ما هو هدف باسيل الحقيقيّ من لقاءاته مع الكتل النيابيّة؟
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
وصف العديد من الأوساط السياسيّة زيارات رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل للأفرقاء السياسيين، وخصوصاً من هم على خلاف سياسيّ معه، بـ"الإيجابيّة". في المقابل، اعتبرت أوساط معارضة أنّ جوهر مبادرة رئيس تكتّل "لبنان القويّ" هي رصّ صفوف "فريق الثامن من آذار"، لذا، التقى رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، للوقوف خلف "حزب الله"، في حال اندلعت أيّ حرب بين لبنان وإسرائيل.
ويُشير المراقبون إلى أنّ الملف الرئاسيّ لن يشهد أيّ تطوّر خلال محادثات باسيل مع الأفرقاء، لأنّ كلّ كتلة نيابيّة لا تزال على موقفها، ولا حلّ إلّا بالتوافق على أحد المرشّحين، بينما زيارة رئيس "التيّار" لبنشعي، لم تحمل أيّ تبدلّ في موقف نواب "الوطنيّ الحرّ" تجاه فرنجيّة. ويُضيف المراقبون أنّ باسيل يُسوّق لحماية "ظهر المقاومة" وتأمين الغطاء الشعبيّ لها، وخصوصاً المسيحيّ، في حال جُرّ لبنان إلى دخول الصراع في غزة.
ويوضح المراقبون أنّ باسيل يقول إنّه ضدّ دخول لبنان في الحرب، ولكنّ إنّ تمّ الإعتداء عليه من قبل العدوّ الإسرائيليّ، فعلى الجميع الدفاع عن سيادة البلاد. وتجدر الإشارة إلى أنّه في العام 2006، وقف رئيس الجمهوريّة السابق ميشال عون وفريقه السياسيّ مع "حزب الله"، إلى جانب فرنجيّة، وأمّنا الغطاء المسيحيّ لـ"المقاومة".
وفي هذا السياق، تقول مصادر معارضة إنّ لا فائدة من جولة باسيل على الكتل النيابيّة، فحماية لبنان بالنسبة إليه تتمثّل في دعم سلاح "المقاومة" غير الشرعيّ، بينما تسعى الكتل "السياديّة" إلى معالجة هذا الموضوع، الذي تعتبره أساس مشاكل البلاد. وتُتابع أنّ باسيل يُريد تصوير نفسه للأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله على أنّه الشخص المسيحيّ الذي يحمي "ظهر الحزب"، ويُؤمّن الغطاء الشعبيّ والسياسيّ له، عبر لقاءاته مع رؤساء الأحزاب والكتل النيابيّة.
ويرى المراقبون أنّ باسيل يُدرك أنّ الحرب آتية إلى لبنان في حال اجتاحت إسرائيل غزة، وهو يعلم أنّ محوّر "المقاومة" أصبح أقوى من قبل، لهذا السبب تحرّك نحو حلفائه وخصومه، وللتأكيد أنّه يقف مع "حزب الله"، ويدعمه في الدفاع عن البلاد. ويقول المراقبون إنّ خطوة باسيل ستكون مهمّة على الصعيد الرئاسيّ بعد الحرب إنّ حصلت، وسيعتبره "حزب الله" أنّه شريك أساسيّ له، ولكن المشكلة الرئاسيّة تكمن في أنّ "الحزب" أعطى كلمته لفرنجيّة، وهذا الأمر الذي لا يفهمه باسيل، وهو يستمرّ في التقارب من حارة حريك، وإظهار نفسه أنّه حليفها المسيحيّ الأقوى، كيّ تدعمه في الإنتخابات الرئاسيّة، ويزيد رصيد مرشّح "الممانعة" في عدد الأصوات.
أمّا من ناحيّة المعارضة، فتقول أوساطها إنّها ليست متحمّسة للقاء باسيل، على الرغم من أنّ البعض من نوابها سيجتمعون معه، بهدف التنسيق والتحدّث معه في المواضيع العامّة، والتهديد الإسرائيليّ في الجنوب، وللتشديد على تحييد البلاد عن الصراعات في المنطقة، وعلى أنّ الجيش هو الوحيد الذي يحمي الحدود والسيادة.
ولا يتوقّع المراقبون أنّ تحمل جولة باسيل أيّ نتائج عمليّة، فالإستحقاق الرئاسيّ مُعلّق داخليّاً وخارجيّاً، والشغور في قيادة الجيش لا يزال موضع خلافٍ بينه وبين البعض الذي يرى أنّ التمديد للعماد جوزاف عون ضروريّ في هذه المرحلة الحرجة التي تمرّ فيها البلاد، سياسيّاً وأمنيّاً، وسط ترقّب مستجدات الصراع في غزة، وتأثيره على لبنان. إلى ذلك، فإنّ النزوح السوريّ في متناول الحكومة السوريّة والمجتمع الدوليّ، ولبنان غير قادر على اتّخاذ تدابير وإجراءات لعودة النازحين، بمعزل عن الدول المعنيّة مباشرة بالملف، في وقتٍ، لا يُشارك وزراء باسيل في اجتماعات الحكومة التي تُناقش موضوع النزوح، بحسب المراقبين.
إضافة إلى ذلك، فإنّه ليس من المنتظر أنّ يقبل رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع بلقاء باسيل، إذ إنّ تكتلّ "الجمهوريّة القويّة" يُصرّ على أنّ الحوار يجري فقط في أروقة مجلس النواب، ويُؤكّد أنّ المرحلة تحتاج إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة بأسرع وقتٍ، وبفتح دورات متتاليّة لتحقيق هذا الهدف.
ويلفت المراقبون في هذا الإطار، إلى أنّ مبادرة باسيل ستكون منقوصة كما كان حال أولى جولات نوابه على الكتل النيابيّة لطرح ورقته الرئاسيّة في السابق. كذلك، فإنّ هناك إنقساماً كبيراً بين مؤيّد لسلاح "حزب الله" وموضوع الدفاع عن لبنان، وبين معارض له، وجولة باسيل لن تُؤمّن الغطاء التامّ لـ"المقاومة" إنّ امتدّت الحرب للجنوب، وشملت كافة البلاد، إذ سيقف "السياديون" ضدّ أيّ محاولة إيرانيّة لجرّ لبنان إلى الحرب، فيما سيلتفّ "التيّار" و"المردة" و"التقدميّ الإشتراكيّ" و"أمل"، وبقيّة الأحزاب الثانويّة التي تدور في فلك "الممانعة" خلف "الحزب".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله باسیل ی
إقرأ أيضاً:
الحقيقة التي لا نشاهدها
هل نعرف وندرك ونؤمن أن هناك عيوناً قد تؤذينا عن قصد أو بدون قصد نعرفها أولا نعرفها وقد لا نشاهدها طوال حياتنا بل كانت عيناً موجهة عن قرب أو بعد، أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك أنها الحقيقة المرة القاسية والتي يجب نتحصن بذي العزة والجبروت ونعتصم برب الملكوت ونتوكل علي الحي الباقي الدائم الذي لا يموت وبسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء نتحصَّن ، وما شاء الله تبارك الرحمن على عيون السعادة العيون الفاتنات الناعسات بألوانها وتركيباتها وعدساتها وأحجامها والتي تسير بصاحبها إلى الطريق الصحيح، من غير لف ولا دوران ولا غمز ولمز، ورمش ورموش. وأعوذ بالله وقدرته وبكلماته التامات من العيون الكهرومغناطيسية، العيون الحمراء، العيون المجرمة القاتلة الخبيثة، عين الحاسد الحاقد العاين الزعوور، الذي ينظر ويعجب ولا يبارك على ما شاهد من فضل الله وبركته.
أنها حقيقة مرة بطعم العلقم نؤمن بها وندرك ونشاهد ونسمع ونقرأ ما تفعله العيون. فهي العدو المجرم القاتل الصامت الذي يعيش بيننا ويجب الحذر منه بالتحصين والأذكار، فالعين حق وحقيقة وواقع كما أخبر بذلك الرسول، صلى الله عليه وسلم، ووضح لأمته طرق الوقاية والتحصين والحفظ من شرها. و على الإنسان أن يلتزم بما أخبر به رسولنا، صلى الله عليه وسلم، بقوله :(إذا رأى أحدكم من أخيه ومن نفسه وماله ما يعجبه فليباركه، فإن العين حق).
وعين العاين تختلف من شخص لآخر، فبعضهم معروفون للعامة، وعيونهم قوية لا تخطئ، وبعضهم غير معروفين، وبعضهم يجاهر ويتحكم بها، ويختار المكان الذي يضعها فيه.
وبعض العيون تصيب بسهام عفوية، تقع نتيجة الإعجاب، وقد لاتتكرر كثيراً في دقة إصابتها الهدف، فربما تكون رمية من غير قصد، لكنها سهام العين خرجت فأصابت، وهذه غالبا تكون إصابتها بسيطة وغير قاتلة.
وأخيرا، من أصابته العين، عليه أن يذهب إلي العاين إذا عرفه، ويطلب منه أن يتوضأ، كما في حديث رسولنا، صلى الله عليه وسلم (العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا).
وإذا لم يعرف العاين فعليه بالإكثار من ذكر الله، والتضرع إلى الله بالشفاء ، فالعين حق وفتنة، فعلى الإنسان وواجبه أن يحافظ على الأذكار، ويتق الله في عينه وحركتها ورمشها وسهامها، فكم من طريح الفراش، ومريض ومجنون، بسبب سهام عين.
وقانا الله والمسلمين والقراءالكرام من كل عين حاسد، وما شاء الله تبارك الله والحمد لله على نعمه التي تترى ، وأعوذ برب الفلق من كل عين إنس وجان.
وقفة:
قالوا في الأمثال:
عضة أسد ولانظرة حاسد.
Leafed@