الجيش السوداني أصبح أكثر استعداداً للحرب البرية وكنس المليشيا في أي لحظة يقرر ذلك
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
حينما وقع الجيش على اتفاق جدة في مايو الماضي كانت المليشيا تنتشر وتحاصر القائد العام للجيش في القيادة العامة وتهدد بإسقاط القيادة وكل معسكرات الجيش في الخرطوم والسيطرة بشكل كامل. وفي ذلك الوقت لم يكن الاستنفار قد بدأ. بعد ذلك انسحب الجيش من التفاوض واستمر في استنزاف المليشيا.
يعود الجيش إلى التفاوض اليوم وقد تبخرت أحلام المليشيا بهزيمة الجيش والسيطرة على الخرطوم.
كما شهدت المليشيا عمليات انسحاب وخروج جماعي وانشقاقات وحروب بين مكوناتها. بالإضافة إلى فقدانها للدعم السياسي حتى من مجتمعات عرب دارفور، حيث ظهرت مؤخراً أصوات تتبرأ من المليشيا وتصفها بالمتمردة وتدينها. أما في ولايات الوسط والشمال والشرق فقد خسرت المليشيا أي دعم أو تعاطف شعبي ووصلت مرحلة اليأس في هذا الصدد. عكس بداية أيام الحرب حيث كان هناك أمل لدى المليشيا بكسب تأييد البعض باسم الثورة والديمقراطية ومحاربة النظام السابق. دعاية المليشيا حول حرب المؤتمر الوطني التي بدأت بها الحرب فقدت مفعولها وانتهت.
الجيش اليوم يتفاوض مع مليشيا مجرمة تحتل الأحياء السكنية والبيوت في العاصمة الخرطوم وتعيث فساداً حيثما وجدت في العاصمة أو في الولايات. بل وصل الأمر إلى بنائب رئيس مجلس السيادة بوصفها بالاحتلال الاستيطاني. فكرة أن هناك احتلال استيطاني تمارسه المليشيا في الخرطوم فكرة رائجة وتدعمها شواهد وادلة. وهي كانت في بداية الحرب مجرد تخمين. هذا بالإضافة إلى الجرائم والإدنات المحلية والدولية.
أيضاً لا ننسى أنه في بداية الحرب كان هناك تنازع في الشرعية في ظل غياب رئيس مجلس السيادة خلف أسوار القيادة (أو داخل البدروم كما صورته دعاية المليشيا) إلى الحد الذي أغرى سفهاء قحت بتقديم نفسهم كممثل شرعي للشعب السوداني بالتآمر مع كينيا وإثيوبيا؛ كلنا نتذكر وقاحة كل من أبي أحمد ووليام روتو وهما يتكلمان عن غياب الحكومة في السودان، وكذلك لا ننسى المطرود وكلامه في هذا الإطار. كل ذلك ذهب مع الرياح وتبدد. تم طرد فولكر وخرج البرهان وزار معظم دول الإقليم وذهب إلى نيويورك ممثلاً للسودان ووضع حداً للكثير من الأوهام. كما تم حل المليشيا بمرسوم دستوري وإلغاء قانونها.
عسكرياً استمر الجيش خلال هذه الفترة في تخريج دفعات جديدة من ضباط الصف المحترفين والآلاف من المستنفرين مع استنزاف المليشيا، وأصبح أكثر استعداداً للحرب البرية وكنس المليشيا في أي لحظة يقرر ذلك. فهذه ورقة لم يستخدمها الجيش حتى الآن. يدخل الجيش التفاوض دون أن يكون قد استهلك كل خياراته العسكرية.
لكل ما تقدم، ليس هناك ما يبرر أو ما يدعو لتقديم أي شكل من أشكال التنازل للمليشيا. موقف الجيش اليوم أفضل بما لا يقارن بموقفه في آخر جولة تفاوض والكفة اليوم في صالح الجيش دون شك رغم انتشار المليشيا في العاصمة الذي لم يعد له معنى يذكر بدليل محاولاتها المستميته لتحقيق انتصار في دارفور. الطبيعي أن تكون المحصلة من التفاوض تعكس موازين القوى العسكرية والسياسية على الأرض، اتجاه المعركة العسكرية ان استمرت الحرب واضح رغم فرفرة المليشيا.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الملیشیا فی
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: حكومة نتنياهو قررت عدم الالتزام باتفاق غزة منذ لحظة توقيعه
تناول الإعلام الإسرائيلي إمكانية العودة للقتال مجددا في غزة، وتحدث محللون وصحفيون عن عملية واسعة، وقالوا إن مواصلة الحرب تمثل مصلحة للحكومة التي تأمل في احتلال القطاع واستيطانه بشكل دائم.
فقد أكد مراسل الشؤون السياسية في قناة "كان"، ميخائيل شيمش، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يخطط للتصديق هذا الأسبوع على خطط لعودة الحرب بشكل أوسع في قطاع غزة"
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: نتنياهو لا يمكنه مخالفة ترامب وإسرائيل تعيش تدنيا تاريخياlist 2 of 2واشنطن بوست: قضية خليل تهديد لحقوق التعبير الدستوريةend of listوقال شيمش إن الساعات الحالية "حرجة ومصيرية، لأن استعدادات العودة إلى الحرب تتزامن مع مفاوضات جديدة لإطلاق سراح الأسرى، وكلا الأمرين مرتبط بالآخر".
أما وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك، فقالت صراحة إن المجلس المصغر قرر بالإجماع عدم مواصلة اتفاق وقف إطلاق النار منذ لحظة الموافقة عليه.
ووفقا لستروك، فإن إسرائيل "أوجدت بديلا لإلحاق الهزيمة بحماس وطردها تماما من غزة، وهذا هو الإطار الذي تتحرك فيه الحكومة".
كما قال القنصل السابق في نيويورك، آسي شريب، إن إسرائيل الحكومة "لا تريد إنهاء الحرب على نحو يعود بالأمور لما كانت عليه يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وأضاف أن حماس المقاومة الإسلامية (حماس) "لن تقبل بإعادة كل الأسرى مرة واحدة، مما يعني أننا ربما نكون إزاء عملية عسكرية قد لا تكون طويلة لكنها ستكون كبيرة".
إعلان
إسرائيل غير مهتمة بالأسرى
وبالمثل، قال آلون بن ديفيد -محلل الشؤون العسكرية في القناة 13- إن هناك عملية عسكرية بدون شك، مضيفا "لكننا نأمل أن تكون بعد استعادة الأسرى وليس قبل ذلك".
كما أكد ليلور أكرمان -وهو ضابط سابق كبير في الشاباك– أن إسرائيل "لو كانت معنية باستعادة الأسرى لقبلت بصفقة الجميع مقابل الجميع وإنهاء الحرب منذ البداية"، وأنها "لا تريد ذلك لاعتبارات نعرفها جميعا وهناك من يتحدث عنها علنا في الحكومة كوزير المالية بتسلئيل سموتريتش".
وأفاد ليلور بأن الأسرى وخصوصا الأموات منهم "ليسوا مهمين بالنسبة لإسرائيل، لأن المهم هو العودة للقتال واحتلال القطاع والبقاء، وربما إعادة بناء مستوطنات فيه لو استطعنا ذلك".
وأخيرا، قال مراسل الشؤون السياسية في قناة "آي 24 نيوز"، غاي عزرائيلي، إن هناك حالة تأهب في إسرائيل بعد انقضاء المهلة التي حددها أنصار الله (الحوثيون) لفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى غزة.
وأكد عزرائيلي أن إسرائيل "مستعدة للرد عسكريا على أي هجمات وتتوقع أن تتعرض لهجمات مجددا"، وقال "إن الأميركيين متأهبون، ويوسعون نشاطهم في البحر وسيردون على أي هجوم بشكل أعنف مما كان في عهد جو بايدن".