«مروان» راح ضحية «التفويل» على يد سائق متهور
والدة القتيل: كان نفسى أشوفه ببدلة الفرح
سنوات من الكفاح والتعب واصل خلالها العمل ليل نهار، كان كل حلمه توفير حياة كريمة لأسرته، بقدر المستطاع وفر لهم حياة هادئة مستقرة، وقرر أن يستريح ويركن ظهره على ابنه الذى كان يحلم باليوم الذى يستطيع فيه مساعدة والدته ومشاركته أعباء الحياة.
تكللت سنوات الكفاح للرجل الخمسينى بمبلغ بسيط استطاع تحويشه طوال رحلته فى تلك الحياة، وبعد مشاورات عن طرق استثماره خوفا من فقدانه فى مشروع لا يجنى ثماره، استطاع "مروان" الشاب الذى لم يكمل عامه العشرين أن يقنع والده بشراء سيارة ملاكى والعمل عليها بإحدى شركات توصيل الركاب الشهيرة.
رغم عدم اقتناع الوالد بالفكرة فى بداية الأمر إلى أنه اقتنع بها مؤخرا أمام إلحاح وإصرار ابنه التى تحمس للفكرة وأقنعه بها «نشتغل على مالنا بدل ما نشتغل عند غيرنا».
لم يتأخر الأب الخمسينى فى التوجه لأحد معارض السيارات ودفع تحويشة العمر كمقدم لشراء سيارة ملاكى، وتوقيع إيصالات أمانة بقيمة المبلغ المتبقى، والاتفاق على فترة السداد وقيمة كل إيصال.
انطلق «مروان» الشاب العشرينى بالسيارة فى شوارع المحروسة طالبا لقمة عيش حلال، يبتغى بها مساعدة أسرته قاصدا رضاءهم عليه، وتجهيز شقته كى لا يخلف وعده مع حبيبته الذى اتفق مع أسرتها على تفاصيل زواجهما.
سيناريو يومى شبه معتاد، كان يستقل الشاب السيارة للعمل عليها فى توصيل الزبائن لأماكن يقصدونها، ويعود فى نهاية اليوم يلقى فى يد والده ما اكتسبه بجهده وعرقه، لكن ذلك السيناريو ثمة تغير طرأ عليه قبل عدة أيام عندما قاد الحظ العثر «مروان» إلى إحدى محطات الوقود لتزويد سيارته بالبنزين ليكمل مسيرة عمله ورحلته فى تلك الحياة القاسية.
بمجرد أن دخل مروان محطة وقود فى منطقة الهرم، تصادف وجوده مع سائق سيارة ميكروباص يزود سيارته بالوقود أيضاً قافزا على الدور غير مهتم بالنظام، فاعترض الشاب على تلك الطريقة «فيه دور وأنا اللى المفروض أدخل أفوّل»، لم تلق تلك الكلمات قبولاً لدى السائق، الذى نظر إليه بسخرية واحتقار قائلاً «أنا اللى هدخل وانت ورايا».
حالة من الشد والجذب دارت بين الطرفين، ودخلا فى مشادة كلامية واشتباك يريد كل منهما أن ينتصر، لكن السائق قرر فى لحظة غضب أن يُسكت صوت ذلك الشاب للأبد عندما توجه إلى سيارته وحمل من داخلها «مفك» بسن مدبب وضرب به الشاب العشرينى وأصابه فى صدره لتخرج منه الدماء كما الماء المندفع من النافورة.
هرول عمال البنزينة تجاه الشاب الغارق فى دمائه آملين فى إنقاذه، لكن المفك وصل إلى القلب وقطع شرياناً موصلاً به ليفارق الشاب الحياة على الفور قبل وصوله المستشفى وتظل سيارته متوقفه بمكانها دون وقود.
اتصال هاتفى ورد لوالد «مروان» يطلب منه الحضور للمستشفى حيث تم نقل ابنه «ابنك تعبان شوية فى المستشفى» غصة أصابت قلب الأب علم من خلالها أن مكروها أصاب فلذة كبده، فهرول إلى جواره والدة الضحية لسان حالها يدعو بأن يكون الحادث بسيطا ويعود ثلاثتهم للبيت بعد الاطمئنان عليه.
بمجرد أن وصل الوالدان إلى المستشفى صُدما بالخبر المشئوم، لم تقوَ أقدامهما على حملهما بعد سماعه وخارت قواهما أمام المشرحة، توجه الأب برفقة رجال الأمن إلى مكان قتل ابنه حاول أن يستجمع قواه وشاهد اللحظات الأخيرة لابنه عبر كاميرات المراقبة الخاصة بمحطة الوقود ولسان حاله «يا ريتنى ما سمعت كلامه وجبت العربية».
أمام المشهد القاسى لمقتل ابنه انهارت قوى الرجل المسن وانهار فى البكاء الشديد، وفشل أن يوقف دموعه حزنا وحسرة على فقدان ابنه.
أمام المشرحة وقفت الأم المكلومة وإلى جوارها عدد من أقاربهم لمواساتها فى مصابها الجلل، وراح يشدون من أزرها لتقويتها على تحمل تلك المصيبة، ومواساتها.
وظلت الأم المسكينة تصرخ وقلبها يتحسر ألماً تردد أنها كانت تتمنى أن ترى ابنها فى كوشة الفرح بجوار عروسته «كان نفسى أشوفك ببدلة الفرح.. منه لله اللى حرمنى منك».
فى مشهد مهيب يشبه زفة العرسين تجمع أصدقاء «مروان» أمام المشرحة منتظرين خروجه، وبعد استخراج التصاريح اللازمة حمل أصدقاء الضحية النعش ووضعوه داخل سيارة تكريم الموتى وشيعوا جنازته فى مشهد مؤسف وحزين وكأنهم يزفونه إلى الآخرة عريسا، بعد أن قتل غدرا أثناء بحثه عن لقمة عيشه، وأمام قبره بعد أن وارى جسده الثرى وقف العديد من أبناء أسرته وأصدقائه فى حلقات دائرية يقرأون له القرآن ويدعون له بالثبات والغفران.
وفور وقوع الحادث أمسك العاملون المتواجدون بمحطة الوقود بالمتهم وانتقلت قوة من مباحث الجيزة لمسرح الجريمة تمكنت من إلقاء القبض على المتهم واتخاذ الإجراءات القانونية حياله، كما أجرت النيابة العامة معاينتها وناظرت جثة الضحية وأمرت بانتداب الطب الشرعى لإعداد تقرير بالصفة التشريحية والتصريح بدفن الجثة عقب استيفاء الإجراءات اللازمة، وطالبت النيابة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة، وأمرت بالتحفظ على كاميرات المراقبة وتفريغها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حياة كريمة فترة السداد
إقرأ أيضاً:
ننشر أقوال عمرو دياب أمام النيابة: الشاب اعتدى عليا وقرصنى
قبل ساعات من نظر محكمة جنح القاهرة الجديدة، غدا السبت، أولى جلسات الشاب سعد أسامة بتهمة الاعتداء على الفنان عمرو دياب، ومحاكمة عمرو دياب بتهمة التعدي على الشاب، ينشر اليوم السابع أقوال عمرو دياب في تحقيقات النيابة.
س: ما قولك فيما هو منسوب إليك من أنك متهم بالتعدي بالضرب بأن قمت بصفع المجني عليه سعد أسامة على وجهه دون إصاباه على النحو المبين بالتحقيقات ؟
ج : محصلش
س: ما الذي حدث إذا وما هي ظروف حدوث تلك الواقعة؟
ج :اللى حصل أنا قولته كله في التحقيق قبل كدة وأن الشخص اللي مسكني وشدني بقوة من جنبي وقرصني أثناء إحيائي لحفل الزفاف بفندق في التجمع الأول، ولما حسيت أنه بيعتدى عليا قمت بضربه بإيدي، وأنا مش عارف الضربة جاتله فين، إلا لما الفيديو نزل على مواقع التواصل الاجتماعي وشوفت الضربة جت علي وشه، ودا كان رد فعل طبيعي علشان مسكنى بقوة من جنبي وهو اللى استفزني بطريقته بعد ما أتصور معايا، هو اللي بدأ بالتعدى عليا الأول و السبب في إني أنهي فقرتي في حفل الزفاف عشان اتسبب ليا في إيذاء بدني، من إنه قام بإمساكي من جنبي بقوة و قرصني، وكمان إيذاء معنوي لأنه قام بالتشهير بيا على مواقع التواصل الاجتماعي، وقمت بإبلاغ المحامي بتحرير محضر ضده ودا كل اللي حصل.
س : أمام من حدث ذلك ؟
ج : أمام المدعويين لحفل الزفاف .
س : وما هي علاقتك بسالف الذكر وهل من ثمة خلافات بينكم ؟
ج : أنا معرفوش ومفيش بينا علاقة.
وفي وقت سابق، استمعت جهات التحقيق، إلى أقوال الشاب صاحب واقعة الصفع على يد الفنان عمرو دياب خلال إحدى الحفلات.
الشاب أكد في التحقيقات أنه واثناء التقاط صورة مع الفنان عمرو دياب قام بصفعه على وجهه ونهره أمام الحضور.