#سواليف

فاجأت حركة #حماس العالم بعملية #طوفان_الأقصى في السابع من أكتوبر الجاري، ولم تكن المفاجأة فقط في حجم #الخسائر #الإسرائيلية الضخمة، بل امتدت إلى كيفية التخطيط والتنفيذ في سرية تامة دون الكشف عنها، على الرغم مما يحيط بقطاع #غزة من #شبكات_تجسس إسرائيلية تكنولوجية وبشرية متنوعة، وامتدت المفاجأة كذلك إلى مدى نجاح حماس في تحقيق أهدافها، ورجوع المئات من مقاتليها إلى غزة ومعهم أكثر من مئتي رهينة وأسير من الجانب الإسرائيلي.

وللحديث أكثر عن #الجانب_الاستخباراتي لعملية طوفان الأقصى، وما جرى حتى الآن من رد الفعل الإسرائيلي المدفوع بالدعم الأميركي الواسع، في محاولة استطلاع أفق المستقبل القريب، حاورت الجزيرة نت ضابط الاستخبارات العسكرية الأميركي السابق #سكوت_رايتر، الذي يملك باعا طويلا في الخبرة العملية والبحثية والتحليلية في شؤون الشرق الأوسط.

وخلص رايتر إلى أن حركة #حماس قد انتصرت بالفعل بعمليتها المعقدة والمتقدمة في السابع من أكتوبر، وأنه لا يمكن القضاء على حركة حماس كما أعلنت #الحكومة_الإسرائيلية، وذلك لأن حماس أصبحت رمزا عمليا ومعنويا لمقاومة #الاحتلال_الإسرائيلي، وتاليا نص الحوار:

مقالات ذات صلة وظائف شاغرة ومدعوون للتعيين / أسماء وتفاصيل 2023/10/27

بداية، بخبرتكم العريضة كضابط استخبارات عسكرية، هل فاجأتكم عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر؟

لا لم أفاجأ برغبة أو بنية حركة حماس شن هجمات على إسرائيل، فقد تركت الاتفاقيات الإبراهيمية الفلسطينيين بلا أمل، وسط تجاهل أميركي وإسرائيلي وعربي لطموحاتهم في دولة مستقلة، لم يكن من المنصف التعامل مع الفلسطينيين كشعب من درجة ثانية، ومن الطبيعي أن يكون هناك غضب كبير، ومن الطبيعي أن يظهر في صورة العنف الذي رأيناه، من هنا لم أفاجأ برغبة حماس في البحث عن فرصة واغتنامها لشن هجماتها.

لكن ما فاجأني بالفعل هو سوء حالة وتردي أداء الجيش الإسرائيلي، كمطلع بشدة على الجيش الإسرائيلي، وأدرسه منذ سنوات طويلة، وقد لاحظت التراجع في المستوي القتالي لجنوده خاصة بين أفراد القوات البرية، وسط اعتماد مبالغ فيه على التكنولوجيا وإمكانيات القوات الجوية.

من ناحية أخرى، كان عندي ثقة في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، فعلى مدار عقود أظهرت قدرة كبيرة على اختراق حركات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عن طريق زرع شبكة واسعة من الجواسيس، وكان لديهم شبكة محكمة ترصد الكثير مما يجري في قطاع غزة، وكان هناك يقين بين خبراء الاستخبارات يستبعد أن تخطط حماس لعملية بهذا الحجم دون الكشف عنها وإحباطها.

الفشل الإسرائيلي الاستخباراتي كان صادما بالنسبة لي، لكن الأكثر صدمة هو رد فعل الجيش الإسرائيلي فور وقوع هجمات حماس يوم 7 أكتوبر، وما جرى يؤكد أن لدى الجيش الإسرائيلي عدة فرق مميزة ذات خبرات قتالية استثنائية، لكن بقية قوات الجيش ليست على المستوى المطلوب، خاصة أفراد قوات الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للقتال.

كيف تفسر إذن هذا الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي؟

ما جرى يشبه كثيرا ما جرى عشية حرب أكتوبر 1973، فالوثائق الرسمية تُظهر أن الكثير من صغار ضباط الاستخبارات رصدوا التحركات المصرية والسورية، وحذروا من وقع هجوم مشترك، لكن القيادة السياسية كانت لها حسابات أخرى، ولم تتخذ الاحتياطات الواجبة، وتكرر نفس السيناريو في 7 أكتوبر الحالي، كان هناك الكثير من التقارير عن توقعات استخباراتية تؤكد قرب وقع هجوم لحركة حماس، وبالطبع لم يتحدث أحد عن يوم محدد أو أن يكون الهجوم بضخامة ما شاهدناه.

يكون التحدي الأهم في هذه الحالة إقناع القيادة السياسية بهذه التوقعات، فالقيادة السياسية لها حساباتها، وقد لا تقتنع بحجج الاستخبارات، خاصة وإن كانت تؤمن أن حركة حماس تحت السيطرة، وأنها فقط تريد الاستمرار في حكم قطاع غزة، ومع تحسن الأوضاع الاقتصادية وإصدار 20 ألف تصريح لموانئ غزة للعمل داخل إسرائيل، تم استبعاد خيار إقدام حماس على الانقلاب على كل ذلك وشن الهجوم الكبير، إضافة لاستبعاد القيام بهجوم بهذه الضخامة.

آمنت القيادة السياسية في إسرائيل أن حماس مهتمة بالحكم أكثر من اهتمامها بالقتال، وقد يكون قادة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تنازلوا عن قناعاتهم إرضاء للغرور السياسي لنتنياهو.

ولماذا فشلت كذلك “الـسي آي إيه” المعروف تمتعها بأفضل ما لدى أجهزة الاستخبارات في العالم، في توقع ما جرى؟

لقد سمحت الاستخبارات الأميركية أن تبقى رهينة للاستخبارات الإسرائيلية فيما يتعلق بالداخل الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة، وتركت “السي آي إيه” هذه الساحة للإسرائيليين وقبلت كل تقديراتهم دون معارضة، وكان “للسي آي إيه” علاقات قوية مع السلطة الفلسطينية، ولديها طرق للتواصل غير المباشر مع حماس، كما أن للمصريين وجود استخباراتي بشري قوي داخل قطاع غزة، ومن المؤكد أنهم علموا بترتيب لشيء ما، لكن بالطبع لم يعرفوا التاريخ أو حجم العملية كما اتضح لاحقا.

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتانياهو بالقضاء على حركة حماس؟ هل هذا ممكن؟

حركة حماس أصبحت أكثر من منظمة أو جماعة في صورتها المادية التقليدية، حماس أصبحت مفهوما أوسع لمعنى المقاومة، وعلينا أن نتذكر أن حماس قامت بعمل لم يقم به من قبل إلا الجيش المصري أو حزب الله من هزيمة الجانب الإسرائيلي في ساحة القتال، حماس انتصرت بالفعل في 7 أكتوبر، ولا يمكن تغيير ذلك.

عندما عبرت القوات المصرية قناة السويس يوم 6 أكتوبر 1973 انتصرت مصر، بعد ذلك قامت إسرائيل بهجمات مضادة وقوية، لكن ذلك لم يغير أن مصر انتصرت، ونفس الشيء مع حماس اليوم، لقد انتصرت في 7 أكتوبر، حتى لو قامت إسرائيل بالعمل على تدمير حركة حماس.

لماذا تأخر #الغزو_البري الإسرائيلي لقطاع غزة، بالرغم من مطالبة الكثير من الجهات الإسرائيلية بذلك؟

لأن الجانب الإسرائيلي لا يقدر على ذلك بسهولة، أعتقد أن ما سنراه لن يتخطى هجمات وعمليات محددة تقوم بها قوات إسرائيلية خاصة (قوات النخبة) ضد أهداف داخل غزة، منها بعض الانفاق بهدف تدمير خطوط حماس الدفاعية، أو ربما تحرير بعض الرهائن، لكن هم يعرفون أنهم سيتكبدون خسائر بشرية كبيرة.

قوات الاحتياط لا تعرف كيف تقاتل في الأنفاق، ولا في المدن المكتظة بالسكان، ولو عادت قوات النخبة في صناديق القتلى، فسيضعف ذلك الروح المعنوية لبقية الجنود، وربما يعجل بانهيار الحكومة الإسرائيلية، ولا يوجد لدى إسرائيل سلاح لم تستعد له حركة حماس.

وعلينا تذكر أن واشنطن أرسلت قبل أيام جنرالا من قوات المارينز ومتخصص في العمليات الخاصة، في محاولة أميركية لإقناع الجانب الإسرائيلي بتجنب الاقتحام البري، وليقول لهم إنكم لن تستطيعوا هزيمة حماس.

واشنطن لن تعطي ضوءًا أخضر لإسرائيل لاقتحام غزة، بل على العكس، بايدن لا يريد أن يتوسع نطاق الحرب بانضمام حزب الله وإيران والضفة الغربية، ولا يريد التورط في حرب شرق أوسطية جديدة، ولا يريد حربا إقليمية جديدة في وقت وجود خسائر في أوكرانيا وفي جنوب شرق آسيا، سيكون من الحماقة التورط في حرب ضد إيران.

وماذا عن الجانب العملياتي العسكري؟ هل يمكن تدمير حماس؟

لا أستطيع أن أتصور أن باستطاعة إسرائيل الانتصار عسكريا على حماس، الجيش الإسرائيلي لم يعد بقوته في الماضي، حرب المدن، مثل اقتحام غزة بريا، سيكون صعبا جدا على إسرائيل الانتصار الساحق فيها، فحماس تستعد على مدار العامين الأخيرين لهذا اليوم، وهي لديها معرفة بكل ترسانة الأسلحة لدى إسرائيل وتعرف قدراتها التدميرية، وعليه فإن حماس استعدت للمعركة البرية، وقامت بتخزين طعام وشراب يكفيها لأشهر من القتال.

على الجانب الآخر تهرع إسرائيل في محاولة للقيام بالاقتحام البري بعد وقت قصير من الاستعداد، في وقت لا يتمتع فيه الآلاف من قوات الاحتياط بالقدرات القتالية المطلوبة.

ما قامت به حماس لا يمكن معه إلا تقديم الاحترام والتقدير لقراءتهم التخطيطية والقتالية، وبناء عليه هنا أتوقع نفس الأداء ونفس الكفاءة في حرب الأنفاق وحرب المدن داخل غزة، هدف حماس هو “تعالوا للقتال في أنفاقنا”، لذا فحماس أكثر استعدادا من إسرائيل لهذه المعركة.

وعلينا تذكر أن إسرائيل تعهدت في 2006 بالقضاء على حزب الله، أين نحن من ذلك اليوم، وجود حزب الله وبقاؤه لليوم يمثل هزيمة لإسرائيل، ونفس الشيء ينطبق على حركة حماس، فبقاؤها هو الانتصار.

حماس انتصرت من بُعدين: الأول أن العالم العربي يراها هزمت إسرائيل، والثاني لأن إسرائيل وضعت هدفها مهمة مستحيلة التحقيق، ستبقى حماس وستنهار الحكومة الإسرائيلية.

ولا يجب التقليل من شان أن الرأي العام العالمي يتعاطف مع القضية الأهم اليوم وهي قضية فلسطين، بعدما توقع بعضهم انتهاء هذه القضية للأبد، ويطالب العالم اليوم بتحقيق تطلعات ملايين الفلسطينيين في إنشاء دولة لهم ينعمون فيها بكرامة، بدلا من الوقوع للأبد تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وقد تنجح حماس فيما فشلت فيه الحكومات والجيوش العربية، ناهيك عن السلطة الفلسطينية على مدار 3 أرباع القرن، بتحقيق حلم الدولة، بسبب ما قامت به يوم 7 أكتوبر، فمنذ بدء الاتفاقيات الإبراهيمية، لم يتحدث أحد عن الفلسطينيين ومعاناتهم، انظر اليوم، هم حديث العالم كله بدلا من التطبيع، العالم يتساءل كيف نحل هذه القضية بعدما توهم كثيرون أن القضية انتهت.

وكيف لك أن تفسر موقف جو بايدن من هذه الأزمة حتى الآن؟

إدارة بايدن فشلت في كل ملفات السياسة الخارجية، وفي كل أزمة واجهتها. في إيران، كان بإمكان بايدن حل أزمة الملف النووي الإيراني خلال الشهر الأول من حكمه، انظر أين نحن الآن، كان يمكن لبايدن أن يتجنب الحرب في أوكرانيا قبل بدء القتال، انظر كيف تقدمت روسيا ولم ولن تنتصر أوكرانيا، لقد فشلوا في خفض التوتر مع الصين في مناطق المحيطين الهندي والهادي.

كان يمكن لبايدن بدء عملية تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنه فضل الاستثمار في عملية التطبيع الإسرائيلي مع المملكة العربية السعودية، انظر أين نحن الآن، إدارة بايدن تغيب عنها الكفاءة، وعينها على انتخابات 2024، وأغلب الاستطلاعات تُظهر نتائج تراجع كبير لبايدن، وآخر شيء كان ينتظر بايدن هو أزمة جديدة في الشرق الأوسط لا يمكنه فيها معارضة الموقف الإسرائيلي.

يعرف بايدن أهمية وثقل الصوت اليهودي في الانتخابات الرئاسية، ودعمه للحكومة الإسرائيلية الحالية هو هدف قصير المدى، لأن بقاءها محدود للغاية ولن تستمر طويلا، نتنياهو في طريقه للخروج من الحكم.

ما أهم الدروس والعبر التي أكدتها عملية #طوفان_الأقصى استخباراتيا؟

غياب الخيال، فأول شيء هو كيفية جمع المعلومات الاستخبارية في عالم اليوم، وعلينا التعلم من الفشل في هذه الحالة، كان هناك الكثير من المعلومات عن رغبة حماس في تحريك الأمور ومهاجمة إسرائيل، لكن غياب الخيال لم يسمح لأحد بتوقع ما جرى.

القضية الفلسطينية تم تجاهلها ودفعها للخلف في سلم الأولويات بواشنطن، ومن الفشل عدم إدراك الصورة الجيو-إستراتيجية الأكبر حال استمرار هذا التجاهل لفترة طويلة، وكان من خطأ الحكام العرب قبول ودعم تجاهل القضية الفلسطينية.

أن عالم اليوم تتمتع فيه الولايات المتحدة بنفوذ، لكنه يتراجع لصالح عالم متعدد الأقطاب، أميركا لم تعد تسيطر كما كانت، وعلى العرب حكاما ومحكومين، إدراك ذلك والتعامل على أساسه.

عن سكوت رايتر وخبرته

عمل سكوت رايتر كضابط مخابرات في سلاح مشاة البحرية الأميركية (المارينز) لمدة 12 عاما، ثم تركزت مهامه على التحليل الجيو-إستراتيجي ضمن قوة الانتشار السريع لسلاح مشاة البحرية فيما يتعلق بالغزو السوفياتي لأفغانستان والحرب الإيرانية العراقية، وخلال حرب الخليج الأولى عام 1991 عمل في مهام التحليل الاستخباراتي تحت قيادة الجنرال نورمان شوارزكوف.

وبعد انتهاء عمله مع البنتاغون، عمل ريتر كمعلق أمني وعسكري لشبكة فوكس نيوز، وكان لديه أيضا “علاقة طويلة ذات طبيعة رسمية” مع وكالة الاستخبارات الخارجية البريطانية MI6، كما شارك في مهام التفتيش على أسلحة الدمار الشامل ضمن فرق الأمم المتحدة في العراق قبل غزوه عام 2003.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف حماس طوفان الأقصى الخسائر الإسرائيلية غزة حماس الحكومة الإسرائيلية الاحتلال الإسرائيلي نتانياهو الغزو البري طوفان الأقصى الجانب الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی طوفان الأقصى الکثیر من حرکة حماس حزب الله لا یمکن حماس فی ما جرى

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني ضم الضفة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها؟

رام الله- صرح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وهو أيضا وزير بوزارة الدفاع، أول أمس الاثنين، بإعطاء تعليماته لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية (تتبعان وزارة الدفاع) للبدء بإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق "السيادة" على الضفة الغربية.

وفي تغريدة على منصة "إكس" قال إن 2025 سيكون عام السيادة الإسرائيلية على "يهودا والسامرة" وهو الاسم الذي تطلقه إسرائيل على الضفة الغربية.

وبعد ساعات من تصريحات سموتريتش، نقلت هيئة البث الإسرائيلية الثلاثاء، عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأكيده -بمحادثات مغلقة خلال الأيام الماضية- ضرورة إعادة قضية "ضم" الضفة الغربية لجدول أعمال حكومته عند تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

ونقلت الهيئة عن "مقربين من نتنياهو" قولهم إن خطط ضم الضفة الغربية لإسرائيل موجودة بالفعل، وعملت عليها إسرائيل منذ عام 2020 خلال الولاية الرئاسية الأولى لترامب كجزء مما تسمى بصفقة القرن.

#قطر تدين بأشد العبارات تصريحات وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بضم الضفة الغربية#حرب_غزة pic.twitter.com/Ceos61d5BY

— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 12, 2024

دلالة المصطلحات

وفق المحامي الفلسطيني صلاح موسى توجد فوارق بين "السيادة" و"الضم" و"فرض القانون الإسرائيلي".

ويوضح -في حديثه للجزيرة نت- أن فرض القانون الإسرائيلي على مستوطني الضفة يعني خضوعهم للقوانين المدنية الإسرائيلية، وخروجهم من تحت سلطة الحاكم العسكري ووزير الدفاع، وهذا مخالف للقوانين الدولية كون المستوطنات تقع في أرض محتلة.

وأضاف أن "الضم" دائما يكون لأراض احتلت عسكريا، وفي الحالة الفلسطينية، والمنطقة "ج" تحديدا، فإن "إعلان الضم قرار سياسي بحاجة لأن يتحول إلى قرار قانوني، وهذا يتم من خلال السلطة التشريعية حيث تتخذ الكنيست قرارا بفرض القانون الإسرائيلي على الأراضي المضمومة، وهو ما ينتج عنه فرض السيادة".

وتابع أن ممارسة السيادة تتم من خلال الأدوات التشريعية والتنفيذية وتكليف الجهات ذات العلاقة بالإجراءات اللازمة.

وعن مصير سكان المنطقة "ج" من الفلسطينيين في حال الضم وفرض السيادة، قال إنهم أمام 3 خيارات:

الحصول على الجنسية الإسرائيلية بكامل الحقوق وهو خيار ضعيف. حالة تشبه وضع فلسطينيي القدس الشرقية "إقامة دائمة" وهو مستبعد أيضا. أما الخيار الثالث والمرجح فهو اعتبارهم مواطنين فلسطينيين يقيمون في أرض تابعة لإسرائيل مع احتفاظهم بهوياتهم الفلسطينية والخدمات المقدمة لهم من السلطة الفلسطينية، لكن مع تقييد البناء.

وقسمت اتفاقية أوسلو 2 عام 1995 أراضي الضفة إلى "أ" وتشكل 21% وتخضع للسيطرة الفلسطينية بالكامل، و"ب" وتشكل 18% وتخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية، والمنطقة "ج" وتقع تحت سيطرة إسرائيلية.

بعد تلويح نتنياهو وسموتريتش بنية إسرائيل ضم الضفة الغربية.. مصطفى البرغوثي: نحن نتعامل مع كيان مارق لن يُردع إلا بالتصدي له ومقاومته وهذا ما يجب أن يستنتجه الجميع#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/hcJGSGfFaE

— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 13, 2024

تحرك سياسي

سياسيا، يقول المستشار السياسي السفير أحمد الديك -للجزيرة نت- إن موضوع الضم أو فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة وتطبيق القانون الإسرائيلي "عملية استعمارية عنصرية متواصلة منذ فترة زمنية طويلة، وتكثفت منذ أن اعتلى نتنياهو سدة الحكم عام 2009، وتكثفت بشكل أكثر في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة".

وأضاف أن ما يصرح به سموتريتش ونتنياهو عمليا "يمارسانه على الأرض في جريمة الإبادة والتطهير العرقي لجميع مظاهر الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة "ج" التي تشكل ما يزيد على 60% من الضفة الغربية، والتعامل معها كعمق إستراتيجي للاستيطان".

وتابع أن المسؤولين الإسرائيليين يتحدثون عن الضم "وكأن القدس خلف ظهورهم، وهي التي اتخذ فيها قرار بالضم اعتمد في الكنيست، وشرعه ووافق عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2017".

وأفاد المستشار السياسي بأن الحكومة الإسرائيلية تحاول عزل المناطق التي يتم ضمها عن أي محيط فلسطيني وتفريغها من سكانها الفلسطينيين، وبالتالي تغيير معالمها وهويتها والواقع التاريخي والقانوني، حيث تأخذ طابعا إسرائيليا بحتا.

وذكر أن أبرز إجراء يأخذونه هو إغراقها بالمنطقة بالاستيطان والمستوطنات، بما في ذلك تغيير الأسماء من عربية إلى عبرية.

"الخارجية" تدين الدعوات الإسرائيلية لضم الضفة وتعتبرها نتيجة مباشرة للفشل الدولي

تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات تصريحات ودعوات عدد من المسؤولين الإسرائيليين بشأن تطبيق ما اسموه "السيادة" على الضفة الغربية المحتلة، وتعتبرها استعمارية عنصرية بامتياز وامتداد لحرب…

— State of Palestine – MFA ???????????????? (@pmofa) November 11, 2024

وفاة حل الدولتين

وقال المستشار السياسي إن الإعلان عن فرض السيادة الإسرائيلية والتوجه إلى الكنيست وسن تشريعات سيترتب عليه الحصول على اعتراف أميركي به "وهذا يقوض أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض وبمثابة شهادة وفاة لما يسمى حل الدولتين الذي عليه إجماع دولي".

وبشأن الخطوات الفلسطينية المضادة، أشار إلى تحرك دبلوماسي في أنحاء العالم من خلال السفراء والسفارات حول تصريحات الوزراء وأعضاء الكنيست بمنع قيام دولة فلسطينية، والتواصل مع صناع القرار في أنحاء العالم "لفضح هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي والاستخفاف الفج بقرارات الشرعية الدولية، والإبادة السياسية لقرارات الشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني، كوجه آخر لحرب الإبادة التهجير في قطاع غزة".

وأشار المسؤول الفلسطيني إلى استمرار التحرك الفلسطيني لتطبيق قرار محكمة العدل الدولية والقاضي بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، وفي مسار المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

وعن علاقة الإعلان الإسرائيلي بفوز ترامب في الانتخابات الأميركية، ذكر المسؤول الفلسطيني أن الحكومة الإسرائيلية تستبق استلام ترامب لمنصبه وتحاول توظيف الإدارة الأميركية ووضعها في قلب هذه الأجواء.

وقال إن الفلسطينيين سيتعاملون بإيجابية مع الإدارة الأميركية الجديدة بحكم أنها خيار الشعب الأميركي "وسوف نحكم على الإدارة من خلال مواقفها من هذه القضايا وحقوق شعبنا".

ولم يستبعد أن يكون هدف إسرائيل من "وضع العربة أمام الحصان" والحديث عن ضم أجزاء من الضفة أو ضم الضفة الوصول إلى فرض السيادة على المستوطنات.

هيئة البث الإسرائيلية تنقل عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إنه سيعيد طرح فكرة فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية فور تسلم دونالد ترمب مهام منصبه pic.twitter.com/ByTvs98YOI

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) November 13, 2024

شطب الدولة

بدوره، يقول المحلل السياسي ومدير مركز القدس للدراسات أحمد رفيق عوض إن ضم الضفة وتطبيق القانون الإسرائيلي يستهدفان الأرض الفلسطينية، وليس السكان "بمعنى أن الفلسطيني لن يحصل على الجنسية الإسرائيلية، في وضع يشبه الوضع القانوني لسكان القدس ضيوف وغرباء في وطنهم".

وأشار عوض في حديث للجزيرة نت إلى تحول الفلسطينيين إلى درجة ثانية أو ثالثة في التعامل من خلال خضوعهم لقانون مختلف عن القانون الإسرائيلي المطبق على المستوطنين "بلا مواطنة أو حقوق سياسية".

وذكر أن تطبيق القانون الإسرائيلي على الأرض وليس على السكان "هدفه طرد الفلسطينيين والتعامل معهم بطريقة تسمح لإسرائيل بالتحكم بهم وبمصيرهم ومنع تطورهم وتهيئة الظروف لتهجيرهم، والحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية، مع وضع مستقبل السلطة الفلسطينية على المحك".

وفي حال حصول ضم حقيقي لأرض الضفة الغربية "فلن يكون أي وجود للسلطة الفلسطينية وبالتالي إنهاؤها وتفكيكها، أو تبقى لتقوم بدور إداري خدماتي دون أي صفة سياسية كما يريدها الفلسطينيون"، وفق المحلل الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • حركة الجهاد الفلسطينية: مقتل قياديين اثنين في الغارة الإسرائيلية على دمشق أمس
  • جنرالان إسرائيليان يرصدان أهم الإخفاقات الاستخباراتية منذ هجوم 7 أكتوبر
  • «القاهرة الإخبارية»: استشهاد 43 أسيرا في السجون الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر
  • مسؤول أمريكي: قدرات حزب الله تضررت لكن قوته على الحدود سليمة
  • الاحتلال الإسرائيلي: مقتل ضابط من لواء جولاني وإصابة آخر بجروح خطيرة جنوب لبنان
  • حركة حماس تدعو الداخل الفلسطيني للنفير العام غداً الجمعة واشعال كل ساحات المواجهة مع الاحتلال
  • الاستخبارات الإسرائيلية تحذر من مصير الأسرى في غزة
  • الاستخبارات والأمن تحرر مختطفة وتطيح بـ 5 مطلوبين بتهم الخطف وتجارة المخدرات في محافظتين
  • «المنظمات الأهلية الفلسطينية»: أي حديث أمريكي لوقف الحرب لا يمكن التعويل عليه
  • ماذا يعني ضم الضفة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها؟