ابرز المحطات فى حياة «أسطورة الصحافة المصرية»
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
كانت مقالاته تهز الحكومات وتسقط الوزارات ولا يخاف ولا يتراجع، وكلما سقط على الأرض قام يحمل قلمه ويحارب بنفس القوة ونفس الإصرار. تتلمذ على يديه عمالقة الصحافة والسياسة والأدب مثل حسنين هيكل، مصطفى وعلي أمين، كامل الشناوي، إحسان عبد القدوس، أحمد رجب وغيرهم من النجوم فى سماء الصحافة المصرية والعربية.
انه الكاتب الصحفى المبدع محمد التابعى رائد الصحافة الحديثة الذى لقب بأمير الصحافة «طائر الصحافة المغرد»، «أسطورة الصحافة المصرية»، «أمير الصحافة»، و دونجوان الصحافة.
إسمه بالكامل «محمد التابعي محمد وهبة»، وقد ولد فى ١٨ مايو عام ١٨٩٦علي شاطئ بحيرة المنزلة أما أسرته فهي من مدينة المنصورة.
توفى والده وهو في السابعة من عمره والتحق محمد التابعي بالمدرسة الأميرية الابتدائية في المنصورة، وحصل علي الابتدائية عام ١٩١٢م وكان ضعيفاً جداً في مادة الخط العربي.. هبط إلي القاهرة والتحق بالمدرسة السعيدية الثانوية ثم انتقل التابعي إلي مدرسة داخلية في محرم بك في الإسكندرية وحصل علي التوجيهية عام ١٩١٧م والتحق بحقوق القاهرة حصل التابعي علي ليسانس الحقوق في عام ١٩٢٣م.
وحينما كان يعمل موظفاً في إدارة التموين بمدينة السويس تولي الإشراف علي توزيع مواد التموين بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي إلي أن انتقل إلي القاهرة وعمل موظفاً في قلم الترجمة بمجلس النواب، وهنا بدأت مرحلة جديدة في حياته.
وظهرت ميوله الصحفية بقوة وبوضوح أثناء دراسة التابعي في كلية الحقوق، عام ١٩٢١ وحين نشرت جريدة «الإجيبشن ميل» مقالاً يهاجم فيه المظاهرات الوطنية للطلبة، كتب طالب الحقوق آنذاك - التابعي - مقالاً باللغة الإنجليزية يرد فيه علي ما نشرته الجريدة، ثم أتبعه بمقال آخر يعرض فيه لمواقف الموظفين الإنجليز في الإدارة المصرية،
ثم طلب منه رئيس التحرير أن يكتب رؤية نقدية بالإنجليزية حول مسرحية «غادة الكاميليا» التي كان يقدمها مسرح رمسيس وكتب التابعي مقالاً ينتقد فيه عميد المسرح العربي «يوسف وهبي» بطريقة ساخرة، وراح بعد ذلك يكتب في جرائد «السياسة» و«أبوالهول»، و«النظام» و«الأهرام»، بتوقيع «حندس» وتميزت أفكاره بالوضوح ولغته بالسهولة حتي قيل عنه إنه بدأ مدرسة مسرحية أسلوبية جديدة، ووصفه يوسف وهبي قائلاً عنه «الناقد الذي يسقيني السم في برشامة»، ثم كتب التابعي نقداً لتمثيل «روزاليوسف» وعزيز عيد وكان يوقع هذه المقالات بالإنجليزية بحروف «م.ت.م» أي محمد التابعي محمد.
ولغت نظر«روزاليوسف» مقاله في نقد غادة الكاميليا لأنه لم يجد ما يأخذه علي «روزاليوسف» إلا أن كعب حذائها كان مزوداً بقطعة من الكاوتش، فيما وصف جورج أبيض بأنه فوق النقد، ووصف بشارة واكيم قائلاً «إن المسرح المصري يفخر به».
وعندما ولدت فكرة مجلة «روزاليوسف»ظهرت فى ثوب مجلة فنية وظهرت المجلة يوم الأحد ٢٥ أكتوبر عام ١٩٢٥. ودعت «روزاليوسف» محمد التابعي للعمل معها في المجلة واستجاب وحرص التابعي أن يكتب في السياسة. وبدأ بباب نسائي يحرره هو بتوقيع «الآنسة حكمت» ثم باب «حواري» وبعض الموضوعات الأخري. وكان التابعي لايزال يعمل في قلم الترجمة في «البرلمان» ويكتب نقداً فنياً لجريدة «الأهرام» بتوقيع «حندس» .
وبعد نقل مقر مجل «روزاليوسف» من ١٠ شارع جلال -قسم الأزبكية ثم ترك التابعي «روزا» ليقيم لنفسه مجتمعاً خاصاً به يسميه «آخر ساعة» وأخذ معه في هجرته كل العناصر الرئيسية ومنهم «صاروخان» ومصطفي أمين، وسعيد عبده، فوضعت «روزا» محمود عزمي رئيساً للتحرير وأصبح العقاد الذي انتقل من جريدة «الجهاد» لتوفيق دياب إلي «روزا» من أعمدة المجلة ثم هجر مصطفي أمين «آخر ساعة» ليعمل في «دار الهلال»،
لكن «آخر ساعة» قد واجهت أزمة مالية فباعها التابعي لمصطفي أمين وكانت «آخر ساعة» قد ظهرت للوجود في ١٤ يوليو من عام ١٩٣٤ وكان التابعي قد اختار هذا التاريخ الذي يوافق يوم الثورة الفرنسية التي تحمل الشعارات الثلاثة «الحرية - الإخاء - المساواة».
حارب التابعي السفارة البريطانية والسراي الملكية بضراوة كما حارب وزارة محمد محمود «وزارة اليد الحديدية» وحارب وزارة «إسماعيل صدقي» و حينما تسلم محمد محمود وزارته في ٢٨ أكتوبر ١٩٢٩، أعلن أنه سيحكم البلد بيد من حديد، فسخر منه التابعي قائلاً: «إن يده من صفيح لا من حديد» فأصدر محمد محمود قرارًا بمصادرة المجلة، فنشر التابعي في العدد التالي في الصفحة الأولي بعنوان «عطلها بأه» وفعلاً قام محمد محمود بتعطيلها ومصادرتها.
سعى التابعى لتكوين أول نقابة للصحفيين، وكان من أعضائها المؤسسين، إذ صدر قرار وزارى فى مارس 1941 بتشكيل مجلس مؤقت لإدارة النقابة برئاسة محمود أبو الفتح وعضوية إبراهيم عبد القادر المازنى، وجبرائيل تقلا، وفارس نمر، ومحمد التابعى، وعبد القادر حمزة، وادجار جلاد، وحافظ محمود ومحمد خالد، ومصطفى أمين، وفكرى أباظة وخليل ثابت.
وكان من أشهر مؤلفاته، «من أسرار الساسة والسياسة»: وهى السيرة الذاتية لأحمد باشا حسنين، «أسمهان تروى قصتها»، «بعض من عرفت»: وهى مجموعة قصص من واقع الحياة، «لماذا أقتل»، «مذكرات موظف مصري».
رحل التابعى عن عمر يناهز 81 عامًا بسبب إصابته بجلطة، تأخرت جنازته يومين حتى يتم تجهيز جنازة تليق بأكبر صحفي مصري، وأعلنت رئاسة الجمهورية بيانًا في الصحف يقول: "قرر الرئيس أنور السادات حينما علم بوفاة الكاتب الصحفي محمد التابعي أن تكون جنازة الصحفي محمد التابعي من ميزانية رئاسة الجمهورية، كما أرسل السادات مبعوثًا خاصًّا إلى أرملة الفقيد للتكفل بكل ما تقتضيه الجنازة،
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المنصورة أسطورة الحرب العالمية الصحافة المصرية طالب الحقوق محمد التابعي مدرسة السعيدية الثانوية مدرسة داخلية ا باللغة محمد محمود آخر ساعة
إقرأ أيضاً:
غيبوبة تقلب حياة محمد هنيدي في مسلسل شهادة معاملة أطفال
يكثف الفنان محمد هنيدي، تصوير مسلسله الجديد شهادة معاملة أطفال، الذي يعرض على شاشات المتحدة في شهر رمضان 2025، وتنتظره فئة كبيرة من الجمهور خاصة أن العمل يحمل الطابع الكوميدي.
دور محمد هنيدي في مسلسل شهادة معاملة أطفالويتعرض الفنان محمد هنيدي لغيبوبة مفاجئة تستمر معه 20 عاما، وتقلب حياته رأسًا على عقب، إثر حادث تعرض له، وﯾﺴﺘﻔﯿﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﺸﯿﻄﺎن، ﻟﯿﺠﺪ نفسه ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺘﻐﯿﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎً.
ﺣﯿﺚ ﯾﻮاجه ﺗﺤﺪﯾﺎت ﺟﺪﯾﺪة وﯾﻌﯿﺪ اﻛﺘﺸﺎف ﻋﻼﻗته ﻓﻲ ﻣﻐﺎﻣﺮة ﻣﻠﯿﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻜﻮﻣﯿﺪﯾﺔ واﻟﻐﺮﯾﺒﺔ، وﯾﺴﻌﻰ ﻻﺳﺘﻌﺎدة ﻣﺠﺪه اﻟﻤﻔﻘﻮد، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ، ھﻞ ﺳﯿﺘﻤﻜﻦ ﻋﺒﺪاﻟﺴﺘﺎر ﻣﻦ ﻗﻠﺐ اﻟﻄﺎوﻟﺔ وﺗﺤﺪي اﻟﺰﻣﻦ ﺑﻜﻞ ﻣﺘﻐﯿراته.
أبطال مسلسل شهادة معاملة أطفالويشارك في بطولة مسلسل شهادة معاملة أطفال عدد كبير من الفنانين إلى جانب الفنان محمد هنيدي من بينهم سما إبراهيم، وليد فواز، جيهان خليل، صبري فواز، نهى عابدين، خالد أنور، نهى صالح، محمود حافظ، خالد أنور، سما إبراهيم.
وهو من إخراج سامح عبد العزيز، ومن تأليف محمد سليمان عبدالمالك.