أنفاق وحرب الشوارع وميليشيات إيران تؤخر الغزو البري
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سادت توقعات أن تشن إسرائيل على الفوز هجوماً بريّاً على غزة. وصرَّحَ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مخاطباً شعبه بُعيد الهجوم ا الذي أسفر عن مقتل 1400 إسرئيليّ بأنه أصدرَ أوامره "بتعبئة واسعة النطاق لجنود الاحتياط للرد على نطاق واسع وبكثافة لم يشهدها العدو من قبل".
ما سيتمخض عن تدمير الحركة لا يقل خطورة عنها
ورغم التعبئة السريعة التي شهدت انضمام مئات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين، لم يبدأ أي هجوم بري بعد. وأفاد الكاتب الصحفي ستيف هندريكس بأن هناك تساؤلات متزايدة عن هذا التأخير الواضح.
لقد انسحبت القوات البرية الإسرائيلية من جانب واحد من قطاع غزة في عام 2005، وضربت حصاراً برياً وجوياً وبحرياً بعد عامين من استيلاء حماس على السلطة. وعادت القوات الإسرائيلية مرتين مؤقتاً منذ ذلك الحين؛ إحداهما خلال عملية "الرصاص المصبوب" في عامي 2008 و2009، والثانية خلال عملية "الجرف الصامد" في عام 2014.
قالت إسرائيل إن هذه المرة ستكون عملية أكبر بمراحل، نظراً لجسامة العنف الذي ترتكبه حماس، لا بهدف إضعاف شوكة الحركة وحسب، وإنما لإلحاق هزيمة منكرة بها. لكن، في الوقت الذي دمَّرَت فيه إسرائيل غزة بالغارات الجوية التي أسفرت عن مقتل 6500 شخص وفقاً لوزارة الصحة في غزة، ونفّذت توغلاً محدوداً واحداً على الأقل، فإن هذا الهجوم البري المزعوم لم يبدأ بعد.
Today’s WorldView: Why hasn’t Israel’s Gaza offensive started yet? @washingtonpost https://t.co/GSHFAZYnHz
— Amb Antonio Garza (@aogarza) October 26, 2023
قال نتانياهو في كلمة ألقاها بعد 18 يوماً من الهجوم على إسرائيل: "لن أخوض في تفاصيل مجموعة من الاعتبارات التي لا يعرفها الجمهور... فهذه هي الطريقة التي نحمي بها أرواح جنودنا".
وأضاف التحليل: "يبدو أن حماس توقعت هجوماً بريّاً قبل أن تشن هجومها، فاحتجزت نحو 200 رهينة خلال اجتياحها لإسرائيل. وقالت إحدى الرهائن التي أُطلق سراحها الأسبوع الجاري كيف كان مختطفوها متأهبين لاحتجاز الرهائن في غرفٍ نظيفة وفرش على الأرض داخل شبكة بالغة التعقيد من الأنفاق.
في الماضي، بذلت إسرائيل جهوداً كبيرة لحماية سلامة الرهائن وإعادتهم إلى ديارهم. ففي عام 2011، توصلت الحكومة إلى اتفاق مع حماس لإعادة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل 1027 سجيناً فلسطينيّاً. أنفاق حماس وحرب الشوارع
ووفق التحليل، تعدُّ أنفاق حماس مزايا دفاعية قوية في هذا النوع من حروب الشوارع المحتملة في أي هجوم بري إسرائيلي على غزة، إذ يضمن لحماس عنصر المفاجأة. وقد حاولت إسرائيل تدمير هذه الشبكات السرية من قبل، غير أن معظم الدلائل تشير إلى أن حماس عززت هذا التكتيك باحتجازها رهائن في الأنفاق، مما يجعل أكثر الأساليب الإسرائيلية تدميراً عقيمة.
Analysis: In the aftermath of Hamas’s Oct. 7 attack on Israel, some expected Israel to almost immediately launch a ground offensive against Gaza. Yet despite a speedy mobilization of thousands of Israeli forces, no ground offensive has begun. https://t.co/60AT7ldagn
— The Washington Post (@washingtonpost) October 26, 2023
وأضاف تايلور: من الصعب أيضاً استيعاب الوجود الحتمي للمدنيين الفلسطيين في ساحة القتال. ورغم أن المسؤولين الإسرائيليين ضربوا القطاع بعددٍ غير مسبوق من الغارات الجوية، فإن أوامرهم التي أصدروها للمدنيين بالانتقال من شمال غزة ورد الفعل السريع على الادعاءات بأنهم قصفوا مُستشفى تشير إلى أنهم على الأقل حساسون إلى حدٍ ما تجاه المساس بغير المقاتلين.
وحتى الدول الداعمة لإسرائيل لديها مخاوف بشأن عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا في غزة بالفعل، وهناك دعوات متزايدة لوقف إطلاق النار للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع. لا شك في أن الرأي العام مناوئ لإسرائيل في المنطقة، بل وحتى في البلدان التي كانت حكومة نتانياهو تسعى قبل أسابيع إلى الانفتاح الدبلوماسي عليها.
يعرف الخبراء العسكريون الإسرائيليون جميع العراقيل التي تعترض طريقهم. ولذلك كانت هناك مداولات بشأن الهجوم البري داخل القيادة الإسرائيلية. قال يعقوب عميدرور مستشار الأمن القومي لنتنياهو إنه لا يزال يتشاور مع رئيس الوزراء، مضيفاً أنه يحمد الرب على أن هناك خلافات، وأن النقاشات ينبغي أن تمتد لساعات وأياماً. فشل الهجوم البري ضربة قاصمة لإسرائيل والجدال الأبرز بالطبع يتعلق بما إذا كان بوسع إسرائيل تحقيق أهدافها في غزة بالغزو البري. كتب جون ساورز الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني في صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية ما مفاده أنّ "قادة الأمن الإسرائيليين يعرفون أن هدف تدمير حماس ربما كان بعيد المنال"، وأنه حتى لو تحقق، فإن ما سيتمخض عن تدمير الحركة لا يقل خطورة عنها، ويتطلب تخطيطاً واعياً من الآن.
هل تستطيع إسرائيل أن تنتظر هذه المرة؟ يتساءل معد التحليل ويقول: نظراً لمعاناة الشعب الإسرائيلي، قد لا يكون الانتظار ممكناً من الناحية السياسية. لكن، هناك أمور كثيرة على المحك، سواء على المدى القريب أو البعيد. وبحسب ما جاء على لسان عاموس هاريل في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوم الأربعاء: "من الممكن أن يمثل الهجوم الفاشل على غزة ضربة قاصمة للروح المعنوية الإسرائيلية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الهجوم البری الهجوم ا فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس بعد إعلان ترامب فوزه: على واشنطن "وقف الدعم الأعمى" لإسرائيل
قال القيادي الكبير في حركة حماس سامي أبو زهري، الأربعاء، إن فوز المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب بالمنصب "يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات".
وأضاف أبو زهري لرويترز أن "خسارة الحزب الديمقراطي هو الثمن الطبيعي لمواقف قيادتهم الإجرامية تجاه غزة"، ودعا ترامب إلى "الاستفادة من أخطاء" الرئيس جو بايدن.
كما أكد عضو المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة باسم نعيم أن على واشنطن "وقف الدعم الأعمى" لإسرائيل ووضع حد للحرب في قطاع غزة، بعدما أعلن الجمهوري دونالد ترامب فوزه بالبيت الأبيض.
وقال نعيم إن "انتخاب ترامب شأن خاص بالأميركيين، لكن يجب وقف هذا الدعم الأعمى لإسرائيل على حساب مستقبل شعبنا وأمن واستقرار المنطقة".
من جانبه، تعهد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ بتعزيز "الروابط الحديدية" بين بلاده والولايات المتحدة مهنئا دونالد ترامب الذي أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال هرتسوغ في بيان: "تهانينا للرئيس دونالد ترامب على عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض ... أتطلع إلى العمل معك على تعزيز الروابط الحديدية بين شعبينا وبناء مستقبل من السلام والأمن في الشرق الأوسط والحفاظ على قيمنا المشتركة".