جيش الاحتلال يدمر نصب شرين أبو عاقلة ويجرف شارعا يحمل اسمها
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
ذكرت قناة الجزيرة أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بتدمير النصب التذكاري لمراسلة الجزيرة الراحلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، التي استشهدت برصاص جنود إسرائيليين في ماي 2022.
وقالت مرسلة الجزيرة إنّ قوات الاحتلال جرفت "شارع شيرين أبو عاقلة" ونصبها التذكاري خلال توغلها فجر اليوم الجمعة في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة، مشيرة إلى أنه لم يتم تجريف أي شارع آخر خلال عملية الاقتحام، و إن التخريب متعمد خاصة أنه لم يكن مسرحا للمواجهات والاشتباكات.
وبحسب الجزيرة فإنّه تم تحطيم النصب التذكاري للمرة الثانية منذ تدشينه في 11 ماي 2023، تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لاستشهادها.
واستشهدت الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص جيش الاحتلال أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين في الحادي عشر من ماي العام الماضي.
وكانت شيرين أبو عاقلة ومجموعة من الصحفيين يؤمنون التغطية الصحفية لمحاصرة قوّة تابعة لجيش الاحتلال أحد المنازل في مخيم جنين وسط اشتباكات مسلحلة.
وقال الصحفيون الذين كانوا متواجدين هناك إنّ "قوات الاحتلال استهدفت الصحفيين بشكل مباشر" ما أدى الى استشهاد أبو عاقلة بعد إصابتها برصاصة في الرأس.
وشيرين نصري أبو عاقلة، صحفية وُلدت في القدس عام 1971 تعمل مع شبكة الجزيرة الإعلامية، وتنحدر من عائلة مسيحية مشهورة في بيت لحم، وتحمل الجنسيتين الفلسطينية والأمريكية.
درست شيرين في البداية الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.
عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في مواقع عدة مثل وكالة "أونروا"، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة "مونت كارلو"، ولاحقًا انتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية.
المصدر: موزاييك أف.أم
كلمات دلالية: شیرین أبو عاقلة
إقرأ أيضاً:
بعلبك تحت النار: قصف إسرائيلي يدمر معالم أثرية وتاريخية
البقاع – أنين الطفل هادي وهبي، الناجي الوحيد من بين أفراد أسرته التسعة، يحاكي وجع مدينته بعلبك وحجارة قلعتها، فكلاهما ضحية قصف إسرائيلي قاتل ومُدمر لم تشهد المدينة مثيلا له في تاريخها القديم والحديث، ووثق تقرير للجزيرة نت الأضرار التي تسبب بها القصف على تراث لبنان وآثاره وتاريخه المعماري.
فإسرائيل استهدفت البشر والحجر بعنف مفرط، وفق ما قال رئيس المجلس البلدي للمدينة مصطفى الشل. وأردف "عشرات المجازر ومئات الشهداء ودمار كبير أصاب وحدات سكنية ومواقع أثرية أبرزها على الإطلاق قلعة بعلبك أعرق وأقدم معلم أثري في لبنان".
آثار بعلبك تحت النار
وقال في حديث خاص للجزيرة نت "أصيبت القلعة بأضرار جزئية قرب مدخلها حيث سقطت حجارة من سورها الخارجي وتناثرت بعض أقسام من حائط آخر يفصل بين منطقة البساتين وحرم القلعة، وليس بعيدا من القلعة دمرت الغارات معلما أثريا سياحيا، هو قبة دورس التي أصيب بأضرار كبيرة".
"قبة دورس" أصيب بأضرار كبيرة (الأناضول)والتدمير الإسرائيلي لم يقتصر على مواقع ترجع إلى الحقبة الرومانية، بل شمل أحياء ومعالم تراثية وسياحية لها تأثير مهم في الحركة الثقافية والاقتصادية المحلية وحتى العالمية.
يقول الشل "المؤسف في سلة الخسائر التي أصابتنا ذلك الخراب الذي حل بمنشية بعلبك، والمنشية بناء أثري يرجع إلى الحقبة العثمانية، وهي كانت قبلة السائحين، توازي في دورها أهمية الحركة السياحية في القلعة".
وأضاف "من بين المعالم التراثية المستهدفة "أوتيل بالميرا" الواقع على مسافة أمتار من مدخل القلعة وثكنة غورو التي بناها الجيش الفرنسي مطلع القرن الماضي، مع العلم أن القصف الإسرائيلي لم يوفر أي موقع أثري في المدينة ومحيطها".
تضرر جزء من سور #قلعة_بعلبك الاثري
اثر غارات اسرائيلية عنيفة #لبنان #البقاع #بعلبك #بيروت #جنوب_لبنان pic.twitter.com/E04fI7pBQf
— Nada Andraos (@Nada_Andraos) October 29, 2024
ولكن ماذا عن دور المجلس البلدي في معالجة نتائج الغارات على هذا الصعيد؟ يجيب الشل:"من جهتنا نقوم بإجراءات ميدانية بُعيد كل إغارة من خلال تدخل عمال وشرطة البلدية لرفع الأنقاض بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية ومحافظة بعلبك الهرمل ولحماية أي قطعة أثرية أو تاريخية تتناثر بفعل القصف، وكل هذا يتم بالتنسيق مع المديرية العامة للآثار، والأخيرة على اطلاع بالتفاصيل التي نقع عليها، لكن تقديرات الأضرار وتكلفتها رهن بتوقف الاعتداءات".
ماذا يقول خبراء الآثار عن حجم الدمار الذي لحق بالمواقع الأثرية؟ وما مدى تأثرها بالقصف غير المباشر أو القريب من محيطها؟وسط القلعة سليم
يؤكد خالد الرفاعي رئيس قسم الترميم والحفاظ على المواقع الأثرية في المديرية العامة للآثار بوزارة الثقافة اللبنانية عدم وجود أية أضرار ظاهرة للعيان وسط حرم قلعة بعلبك، وأوضح في حديث للجزيرة نت أن "عمليات القصف الجوي أحدثت انهيارات في أجزاء غير متينة في سور خارجي يقع ضمن منطقة الحماية وهو قريب من مدخلها".
وأبدى خشيته من استمرار القصف على مواقع قريبة من القلعة "لأنها تحدث ارتدادات تحت أرضية قد تتسبب بانهيارات لبعض الأجزاء ذات الإنشاءات الضعيفة أو تلك التي تحتاج إلى ترميم".
والاعتداءات الإسرائيلية لم تقتصر على مواقع أثرية وأبنية سكنية في المدينة، بل طالت أيضا كنائس للطائفة المسيحية تقع وسط ما يعرف ببعلبك القديمة، وعنها قال الرفاعي: "إسرائيل استهدفت المنشية التاريخية ومعها 3 كنائس للطوائف المارونية والأرثوذكسية والكاثوليكية وديرا مارونيا، وهي معالم أثرية مجاورة لأوتيل بالميرا وللمنشية ولمدخل القلعة، مما أدى إلى وقوع أضرار كبيرة".
حجارتها لا تُسرقووصف الرفاعي الحديث عن سرقة أحجار ذات قيمة تاريخية من المنشية المدمرة وبعض الأمكنة المتضررة بـ "الشائعات المغرضة" فحجارة بعلبك كبيرة ولا تُسرق، لأن المديرية العامة للآثار نقلت حجرا يحمل نقشا يؤرخ لتاريخ بناء المنشية عام 1922 وهو محفوظ اليوم داخل القلعة ولم يسجل أية عملية سرقة مع العلم أن القوى الأمنية وشرطة البلدية تحمي المواقع الأثرية وهذا الفعل معطوف على حرص البعلبكيين على تاريخهم وتراثهم".
وعن دور وزارة الثقافة والمديرية في إعادة بناء ما تضرر قال: "لدينا خبرة واسعة في مجال إعادة ترميم ما تهدمه الحروب من آثارات والمديرية قادرة على التعاطي مع هذه المشكلة فور انتهاء الاعتداءات".
لم تسلم المواقع السياحية في المدينة من التدمير أيضا، وهي قبل ذلك شكلت نقطة جذب للسائحين محليين وعربا وأجانب، ليتكامل دورها مع دور القلعة ومعالمها التاريخية.
يشير رئيس منتدى بعلبك الإعلامي حكمت شريف إلى "مرجة رأس العين" التي تضررت بالكامل. ويوضح: "المرجة هي حديقة بعلبك حيث نهر وبركة رأس العين وسط مساحات خلابة يقصدها أبناء المدينة وزوار من أرجاء لبنان وخارجه، هذا المتنفس الوحيد وإلى جواره عشرات المؤسسات السياحية من مقاه ومطاعم دمرت بالكامل".
وأضاف في حديث للجزيرة نت "قصفت طائرات العدو الإسرائيلي مرجة رأس العين وحي الشيقان حيث سقط 9 شهداء من عائلة واحدة ولم ينج منهم سوى الطفل هادي ابن السنة ونصف، وهو يرقد اليوم في مستشفى الريان لمتابعة علاجه من جروح خطرة أصابته، في حين بقي 3 شهداء من أفراد عائلته تحت الأنقاض حتى اليوم".
فإسرائيل لم تستهدف الحجر في بعلبك فقط "لقد صبت حممها على البشر والحجر في محاولة لتحويل مدينتنا إلى مدينة أشباح، لكنها ستفشل بفضل إرادتنا وتوقنا للحياة، ومثلما خرج هادي من تحت الأنقاض ستولد مدينتنا من جديد مهما غلت التضحيات وستسلم قلعتنا وحجارتها العصية على الزمن". ختم حكمت شريف.