طرح قرار مجلس النواب الليبي بقطع النفط وطرد سفراء الدول الغربية المؤيدة للعدوان على غزة تساؤلات عن جدية الخطوة وقدرة البرلمان على منع تصدير النفط الليبي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وطرد سفراءهم فعليا. 

وطالب البرلمان الليبي سفراء الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بمغادرة ليبيا فورا، كما دعا الحكومة المكلفة بوقف تصدير النفط والغاز للدول المساندة للاحتلال، وذلك ردا على ما تقوم به قوات الاحتلال في قطاع غزة من قتل وتشريد.

 

وأدان المجلس ما تقوم به حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا بدعمها للكيـان الصهيـوني في جرائمه على قطاع عزة، داعيا الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى عقد جلسة طارئة. 



خطوة مماثلة
في سياق متصل، طالب المجلس الأعلى للدولة خلال جلسة استثنائية بقطع العلاقات مع الدول الداعمة للعدوان الإسرائيلي على غزة وإيقاف تصدير الغاز والنفط لها، ومقاطعة منتجاتها وتعليق التعامل مع سفراء هذه الدول حتى تتوقف الحرب هناك. 

ولم يصدر أي تعليق على هذه الخطوات من قبل المجلس الرئاسي أو الحكومة الليبية برئاسة الدبيبة سواء تأييدا أو رفضا كونها المؤسسات المناط بها اعتماد السفراء الأجانب وحمايتهم. 

فما تداعيات هذه الخطوة من قبل مجلس النواب الليبي؟ وهل يتم تنفيذ تهديداته فعلا أم محاولة لكسب تعاطف الشارع الليبي عبر أزمة غزة؟ 

خطوات جريئة
من جهتها قالت عضو مجلس النواب الليبي، ربيعة بوراس إن "قرار البرلمان يعبر عن إرادة الليبين الحقيقية في وقف نزيف الدم الحاصل على الأراضي الفلسطينية بدون وجه حق، إسرائيل وحماس على قيد الحياة والفلسطينيون يموتون كل يوم بسبب الحرب والدمار والقهر والاحتلال والاستيطان الخانق الذي عانوا منه منذ سنوات عديدة". 

وأكدت في تصريحات لـ"عربي21"، أن "أعضاء المجلس يحاولون مساعدة الشعب الفلسطيني من خلال اتخاذهم خطوات جريئة وحاسمة لتحقيق السلام والعدالة لشعب فلسطين فوق أرضهم، ولن ولم تتوقف خطوات مجلس النواب عند دعوة الحكومة فقط لاتخاذ إجراءات وقرارات حاسمة تجاه داعمي العدوان على الشعب الفلسطيني". 

وتابعت، "إضافة لهذا القرار قمنا أيضا بحملة واسعة شملت سفارات دولة فرنسا وجمهورية إيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة من خلال وضع ملصقات على سفارات هذه الدول تدين العدوان الغاشم على غزة وتطالب هذه الدول بالعدول عن مواقفها اللا إنسانية تجاه الشعب الفلسطيني"، وفق كلامها. 



مزايدات وفشل
في حين رأى الكاتب والمحلل السياسي الليبي المقيم في الولايات المتحدة، محمد بويصير، أن "بيان المجلس مجرد مزايدة وكلمات جوفاء وهو جسم لا وزن له ولن يستطيع تنفيذ كلمة مما ذكرها بيانه الإنشائي، وكان من الأجدى لهم أن يلتفتوا للفظائع التي ترتكب في الشرق الليبي أولا ثم بعد ذلك ينظرون في قضية فلسطين". 

وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "أين هم مما يفعله حفتر في برقة من قمع فاق ما فعله الاحتلال الإيطالي، فأعضاء البرلمان يهربون من واجبهم لحماية الشعب من هذا القمع إلى كلام إنشائي فى قضية لا يؤثرون فيها ولا وزن لهم فيها، والبرلمان يحتاج أن يقوم بدوره فى حماية الناس من القمع حتى نتحدث عن شعبيته"، وفق قوله. 

موقف تاريخي
لكن الخبير الليبي في العلاقات الدولية، أسامة كعبار رأى من جانبه أن "ما صدر عن مجلس النواب هو موقف للتاريخ، ويشهد لهم أمام الشعب الليبي وشعوب المنطقة، ولا نملك إلا أن نكون متفائلين من صدق موقفهم، فلا مجال للتخوين أو التصادم في وقت نحن بأمس الحاجة إلى التآزر والتضامن في خندق واحد ضد طغيان هذا الكيان المغتصب للأرض والأرواح".

وأشار إلى أن "الموقف يستحق الثناء محليا ودوليا، أما بخصوص الإجراءات العملية الفعلية والتنفيذية فيجب أن تتخذها جهات متعددة منها الحكومة والمجلس الرئاسي"، بحسب تصريحه لـ"عربي21". 



ورقة النفط
وقال الصحفي من الشرق الليبي، محمد الصريط لـ"عربي21" إن "التهديد بغلق النفط ومنع تصديره لبعض الدول هو تهديد لا يتجاوز قاعة البرلمان كون ليبيا دولة تعتمد في اقتصادها على النفط بنسبة 95 بالمئة وهذا في حد ذاته ضعف وليس موقف قوة". 

ورأى أن "قطاع  النفط الليبي وما عاناه من اضطرابات خلال السنوات الماضية إلا أنه في هذه المرحلة يشهد استقرارا، لذلك وعلى هذا الأساس أعتقد أن ما صدر عن البرلمان هو فقط تلويح واستثمار سياسي داخلي لأزمة غزة، ومسألة النفط كورقة ضغط فإسرائيل نفسها تمكنت من تجاوزها قبل أكثر من 45 عاما بل إن الأنظمة العربية النفطية أصبحت تعتمد على النفط لتحقيق الرخاء فما بالك بليبيا التي تمر بسلسلة أزمات عميقة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية النفط غزة ليبيا العدوان ليبيا النفط غزة العدوان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

أبودبوس: نفاد مشغلات غسيل الكلى يهدد حياة 6 آلاف مريض في ليبيا

ليبيا – أبودبوس: وضع مرضى الكلى يزداد سوءًا ونفاد الأدوية يهدد حياة الآلاف

???? مخازن الإمداد الطبي فارغة منذ فبراير.. و6 آلاف مريض بلا مستلزمات غسيل الكلى ⚠️
قال رئيس المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء محمود أبودبوس إن وضع مرضى الكلى في ليبيا يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مؤكدًا نفاد الأدوية ومشغلات الغسيل من مخازن الإمداد الطبي، مما يُنذر بكارثة صحية وشيكة.

وأوضح أبودبوس في تصريح لقناة “ليبيا الأحرار” أن تقرير إدارة المخازن بوزارة الصحة أشار إلى نفاد المخزون في أكثر من 20 مخزنًا منذ فبراير الماضي، في ظل قرب نفاد البقية، ما يهدد حياة قرابة 6 آلاف مريض كلى يرتادون 90 وحدة ومركز غسيل في عموم البلاد.

???? تحذير من تضارب المصالح بسبب تغطية تكاليف السفر من شركات التوريد ✈️
وطالب أبودبوس وكيل عام وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية بـ منع موظفي الوزارة من السفر على حساب شركات توريد أجهزة غسيل الكلى، محذرًا من أن ذلك يهدد نزاهة قرارات الاستيراد ويُعد بابًا لتضارب المصالح.

واعتبر أن السماح بهذه التغطية قد يؤثر على مصداقية الإجراءات المتعلقة بشراء الأجهزة الطبية، داعيًا وزارة الصحة إلى تحمل مسؤولياتها في تمويل سفر الموظفين والإشراف على أدائهم لضمان استقلالية قراراتهم وحماية المال العام.

مقالات مشابهة

  • ترتيب الدول العربية حسب نسبة «النساء» في البرلمان. ماذا عن ليبيا؟
  • مصر تترأس برلمان الاتحاد من أجل المتوسط.. ما هي أهمية هذه الخطوة؟
  • محلل اقتصادي: انخفاض أسعار النفط يمثل خطرًا كبيرًا على الاقتصاد الليبي
  • خبير: اختيار أبو العينين لرئاسة برلمان الاتحاد من أجل المتوسط جاء في توقيته الصحيح ويدعم مصر
  • رئيس سابق للاستخبارات البريطانية: بوتين يهدد أوروبا ولندن بحاجة للاستعداد للحرب
  • خبير اقتصادي: انخفاض أسعار النفط يهدد الاقتصاد الليبي بأزمة حادة في 2025
  • أبودبوس: نفاد مشغلات غسيل الكلى يهدد حياة 6 آلاف مريض في ليبيا
  • الأمم المتحدة: الذكاء الاصطناعي يهدد 40% من الوظائف ويزيد الفجوة بين الدول
  • الجهيمي يحذّر: مستقبل الدينار الليبي غير مطمئن والإصلاح الاقتصادي يحتاج «حكومة شبه دكتاتورية»
  •  بالتفصيل.. آثار الرسوم الأمريكية على الاقتصاد الليبي