البيان الختامي للاجتماع التحضيري لوحدة القوى المدنية الديمقراطية
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
تقيف بس - أديس أبابا
26 أكتوبر 2023م
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة/ات ممثلي لجان المقاومة والأجسام المطلبية الثورية الجذوة المتقدة لثورة ديسمبر المجيدة
السادة/السيدات رؤساء وممثلي/ات الأحزاب والتحالفات السياسية، والحركات المسلحة، والقوى المدنية والمهنية والنسوية والشبابية
السادة/ات الحضور من الشخصيات الوطنية وأصحاب المبادرات والرموز الدينية والمجتمعية والأهلية
السادة/ات الحضور جميعا داخل القاعة وكل لشعب السوداني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في البدء نترحم على أرواح كل من فقدناهم في حروب السودان جنوبا وغربا وشرقا، وكل من فقدناهم في حرب الخامس عشر من ابريل اللعينة ، ونتمنى عاجل الشفاء للجرحى والعودة الامنة للمفقودين، كما نتوجه بنداء عاجل لإغاثة الشعب السوداني الذي يرزح تحت وطأة مأساة انسانية غير مسبوقة تستوجب أقصى درجات الجدية والسرعة في ايجاد وسيلة فعالة لإيصال العون الانساني الى مستحقيه اليوم قبل الغد.
السادة والسيدات، يشرفني ان أتلو على حضراتكم البيان الختامي للجنة التحضيرية لاجتماع توحيد القوى المدنية الساعية لإنهاء الحرب وبناء السلام المستدام واستعادة المسار الديمقراطي، مسار ثورة ديسمبر المجيدة، مسار الحرية والسلام والعدالة الذي مهره الشعب السوداني بالدم، وفي سبيله صعدت ارواح مئات الشهداء، وما اندلعت هذه الحرب إلا لتصفية هذه الثورة العظيمة، ومعاقبة الشعب السوداني عليها، وإدخاله من جديد في سجن الاستبداد والفساد كسيرا مقهورا بغلظة الحرب وجبروتها، انعقد اجتماعنا هذا في سياق تمليك الشعب السوداني أهم أداة من أدوات انتصاره ممثلا في التحرر من هذا المصير الذي رسمه له مشعلو الحرب ودعاة استمرارها، الا وهي "وحدة القوى الديمقراطية المدنية "وتنظيم صفوفها في هياكل مؤسسية بقيادات متوافق عليها ومن ثم تعظيم فاعليتها في خدمة مصالح الشعب السوداني وعلى رأسها إطفاء حريق هذه الحرب بمشروع للسلام والتحول الديمقراطي مؤهل لأن يجعلها آخر حروب السودان.
على هذه الخلفية قدمت الدعوة للمشاركة في الإجتماع التحضيري لبناء اوسع جبهة مدنية ممكنة للوقوف ضد الحرب وإستعادة الديمقراطية، الذي انعقد بالفعل في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا في الفترة من 23 الى 26اكتوبر، قدمت الدعوة لكافة المبادرات والتنظيمات المدنية والسياسية من قوى ثورة ديسمبر المجيدة، ومن القوى والتنظيمات المناهضة لحرب الخامس عشر من ابريل.
ان اللجنة التحضيرية ترحب باستئناف منبر جدة التفاوضي، وتقدم بالشكر لكل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية الدولتين الراعيتين للمنبر ، كما تثمن كل مبادرات ايقاف الحرب الاقليمية كمبادرة الايقاد والاتحاد الافريقي ودول الجوار وتدعو الى توحيد كل هذه المبادرات في منبر جدة التفاوضي، وتناشد طرفي النزاع التحلي بالمسؤولية والجدية في إيقاف هذه الحرب التي لا منتصر فيها.
وقد لبى نداء الدعوة لهذ الاجتماع التحضيري مائة مشارك ومشاركة، من فئات متنوعة شملت لجان المقاومة والأحزاب والتحالفات السياسية، وحركات الكفاح المسلح، وممثلون عن النقابات والأجسام المهنية، وتنظيمات وتحالفات المجتمع المدني، ومبادرات توحيد القوى الديمقراطية، وممثلات عن المجموعات النسوية، والشخصيات القومية والأكاديمية وقدامى المحاربين (من شخصيات عسكرية متقاعدة)والادارات الاهلية والرموز الدينية، حيث عكس حضور الإجتماع تنوعاً وتمثيلاً جغرافياً وجيلياً ونوعيا وفئوياً وفكرياً واسعاً من قوى ثورة ديسمبر ومن مناهضي حرب الخامس عشر من ابريل.
وفي توافق تاريخي مشهود، أجمع المشاركون على المضي قدماً في مسار عقد "المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، (تقدم)، لإيقاف الحرب وإستعادة الديمقراطية في البلاد، متفقين على هيكل تنظيمي مرن ومؤقت للتحضير للمؤتمر التأسيسي، وللإيفاء بجملة من المهام الضاغطة بسبب الحرب وإفرازاتها وعلى رأسها الإغاثة الانسانية العاجلة لضحايا الحرب، تاركين الباب مشرعاً لمشاركة كل من يرغب من قوى ثورة ديسمبر المنتصرة ومن دعاة السلام المناهضين لحرب الخامس عشر من أبريل في التحضير للمؤتمر المزمع وإنجاحه. ح تم الإتفاق على الهيكل التنظيمي المؤقت لـــ (تقدم) ليشمل الهيئة القيادية التحضيرية، برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك ، للقيام بالمهام الرقابية والإشرافية ومتابعة التحضير للمؤتمر التأسيسي. وتضم الهيئة القيادية عدد ستين عضوا وعضوة، وقد توافق الاجتماع على أن تمثل القوى غير الحزبية من لجان المقاومة والنقابات والاجسام المهنية وتنظيمات ومبادرات المجتمع المدني،والتنظيمات النسوية، نسبة 70% من الهيئة القيادية، بينما تمثل التنظيمات والتحالفات السياسية وحركات الكفاح المسلح نسبة الـــــــ 30 % فقط. وتوافق الإجتماع ايضاً على مكتب تنفيذي تنيسقي من ثلاثين عضو(ة)، يمثلون ذات نسب الفئات المكونة للهيئة القيادية لــــ(تقدم)، كما حددت مهام المكتب التنفيذي للقيام بالاعباء العاجلة والتحضير للمؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بما في ذلك تكوين لجنة تحضيرية وسكرتارية فنية للمؤتمر ، والذي قرر له ان ينعقد خلال الاسابيع الثمانية القادمة، وسوف تعمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي المنبثقة عن الهيئة القيادية المؤقتة لان يكون عدد المشاركين الف مشارك ومشاركة مع تخصيص نسبة 30% كحد أدنى لمشاركة النساء وفي هذا السياق نحيي فئة المهنيين والنقابات التي شكلت النساء نسبة 45% من ممثليها في الهيئة القيادية التحضيرية .
لقد كان تخصيص نسبة 70% من الهيئة القيادية والمكتب التنفيذي لقوى غير حزبية قرارا توافقيا القصد منه توسيع مشاركة قطاعات كبيرة فاعلة في المجال الديمقراطي وغير منتمية لأحزاب سياسية، لا سيما وان البلاد مقبلة على انتقال تأسيسي جديد يتطلب نجاحه مساهمة كل الخبرات الوطنية من موقع شراكة حقيقية وعادلة، وهذا التوافق نعتبره مأثرة لهذا الاجتماع تتساوى في فضلها القوى الحزبية والقوى غير الحزبية، وهنا لا بد ان نؤكد ان هذا الاجراء بعيد كل البعد عن نزعة الهجوم على الأحزاب وتجريمها حسب ثقافة الانظمة الدكتاتورية، فالأحزاب مؤسسات مهمة ولها دورها المفصلي في نجاح أي تجربة ديمقراطية وظرفنا الراهن يستوجب اعلاء روح العمل الجماعي بين كل الفاعلين.
لقد نجح الاجتماع التحضيري عبر مناقشات عميقة بين المشاركين شملت محاور رئيسة هي المحور السياسي والمحور الاقتصادي ومحور العمل الإنساني والمحور الإعلامي، نجح في بلورة مسودات لأوراق العمل التي ستعرض على "المؤتمر التأسيسي"، كما قرر الاجتماع تنظيم ورش عمل تخصصية لتقديم توصيات مفصلة في القضايا التالية:
1. تطوير الموقف التفاوضي للقوى المدنية
2. الإصلاح الأمني و العسكري
3. العدالة الانتقالية
4. إعادة البناء المؤسسي لأجهزة الدولة ( الخدمة المدنية والأجهزة العدلية)
5. السلام ورتق النسيج الاجتماعي و محاربة خطاب الكراهية
6. صناعة االدستور الدائم
7. البرنامج الاقتصادي لإعادة البناء والاعمار
8. قضايا الولايات و الحكم المحلي
في المحور السياسي قرر الاجتماع التحضيري تحويل ورقة " الموجهات العامة للعملية التفاوضية لوقف الحرب وإعادة تأسيس الدولة السودانية" للهيئة القيادية المؤقتة لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية"تقدم" لاعتمادها كمسودة موقف تفاوضي للقوى الديمقراطية المدنية.
كما أجاز "اسس ومبادئ إنهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية" واهمها ان التصورات للحلول السياسية يجب أن تحافظ على وحدة السودان وسيادته على كامل أراضيه، و تضمن قيام دولة مدنية ديمقراطية مستقلة ذات سيادة ، وان الضمان لبقاء السودان موحدا هو تأسيس دولة المواطنة، التي تعرف نفسها تعريفا شاملا يتضمن الأبعاد التاريخية والحضارية لمكوناته المتعددة و المتنوعة. دولة ذات رؤية ديمقراطية تنموية تشاركية وعادلة تقف على مسافة واحدة من كافة الأديان و الثقافات و تجرّم كافة أشكال التمييز، وأن جهود وقف الحرب وإعادة البناء وعمليات التأسيس لهذه الدولة يجب أن تقوم على عملية سياسية تفاوضية لا تستثني أي فصيل سياسي سوى المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية وواجهاتها و كل من دعم و يدعم حرب الخامس عشر من أبريل، وان الاصلاح الأمني والعسكري وصولا الى الجيش الوطني المهني الواحد، وخروج الجيش والامن والشرطة والدعم السريع من النشاط السياسي والاقتصادي، والعدالة الانتقالية والعلاقات الخارجية المتوازنة شرط اساسي من شروط الانتقال التأسيسي.
شدد الاجتماع التحضيري على ان التصدي للكارثة الانسانية المترتبة على الحرب واجب اللحظة الذي لا يحتمل التأجيل إذ يوجد في السودان ما لا يقل عن عشرين مليون شخص بحاجة الى الغوث الانساني في ظل فراغ سياسي واداري واستشراء للفساد أدى الى عدم وصول الإغاثة لمستحقيها الامر الذي يستوجب مجهودات وطنية ودولية لإدارة الاغاثة الانسانية وفي هذا السياق لا بد من اتفاق لوقف اطلاق النار وفتح الممرات الامنة للاغاثة برقابة دولية واعتماد طرق جديدة لدخول المعونات وايصالها لمستحقيها ومناشدة كل من الجيش والدعم السريع تسهيل مرور الاغاثة الى داخل مناطق سيطرتهم، ومناشدة الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو فتح مسارات الرعي لان اغلاقها يتسبب في احتقان يهدد بتمدد الحرب في كردفان الكبرى.
ان السودان بعد مخاض الدم والدموع وكل اوجاع الحروب التي نتمنى ان تكون حرب الخامس عشر من أبريل آخرها، يستحق الحرية والديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية ، يستحق التقدم الى الامام لا الردة الى الخلف، ولن يتقدم السودان بغير وحدة وتنظيم وفاعلية قواه الديمقراطية، كلنا ثقة في النجاح في عقد "المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية(تقدم)" ونتطلع ان يخرج ذلك المؤتمر برؤية سياسية والية تنفيذية ومؤسسة رقابية وقيادة متوافق عليها للقوى المدنية الديمقراطية.
ختاما : تتقدم اللجنة التحضيرية نيابة عن المشاركين والمشاركات بالشكر للمجتمع الدولي لدعمه لوحدة القوى المدنية الديمقراطية وتناشده ممارسة اقصى الضغوط على طرفي القتال للقبول بوقف اطلاق نار للاغراض الانسانية ومن ثم انهاء الحرب .
كما تتقدم اللجنة التحضيرية وكل المشاركين بوافر الشكر والتقدير لدولة إثيوبيا الشقيقة، حكومة وشعبا، لاستضافتها للاجتماع التحضيري الممهد للمؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية.
، نعم لإنهاء الحرب وبناء السلام المستدام
المجد والخلود لشهداء/ات الوطن النازف
نعم لتحقيق شعارات الثورة حرية سلام عدالة
اللجنة التحضيرية لمؤتمر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"
أثيوبيا، أديس ابابا
الخميس 26 اكتوبر 2023
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الاجتماع التحضیری اللجنة التحضیریة الهیئة القیادیة الشعب السودانی القوى المدنیة ثورة دیسمبر
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم) 4
أستاذ
ما نريده من الحكاية التالية هو أن الإعداد لقحت… ثم الدعم … ثم الحرب كان إعداداً يستغرق سنوات
وبإسلوب قائد جيش زيناوى (تجد الحكاية أدناه،)
(غصباً نمتى انقو لا لا بى اقروا شهيدا .. اليج)
يعني… حبة حبة سوسيو دجاجة ثم ألف دجاجة..
……..
وقادة معارضة حكومة البشير عند زيناوي
والحديث عن عمل عسكري ضد البشير يجعل زيناوي يشير إلى حذاء عسكري في الدولاب الزجاجي ويقول
: أنتوا شايفين أني ملكي؟؟… انا عسكري والبوت بتاعي هو دا
قال: ما تستهينوا بالبشير…
قال: انا أخجل أداوس البشير .. لأنه هو اللي سلمني السلطة…. أنا وأفورقي… لكن الأمريكان من قبل عشرة سنين
عندهم خطة لإسقاط الخرطوم … معاي أنا ويوغندا وجاركم داك..
وبدينا فعلاً .. لكن أنا لما وصلت منطقة أبوسنينة شمال قيسان زاحف لضرب الدمازين اتذكرت أن دعم البشير كان بيجيني عبر المنطقة دي .. ورجعت
قال: انا بعرف الجميل … ويمكنكم تتعاملوا مع مصر .. لأن مصر بتشتغل سياسة … وفي السياسة مافي رد جميل …. وفتشوا السلام كمان
والحديث يذهب إلى أن المواطن السوداني لا صبر عنده .. وزيناوي يلتفت إلى قائد جيشه (بودولا) يطلب منه أن يشرح
قال هذا: بعد أذن سعادتك السودانيون لا صبر عندهم …. ونحن في الجيش نخطط لثلاثين سنة ولا نبدل الخطة
قال: نحن نجوع الخطة هذه (ويشير إلى أوراق سد النهضة على الحائط) ويقول
: نسوانا الواحدة تلد تلاتة أولاد واحد للجيش … وواحد للسودان لتحويل المال لنا من السودان .. وبعد خمسين سنة نحن الدولة الأولى في المنطقة
والرجل يقول بلغته (غثبا .. نمتى….) الجملة أعلاه
……
وقبل سنوات طويلة مانديلا بعد خروجه من السجن يسألونه عن خليفته
قال: أمبيكي
قالوا: أمبيكي قتل من الطلبة عدداً مخيفاً خمسة منهم أمام قطار
قال
: الحكاية هي أننا اخترنا خمسة طلاب أذكياء.. أمبيكي … وزوما وهيلاسلاسى وواحد من السودان … ودفعنا المال لتعليمهم في جامعات الدنيا … في مشروع (صناعة قادة افريقيا)
(الحكاية تصلح لتفسير الإلحاح على ضرب الإنقاذ لأنها أصبحت حجر عثرة
والحكاية تعني أن الماسونية الصبورة تعمل بصمت .. وبمراحل
وتعني كيف أصبحت الإمارات التي لا مشروع لها أداة هدم لعدة دول)
وزيناوي الذى كان يجلس حافيا يحكي الحكاية لوفد أخر من البشير كان يلقاه
قال: لهذا لما جاء البعض من الجنائية لاعتقال البشير فى جنوب أفريقيا زوما رفض … ومخابراته تحرس البشير حتى خروجه ..
كل أمواج صراع المخابرات في الخرطوم لعشرين سنة كانت خطوات لا تتوقف ….حتى وصل السودان إلى قحت … ثم الدعم .. ثم الحرب
والسودان لو أنه رفع يديه فوق رأسه ما استطاع تجنب الحرب …
الحرب .. وطرد السودانيين من السودان كان هدفاً لا يمكن للإمارات أن تكف عنه لأنها مكلفة بصناعة الحرب بنتائجها
…….
الأسماء وما فعله كل أحد أشياء لا يمكن الإشارة إليها لأن الحديث عندها يصبح .. كتاباً
لكننا نمضي في الحديث عن صراع المخابرات تحت وفوق أرض الخرطوم.
إسحق أحمد فضل الله
الوان