«سيناء المباركة».. وزير الأوقاف يلقى خطبة الجمعة اليوم من نويبع
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
يؤم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، المصلين اليوم بمسجد الصديق بمدينة نويبع.
وكتب وزير الأوقاف خلال منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «خطبة الجمعة اليوم بإذن الله تعالى من مسجد الصديق بمدينة نويبع، وحديث مهم عن سيناء نسأل الله عز وجل التوفيق، ونسألكم الدعاء».
افتتاح مسجد الصديق بنويبعسوف يفتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، يرافقه اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، والشيخ السيد غيط وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء، والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، مسجد الصديق بمدينة نويبع، بمناسبة احتفالات جنوب سيناء بالذكرى ال50 لنصر أكتوبر المجيد.
وكانت وزارة الأوقاف، أعلنت "سيناء المباركة المكان والمكانة أرض الخير والنماء والتضحية" موضوعًا لخطبة الجمعة اليوم 27 أكتوبر 2023، وجاء نص الخطبة كالتالي:
نص خطبة الجمعة في مساجد مصر اليوم"الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوااللَّهَ يَنصُرُكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّسيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللهُمَّ صَلَّ وسلم وبارك عليهِ، وعلى آله وصحبه، ومَنْتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فسيناء أرض عظيمة مباركة، رويت بدماء آبائنا وأجدادنا على مر التاريخ، وهي أرض الخير والنماء والتضحية تلك الأرض المقدسة التي يحمل ترابها آثار أنبياء الله ورسله، فقد سار عليها سيدنا إبراهيم «عليه السلام مع زوجه سارة، ومر بها سيدنا يوسف بن يعقوب «عليهما السلام وعاش فيها سيدنا موسى «علیه السلام».
القرآن الكريم تحدث عن سيناء العزيزة حديثا يدعو للتأمل، حديثا يؤكد على أهميتها ومكانتها الدينية والتاريخية حديثًا يجعلنا نفكر مرات ومرات في ضرورة الحفاظ عليها والاهتمام بها وتنميتها واستثمار مواردها الطبيعية ومعالمها السياحية الدينية والطبيعية، والعلاجية، فقد أقسم الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بطور سيناء في قوله تعالى: وَالطُّورِ * وَكِتَابِ مَسْطُورٍ * فِي رَق مَّنشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ* وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، مقدما القسم بالطور على ما سواه من الأمور الأخرى المقسم بها مع ما لها من مكانة وقدسية، بل إنه سبحانه خصه بتسمية السورة كلها باسمه.
اقرأ أيضاًوزير الأوقاف: إغاثة الإنسانية يجب أن تشمل جميع المدنيين دون تمييز
عاجل.. سقوط مقذوف في مدينة نويبع على البحر الأحمر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزير الأوقاف خطبة الجمعة سينا وزیر الأوقاف
إقرأ أيضاً:
يناجي الله في سجود التلاوة
في يوم الجمعة الرابعة عشرة من رمضان لعام ألف وأربعمائة وستة وأربعون للهجرة، كان يوماً جميلاً حين انطلقت لصلاة الجمعة في جامع الراجحي بمدينة الرياض، وإذ بالخطيب يستفتح تلك الخطبة الرائعة العميقة في معانيها، تثير الشغف في آذاننا، حدثنا عن قصة الصحابيين الجليلين اللذين حميا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في فم الشعب خلال غزوة ذات الرقاع، وفي عتمة الليل، اختار الأنصاري أن يتولى الحراسة، بينما نام المهاجر، أراد ذلك الأنصاري أن يخلو مع ربه ويتلذذ بمناجاته، فقام يصلي ويستفتح كتاب الله، يقرأ ويرتّل، ويحلق في أجواء القرآن، ويعيش مع آياته وهو قائم، وإذ بالعدو يتربص بهم، فيرمونه بسهم، فينزعه ويواصل قراءة تلك الآيات الكريمات، ثم يسدد العدو مرة أخرى، فينزعه ويستمر، ثم يُرمى ثالثاً فينزعه، ثم يركع ويسجد ويوقظ صاحبه. فلما أفاق الأخير، عاتبه على عدم إيقاظه، قال له: “كنت في سورة أقرأها، فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها. فلما ركعت، أريتك، وأيم الله لولا أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه، لقطعت نفسي أحب إليّ من أن أقطعها وأنفذها.” انتهت القصة، فهي حقاً عظيمة، وداخل ذلك الجامع، أزعم أن المصلين كانوا يتأملون في حال ذلك الصحابي الذي ضحى بنفسه وعاش مع الله، وكان من الممكن أن يقدم روحه في سبيله. ما الآيات التي كانت تتردد في أذنه؟ وما الشعور الذي كان يستشعره؟ لا يمكن أن أصف شعوره في بضع أسطر أكتبها الآن، لكنني أزعم أنه كان يعيش في سماء عالية في مناجاة الله.
انتهينا من صلاة الجمعة، وانطلقت لأحد المحافظات، حيث كان لدينا موعد لنطق الشهادة مع اثنين وثلاثين قد منّ الله عليهم وفتح قلوبهم للدخول في الإسلام، وقد استضافهم رجل زاهد عابد قد فتح بابه لإكرامهم، حضرت بعد العصر، ووجدته في المسجد، يجلس على كرسيه يحلق ويرتّل في الجزء الأخير من القرآن، وبينما هو يقرأ، إذا مرت به آية سجدة تلاوة، فأومأ برأسه ساجداً على كرسيه، وبدا يدعو بدعاء سجود التلاوة، ثم أخذ في مناجاة الله تعالى لأكثر من خمس عشرة دقيقة، وهو مومئ في سجود التلاوة على كرسيه، لا ينقطع عن الدعاء، حتى جاءه سائل فاستوقفه، كنت أقول في نفسي: ماذا عاش ذلك الرجل مع الله في دعاء سجود التلاوة؟ واستمر الوقت الطويل يدعو الله ويناجيه ويبتهل إليه ويسأله وهو في سجود تلاوة، كان مشهداً مهيباً، تذكرت قصة الصحابي في خطبة الجمعة، فمن عاش مع الله استلذ بمناجاته، ومع اقتراب المغرب، انطلقت معه لاستقبال المسلمين الجدد قبيل الإفطار في منزله، حيث يكرم ضيوفه، وبعد الإفطار، ذهبنا لصلاة المغرب، وما زال المشهد يتحدث، فقد نطق الشهادة بعد الصلاة اثنان وثلاثون رجلاً دخلوا في الإسلام، وكان قد استضافهم الكريم ابن الكريم، وهو من أشهدهم وأنطقهم الشهادة بعد الصلاة، وكان وجهه متهللاً ، فقد دخلوا في رحاب الإسلام، كان يوماً جميلاً، لا يسعني وصفه في أسطر، فقصصنا ومشاعرنا الإيمانية تنبض بالحياة، عندما تعيش نفسك مع الله، تهون عليها كل الصعاب، فقد أدرك هؤلاء قيمة الحياة الدنيا البسيطة، وكانت همتهم عالية تسعى لما عند الله، تذكرت مقولة ابن تيمية: “إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة.” جعلنا الله وإياكم ممن طال عمره وحسن عمله.