والأطفال، فيما بلغ عدد كبار السن 503، وقدر عدد أصحاب الأمراض المزمنة ب 407 أشخاص

الوسومأوضاع النازحين الدمازين حرب الجيش والدعم السريع مراكز الإيواء

مقالات مشابهة

  • ما الخطر الذي يمثله تشقق اليمين الإسرائيلي على الضفة والقدس؟
  • عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة أريحا وأطراف مخيم عقبة جبر شرقي الضفة الغربية
  • المتطوعون بالدمازين: اعتقالات أمنية وخصم للدعومات يثقل كاهل مراكز الإيواء
  • لليوم الثاني على التوالي.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية
  • رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي يستقيل ويعترف بمسؤوليته عن “الفشل الفظيع”
  • حصار وقتل وحرق وتخريب ممتلكات الفلسطينيين.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يشرع في عملية اعتداء جديدة بـ”جنين”
  • مشاهد صادمة لحجم الدمار والخراب الذي خلفه الاحتلال بمدينة رفح
  • حماس تؤكد أن غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • حماس : غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل اخترقت الهدنة بإطلاق النار صوب مخيم النصيرات