"بورتريهات " الفيوم تحظى  بشهرة عالمية واسعة وتميزت بها المحافظة عن سائر بلدان العالم  وتنتشر هذه الوجوه فى متاحف كثيرة فى دول العالم ورغم ان العلماء اختلفوا فى هذه البورتريهات   انها يونانية رومانية او مصرية الهوية الا ان بعض ملامحها كانت ذات طابع مصرى خالص مثل الشعر المجعد والعيون العسلية وغيرها من الملامح المصرية.

 وهذه الوجوه عبارة عن لوحات زيتية  مرسومه بالشمع على الخشب او القماش باحجام لا تتجاوز 20× 30  سم    كانت توضع على وجوة الموتى بعد وفاتهم وهى مستوحاه من فكرة مصرية قديمه فى نظرية الخلود والبعث وتعرف الروح على صاحبها من خلال هذه الوجوه.
ويمكن القول ان وجوة الفيوم "بورتريهات الفيوم" مدرسة خاصة ظهرت في مصر في منطقة الفيوم، امتازت بخروجها على الإطار المصري القديم المألوف؛ بعد ان انفتحت مصر على العالم الخارجي ، وفيها تم رسم الوجه كاملاً من الأمام، وملتفتًا في بعضها قليلاً إلى اليسار. ولهذه الصور طبيعة فريدة؛ فهي تمثل أشخاصًا بعينهم، ويلاحظ أنها كانت ذات غرض جنائزي، إلا أنها تختلف جذريًا عن الفن المصري في التصوير، وتمتاز بتصوير الشخصيات تصويرًا واقعيًا وطبيعيًا، ورُسمت بأسلوب معين لا تخطئه العين، فياضة بالمشاعر الإنسانية، وإن كان أغلبها حزينًا منقبضًا. وهذا التلاحم بين وجوه الفيوم والمومياوات وسمها بروحية غريبة، كما اتسمت الوجوه المليئة بالحيوية بنظرتها الهادئة والخالدة.

البورتيريهات تسبق الايقونات
وبعض المختصين  اكدوا ان هذه الوجوه مصرية، واخرون قالوا انها  يونانية رومانية، وقال فريق ثالث إنها بيزنطية سابقة على الأيقونات؛ فبرغم أن الأسماء المكتوبة على الوجوه يونانية، إلا أن التسريحات والملابس والحلي ذات طابع روماني ممتزج بالفن المصرى .. 
 وكل هذه الشواهد والدلائل تؤكد لنا انتماء هذه اللوحات إنما يعود إلى الفن الروماني مع بعض التأثيرات المصرية انعكست على الزخارف والوحدات المرسومة والعناصر المتصلة بالديانة المصرية و  قام بها فنانون من بين تلك الجاليات الرومانية التي استقرت في جنوب الوادي استمراراً للتقاليد الإغريقية والرومانية العريقة التي كانت مصدراً أساسياً لفن تماثيل الشخاص وتسجيل الملامح والسمات الفردية بهدف إبراز حقيقة شاملة ومثالية تتجاوز حدود الفرد عند الإغريق ثم تطورت عند الرومان إلى تسجيل واقعي أمين لقسمات الوجه مع التأكيد على الفردية الخاصة بالشخص المرسوم من خلال الملاحظة الثاقبة كما يتضح في وجوه الفيوم..
 وهذه  الوجوه كما يؤكد احمد عبد العال مدير عام اثار الفيوم الاسبق  يبدو أنها كانت ترسم فى  حياة أصحابها ثم يحتفظ بها معلقة على جدران المساكن حتى الوفاة و ترفع وتوضع داخل اللفائف على وجه المومياء وهذا لا يمنع أن يكون بعض الصور قد رسمت بعد وفاة أصحابها ثم وضعت على مومياواتهم وفى بعض الأحيان عثر على صور فى مقابر دون مومياوات مثل ما عثر عليه "فلندرز بترى" فى هوارة وبيهمو وأرسينوى "مدينة التمساح" وهذه الرسوم ظهرت للمرة الأولى فى النصف الأول من القرن الأول الميلادى، و اكتشف "فلندرز بترى" فى حفائر  هوارة شمال هرم امنمحات الثالث الكبير وموقع قصر التيه "اللابرنث" عددًا من هذه الرسوم ففى هذا المكان وهو من المراكز المهمة بمنطقة الفيوم كان سكان أرسينوى يدفنون موتاهم و كان الإغريق يعيشون ويدفنون موتاهم على ارتفاعات عالية على حدود الصحراء بعيدًا عن المياة التى يجلبها نهر النيل سنويا وقت الفيضان وقد كشفت التنقيبات عن 146 مومياء ذات رسوم شخوص "بورتريهات" وكان من بينها رسوم أسلم ما تكون حالة وأروع ما تكون فنًا، ولما كان أكثر هذه البورتريهات عثر عليه فى الفيوم فبات يشار إليها فى أكثر الأحيان باسم "بورتريهات الفيوم  مع أنها وُجدت في مواقع أخرى، من سقارة شمالاً حتى أسوان جنوبًا، وثمة منطقة أخرى تضارع منطقة الفيوم من حيث عدد رسوم الشخوص وأنواعها، وهي منطقة أنتينوبولس (الشيخ عبادة) ، وهي المدينة التي أنشأها الإمبراطور هادريان (117-138 ميلادية) عند زيارته لمصر عام 122 ميلادية تخليدًا لذكرى أحد أفراد حاشيته المقربين إليه، وكان يدعى أنتينوس الذي توفي في أثناء رحلة الإمبراطور النيلية. واكتشف صورَ هذا الموقع الأثري الفرنسي جان غاييه، وذلك بين عامي 1869 و1911. .
 ,و تم اكتشاف مجموعة كبيرة من اللوحات فى الفيوم من خلال تاجر الآثار النمساوى تيودور جراف عام 1887 إذ جمع وحده ما يقرب من  300 لوحة من منطقة الروبيات شمال شرق الفيوم وهذه المجموعة موزعة حاليا على العديد من المتاحف ومجموعات خاصة,
 ويوجد حاليا  أكثر من سبعمائة وخمسين لوحة محفوظة في المتاحف العالمية، من بينها المتحف المصري، ومجموعة ضخمة بمتحف المتروبوليتان بنيويورك، واللوفر بباريس والمتحف البريطاني بلندن ومتاحف أخرى أقل شأناً، وبالإضافة إلى المجموعات الخاصة للأفراد في مصر وأنحاء العالم. 55 77 88 544 567 3444 66666

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يونانية رومانية مصرية الشعر المجعد

إقرأ أيضاً:

رحلة أوزان الشعر العربي

بقلم: أ. د لعبيدي بوعبدالله
أوزان الشعر العربي التي اكتشفها الخليل بن أحمد الفراهيدي - رغم ما قيل في صلتها بعروض الهنود - تعكس إيقاع الحياة النفسية والاجتماعية والثقافية والفكرية للمجتمع العربي، وتبرز ذوق الإنسان العربي ونفَسَه الفني والجمالي ورؤيته للعالم. فاستحقّت بذلك أن تكون سفيرة للذوق الموسيقي والإبداع الفكري والنبض المتجدّد عبر الأزمنة والأمكنة بامتياز. لقد كانت الأوزان على ما يذكر بعض مؤرخي الأدب حداءً يحث القوافل على السير، فتأنس به الإبل، فأصبح فنّاً تنشرح له الأنفس، وغناءً تطرب له الآذان، وتتغنّى به الحناجر، كما قال حسَّان:
تغنَّ بالشعر إمَّا كنت قائله *** إنَّ الغناء لهذا الشِّعر مضمار
وما لبثت أن عشقها الشعراء المولَّدون، فأحدثوا في تفعيلاتها أوزاناً، ونظموا عليها، ولكن هيهات! لم يطمس ذلك أصالة البحور الستة عشر التي أرَّخ لها الخليل، بل ربما كان ذلك -حسب بعض الروايات- دافعاً للتقعيد لما اعترى حشوها وأعاريضها وأضربها من زحافات وعلل. وقد وجد الأندلسيون في البحور الصافية، والإيقاعات الراقصة ما استحدثوا به الموشّحات والأزجال، فكانت من السمات البارزة في بنية الشعر الأندلسي، بوصفها تعزيزاً لوتيرة المعاني الرقيقة، واستعراضاً للصور الرائقة التي تعكس جمال الطبيعة، وسرداً للواعج النفس، ومجالات الأنس، وشدواً بـ: (زمان الوصل بالأندلس).
وحديثاً، لم يدع الشعراء المجدّدون تفعيلات تلك الأوزان، فوظَّفوها في تلوين الجمل الشعرية ضمن هيكل القصيدة الحديثة، التي أطلقوا عليها قصيدة التفعيلة أو الشعر الحر. 
وقد كان للشعر النبطي حظ وافر من تلك الأوزان الخليلية، التي أبرزت في هذا النوع من فنون القول أصالة الذوق ورقيّه، ورصانة الإيقاع ومتعته، وتجذر التاريخ ورونقه، ليكشف كل ذلك عن مسيرة الأوزان العربية التي خطّتها بحركاتها وسواكنها، وأسبابها وأوتادها، ومبسوطها ومقبوضها، وهزجها ورجزها، وثباتها وصمودها في وجه الخطاب الروائي والقصصي، وزحف النظريات النقدية الغربية، لترسّخ مكانتها في الصور الشعرية والمنظومات التعليمية بشكل أشبه ما يكون بتجذر الأوزان الصرفية في الألفاظ، لتواصل رحلتها.. رحلة صمود دون حدود.
أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أخبار ذات صلة وزير الثقافة الموريتاني يشيد بجهود حاكم الشارقة الثقافية د. نزار قبيلات يكتب: صناعة المجاز

مقالات مشابهة

  • تزويد جزيرة يونانية بأجهزة قياس الزلازل مع استمرار الهزات
  • الجيش السوداني يعلن استعادته مدينة جياد بولاية الجزيرة ليفرض بذلك سيطرته على كامل مدن الولاية التي كانت تحت سيطرة قوات “الدعم السريع”
  • دراسة: الصيام المتقطع قد يبطئ نمو الشعر
  • حادي النصوص
  • العالم الهولندي: زلازل مدمّرة قد تضرب منطقة البحر المتوسط
  • رحلة أوزان الشعر العربي
  • انطلاق حفل الفرقة الموسيقية العالميةdeep house Bible من منطقة أهرامات الجيزة
  • انطلاق حفل الفرقة الموسيقية العالمية deep house Bible من منطقة أهرامات الجيزة | صور
  • إسرائيل تقصف نفقاً يستخدمه حزب الله لتهريب الأسلحة بين سوريا ولبنان
  • النيابة العامة: تحرير 76 مهاجرا وضبط تشكيل عصابي متورط في تهريب البشر شمال الكفرة