بوابة الوفد:
2025-03-14@15:00:10 GMT

مأساة طالب الهرم

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

«مروان» راح ضحية «التفويل» على يد سائق متهور

والدة القتيل: كان نفسى أشوفه ببدلة الفرح

 

سنوات من الكفاح والتعب واصل خلالها العمل ليل نهار، كان كل حلمه توفير حياة كريمة لأسرته، بقدر المستطاع وفر لهم حياة هادئة مستقرة، وقرر أن يستريح ويركن ظهره على ابنه الذى كان يحلم باليوم الذى يستطيع فيه مساعدة والدته ومشاركته أعباء الحياة.

تكللت سنوات الكفاح للرجل الخمسينى بمبلغ بسيط استطاع تحويشه طوال رحلته فى تلك الحياة، وبعد مشاورات عن طرق استثماره خوفا من فقدانه فى مشروع لا يجنى ثماره، استطاع "مروان" الشاب الذى لم يكمل عامه العشرين أن يقنع والده بشراء سيارة ملاكى والعمل عليها بإحدى شركات توصيل الركاب الشهيرة.

رغم عدم اقتناع الوالد بالفكرة فى بداية الأمر إلى أنه اقتنع بها مؤخرا أمام إلحاح وإصرار ابنه التى تحمس للفكرة وأقنعه بها «نشتغل على مالنا بدل ما نشتغل عند غيرنا».

لم يتأخر الأب الخمسينى فى التوجه لأحد معارض السيارات ودفع تحويشة العمر كمقدم لشراء سيارة ملاكى، وتوقيع إيصالات أمانة بقيمة المبلغ المتبقى، والاتفاق على فترة السداد وقيمة كل إيصال.

انطلق «مروان» الشاب العشرينى بالسيارة فى شوارع المحروسة طالبا لقمة عيش حلال، يبتغى بها مساعدة أسرته قاصدا رضاءهم عليه، وتجهيز شقته كى لا يخلف وعده مع حبيبته الذى اتفق مع أسرتها على تفاصيل زواجهما.

سيناريو يومى شبه معتاد، كان يستقل الشاب السيارة للعمل عليها فى توصيل الزبائن لأماكن يقصدونها، ويعود فى نهاية اليوم يلقى فى يد والده ما اكتسبه بجهده وعرقه، لكن ذلك السيناريو ثمة تغير طرأ عليه قبل عدة أيام عندما قاد الحظ العثر «مروان» إلى إحدى محطات الوقود لتزويد سيارته بالبنزين ليكمل مسيرة عمله ورحلته فى تلك الحياة القاسية.

بمجرد أن دخل مروان محطة وقود فى منطقة الهرم، تصادف وجوده مع سائق سيارة ميكروباص يزود سيارته بالوقود أيضاً قافزا على الدور غير مهتم بالنظام، فاعترض الشاب على تلك الطريقة «فيه دور وأنا اللى المفروض أدخل أفوّل»، لم تلق تلك الكلمات قبولاً لدى السائق، الذى نظر إليه بسخرية واحتقار قائلاً «أنا اللى هدخل وانت ورايا».

حالة من الشد والجذب دارت بين الطرفين، ودخلا فى مشادة كلامية واشتباك يريد كل منهما أن ينتصر، لكن السائق قرر فى لحظة غضب أن يُسكت صوت ذلك الشاب للأبد عندما توجه إلى سيارته وحمل من داخلها «مفك» بسن مدبب وضرب به الشاب العشرينى وأصابه فى صدره لتخرج منه الدماء كما الماء المندفع من النافورة.

هرول عمال البنزينة تجاه الشاب الغارق فى دمائه آملين فى إنقاذه، لكن المفك وصل إلى القلب وقطع شرياناً موصلاً به ليفارق الشاب الحياة على الفور قبل وصوله المستشفى وتظل سيارته متوقفه بمكانها دون وقود.

اتصال هاتفى ورد لوالد «مروان» يطلب منه الحضور للمستشفى حيث تم نقل ابنه «ابنك تعبان شوية فى المستشفى» غصة أصابت قلب الأب علم من خلالها أن مكروها أصاب فلذة كبده، فهرول إلى جواره والدة الضحية لسان حالها يدعو بأن يكون الحادث بسيطا ويعود ثلاثتهم للبيت بعد الاطمئنان عليه.

بمجرد أن وصل الوالدان إلى المستشفى صُدما بالخبر المشئوم، لم تقوَ أقدامهما على حملهما بعد سماعه وخارت قواهما أمام المشرحة، توجه الأب برفقة رجال الأمن إلى مكان قتل ابنه حاول أن يستجمع قواه وشاهد اللحظات الأخيرة لابنه عبر كاميرات المراقبة الخاصة بمحطة الوقود ولسان حاله «يا ريتنى ما سمعت كلامه وجبت العربية».

أمام المشهد القاسى لمقتل ابنه انهارت قوى الرجل المسن وانهار فى البكاء الشديد، وفشل أن يوقف دموعه حزنا وحسرة على فقدان ابنه.

أمام المشرحة وقفت الأم المكلومة وإلى جوارها عدد من أقاربهم لمواساتها فى مصابها الجلل، وراح يشدون من أزرها لتقويتها على تحمل تلك المصيبة، ومواساتها.

وظلت الأم المسكينة تصرخ وقلبها يتحسر ألماً تردد أنها كانت تتمنى أن ترى ابنها فى كوشة الفرح بجوار عروسته «كان نفسى أشوفك ببدلة الفرح.. منه لله اللى حرمنى منك».

فى مشهد مهيب يشبه زفة العرسين تجمع أصدقاء «مروان» أمام المشرحة منتظرين خروجه، وبعد استخراج التصاريح اللازمة حمل أصدقاء الضحية النعش ووضعوه داخل سيارة تكريم الموتى وشيعوا جنازته فى مشهد مؤسف وحزين وكأنهم يزفونه إلى الآخرة عريسا، بعد أن قتل غدرا أثناء بحثه عن لقمة عيشه، وأمام قبره بعد أن وارى جسده الثرى وقف العديد من أبناء أسرته وأصدقائه فى حلقات دائرية يقرأون له القرآن ويدعون له بالثبات والغفران.

وفور وقوع الحادث أمسك العاملون المتواجدون بمحطة الوقود بالمتهم وانتقلت قوة من مباحث الجيزة لمسرح الجريمة تمكنت من إلقاء القبض على المتهم واتخاذ الإجراءات القانونية حياله، كما أجرت النيابة العامة معاينتها وناظرت جثة الضحية وأمرت بانتداب الطب الشرعى لإعداد تقرير بالصفة التشريحية والتصريح بدفن الجثة عقب استيفاء الإجراءات اللازمة، وطالبت النيابة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة، وأمرت بالتحفظ على كاميرات المراقبة وتفريغها.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حياة كريمة فترة السداد

إقرأ أيضاً:

مأساة في القنطرة شرق.. كراسات الأطفال وحقائبهم بين قضبان السكة الحديد.. شاهد

مأساة حقيقية، عاشتها عدد من الأسر بمدينة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية، ودعوا أطفالهم صباحا للذهاب إلي الحضانة ليعودوا إليهم في المساء داخل أكفان، وسط انتشار حالة من الحزن.


أكد شهود العيان أن الحادث وقع، اليوم الخميس، خلال رحلة عودة الأطفال من حضانتهم، وأن السائق اتخذ طريقا غير مخصص للعبور، ليصادف لحظة مروره خط السكة الحديد، عبور قطار.

وحصل « صدى البلد»،  على صور الحادث والتي من بينها صورة تحكي التفاصيل الأليمة، وهي سقوط الكشاكيل والأقلام والأدوات المدرسية لأطفال الحضانة بين قضبان السكة الحديد، كأنها تسرد قصة إهمال جديدة من سائق غير مسئول.


وتوفي سائق الميني باص، متأثرا بإصابته البالغة وهو في طريقه إلي مجمع الإسماعيلية الطبي.

وقالت المصادر الرسمية إن السائق ويدعي أحمد عوض، ٤٠ سنه، توفي في طريقه إلي مجمع الإسماعيلية الطبي ولفظ أنفاسه الأخيرة.

حيث أكدت المصادر في تصريحات خاصة أنه تبين أن الميني باص مخصص لنقل الأطفال من وإلي مدارسهم، وأنه أثناء عودتهم بعد انتهاء اليوم الدراسي، وقع الحادث الأليم.

تلقي اللواء طيار ا.ح اكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية ، بلاغا من الشبكة الوطنية للطوارئ و السلامة العامة  بوقوع حادث اصطدام  لقطار رقم ٢٩٣ ركاب بخط القنطرة شرق /بئر العبد  في المسافة بين محطتي القنطرة شرق و جلبانة ، بميني باص كان يعبر قضبان  السكك الحديدية من مكان  غير معد للعبور  مما أدي إلي وقوع عدد من الإصابات  و الوفيات بين ركاب الميني باص.

و علي الفور توجه محافظ الإسماعيلية والأجهزة المعنية لموقع الحادث ومستشفي القنطرة شرق لمتابعة الوضع الراهن وحالة المصابين .

وتوجه محافظ الإسماعيلية بالدعاء بالشفاء العاجل للمصابين وبخالص التعازي  لأسر المتوفيين وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.

و كانت هيئة السكك الحديدة قد أعلنت في بيان لها، أنه أثناء عبور قطار رقم 293 ركاب بخط القنطرة شرق/بئر العبد في المسافة بين محطتي القنطرة شرق وجلبانة حدث اصطدام للقطار مع ميني باص كان يعبر  قضبان السكك الحديدية من مكان غير معد للعبور مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات بين ركاب الميني باص.

وناشدت هيئة السكك الحديدية السادة المواطنين وقائدي المركبات بالالتزام بالعبور من الأماكن المعدة للعبور فقط وهي المزلقانات التابعة لهيئة السكك الحديدية وعدم العبور  نهائيا  من الأماكن غير المعدة للعبور حيث تتسبب هذه السلوكيات السلبية في إزهاق الأرواح وهو ما سبق وناشدت به الهيئة السادة المواطنين وقائدي المركبات عبر كافة وسائل الإعلام بشكل مستمر نظرا لما ينجم عن مثل هذه السلوكيات السلبية  من أضرار جسيمة وإزهاق للأرواح.

هذا وتوجه فور وقوع الحادث  الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل إلى موقع الحادث ومستشفى القنطرة شرق الذي تم نقل المصابين إليه.

كما تقدمت وزارة النقل ممثلة في الهيئة القومية لسكك حديد مصر بالدعاء بالشفاء العاجل للمصابين وبخالص التعازي لأسر المتوفيين وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.

كما أصدرت وزارة التضامن الاجتماعي بيانا حيث  تتابع الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي تداعيات تصادم وقع بين قطار وسيارة بالقرب من محطة الكهرباء، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات بين ركاب السيارة.

ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس الإدارة المركزية للحماية الاجتماعية بالتنسيق مع مدير مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة الإسماعيلية وفريق الإغاثة بالهلال الأحمر المصري بتقديم التدخلات الإغاثية والمساعدات العاجلة.

كما وجهت الدكتورة مايا مرسي بصرف التعويضات اللازمة للأسر المضارة، وذلك بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية.

كما أصدرت وزارة الصحة و السكان بيانا حيث يتابع الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ،وزير الصحة و السكان، الحادث لتقديم الخدمات الإسعافية والطبية لمصابي حادث تصادم قطار مع سيارة ميني باص، اليوم الخميس، بطريق جلبانة القنطرة شرق، بمحافظة الإسماعيلية.

وأوضحت وزارة الصحة، أنه تم الدفع بـ13 سيارة إسعاف مجهزة إلى موقع الإبلاغ عن الحادث، منوهة إلى أن الحصر المبدئي يشير إلى أن الحادث أسفر عن إصابة 12 من ركاب الميني باص، تم نقلهم إلى مستشفى القنطرة شرق المركزي، إلى جانب وفاة 8 آخرين، وجاري المتابعة.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو| رادارات شرطة دبي الذكية ترصد سائقاً أجلس ابنه في حضنه أثناء القيادة
  • كركي فقد ابنه يعفو عمّن دهسته .. بناتنا ما يباتن بالسجون
  • مأساة في القنطرة شرق.. كراسات الأطفال وحقائبهم بين قضبان السكة الحديد.. شاهد
  • ضرب وتعرية وإهانة.. مأساة معتقلي غزة في السجون الإسرائيلية
  • تزور خطيبها بدون علمه.. هكذا بررت نور علي كذبتها لوالدها في مسلسل البطل
  • بشار إسماعيل يهاجم الشرع بعد مأساة الساحل
  • والد نيمار يسعى للاستحواذ على سانتوس بتمويل سعودي
  • مأساة فيلم Rust في فيلم وثائقي جديد
  • د. مروان المعشر يكتب .. الخطة العربية مقابل المقترح الأمريكي
  • خبير يحذر من تأثير بقايا المبيدات الزراعية على انتشار السرطان