تُعد مدينة الشارقة المستدامة أول مجتمع سكني مستدام في إمارة الشارقة، تم تطويره بالتعاون بين هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق” وشركة دايموند ديفلوبرز، وهي مشروع رائد متعدد الاستخدامات تقع في منطقة الرحمانية في الشارقة، وتستوفي أعلى معايير الاستدامة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية وتستفيد منها لتحقيق نموذج عمل لمدن المستقبل.

ويمتد المشروع على مساحة 7.2 مليون قدم مربع بتكلفة إجمالية تبلغ ملياري درهم، ويشكل مجتمعاً شاملاً يضم حوالي 1250 فيلا مُصممة خصيصاً لضمان مستويات معيشة عالية الجودة بأقل تأثير ممكن على الطبيعة، إلى جانب مرافق متعددة الاستخدامات وغيرها من مرافق الرياضة والصحة، تتضمن صالات رياضية منفصلة للرجال والسيدات وعيادات طبية ومتاجر تجزئة ومنافذ للمأكولات والمشروبات وحضانة.

ويبلغ العدد الإجمالي للمنازل في المدينة 1250 وحدة موزعة على أربع مراحل، اكتمل منها 280 وحدة سكنية تم تسليمها العام الماضي ، ولا تزال المرحلتان الثانية والثالثة قيد الإنشاء بإجمالي 646 وحدة ، في حين تتضمن المرحلة الرابعة والأخيرة 324 وحدة.

و قد نجحت المدينة خلال مدة قصيرة منذ تأسيسها في إرساء مكانتها بصفتها الوجهة السكنية المُفضلة في إمارة الشارقة، وهي تسهم في توفير ما يصل إلى 50% من فواتير الخدمات العامة للسكان، بفضل مجموعة واسعة من الميزات الفريدة بما فيها الإعفاء من رسوم الخدمات في أول خمس سنوات والمنازل الذكية المُجهزة بألواح طاقة شمسية وأجهزة تتميز بكفاءة استهلاك الطاقة وغيرها.

وستضم المدينة في مراحلها الأربع 80 محطة شحن للمركبات الكهربائية، مما يدعم جهود التنقل الأخضر، ويوفر مزيداً من الطرق للسكان لتقليل بصمتهم الكربونية.

وتعالج المدينة 100% من مياه الصرف الصحي فيها لاستخدامها في ري المساحات الخضراء، وتعمل أيضاً على إعادة تدوير أكبر كمية ممكنة من النفايات لتجنب إضافة مزيد منها في المكبات، كما توفر مرافق مميزة من بينها البيوت الخضراء التي تعمل بتقنيات الزراعة العمودية والتي تصل قدرتها الإنتاجية إلى حوالي 90,000 كيلوجرام من الخضروات الخالية من المواد الكيميائية ما يتيح للسكان استهلاك غذاء محلي الإنتاج.

و تطمح مدينة الشارقة المستدامة إلى الاعتماد بالكامل على مصادر طاقة بصافي انبعاثات صفرية، لذا تطور مجتمعاً يقدّر الممارسات الصديقة للبيئة والحياة المستدامة، كما تهدف المدينة كونها مشروعاً ديناميكياً وتقدمياً إلى اكتساب سمعة عالمية وإرساء مكانة إمارة الشارقة بصفتها الوجهة الأولى للاستثمار العقاري في المنطقة.

وتوفر المدينة فرصاً لإجراء الأبحاث والتعلم التطبيقي لمختلف تخصصات الاستدامة، مما يسهم في تنمية مجتمع استثنائي يساهم بالحد من الانبعاثات الكربونية.

وتسهم مدينة الشارقة المستدامة في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة من خلال جهودها المستمرة في مجال الاستدامة، ولا سيما الهدف الـ7 “طاقة نظيفة وبأسعار معقولة”، والهدف 11 “مدن ومجتمعات محلية مستدامة”، والهدف 12 “الاستهلاك والإنتاج المسؤولان” ، والهدف 13 “العمل المناخي”، والهدف 15 “الحياة في البر” والهدف 17 “عقد الشراكات لتحقيق الأهداف”.

و قد أطلقت المدينة مبادرة المناطق الزراعية السنوية وذلك في إطار جهودها لتوعية السكان وإلهامهم لتحقيق مستقبل منخفض الانبعاثات، حيث يتعرف السكان على طريقة تحديد النباتات الأنسب لحدائقهم ومزارعهم لتوفير أقصى استفادة ممكنة وتجنب النباتات التي قد تؤثر سلباً على البيئة، كما تشجع المدينة على الزراعة المحلية و تنظم العديد من الفعاليات وورش العمل للتفاعل مع السكان ومن بينهم الشباب، بهدف تعريفهم على مفهوم الزراعة في البيئات الحضرية وفهم أهمية زراعة الغذاء محلياً.

كما ستعمل المدينة على عقد شراكات جديدة، وستشارك بدور فاعل في عدد من الفعاليات الرئيسية ومن أبرزها مؤتمر “ COP28 ”و معرض الشارقة العقاري “إيكرس 2024” وغيرها.

و تستعد المدينة لاستقبال مزيد من العائلات والأفراد مع اقتراب موعد تسليم الوحدات السكنية في المرحلة الثانية، حيث أُطلقت المرحلة الرابعة والأخيرة من المدينة على هامش معرض الشارقة العقاري “إيكرس 2023 ” ومن المُتوقع اكتمالها في يونيو 2025.

وقال سعادة يوسف أحمد المطوع الرئيس التنفيذي لمدينة الشارقة المستدامة، تظهر الأهمية المتزايدة للحياة المستدامة بصورة واضحة في الوقت الذي يعاني فيه العالم من تحديات صعبة ناجمة عن التغير المناخي، وتشكل البيئة المبنية أحد مجالات التركيز في مؤتمر “ COP28” الذي تستضيفه الدولة بنهاية نوفمبر المقبل حيث يجتمع خلاله العالم في لحظة تاريخية لتقييم التقدم الذي أحرزه فيما يتعلق باتفاقية باريس.

وأضاف أن هذه الفعالية ستسلط المزيد من الضوء على ضرورة إنشاء مدن ومجتمعات مستدامة لمواجهة أزمات مثل التغير المناخي والتلوث وفقدان التنوع الحيوي وانقراض الأنواع وتدهور الأراضي وإزالة الغابات، ونحن في مدينة الشارقة المستدامة ندرك الحاجة الماسة لحماية البيئة وتحقيق مستقبل مستدام للأجيال القادمة لذا تم تصميم مدينتنا بطريقة مدروسة لتكون نموذجاً للحياة المستدامة حيث تدمج التقنيات والممارسات المبتكرة لتقليل انبعاثات الكربون وتعزيز الرفاه الاجتماعي للسكان.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

واشنطن تنسحب من مفاوضات خفض انبعاثات الشحن البحري

انسحبت الولايات المتحدة من مفاوضات دولية في لندن تهدف لتسريع إجراءات خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الشحن البحري، ولوّحت باتخاذ إجراءات مضادة في حال فرض أي رسوم على سفنها بناء على انبعاثات الغازات الدفيئة أو نوع الوقود المستخدم.

وأكد متحدث باسم الخارجية الأميركية -أمس الأربعاء- أن واشنطن لن تشارك في مفاوضات في المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، مضيفا أن سياسة الإدارة هي وضع المصالح الأميركية في المقام الأول عند تطوير أي اتفاقيات دولية والتفاوض عليها.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ترامب يعزز تعدين الفحم "الجميل والنظيف" وسط انتقادات بيئيةlist 2 of 4وكالة الطاقة الدولية ترجح نهاية عصر النفط قريبا وتعزيز الطاقة الخضراءlist 3 of 4دراسة: توسع النقل الجوي يهدد جهود مكافحة تغير المناخlist 4 of 4مفاوضات دولية لصياغة اتفاق ينقذ المناخ من تلوث الشحن البحريend of list

ويناقش المندوبون -في مقر وكالة الشحن التابعة للأمم المتحدة- اتخاذ إجراءات بشأن تدابير إزالة الكربون، وذلك بهدف تمكين صناعة الشحن العالمية من الوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050.

ولطالما واجهت صناعة الشحن، التي تنقل حوالي 90% من التجارة العالمية وتمثل ما يقرب من 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، دعوات من المنظمات البيئية لفرض ضريبة على الكربون.

وكان اقتراح أولي تقدمت به مجموعة من الدول -بما في ذلك بلدان الاتحاد الأوروبي- إلى المنظمة البحرية الدولية، يهدف إلى التوصل إلى اتفاق بشأن فرض أول ضريبة كربون في العالم على الشحن البحري بسبب انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

إعلان

وبحسب مذكرة دبلوماسية أرسلتها الولايات المتحدة إلى مندوبي الدول الأعضاء المنظمة الدولية الثلاثاء، أكدت واشنطن أنها "ترفض أي محاولة لفرض إجراءات اقتصادية ضد سفنها على أساس انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أو اختيار الوقود".

وأكدت أن "الولايات المتحدة لن تشارك في المفاوضات باجتماع لجنة حماية البيئة البحرية الثالثة التابعة للمنظمة البحرية الدولية الفترة من 7 إلى 11 أبريل/نيسان، وتحث حكومتكم على إعادة النظر في دعمها لتدابير انبعاثات غازات الاحتباس الحراري قيد الدراسة".

وحسب المذكرة تعارض واشنطن أي إجراء مقترح من شأنه تمويل أي مشاريع بيئية أو غيرها غير ذات صلة خارج قطاع الشحن، وشددت على أنها ستنظر في اتخاذ تدابير متبادلة من أجل تعويض أي رسوم يتم فرضها على السفن الأميركية وتعويض الشعب الأميركي عن أي ضرر اقتصادي آخر ناجم عن أي تدابير معتمدة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ورغم الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة، تستمر مفاوضات المنظمة البحرية الدولية. وقال ألبون إيشودا، المبعوث الخاص لجزر مارشال لشؤون إزالة الكربون البحري "إن الولايات المتحدة واحدة من 176 دولة عضوا بالمنظمة، ورغم تأثيرها الكبير على هذه العملية، فإننا لا نستطيع أن نسمح لعاصفة من دولة واحدة أن تُخرجنا جميعا عن مسارنا".

وتأتي الخطوة الأميركية ضمن سياق تراجعات عن سياسات البيئة والمناخ السابقة أقرها الرئيس دونالد ترامب، بما فيها تعزيز الاعتماد على الفحم والوقود الأحفوري، وفرض رسوم جمركية على عشرات الدول قبل تعليقها لاحقا لمدة 90 يوما.

وبعيد توليه الرئاسة في يناير/كانون الثاني الماضي، أمر ترامب بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ للمرة الثانية، مما يضع أكبر مصدر تاريخي للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم خارج الاتفاق العالمي الذي يهدف إلى دفع الدول إلى معالجة تغير المناخ.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مدينة برجيل الطبية تُطلق وحدة مُتطورة لمراقبة الصرع لتعزيز الرعاية المُتخصصة للمرضى في الدولة
  • بوتين يستهدف عدوا غربيا جديدا: عبدة الشيطان
  • واشنطن تنسحب من مفاوضات خفض انبعاثات الشحن البحري
  • عصائر صيفية لتقليل الشعور بالحر
  • «تقنيات إدارة الأزمات» يعرض الحلول المبتكرة في مجال الطوارئ
  • إطلاق مدينة مستدامة مدعّمة بالذكاء الاصطناعي في أبوظبي
  • وفاة راقصة شابة في مدينة كوجالي التركية! المدينة بأكملها تتحدث عن الحادث
  • مسافرو مجتمع الميم يعيدون التفكير في زيارة أمريكا بعد تغييرات الهوية الجنسية
  • وحدة التنمية المستدامة بالبيئة: الاقتصاد الدائري أحد الركائز الأساسية لخفض الكربون
  • ضمن برنامج “نقل التقنيات والممارسات الزراعية”.. “استدامة” تستهدف زراعة نبات الأزولا لتغذية الدواجن والمواشي