صدر حديثًا عن بيت الحكمة للثقافة أحدث إصدارات "أفق" مشروع النشر الفكري والنقدي: "خطاب الذات في السيرة النسائية الذاتية"، للدكتورة نعيمة عاشور.


يطرح الكتاب توجهًا نموذجيًّا لتحليل خطاب الذات في السيرة الذاتية النسائية في ضوء مقاربة نورمان فيركلوف ويندرج نموذجه الذي أطلق عليه "المقاربة الجدلية العلائقية"، ضمن "مقاربات التحليل النقدي للخطاب"، الذي طبّق فيه فكرة "الجدلية"، التي تقوم على تفسير العلاقات بين مكونات الخطاب تفسيرًا جدليًّا، مؤكدًا كيفية الترابط فيما بينها ترابطًا علائقيًّا، من حيث كونه نصًّا، وممارسة خطابية (تفاعلية)، وممارسة اجتماعية، وكان الهدف الرئيس من وراء هذه المنهجية هو توضيح كيف أن التغييرات في استخدام اللغة تعكس التغييرات الاجتماعية والتي ترتبط بعلاقات القوة والهيمنة/السلطة في المجتمع، ولا بد من الكشف عنها تمهيدًا لمقاومتها، وإحداثًا لتوعية البشر بالتأثيرات المتبادلة بين اللغة والبنى الاجتماعية، وتم رصد ذلك بالتفاعل بين ثمانية أعمال سير ذاتية نسائية لخطاب الذات.

 


وتتساءل الكاتبة: في ضوء ما يتسم به خطاب الذات في السيرة النسائية من سمات عامة: هل يمكن تناول خطاب الذات في السيرة النسائية دراسة جدلية علائقية؟ وبعبارة أخرى: ما مدى ملاءمة مقاربة فيركلوف للخطاب لمقاربة خطاب الذات في السيرة النسائية؟ وإن كان ملائمًا بشكل عام، فهل تتلاءم كل إجراءاته المنهجية التي تميل إلى دراسة خطابات ذات طابع اجتماعي مع تحليل نص إبداعي كالسيرة الذاتية؟

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بيت الحكمة للثقافة

إقرأ أيضاً:

بيت الحكمة ينظم ندوة دولية عن السوسيولوجيا العربية وأحوالها بمشاركة كبار منظريها

فبراير 1, 2025آخر تحديث: فبراير 1, 2025

حامد شهاب

باحث إعلامي

بقيم بيت الحكمة – قسم الدراسات الاجتماعية، يوم الإثنين الثالث من شباط /فبراير 2025، الندوة العلمية الدولية الموسومة ( السيسيولوجيا العربية وأحوالها ).

وتركز الندوة على أحوال السيسيولوجيا في العصر الراهن، وكيف يكون بإمكان علماء ومفكري السيسيولوجيا العربية نقل تجربتهم الخاصة بهم للأجيال وللمجتمعات العربية، وكيف يتعاملون مع ظواهرها الاجتماعية في دولهم ومجتمعاتهم للنهوض بها ، والمشاركة في تصحيح مسارات السلوك الاجتماعي العربي في ظل المتغيرات السريعة التي تشهدها دولنا العربية والتناغم مع طروحات منظري السيسيولوجيا الغربية للاستفادة مما يطرحونه من وجهات نظر في هذا المجال.

يترأس الجلسة يوم الإثنين الأستاذ الدكتور عدنان ياسين مصطفى من جامعة بغداد وستكون مقررة الجلسة العلمية الاستاذ المساعد الدكتور خديجة حسن جاسم ..وتقام الندوة بحضور كل من:

أ. د .محمد بامية أستاذ السيسيولوجيا بجامعة بتسبورغ ، الولايات المتحدة وعنوان بحثه سيكون: (تحديات السيسيولوجيا العربية في ظل المتغيرات الاجتماعية والحراك في المنطقة). ا.د .الطاهر سعود أستاذ السوسيولوجيا جامعة سطيف 2 ، الجزائر بعنوان : (تاملات في راهن السوسيولوجيا في العلم العربي). أ.د. منير السعيداني أستاذ السوسيولوجيا ، تونس ، رئيس تحرير دورية” عمران” وعنوان بحثه : (التغير الاجتماعي والتحول السوسيولوجي..تونس في سياقها العربي). أ. د حسن إحجيج رئيس المركز الاكاديمي للدراسات الاجتماعية، الرباط، المغرب وعنوان بحثه : (أزمة البحث الاجتماعي في سياق سيادة المجلات ودور النشر المفترسة).

ومن المعروف أنه ظهرت على صعيد مفكري السوسيولوجيا حاليا مجموعة من التساؤلات للنهوض بواقع السوسيولوجيا العربية ودارت أسئلتهم بشأنها من خلال التساؤلات التالية :

هل هناك قصورٍ في نتاجات المثقف العربي الفكرية إلى الحد الذي دفعه إلى تبني الطروحات الوافدة من الخارج، أم أن الانفتاح بشكلٍ كبير على التنظير الغربي هو لمجرد المقارنة مع المجتمعات العربية، أم شعور الناتج العربي بالنقص تجاه الناتج الغربي بحيث لا يمكن مجاراته.

هل حقيقةً أن السوسيولوجيا العربية قد تكاملت كعلم إلى الحد الذي بات من الممكن أن نطلق عليها (سوسيولوجيا)، أم أنها فعلاً في أزمة  ولا بد من إعادة النظر في شأنها.

ويرى منظرو السوسيولوجيا العربية إن السوسيولوجيا العربية تعيش في ضبابيةٍ قد جعلتها مجهولة المعالم ومغيبةً الحدود، وذلك كنتيجةٍ حتمية لعدم اعتراف المتعاملين والمنشغلين في البحث العلمي العربي السوسيولوجي بما يقدمونه أو ينتجونه، وعدم اعترافهم ذلك ناجم عن الشعور بالنقص تجاه السوسيولوجيا الغربية التي شغلت أركان الأكاديميات العربية في مواد علم الاجتماع.

ومن الأسئلة التي تجيب عليها الندوة ايضا : لماذا انصرف طالب علم الاجتماع العربي بتلقي السوسيولوجيا الغربية بكل مفاهيمها وأركانها وتنظيراتها؟ هل هناك قصورٍ في نتاجات المثقف العربي الفكرية إلى الحد الذي دفعه إلى تبني الطروحات الوافدة من الخارج، أم أن الانفتاح بشكلٍ كبير على التنظير الغربي هو لمجرد المقارنة مع المجتمعات العربية، أم شعور الناتج العربي بالنقص تجاه الناتج الغربي بحيث لا يمكن مجاراته.

وهم يرون إن جامعاتنا العربية اليوم وفي أقسام علم الاجتماع تمتلئ بموادٍ تعتمد في طبيعتها وملامحها على المجتمعات الغربية، في حين لم نلحظ إلا إشارات بسيطة لما يدور في أركان المجتمعات العربية.

ويتوصل علماء السوسيولوجيا العربية في طروحاتهم الى حقيقة إن علم الاجتماع العربي في ازمةٍ تنظيرية حقيقية، فلماذا لا ينظر وينشأ عالم الاجتماع العربي نظريات تملأ الأفق مثلما يروج لذلك عالم الاجتماع الغربي.. فالمتتبع لأدبيات علم الاجتماع يجد أن الناتج التنظيري الغربي أكثر غزارة من الناتج العربي، أو أكثر شمولاً وسعةً وانتشاراً. فما سبب ذلك؟ هل هو الإمكانيات بكل أشكالها، أم جرأة المثقف الغربي على إيصال تنظيراته للعالم أجمع، أم اتباع الموضوعية والحيادية دون الركون إلى المغالاة والانحياز.

وهم يرون أن المثقف العربي يختلف عن الغربي في هذا المجال في مسالةٍ ذات جذورٍ معقدة، فالمثقف الغربي ينظر إلى المسألة بموضوعية ولحساب مصلحة المجموع، دون الأخذ في الحسبان مصلحةٍ فردية واحدة، وفي الجهة المقابلة نجد أن عدم تقدم السوسيولوجيا العربية وبقائها في موضع المستقبل فقط، هو ناشئ من الداخل العربي. فاليوم نقرأ لكثير من علماء الاجتماع العرب افكارٍ تنظيرية لها ثقلٍ كبير في المجتمع العربي، ولكن المشكلة لا يتم تبني هذه الأفكار من قبل الآخرين العاملين في هذا الحقل، لغاياتٍ ليس لها علاقةٍ بالموضوعية وحيادية العلم، فتغييب الآخر ناشئ في المحيط العربي أولا، فلا يعترف العديد من المبدعين في هذا العلم بنتاجات غيرهم من العرب، وبالمقابل لا يعير هؤلاء أيضا أية أهمية لنتاجات غيرهم، في حين أن استقبالهم لطروحات الغرب يكون منقطع النظير وعلى أشده.

 

ملامح السوسيولوجيا العربية

يؤكد منظرو السوسيولوجيا العربية أن العقل العربي لا يستهان به وقد شهدت له ميادين علمية كثيرة في النبوغ والرجاحة، فمن غير الممكن أن نعتمد في جامعاتنا وبشكلٍ كلي على ما طرحه علماء الغرب في علم الاجتماع، دون الاستعانة بكل فكرٍ سوسيولوجيٍ عربيٍ، حتى أن أغلب نظريات الغرب بعيدةً كل البعد عن مجتمعاتنا، والتي قد لا تنفعها بشيءٍ إلا لمجرد المقارنة، فمسألة صراع الذوات في السوسيولوجيا العربية هي التي وقفت حائلاً في عدم وضوح علم الاجتماع العربي وتكامله.

وهم يرون أن التكامل يتم بترابط الأفكار معاً دون الانفراط، حيث إن كل فكرةٍ سوسيولوجية عربية ممكن أن تكملها فكرة عربية أخرى، وبذلك نستطيع بناء مرتكزاتٍ أساسية نحو علم اجتماع عربي، حيث إن الصراع يجب أن يكون في طرح الأفكار لا في تهميش الطاقات ونبذها.

ويضف هؤلاء أن مشكلة السوسيولوجيا العربية هي أن المشتغلين في وضع أدبياتها يكادون يعملون كلاً على حدةٍ دون اتكاء كلاً منهم على الآخر لبناء أسس هذا العلم بشكلٍ صحيح، والسبب في ذلك جوهري وواضح وهو الأنا المتجبرة- نوعا ما- والتي تحاول إلغاء كل الآراء الأخرى والاحتفاظ برأيها فقط.

فالمشكلة من وجهة نظرهم تنبع من عندنا، فلا ينبغي نحن أن نرتفع بشأن السوسيولوجيا العربية إلا من خلال اعتماد تنظيرات علمائها بشكلٍ كبير ومحاولة تطبيقها قدر الإمكان والتنافس بها مع نظريات الغرب التي تكاد أن تملأ كل مناهج علم الاجتماع اليوم.

وللنهوض بواقع السوسيولوجيا العربية فلا بد من تحديد حدوده الضائعة، والعمل وبشكلٍ جدي على تنسيق أفكارنا بحيث تكمل كل فكرة الفكرة الأخرى، مع دعم وتحفيز تنظيرات علماء الاجتماع العرب، وتبني كل أفكارهم التي من الممكن أن تعود بالنفع على مجتمعاتنا التي هي بحاجةٍ لذلك، مع إقرار الموضوعية الحقة التي تبعد الانحياز والتعصب الأعمى، والارتفاع بشأن العلم وتطوره بعد مدة السبات التي يمر بها.

ختاما يأمل بيت الحكمة  ، وهو البيت العراقي الجامع للملتقيات العربية الستراتيجية في كل توجهاتها وتنوع أفكارها للنهوض بالمجتمع العربي ، يرى في تلك الندوة العلمية الدولية المهمة مدخلا لكي يشارك أساتذة ومنظرو السيوسيولوجيا العربية كل من موقعهم لردم تلك الهوة بين أنماط وسلوك تفكير مجتماعتنا  للمحافظة على الحد الأدنى من وحدة توجهاتها وما يضع لها من سبل الدعم للعمل العربي المشترك لدعم نهوض مجتمعاتنا نحو الأفضل.

 

مقالات مشابهة

  • مجمع الملك فهد يستعرض أحدث إصدارات وتقنيات طباعة المصحف الشريف بمعرض الكتاب
  • بيت الحكمة ينظم ندوة دولية عن السوسيولوجيا العربية وأحوالها بمشاركة كبار منظريها
  • السيرة النبوية ودور الإملاءات السياسية والمذهبية.. قراءة في كتاب
  • وفد من المكتبة الوطنية الفرنسية يزور «بيت الحكمة»
  • وزيرة التخطيط تنافش المنهجية الجديدة لإعداد خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنفاق الاستثماري
  • الشهيد إدريس وأداؤه القائم على الحكمة
  • اختتام برنامجي المسابقات العلمية المنهجية والملتقى العلمي للمرحلة الثانوية بمأرب.
  • بدلاً من تجريح الذات واللوم المتبادل
  • ننشر السيرة الذاتية لنائب رئيس جامعة عين شمس لشئون الدراسات العليا والبحوث الجديد
  • مصر.. رئيس الحكومة يوضح سبب توقف الصفقات الكبرى بعد رأس الحكمة