لا بديل عن المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية التي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام بإقامة دولة شرعية للفلسطينيين في الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد حرب يونيو 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية هي الحل الاستراتيجي الأمثل لها وإذا ما أريد لعملية السلام مع إسرائيل أن تكتمل ويتم الانسحاب الإسرائيلي من هضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية وميزة المبادرة العربية أنها حل شامل تستفيد منه كل الدول العربية وغير العربية وذلك لأنها من ناحية تحقق رغبة الطرفين في التعايش السلمي وهي ثانياً قضية عربية تهم كل العرب ولا تخص فقط الشعب الفلسطيني وكذلك لوجود المسجد الأقصى فيها أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لذلك هي تعني الدول الإسلامية وهناك إجماع عربي وإقليمي وعالمي عليها والأوضاع السياسية والأمنية العالمية الحالية تساعد على إتمامها ولا تقبل بأي نوع من الحروب العسكرية وخاصة في منطقتنا العربية.
بدون ذلك لن تكون حرب غزة آخر الحروب إذا بقي الشعب الفلسطيني بدون دولته بل على العكس كلما استمرت القضية الفلسطينية بدون حل والقرارات الدولية المتعلقة بها مجرد أوراق ومرجعيات في الأمم المتحدة أو في مجلس الأمن مع وقف التنفيذ كلما ازدادت القضية تعقيداً وحلها صعب ولربما تحدث حروب أكثر عنفاً من حرب غزة الجارية حالياً والتي تعتبر نكسة للقوانين الدولية وعاراً في جبين الإنسانية في عصر كثرت فيه دعاوى السلام والتعايش السلمي وما يقع على الشعب الفلسطيني من ظلم واضطهاد وتنكيل وتهجير وسفك دماء منذ أكثر من خمسة وسبعين عاماً لا يمثل تلك الدعاوى والأمنيات ولا فائدة ترجى من المؤتمرات الإقليمية أو الدولية مهما كانت نتائجها.
وكذلك مما يصعب حل القضية الفلسطينية أن هناك أطرافاً دولية ومنظمات تستفيد من بقاء القضية بدون حل وخاصة تلك الأنظمة المارقة والخارجة عن القوانين الدولية مثل النظام الإيراني الذي هو وراء كل النزاعات العربية العربية حيث أوجد له خمسة أذرع يحركها متى ما رغب وكلما ازدادت عليه الضغوط في الداخل والخارج وذلك يؤكده ما حدث في بعض الدول العربية حيث عندما ازدادت الضربات الصاروخية على الشعب الفلسطيني في غزة تحركت الأذرع الأخرى ففي لبنان قام حزب الله الموالي لها بإطلاق الصواريخ على مدن الشمال الإسرائيلية وفي العراق تقوم الميليشيات المحسوبة على إيران بإطلاق المسيرات على قاعدة «عين الأسد» العسكرية الأمريكية ودول التحالف وفي سوريا يتم تهريب الأسلحة من إيران عبر مطار حلب إلى «حزب الله» وفي اليمن هدد الحوثيون بإطلاق صواريخ في بداية الحرب.
أما النظام الإيراني في طهران فهو لا يجيد غير التسميات مثل «فيلق القدس» والتصريحات النارية تجاه القضية الفلسطينية ومسؤولو النظام يرددون ما لا يعرفون حيث يصرح وزير خارجيتها من ناحية بأن الحلول السياسية بدأت تنتهي تجاه إسرائيل خلال الحرب على غزة ومن جانب آخر يقول ممثلها في الأمم المتحدة بأننا لن نحارب إسرائيل ما دامت لم تهاجمنا، تصريحات متناقضة هدفها تجييش الرأي العام وليس الفعل فالنظام الإيراني يعلم ما هي العواقب التي سوف تنتج عن أي تدخل مباشر في الحرب الدائرة حاليا.
والشيء الذي يأسف المواطن العربي له هو أن تظهر قيادات من حماس على شاشات بعض القنوات الفضائية مثل خالد مشعل وينكر دور الدول العربية ومواقفها من القضية الفلسطينية حيث عندما سأله المذيع عن سبب لجؤهم وارتمائهم في أحضان النظام الإيراني قال إن القادة العرب لم يستمعوا لهم! ليقرأ خالد مشعل التاريخ الحديث ليعرف عن الحروب العربية التي قامت من أجل فلسطين فالجيش المصري والسوري والعراقي والسعودي وغيرهم قدموا التضحيات من أجل قضية فلسطين والأموال العربية.. ولا يزال العطاء العربي للقضية الفلسطينية مستمراً.. ويراه العقلاء من الأمة فقط.
*الوطن البحرينية
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی النظام الإیرانی
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: القضية الفلسطينية صلب قضايا المنطقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إن القضايا الإقليمية والملفات الدولية كانت حاضرة بقوة خلال مباحثاتي مع رئيس إستونيا وجاءت القضية الفلسطينية في مقدمة الملفات الإقليمية التي تناولتها مع الرئيس الإستوني، وذلك لأن مصر تعتبرها صلب قضايا المنطقة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، وألار كاريس رئيس إستونيا، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة قصر الاتحادية.
ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الإستوني، قائلًا: أجريت اليوم مع الرئيس الإستوني مباحثات مكثفة وبناءة تناولنا خلالها مختلف الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل بين البلدين، وقد عكست المشاورات إرادتنا السياسية المشتركة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين والارتقاء بها في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب، وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون وآليات التشاور والتنسيق على كافة المستويات، وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بما يحقق أهداف التنمية الشاملة في البلدين ويعظم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.