دبي-الشرق
رحبت السعودية باستئناف المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، الخميس، وحثت على استئناف وقف إطلاق النار قصير الأمد الذي تم توقيعه في 20 مايو.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، حرص المملكة على "وحدة الصف وأهمية تغليب الحكمة، ووقف الصراع لحقن الدماء، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني"، مشددة على أهمية خروج السودان من الصراع والتوصل إلى اتفاق سياسي يوفر له "الأمن والاستقرار والازدهار".



وأوضح بيان الخارجية أن المحادثات تجري بتيسير من السعودية والولايات المتحدة بالشراكة مع ممثل مشترك لكل من الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد).
أعلنت قوات الدعم السريع، الأربعاء، وصول وفدها المفاوض إلى جدة تلبية لدعوة من السعودية والولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات، كما أكدت القوات المسلحة السودانية قبول الدعوة إلى استئناف مفاوضات جدة.

تنفيذ الاتفاق السابق
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، في بيان على فيسبوك، إن الجيش قبل دعوة دولتي الوساطة بمنبر جدة (السعودية والولايات المتحدة) "باستئناف العملية التفاوضية مع مليشيا الدعم السريع المتمردة، إيماناً بأن التفاوض من الوسائل التي ربما تنهي الحرب".

وأضاف: "قبلنا الدعوة بالذهاب إلى جدة لاستكمال ما تم الاتفاق عليه من قبل، وهو تنفيذ إعلان جدة كاملاً، لتسهيل العمل الإنساني، وعودة مواطنينا والحياة الطبيعية إلى المدن التي عاث فيها المتمردون نهباً وحرقاً وقصفاً عشوائياً واغتصاباً".

وعبر الجيش السوداني، في بيانه، عن أمله "أن تلتزم مليشيا التمرد هذه المرة بما تم الاتفاق عليه سابقاً"، مشدداً على أن "استئناف التفاوض لا يعني توقف معركة الكرامة الوطنية، فالقضاء على المتمردين ودحرهم هو هدف الشعب السوداني والقوات المسلحة السودانية وهي ملتزمة بهذا الهدف لوضع البلاد في مسارها الصحيح".

وبعد شهور من تعليق الوسطاء المفاوضات، لا يبدو أن هناك منتصراً واضحاً في السودان، ولا نهاية تلوح في الأفق للحرب التي اندلعت في منتصف أبريل، وأدت إلى نزوح أكثر من 5.75 مليون شخص وسقوط الآلاف وتدمير مدن كبرى.

وانتشرت قوات الدعم السريع في العاصمة، واتهمها السكان بنهب المنازل واحتلالها، فيما يشن الجيش، الذي حافظ على سيطرته على قواعده، ضربات جوية كبيرة، ويطلق نيران مدفعية.

إعلان جدة
وقال سفير السودان لدى الصين عضو وفد تفاوض منبر جدة السفير عمر صديق إن المفاوضات ستقوم أساساً على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في إعلان جدة المُوقَع في 20 مايو.

وأضاف صديق في تصريحات، نقلتها وكالة الأنباء السودانية قبل توجهه للانضمام إلى وفد المفاوضات في جدة، أنَّ إعلان جدة مهم للغاية والالتزام به يعتبر التزاماً بما وردَ في الاتفاقية المُوقَع عليها.

وأشار إلى أن من أهم بنودها: أن تقوم قواتُ الدعم السريع بإخلاء المرافق العامة، خاصة المرافق الطبية والمستشفيات ومنشآت الكهرباء والمياه ومنازل المواطنين، وتسهيل مرور مواد الإغاثة، وفتح الطرق والجسور وسحب المظاهر العسكرية من الشوارع.

واتهم السفير عمر صديق قوات الدعم السريع بعدم الالتزام بالاتفاقية الأولى (إعلان جدة) لوقف إطلاق النار، وقال إنَّ هذه الاتفاقية حددَّت الأفعال المحظورة في الفترة القصيرة لإعلان وقف إطلاق النار، بوقف الهجمات والاعتداء على المدنيين.

وأضاف السفير السوداني أنَّ الأهم في إعلان جدة، خاصة ما يتصل بالمبادئ الإنسانية، ضمان استمرار تدفق الإغاثة للمواطنين ووصولها بدون أي عراقيل وسلامة وحماية العاملين في مجال الإغاثة.

محادثات جدة
وفي السادس من مايو، وبعد 3 أسابيع من اندلاع النزاع في السودان، أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن ممثلين للجيش السوداني وقوات الدعم السريع اجتمعوا لأول مرة منذ بدء القتال في مدينة جدة الساحلية في محاولة قالت الرياض إنها تهدف للتوصل إلى وقف فعال لإطلاق النار.

وأتت المبادرة السعودية التي أطلقتها المملكة بالتعاون مع الولايات المتحدة بعد جهود سابقة للرياض وواشنطن في دعوة الطرفين إلى وقف قصير لإطلاق النار، لإتاحة الفرصة لوصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، واستعادة الخدمات الأساسية، سرعان ما خرقه طرفا النزاع.

وبعد مباحثات استمرت لأيام وقع طرفا النزاع في 11 مايو على "إعلان إنساني" تعهدا فيه باحترام قواعد تتيح توفير المساعدات الإنسانية، لكنهما لم يتفقا على وقف إطلاق النار في مفاوضات وصفها دبلوماسيون أميركيون بـ"الصعبة".

وفي 20 من ذات الشهر، نجحت الوساطة السعودية في حمل الطرفين على التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد لمدة 7 أيام اعتباراً من 22 وحتى 29 مايو، لإيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية، وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية.

ومثل الاتفاق اختراقاً كبيراً، إذ أعلن الطرفان بموجبه التزامهما بتسهيل المرور الآمن لمقدمي الخدمات الإنسانية والسلع وعدم السعي وراء أي مكاسب عسكرية خلال هدنة الأسبوع، الأمر الذي نجح بشكل نسبي بالمقارنة مع الهدن السابقة، وإن لم يخل من الخروقات التي قام بها طرفا النزاع.

وبعد يومين من سريان الهدنة، قالت الخارجية السعودية، في بيان، إن الميسرين (المملكة والولايات المتحدة)، لاحظوا أن كلا الطرفين لم يلتزما بعدم السعي وراء مكاسب عسكرية، خلال الهدنة وقبل بدء وقف النار، مشيرة إلى أنه تم إبلاغ طرفي الصراع بوجود انتهاكات للهدنة تضمنت عمليات هجوم في الخرطوم والأبيض وهجمات جوية واستغلال للأسلحة.

وفي 26 مايو، أعلنت الرياض وواشنطن عن "تحسن ملحوظ" في احترام اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية في السودان، لتدعوان قبل يوم من انتهاء الهدنة إلى مواصلة النقاش للتوصل إلى اتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار.

وهو الأمر الذي نجحت فيه الوساطة السعودية الأميركية، ليوقع طرفا النزاع عشية 29 مايو بمدينة جدة، على تمديد اتفاقية وقف النار قصير الأمد والمساعدات الإنسانية لمدة 5 أيام، لتنفيذ أحكام وقف النار التي لم تنفذ بالكامل وإتاحة المزيد من الوقت للجهات الإنسانية للقيام بعملها بالكامل، كما اتفق الطرفان على مناقشة هدنة طويلة الأمد.

لكن سرعان ما عادت الأمور إلى الوراء، إذ قررت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في 31 مايو، تعليق المحادثات الجارية في جدة، بسبب "عدم التزام المليشيا المتمردة بتنفيذ أي من البنود التي نص عليها الاتفاق، والاستمرار في خرق الهدنة"، وفقاً لبيان مقتضب نشره الجيش على فيسبوك.

وإزاء هذه التطورات، التي أتت مصحوبة بـ"انتهاكات جسيمة" لوقف النار وإعلان جدة من قبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أعلنت الوساطة السعودية الأميركة تعليق المحادثات، على أن يتم استئنافها بـ"مجرد أن تتضح جدية الأطراف فعلياً بشأن الامتثال لوقف إطلاق النار"، بحسب بيان للخارجية السعودية.
/////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المسلحة السودانیة والولایات المتحدة قوات الدعم السریع وقف إطلاق النار الجیش السودانی وقف النار إعلان جدة

إقرأ أيضاً:

بعد سيطرة الجيش السوداني عليها.. ماذا تعرف عن قاعدة الزرق؟

قاعدة الزرق، تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك تزامنًا مع أعلن قوات الجيش السوداني والقوات المشتركة من تحرير قاعدة الزرق الاستراتيجية، الواقعة على بُعد 120 كيلومترًا شمال مدينة الفاشر في شمال دارفور، في عملية نوعية مباغتة أكدت التنسيق العالي بين الأجهزة الأمنية والعسكرية.

أهمية قاعدة الزرق الاستراتيجية

تقع القاعدة في منطقة وادي زُرق، التي تعد جزءًا من مناطق دار زغاوة، وتشكل نقطة ربط استراتيجي بين وادي هور وليبيا. بسبب موقعها الحيوي، استولى عليها قائد مليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عام 2017، وقام بتحويلها إلى مركز عمليات رئيسي لقواته.

تحركات مليشيا الدعم السريع

حميدتي لم يكتفِ بتحويل القاعدة إلى معقل عسكري، بل قام بجلب مجموعات من قبيلة الرزيقات الآبالة واستوطنهم في المنطقة رغم معارضة زعيم قبيلة الرزيقات موسى هلال وعدد من أعيان القبيلة، ما أضاف أبعادًا اجتماعية وقبلية للتوترات في المنطقة.

الدور الأمني والعسكري في العملية

مصادر عسكرية أكدت أن تحرير القاعدة كان نتيجة تعاون وثيق بين جهاز الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية، مما أسهم في تحقيق عنصر المفاجأة، وضمان نجاح العملية دون مقاومة تُذكر.

تأثير استراتيجي واسع

يُعد تحرير القاعدة ضربة موجعة لمليشيا الدعم السريع، حيث يعوق التواصل والتمويل بين قوات حميدتي وليبيا، كما يؤمن ولايتي الشمالية ونهر النيل من أي تهديدات محتملة. وفي هذا السياق، صرح الكاتب الصحفي عثمان ميرغني أن السيطرة على الزرق تعني سقوط مشروع حكومة المنفى قبل تشكيلها، في إشارة إلى التحديات المتزايدة التي تواجه مليشيا الدعم السريع.

رسالة ميدانية قوية

عملية تحرير قاعدة الزرق تؤكد تفوق القوات المسلحة السودانية في استعادة السيطرة على المواقع الحيوية، مما يعزز جهودها لإعادة الأمن والاستقرار إلى مناطق النزاع في دارفور.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني والقوة المشتركة تستردان مناطق جديدة من الدعم السريع والإستيلاء على مخزون ذخائر وأسلحة ومركبات قتالية
  • النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق أجنبي يقاتلون مع الدعم السريع
  • النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»
  • قوة من الدعم السريع تستسلم للجيش السوداني في سنجة
  • شاهد بالصور.. في مفاجأة غير متوقعة.. والد “حميدتي” يقود معارك الدعم السريع بقاعدة الزرق ويفر هارباً مع قواته
  • بعد سيطرة الجيش السوداني عليها.. ماذا تعرف عن قاعدة الزرق؟
  • الدعم السريع تطلق سراح رئيس اتحاد ألعاب القوى السوداني بعد ستة أشهر من الاعتقال
  • ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟
  • قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور