تتطرق أصوات وخاصة في المناسبات التي يتفجر فيها الصراع لإسرائيلي الفلسطيني بعنف إلى تشبيه الفلسطينيين بالهنود الحمر، سكان أمريكا الأصليين، في معرض التأكيد أو النفي أو لمآرب أخرى.
إقرأ المزيدصحيفة "ميدل إيست مونيتور"، كانت تناولت في 9 أغسطس عام 2022 هذه المسألة من جانب معنوي.
الصحيفة استشهدت في هذا السياق بإعلان أحد المشاركين بمؤتمر للفلسطينيين عقد في ذلك الوقت في إسطنبول، بنهاية مداخلة قصيرة، ولكن "نارية" قائلا: "نحن لسنا الهنود الحمر".
ميدل إيست مونيتور لفتت إلى أن هذه الإشارة قديمة نسبيا، وهي تنسب إلى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، الذي قال خلال مقابلة صحفية في مكتبه في رام الله، أثناء محاصرة الجيش الإسرائيلي له: "إسرائيل فشلت في القضاء علينا.. نحن لسنا الهنود الحمر".
قبل أن يدخل الجيش الإسرائيلي إلى الضفة الغربية مجددا ويحاصر عرفات في مكتبه برام الله عام 2002، تطرق الصحفي تشارلز شيفر في مقالة نشرت في صحيفة "The HarvardCrimson" في أكتوبر 2001، إلى وجود مقاربة وصفها بأنها "أكثر ملاءمة وأقل افتراضية عن علاقة أمريكا بالعرب (الفلسطينيين) وعلاقة هذا البلد بالأمريكيين الأصليين منذ أكثر من قرن من الزمن".
يوضح الكاتب مقصده بالقول إن المعنى الأساس، أن المجموعتين تم تشريدهما "تم إبعاد الأمريكيين الأصليين بشكل متكرر وقسري من الأرض التي كانت وطنا لهم لعدة قرون. في الشرق الأوسط، يشعر العديد من العرب أنهم أجبروا على الخروج لإفساح المجال أمام إسرائيل. من دون إزاحة الأمريكيين الأصليين، ما كانت الولايات المتحدة لتكون أقوى دولة في العالم (250 مليون شخص لا يستطيعون الحفاظ على حياتهم عن طريق صيد جواميس البيزون). وعلى الرغم من أنه يبدو من المعقول إقامة دولة يهودية كملاذ آمن بعد فظائع الحرب العالمية الثانية، من منظور أمريكي أصلي أو عربي، تم التشكيك في عدالة عمليات الاستيلاء على تلك الأراضي".
وفي معرض مقارنة بين الهنود الحمر والعرب من حيث التعدد والاختلاف، يلفت إلى أنه لا يزال يسمع من البعض من زملائه "المتعلمين" صرخات تنادي بضرورة "تحويل الشرق الأوسط إلى موقف سيارات عملاق واحد"!
الكاتب يستعرض بطريقة عكسية قضية الهنود الحمر في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن "بعض القبائل أبرمت معاهدات؛ فيما حاولت قبائل أخرى شن الغارات، أو الدخول في معارك مفتوحة، إلى أن تم القضاء عليها، لكن أي مقاومة أبديت كانت عقيمة، لم يتم كبح توسيع حدودنا أو إبطائه إلى أن وصلت إلى المحيط الهادئ".
عن الجانب العربي او الفلسطيني، تجعل الصحيفة من أسامة بن لادن مثلا، وتقول إن شخصا مثله ربما يرى أن "الإبادة الجماعية والمأساوية في حرب كبيرة قد تكون أفضل من مستقبل يكون العرب فيه محاصرين في زاوية صغيرة منعزلة في الصحراء، لا يصاحبهم فيها إلا الفقر المدقع وإدمان الكحول والكازينوهات، ويُدرسون لطلاب الصف الثالث باسم (الفلسطينيين الأصليين)".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحرب على غزة قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
مختار نوح: الإخوان كانت تسعى لتسليم الأردن إلى إسرائيل
أكد مختار نوح، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان خططت لتكرار سيناريو التنازل عن سيناء، في الأردن؛ بهدف تسليمها لإسرائيل كـ"حل بديل لقضية الضفة الغربية"، موضحًا أن ما قامت به الجماعة؛ يتجاوز الأنشطة الإرهابية إلى كونه جزءًا من مخطط إقليمي واسع مدعوم من أطراف دولية.
وقال نوح، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة "المحور"، إن ما حدث في الأردن لم يقتصر على تصنيع المتفجرات أو تشكيل خلايا مسلحة؛ بل كان مؤامرة متكاملة تستهدف زعزعة الدولة لخدمة جهات خارجية، على غرار ما جرى في مصر إبان حكم جماعة الإخوان، حين وافق الرئيس الأسبق محمد مرسي– بحسب نوح– على خطة تهجير مقابل 7 مليارات دولار، في إطار مشروع إقليمي تم الإعداد له بتنسيق إسرائيلي أمريكي.
وأشار إلى أن التعاون الوثيق بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأخيرة كان له دور محوري في كشف تلك المخططات وقطع الطريق عليها.
وأشاد بالخطوات التي تتخذها المملكة الأردنية لمواجهة الفكر المتطرف وأجندات التهجير، معتبرًا إياها ضرورية لحماية كيان الدولة.
وأضاف أن تنظيم الإخوان سعى إلى خلق حالة من الفتنة الداخلية في الأردن، على غرار ما حدث في سوريا، وذلك من خلال نشاطات تستهدف تفكيك الدولة من الداخل دون اللجوء إلى حرب مباشرة.
وأوضح أن تحركات الجماعة كانت تتركز بشكل خاص بين الفلسطينيين داخل الأردن، مما ضاعف من خطورتها على الوحدة الوطنية.
وشدد على أن جماعة الإخوان لا تعترف بالحدود الجغرافية، وأن التنظيم الدولي للجماعة يوحّد تحركاته في مختلف الدول؛ لتنفيذ أجندة موحدة تحت شعارات متعددة، متسائلًا: "هل ما زال هناك من يشكك في أهدافهم الحقيقية؟".