إدارة بايدن لحرب غزة ستحدد الثقل العالمي لأمريكا
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
فيما تنتظر القوات الإسرائيلية الأمر لغزو غزة، تم إرسال حاملتي طائرات ضخمتين تابعتين للبحرية الأمريكية لدعم إسرائيل. مهمتهما هي ردع حزب الله وراعيته إيران عن فتح جبهة ثانية عبر الحدود اللبنانية.
قوة عظمى هرمة يتم سحبها مرة أخرى إلى الشرق الأوسط
لا يمكن لأي دولة أخرى أن تفعل هذا كما كتبت مجلة "إيكونوميست".
أضافت المجلة أن الأشهر المقبلة ستكون بمثابة اختبار لذلك الرأي. من الصعب المبالغة في حجم المخاطر. في 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وصف الرئيس جو بايدن هذا الأمر بأنه "نقطة انعطاف". حذر من ضرورة صد إرهاب حماس وكذلك العدوان الروسي على أوكرانيا. وكان تهديد الصين بغزو تايوان كامناً في الخلفية.
It’s divisive and destructive. No more than the British, the USA leaves a mess wherever it intervenes. Very disappointed with Joe Biden.
American power: indispensable or ineffective? https://t.co/727qpylpPM
مع ذلك، إن الأمور أخطر مما يقترحه بايدن. في الخارج، تواجه أمريكا عالماً معقداً ومعادياً. للمرة الأولى منذ ركود الاتحاد السوفياتي في السبعينات، أصبحت تواجه معارضة جادة ومنظمة بقيادة الصين. وفي الداخل، تعاني السياسة من الخلل الوظيفي وحزب جمهوري بات انعزالياً على نحو متزايد. لن تحدد هذه اللحظة إسرائيل والشرق الأوسط فحسب، بل أمريكا والعالم.
التهديد الثاني هو التعقيد. ثمة مجموعة من البلدان، بما فيها الهند والمملكة العربية السعودية، لا تريد الفوضى، لكنها لن تتلقى أوامر من واشنطن، ولماذا يجب أن تفعل ذلك؟ تساءلت المجلة. بالنسبة إلى أمريكا، يجعل هذا من مهمة كونها قوة عظمى أكثر صعوبة. ودعت القراء للنظر على سبيل المثال إلى الألعاب التركية بشأن عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي والتي يبدو أنها انتهت هذا الأسبوع بعد 17 شهراً من الجدل المضني.
التهديد الثالث هو الأكبر. لدى الصين طموحات لخلق بديل للقيم المنصوص عنها في المؤسسات العالمية. ستعيد تفسير مفاهيم مثل الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان لتتناسب مع تفضيلها للتنمية على الحرية الفردية والسيادة الوطنية على القيم العالمية. تشكل الصين وروسيا وإيران مجموعة منسقة بشكل فضفاض. تقوم إيران بتزويد روسيا بالطائرات من دون طيار والنفط إلى الصين. وقد منحت روسيا والصين حماس الغطاء الدبلوماسي في الأمم المتحدة. عقبات في الداخل
تتفاقم هذه التهديدات بسبب السياسة في الداخل الأمريكي. يعود الساسة الجمهوريون إلى الانعزالية في التجارة والشؤون الخارجية التي تبناها حزبهم قبل الحرب العالمية الثانية. وهذا أعمق من دونالد ترامب ويثير مسألة ما إذا كانت أمريكا قادرة على العمل كقوة عظمى إذا رفض أحد أحزابها فكرة المسؤوليات العالمية برمتها. تذكروا، حسب إيكونوميست، أن الأمر استغرق بيرل هاربور حتى تدخل أمريكا الحرب سنة 1941.
American power: indispensable or ineffective? https://t.co/g6htYh7e21#Biden is #Israel's puppet...
— Cathy Davies ???????????????????????????????????? (@Cassiega1959) October 26, 2023
ولرؤية كيف قد يؤدي هذا إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية، ينبغي تأمل أوكرانيا التي يريد الجمهوريون أن يتوقفوا عن إمدادها بالأسلحة والمال. هذا ليس له أي معنى، حتى في ما يتعلق بأضيق المصلحة الذاتية. تقدم الحرب لأمريكا فرصة لتقييد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وردع الصين عن غزو تايوان بدون تعريض قواتها للخطر. على النقيض من ذلك، إن التخلي عن أوكرانيا يستدعي هجوماً روسياً على حلف شمال الأطلسي سيكلف الكثير من أرواح الأمريكيين وأموالهم، ويشير إلى الأصدقاء والأعداء بأن أمريكا لم تعد حليفاً يمكن الاعتماد عليه. إذا فشل الجمهوريون الانعزاليون في اختبار أوكرانيا فلا أحد يعلم أين قد تنتهي أمريكا، إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض. هذه عقبات هائلة. مع ذلك، تتمتع أمريكا أيضاً بنقاط قوة هائلة.
والثقل الاقتصادي الذي تتمتع به أمريكا مثير للإعجاب أيضاً. فهي تولّد ربع إنتاج العالم مع واقع أن سكانها يبلغون واحداً على عشرين من مجموع سكانه، ولم تتغير النسبة على مدى العقود الأربعة الماضية، بالرغم من صعود الصين. تشعر المجلة نفسها بالقلق من عدم الكفاءة والحمائية الزاحفة في سياسة بايدن الصناعية، لكنها لا تشك في القوة التكنولوجية الأمريكية والدينامية الكامنة وراءها.
وتتمثل قوة أمريكا الأخرى التي لا تحظى بالمقدار الكافي من التقدير في دبلوماسيتها المعاد تنشيطها. لقد أثبتت الحرب في أوكرانيا قيمة الناتو. في آسيا، أسست أمريكا تجمع أوكوس وعززت علاقاتها مع مجموعة من الدول، بما فيها اليابان والفلبين وكوريا الجنوبية.
في مجلة فورين أفيرز هذا الأسبوع، يوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان كيف يمكن للبلدان التي تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة أن تظل شريكة أساسية. والنموذج هنا هو الهند التي أصبحت على نحو متزايد جزءاً من المخططات الأمريكية للأمن في آسيا، بالرغم من تصميمها على البقاء خارج أي تحالف. قوة طرد مركزي قد يقول البعض إن قوة عظمى هرمة يتم سحبها مرة أخرى إلى الشرق الأوسط، بعد ما يقرب من 15 عاماً من محاولتها الخروج منه. مع ذلك، إن هذه الأزمة ليست مستنزفة تماماً كما كانت الحال مع الحربين في أفغانستان والعراق.
إن صياغة بايدن أفضل: هذه بالفعل نقطة انعطاف ستختبر ما إذا كانت أمريكا قادرة على التكيف مع عالم أكثر تعقيداً وتهديداً. لا يزال أمامها الكثير لتقدمه، خصوصاً إذا عملت مع حلفائها لتعزيز الأمن وإبقاء التجارة مفتوحة.
ولا تزال قيمها، مهما كان إدراكها غير مثالي، تجتذب الناس من مختلف أنحاء العالم على نحو لا تجتذبه الشيوعية الصينية. إذا نجح بايدن في إدارة الأزمة بشأن غزة، فسيكون ذلك أمراً جيداً لأمريكا والشرق الأوسط والعالم، ختمت إيكونوميست.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الشرق الأوسط قوة عظمى
إقرأ أيضاً:
“تنتهك مبدأ الصين الواحدة”.. الصين تدين المساعدات العسكرية الأمريكية
”
الثورة نت/..
أعربت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، عن استيائها من المساعدات العسكرية الأمريكية المستمرة لتايوان وقدمت احتجاجا صارما لواشنطن.
وأكدت أن تلك المساعدات تنتهك بشكل خطير مبدأ “الصين الواحدة” وسيادتها ومصالحها الأمنية.
ونشرت وزارة الخارجية الصينية بيانا لها، فجر اليوم الأحد، قالت فيها: “وافقت الولايات المتحدة مرة أخرى على مساعدات عسكرية ومبيعات الأسلحة لمنطقة تايوان الصينية. وهذا ينتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، وخاصة بيان 17 أغسطس 1982”.
وتابعت الخارجية الصينية في بيانها أن هذا الأمر “يشكل انتهاكا صارخا لالتزام قادة الولايات المتحدة بعدم دعم استقلال تايوان، ويرسل إشارة خاطئة للغاية إلى القوى الانفصالية الساعية إلى استقلال تايوان. وتدين الصين بشدة هذا القرار وتعارضه بشدة، وتقدمت باحتجاجات جدية على الفور إلى الولايات المتحدة”.
ولفت البيان الصيني إلى أن قضية تايوان تؤثر على المصالح الأساسية للصين واصفة إياها بأنها “الخط الأحمر” في العلاقات الصينية الأمريكية الذي لا يمكن تجاوزه.
وكان البيت الأبيض قد أعلن، أول أمس الجمعة، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق على تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 571 مليون دولار، حيث طلب بايدن من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، تسهيل إرسال مواد وخدمات عسكرية لدعم تايوان.
وكانت وزارة الدفاع التايوانية قد أعلنت وصول أول شحنة من دبابات “أبرامز” أمريكية الصنع، حيث تسلمت الجزيرة 38 دبابة، وذلك لأول مرة منذ 30 عاما، حيث لم تتسلم تايبيه دبابات جديدة من واشنطن منذ عام 1994.
ويشار إلى أن العلاقات الرسمية بين الحكومة المركزية الصينية وجزيرة تايوان انقطعت، في العام 1949، بعد أن انتقلت قوات الكومنتانغ بقيادة تشيانغ كاي شيك، التي هُزمت في الحرب الأهلية مع الحزب الشيوعي الصيني، إلى تايوان.
في وقت تعتبر الصين الجزيرة ذات الحكم الذاتي جزءا لا يتجزأ من أراضيها متوعدة باستعادتها بالقوة إن لزم الأمر، كما أن بكين نرفض أي اتصالات رسمية للدول الأجنبية مع تايبيه، وتعتبر السيادة الصينية على الجزيرة أمرًا لا جدال فيه.