بوابة الوفد:
2024-10-06@05:53:57 GMT

ليلة مقتل عريس شبين القناطر

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

٣ ذئاب بشرية يمزقون جسد «عاصم» لدفاعه عن خطيبته

والد الضحية: الجناة قتلوا ابنى بسكاكين الغدر

 

عاد عاصم صاحب الـ23 عاما من سفره إلى بيته ليقضى أيام إجازته وسط أسرته، ما أن وصل إلى منزله فى شبين القناطر - القليوبية وطرق الباب احتضن والدته التى كادت أن يطير قلبها من الفرحة والسرور ابتهاجاً بوجود نجلها أمام عينيها، أسرعت الأم فى إعداد وتجهيز أشهى الطعام، الأب غمرته السعادة بوجود ابنه وسط العائلة، بعدها انطلق «عاصم»، لزيارة ورؤية خطيبته ومحبوبته، لم يكن يتخيل أنها اللحظات الأخيرة فى حياته، استاذن أسرة خطيبته فى الخروج معها لشراء مستلزمات.

ليصادفه مجموعة من الشباب الطائشين وقاموا بمعاكسة خطيبته وهو برفقتها، وما أن عاتبهم على هذه التصرفات الهوجاء غير الأخلاقية توعدوه ولقنوه علقة موت ومزقوا جسده بالأسلحة البيضاء ليسقط بين أيدى الجناة جثة هامدة، تحول الفرح والبهجة إلى صراخ وعويل ومأتم.. الأجهزة الأمنية نجحت فى إلقاء القبض على الجناة الذين أقروا بجريمتهم البشعة واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

تلك المأساة هزت الرأى العام، فلا يعلو صوت فى المنطقة سوى الحديث عن بشاعة هذه الجريمة، «الوفد» تواصلت مع أسرة الشاب المجنى عليه وعايشت حالة الحزن والحسرة والآلام التى اخترقت قلوبهم، فما هى إلا شهور قليلة كانت تفصل «عاصم» عن دخول عش الزوجية فقد كان هذا الشاب المتفائل يعد الأيام حتى ينتهى من تجهيزات فرحه ولكن القدر كتب له نهاية مأساوية. سالت دماؤه وكست الأرض، قبل أن ترفع خطيبته رأسه لتحاول إنقاذه، لعله يستقى نبضات قلبه لكن هيهات، دقق خطيبها النظر فى عينيها للحظات وفارق الحياة، أطلقت «عبير» صرخة أسكتت ضجيج قرية طحانوب بشبين القناطر فى القليوبية «عاصم حبيبى مات»، حزناً وحسرة على فراق خطيبها «عاصم».

عبير، 23 سنة، تقول لـ«الوفد»، تربطنى بـ«عاصم عماد» المودة منذ الصغر، تربينا مع بعضنا، بحكم الجيرة، وصداقته التى تجمعه بإخوتى، خجله يمنعه من النظر إلى، منذ شهور قليلة كلل الله مشروع حبنا بالخطوبة، كان عريسى ملاكا يمشى على الأرض، وكنا نستعد للزواج.

بيتانا متجاوران كقلوبنا، يضمنا شارع فيه نشأنا، خططنا لإكمال بقية حياتنا بين جدرانه، يأتى «عاصم» إلى زيارتى فور حصوله على إجازة، أيام الفراق تمر كدهور من الزمن، إلى أن يأتى وتلتقى عيوننا وتحتضن قلوبنا بعضها البعض.

وتابعت خطيبة الضحية، فى حديثها لـ«الوفد»: وقت غيابه تعرضت لمضايقات على يد مجموعة من الشباب، بمعاكسات وكلمات بذيئة، كانوا يتعرضون لى فى الذهاب والعودة، لم أخبر «عاصم» وإخوتى، تحاملت على نفسى، خوفا عليه من هؤلاء الذئاب.

كتب وصيته بعينيه

وأضافت وتنتابها حالة من الحزن والأسى: قبل انتهاء إجازة خطيبى «عاصم» لاحظت تغيرا فى تصرفاته كان يدقق النظر إلىّ كثيرا على غير العادة، ويهمل حديثى ويصب تركيزه فى ملامح وجهى، وكأنها اللحظات الأخيرة فى حياته، وتقطعت أنفاسها من شدة البكاء، وقلبها يعتصر حزنا وألما لا تصدق أن خطيبها قد مات، تتمنى أن يكون كابوسا ثقيلا حبيبها عريس شبين القناطر، استراحة قصيرة، تلملم فيها شتات نفسها حتى تكمل الفصل الأخير من قصة حبها التى انتهت بكارثة.

وروت «عبير» تفاصيل المأساة وقالت: يوم الواقعة كنت أسير فى الشارع برفقة خطيبى «عاصم عماد» 23 سنة، الذى يعمل مدرب كمال أجسام، تعرض له شقيقان بمعاكستها بألفاظ بذيئة، وانهالوا عليه بسيل من التوبيخ، وجه لهم خطيبى اللوم والعتاب تركهم وانصرفنا حتى لا تحدث مشكلة.

وتابعت تركنى فى منزل أسرتى وذهب لكى يجهز نفسه للسفر فقد انتهت إجازته، ودعنى وقبل مغادرته تعلق بالباب ونظر فى وجهى وقال «ماتخفيش إحنا مع بعض للأبد» وكأنها لحظات الوداع الأبدى.

وبعد انصرافه بدقائق معدودة ضجت صرخات على بعد خطوات، أفزعت القلوب لتنظر من الشرفة، وتجد الذئاب البشرية 3 أشقاء «شوقى، ويوسف، ومحمد» الذين تعرضوا لها، قد أمسكوا بـ«عاصم»، وانهالوا عليه بالضرب ولقنوه علقة موت ويأتى والدهم «أشرف» 55 سنة، بسلاح أبيض، ويوجه طعنة نافذة له فى البطن، بجانب اللكمات المستمرة، وسددوا له طعنة فى القلب، وسقط غارقا فى بركة دماء.

يا ريتنى فديته بروحى

واستكملت الفتاة: لم يستغرق وقت إنهاء حياة عاصم سوى دقائق، لم أستطع التعرف عليه وسط المجزرة فقد كست الدماء وجهه، وتمنيت أن أرمى بنفسى أمام طعنات الغدر التى مزقت جسده، وأفديه بروحى.

كان رفيق دربى يصارع الموت، قبل أن يمزق أحد المتهمين جسده بالسكين، رفعت رأسه الملقى على الأرض، وناديته بكل الأسماء التى يحبها، لكن دون مجيب، أغمض عينيه، وفاضت روحه إلى بارئها.

بصوت حزين يملأه القهر والأسى قال «عماد» 53 سنة، والد المجنى عليه، من ذوى الهمم فى حديثه لـ«الوفد»: المجرمين قتلوا ابنى وسندى فى الحياة، كان يساعدنى فى نفقات البيت، أكبر إخواته، عمود البيت، فضلاً عن طيبة قلبه وحب الناس فأخلاقه حديث أهالى قرية طحانوب بالقليوبية، الجميع يشهد له بحسن السمعة، وأخفض رأسه قليلا ليخفى دموع عينيه، وأكمل: لا أعرف لماذا قتلوه تعدوا عليه وعذبوه، وخطفوا روحه، سددوا له طعنات نافذة بالقلب ليفارق الحياة على بعد خطوات من مسقط رأسه.

«رشا» 48 سنة، سيدة اتشحت ملابسها بالسواد، وظهر على وجهها ملامح الغضب، وأطلقت صرخات مدوية قطعتها نوبة بكاء هيستيرية، قلبها يحترق من لهيب الفراق، لتقول قبل ساعات من استشهاده: كان يطعم أخيه الصغير، وودعنا بأحضان لأنه سيغادر، ضممته إلى صدرى ودعوت له.

عايزين حق عريس شبين القناطر

وفى الثامنة مساء، يوم وقوع الجريمة، سيق إلىّ خبر وفاة نجلى، «إلحقى عاصم ابنك بيموت» خرجت من المنزل لأجده جثة غارقا فى بركة دماء ولفظ أنفاسه الأخيرة، واختلطت صرخاتها ببكاء عبير خطيبته، ودموع الأب، وبصوت واحد طالب أفراد عائلة الضحية «عايزين حق ابننا» المتهمون غدروا به وقتلوه دون ذنب، كلنا ثقة فى العدالة أن تقتص لروح ابننا المجنى عليه، وظلت الأم تصرخ: نارنا مش هتبرد غير واللى قتلوه على حبل المشنقة.

تلقى اللواء نبيل سليم مدير أمن القليوبية إخطارا من العميد محمد حرب مأمور مركز شرطة شبين القناطر بورود إشارة من المستشفى بوصول «ع.ع. أ» 23 سنة جثة هامدة إثر عدة طعنات فى أنحاء الجسد بقرية طحانوب، دائرة المركز.

تم تشكيل فريق بحث لكشف غموض ولغز الواقعة وتوصلت التحريات إلى تعدى 3 أشقاء ووالدهم على شاب عقب معاتبتهم لمعاكسة خطيبته، فقام المتهمون بطعنه عدة طعنات بأسلحة بيضاء ما أدى إلى مصرعه فى الحال.

ونجح ضباط مباحث مركز شرطة شبين القناطر، فى ضبط المتهمين وبحوزتهم الأسلحة المستخدمة فى الواقعة وتحرر محضر بالواقعة.

وصرحت جهات التحقيق بدفن الجثمان، عقب انتداب الطب الشرعى، واستخراج تقرير الصفة التشريحية، كما أمرت بحبس المتهمين 4 أيام، ليقرر قاضى المعارضات تجديد حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات، وتم إيداع المتهمين خلف قضبان السجن لينالوا جزاء ما اقترفته أيديهم.

مات الضحية بطعنات الغدر والخيانة وترك وراءه الحسرة والحزن والأسى فى قلوب أسرته وذويه ومحبيه.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وسط أسرته الجناة شبین القناطر

إقرأ أيضاً:

لتعاطيه المخدرات.. التحقيق مع المتهم بإشعال النار بشقيقه ووفاته في منشأة القناطر

تباشر نيابة شمال الجيزة، التحقيق مع المتهم بإشعال النار بشقيقه ومصرعه إثر تأثره بإصابته بحروق بنسبة 80٪، لتعاطيه المواد المخدرة في منشأة القناطر
 

أشعل النار بشقيقه

تلقت مديرية أمن الجيزة بلاغا يفيد نقل شاب إلى المستشفى مصابا بحروق، في منشأة القناطر، ووفاته متأثر بالإصابات التي لحقت به.

بإجراء التحريات تبين لرجال المباحث أن شقيق المصاب وراء إشعال النار به، والتسبب في إصابته، بسبب تعاطيه المخدرات.

تمكن رجال المباحث من القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بصحة الاتهام المنسوب إليه، فحُرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة المختصة التحقيق.

مقالات مشابهة

  • بالأسماء.. إصابة 6 أشخاص إثر حادث تصادم مروع بالمنصورية
  • قرار جديد بشأن المتهم بحرق شقيقه بمنشأة القناطر
  • غارات ليلة جديدة تهز الضاحية الجنوبية
  • استدرجوه بمكالمة تليفون..القصة الكاملة لمقتل شاب على يد 4 أشخاص في شبين القناطر
  • تقدم لابنتهم ورفضوه..حبس المتهمين بقتل شاب في شبين القناطر
  • شاهد بالفيديو.. في أجواء رومانسية عريس سوداني يحضن عروسته ويضع يده على رأسها ليحصنها بآيات قرانية خوفاً عليها من الحسد والسحر والجنس اللطيف: (نحنا يجينا السيل وتطير عيشتنا)
  • غرق بمياه نهر النيل.. انتشال جثة شاب بمنشأة القناطر
  • القبض على 4 أشخاص قتلوا شخصا بالقليوبية
  • القبض على 4 أشخاص قتلوا شخص بالقليوبية
  • لتعاطيه المخدرات.. التحقيق مع المتهم بإشعال النار بشقيقه ووفاته في منشأة القناطر