قبر مجهول خلال عملية "تبييض" جيش تحرير أوروبي!
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
عقب إنزال النورماندي، تم إطلاق سراح الآلاف من المجندين الأفارقة الأسرى الذين كانوا شاركوا بمعركة فرنسا عام 1940. رحلوا إلى أوطانهم وقيل لهم إنهم سيستلمون مستحقاتهم المالية هناك.
إقرأ المزيد في ذكرى مقتل "الرومانسي الأخير" في العالم العربيفتحت جميع معسكرات الاعتقال الألمانية التي أقيمت في فرنسا في خريف عام 1944، وتذوق المجندون الأفارقة الأسرى طعم الحرية بعد أكثر من 3 سنوات من القتل والتعذيب والمهانة والشقاء.
الجنرال ديغول، قائد فرنسا الحرة قرر حينها "تبييض" قوات بلاده، وأمر بترحيل جميع القوات الإفريقية التي كانت جندت من المستعمرات الفرنسية في شمال وغرب إفريقيا للدفاع عن فرنسا في مواجهة الغزو النازي.
الألمان كانوا أسروا خلال معركة فرنسا القصيرة، حوالي 120000 جندي من المستعمرات الفرنسية معظمهم جاؤوا من شمال إفريقيا، فيما كان نحو 20 بالمائة من هؤلاء من المستعمرات بغرب إفريقيا.
على خلفية التعصب النازي العنصري، جرى قتل نحو 3000 من الأسرى الأفارقة شهري ماي ويونيو 1944، وعلى عكس رفاقهم في السلاح البيض، لم ينقلوا إلى ألمانيا بل أقيمت لهم معسكرات اعتقال في الخطوط الأمامية بفرنسا.
ألمانيا النازية فعلت ذلك بذريعة منع انتشار الأمراض لاستوائية، فيما كان الهدف من ذلك في حقيقة الأمر رغبتهم في منع ما كانوا يعتبرونه "تدنيسا عرقيا"، وتفادي التزاوج مع النساء الألمانيات، وهو أمر كان محظورا بموجب قوانين نورمبرغ لعام 1935.
الفرنسيون خلال الحرب العالمية الثانية، كانوا جندوا 179000 إفريقيا في قوات المشاة، وتم نشر حوالي 40000 منهم في أوروبا الغربية، كما أرسل العديد من هؤلاء لتعزيز خط "ماجينو" على طول الحدود الفرنسية مع ألمانيا وبلجيكا خلال الغزو الألماني في عام 1940، حيث قتل وأسر الكثيرون.
بعد سقوط فرنسا، بقيت في فترة التحرير أعداد كبيرة من المجندين الأفارقة تعمل في صفوف الجيش الفرنسي الحر في تونس وكورسيكا وإيطاليا وجنوب فرنسا.
خطة ديغول بشأن "تبييض" قوات التحرير الفرنسية دخلت حير التنفيذ، وصعدت مجموعة من المقاتلين القدامى الأفارقة معظمهم من السنغال في 5 نوفمبر إلى سفينة بريطانية، أوصلتهم إلى داكار في السنغال في 11 نوفمبر، وهناك وضعوا في معسكر "ثياروي" بالقرب من العاصمة السنغالية.
مر أسبوعان وبقيت جيوب العسكريين الافارقة فارغة، ولم تف فرنسا بوعودها بمنحهم مستحقاتهم المالية المتأخرة بما في ذلك الرواتب فتململ هؤلاء، ورفض قسم منهم كان من المقرر أن يُرحل في 25 نوفمبر 1944 إلى باماكو في مالي، المغادرة قبل حل المشكلة.
اشتد الموقف، وأمر القادة الفرنسيون العسكريين بإخماد ما اعتبروه تمردا عسكريا، قوات معززة بالمدرعات بمحاصرة معسكر ثياروي.
حوصر المعسكر وجرى إطلاق النار على المحاربين الأفارقة القدامى في سلاح المشاة الفرنسي، وقتل ما بين 300 إلى 400 من هؤلاء الذين طالبوا بحقوقهم، وجرى دفنهم في مقبرة جماعية لم يتم العثور عليها حتى الآن، فيما قللت باريس حينها من "المذبحة" وتحدثت عن مقتل 35 شخصا فقط.
هذه المذبحة كما غيرها، طمست، ومع مرور الزمن تحولت إلى "حادث غامض" ومجهول، خاصة أن الضحايا دفنوا تحت جنح الظلام.
لهذه المهمة الصعبة تصدى مؤرخ فرنسي يدعى أرميل مابون. درس بعناية ودقة الأرشيف الفرنسي، وتوصل إلى عدم وجود أي دليل على حدوث تمرد مسلح، وأن المحاربين الأفارقة القدامى في ذلك المعسكر، عبروا فقط عن غضبهم من دون عنف، إلا أن الجيش الفرنسي، وصل إلى المعسكر بالأسلحة الثقيلة ووصف المطالبين برواتهم بأنهم متمردون، واستعاد "النظام" وحل المشكلة بقتل المئات منهم، وأكمل عمله بإهالة التراب على الجثث في قبر مجهول.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الحرب العالمية الثانية باريس
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوتر بين فرنسا والاحتلال .. وتوقيف عنصرين من الدرك الفرنسي في القدس لهذا السبب
سرايا - شهدت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إلى القدس، يوم الخميس، إشكالاً دبلوماسياً بين فرنسا والاحتلال الإسرائيلي، بعدما دخل أفراد من شرطة الاحتلال مسلحين إلى موقع يضم كنيسة تديرها باريس، دون إذن مسبق.
وأدان بارو هذا التصرف الذي وصفه بـ"غير المقبول"، رافضاً دخول الشرطة "الإسرائيلية" إلى موقع الإيليونة الواقع في جبل الزيتون، في حين تم توقيف عنصرين من الدرك الفرنسي من قبل قوات الاحتلال في المكان، بحسب ما أفادت به صحافية من وكالة فرانس برس.
وتصاعد التوتر بين فرنسا وإسرائيل في ظل الأزمة الراهنة بالمنطقة، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة تبادل تصريحات حادة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ففي أوائل أكتوبر، شدد ماكرون على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، إلا أن نتنياهو رد بالانتقاد، مؤكداً أن "إسرائيل" تتوقع الدعم من فرنسا بدلاً من فرض "قيود" عليها.
وفي وقت لاحق، أعرب ماكرون عن موقفه بضرورة وقف شحنات الأسلحة المستخدمة في الصراع في غزة ولبنان، في خطوة اعتبرها نتنياهو استفزازية، حيث وصف تصريحاته بـ"العار"، مشيراً إلى ما اعتبره دعماً من بعض الزعماء الغربيين لحظر الأسلحة على "إسرائيل".
كما كان نتنياهو قد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى نقل قوات "اليونيفيل" من مناطق القتال في لبنان، مطالباً بإبعاد قوات الأمم المتحدة عن مواقفها السياسية.
لكن هذا الطلب قوبل بالرفض من الأمم المتحدة، التي شددت على أن أي استهداف لعناصر "اليونيفيل" يعد جريمة حرب. يأتي ذلك بعد إصابات في صفوف القوة جراء اعتداءات إسرائيلية طالت عناصرها عمداً.
وكان ماكرون قد عبّر، الأسبوع الماضي، عن اقتناعه بأن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار في لبنان، مما زاد من حدة التوتر بين الجانبين.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع صفحتنا على تيك توك
طباعة المشاهدات: 834
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 07-11-2024 09:40 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...