جاء في بيان أنّ "المجلس الأوروبي يبدي عميق قلقه بشأن الوضع الإنساني المتدهور في غزة ويدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل متواصل وسريع وآمن وبلا عوائق، لتصل إلى جميع من يحتاجون إليها عبر كل الوسائل الضرورية بما فيها الممرات الإنسانية والهدنات للحاجات الإنسانية".

اعلان

دعا قادة دول الاتحاد الأوروبي الخميس إلى فتح "ممرات إنسانية" وتطبيق "هدنات" تتيح إدخال مساعدات إلى قطاع غزة الذي واصل الجيش الإسرائيلي دكّه بصواريخ وقذائف وقنابل، في اعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته فصائل فلسطينية قبل ثلاثة أسابيع.

توازياً، نشرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الخميس تقريراً تفصيلياً بأسماء أكثر من سبعة آلاف فلسطيني، من "ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، غداة تشكيك الرئيس الأمريكي جو بايدن بالحصيلة المعلنة من جانبها.

من جانبها أعلنت حركة حماس أن القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، أدّى إلى مقتل "نحو 50" رهينة من الذين أسرتهم في هجومها على إسرائيل.

وكان الجيش الإسرائيلي نفّذ ليل الأربعاء-الخميس عملية توغل استخدم فيها دبابات في قطاع غزة، قبل أن ينسحب، في إطار عمليات تحضيرية لهجوم بري، رغم التحذيرات الدولية.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الخميس أن 7028 شخصاً قتلوا بينهم 2913 طفلاً في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وتردّ إسرائيل بقصف مركّز وعنيف للقطاع، بعد الهجوم الأعنف في تاريخها والذي تسلّل خلاله المئات من مقاتلي الفصائل الفصائل الفلسطينية إلى غلاف غزة، وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي قضوا في اليوم الأول من الهجوم. وتحتجز الفصائل الفلسطينية 224 شخصاً بينهم أجانب اقتادتهم معها بعد الهجوم، حسب آخر رقم نشره الجيش الإسرائيلي الخميس.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّه أبلغ "عائلات 224 رهينة" باحتجاز أفراد منها في غزة، موضحاً أن هذا الرقم غير نهائي.

ومساء الخميس، حذّر أهالي الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، من أنّ صبرهم نفد، مطالبين الحكومة باستقبالهم فوراً.

ويواصل الجيش حشد 360 ألفاً من جنود الاحتياط خصوصاً على حدود قطاع غزة والحدود الشمالية مع لبنان، ويستمر في قصفه المركز على مناطق عدة في القطاع البالغة مساحته 362 كيلومتراً مربعاً والخاضع منذ بدء الحرب لـ"حصار مطبق" يحرم سكّانه الـ2,4 مليون نسمة من المياه والطعام والكهرباء.

عندما تعجز الكلمات.. صور لمعاناة أهل غزة تحت القصف الإسرائيليشاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لهجمات استهدفت قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية"حرب انتقامية"

وصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الخميس القصف الإسرائيلي على غزة بأنه "حرب انتقامية"، داعياً إلى وقف النار. وأكد المالكي من لاهاي التي يزورها أن حلّ الدولتين "أكثر أهمية من أي وقت مضى".

في موسكو، أعلنت الخارجية الروسية أن ممثلين لحماس وإيران الداعمة لها موجودون في روسيا لإجراء محادثات للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا "وجود ممثلين لهذه الحركة الفلسطينية في موسكو"، قائلة إن نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري موجود أيضاً هناك.

ولم تقدّم تفاصيل بشأن المحادثات أو مضمونها، لكنّ مصدراً دبلوماسياً روسياً قال إنّ موسكو أكدت لوفد حركة حماس ضرورة "الإفراج الفوري عن الرهائن الأجانب في قطاع غزة"، وتطرقت إلى "مسائل مرتبطة بإجلاء الرعايا الروس والأجانب الآخرين من القطاع الفلسطيني".

من جهته، بحث نائب الوزير الإيراني علي باقري مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف في "التصعيد غير المسبوق للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني"، حسب الخارجية الروسية.

في قطاع غزة، تعرضت مناطق عدة للقصف الخميس، وانتُشلت فتاة ظلت محاصرة تحت الأنقاض قرابة 35 ساعة ونُقلت إلى مستشفى في خان يونس جنوبي القطاع.

وتصاعد الدخان فوق شمال القطاع بعد غارة جوية إسرائيلية رُصِدت من بلدة سديروت الإسرائيلية الحدودية. في المقابل، انطلقت من قطاع غزة دفعة صواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية عدة بينها تل أبيب.

ويحذّر الجيش الإسرائيلي منذ 15 تشرين الأول/أكتوبر سكان شمال قطاع غزة بوجوب إخلاء المنطقة والتوجه جنوباً، فيما نزح ما لا يقل عن 1,4 مليون فلسطيني من منازلهم في غزة منذ بداية الحرب، حسب الأمم المتحدة.

لكنّ الضربات تطال أيضاً جنوب القطاع حيث يتجمع مئات آلاف المدنيين. وقالت أستاذة لغة إنجليزية لجأت إلى منزل شقيقها في مخيم دير البلح في وسط القطاع: "نجوت من خمس حروب ومليون تصعيد، لكن مع هذه الحرب، يتهيّأ لي أنّ كلّ ما أفعله هو انتظار دوري كي أموت".

اعلانشاهد: الأقمار الصناعية تكشف الدمار الكارثي الذي ألحقه القصف الإسرائيلي بمدن غزةمنهم من أذاع خبر وفاة أسرته.. هكذا يعاني الصحافيون الفلسطينيين في غزةمستشفيات مغلقة

وقالت رجمة ساق الله التي عادت مع ابنتها من منطقة خان يونس، التي نزحت إليها في وقت سابق إلى مدينة غزة بعدما قتل زوجها وثلاثة من أولادها في قصف إسرائيلي في الجنوب: "لا يوجد مكان آمن.. حيثما نذهب سنموت".

وحذّرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز أيضاً من أن "لا مكان آمناً في غزة".

وأكدت في بيان أن "الإنذارات المسبقة" التي وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان من أجل إخلاء مناطق في شمال القطاع يستهدفها "لا تحدث أي فارق".

ودخلت غزة بضع عشرات من الشاحنات المحملة بمساعدات إنسانية منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول، عبر معبر رفح مع مصر. ولا تزال هناك حاجة إلى ما لا يقل عن مئة شاحنة يومياً، وفق الأمم المتحدة.

وتدعو الأمم المتحدة إلى إدخال عاجل للوقود لتشغيل المولّدات الكهربائية في المستشفيات التي يتدفق اليها آلاف الجرحى، ولضخ المياه وتنقيتها، وتشغيل شاحناتها، لكنّ إسرائيل ترفض قائلة إنّ ذلك سيفيد حماس، وتردد واشنطن المقولة نفسها: "إنّ وقف النار في هذه المرحلة لن يفيد سوى حماس".

اعلان

واقترح البيت الأبيض بدلاً من ذلك "هدنات إنسانية محدودة" لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وهو موقف تبناه قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في بروكسل مساء الخميس.

ودعا قادة دول الاتحاد إلى "ممرات إنسانية وهدنات" تتيح إدخال مساعدات إلى القطاع.

وجاء في بيان أنّ "المجلس الأوروبي يبدي عميق قلقه بشأن الوضع الإنساني المتدهور في غزة ويدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل متواصل وسريع وآمن وبلا عوائق، لتصل إلى جميع من يحتاجون إليها عبر كل الوسائل الضرورية بما فيها الممرات الإنسانية والهدنات للحاجات الإنسانية".

وأشار البيان إلى أنّ القادة الأوروبيين "سيعملون في شكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين، وتوفير المساعدة وتسهيل الوصول إلى الغذاء والمياه والرعاية الصحّية والوقود والإيواء".

وأبدى القادة الأوروبيون في بيانهم الصادر بعد خمس ساعات من المداولات والمتضمن 19 بنداً، ترحيبهم بمقترح إسباني لعقد "مؤتمر دولي للسلام قريبا" للبحث في حل الدولتين.

اعلان

وهناك مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي على خلفية هذه الحرب. ويتصاعد التوتر في الضفة الغربية المحتلة حيث قُتل أكثر من مئة فلسطيني في أعمال عنف منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، وكذلك على حدود إسرائيل مع لبنان، حيث تجري مناوشات يومية بين القوات الإسرائيلية وحزب الله اللبناني.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: عربات أطفال فارغة أمام برج إيفل للمطالبة بالإفراج عن رهائن إسرائيل في غزة شاهد: نازحون من غزة يتلقون مساعدات غذائية في مخيم خان يونس ضغوط على زعيم حزب العمال البريطاني بعد رفضه الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة حركة حماس الاتحاد الأوروبي إسرائيل طوفان الأقصى غزة فلسطين اعلانالاكثر قراءةمباشر. تغطية مستمرة| حصيلة قتلى غزة تتجاوز الـ7000 وكتائب القسام تتحدث عن مقتل نحو 50 رهينة مقتل ابن وابنة وزوجة الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح في قصف طال منزله في غزة قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى "ممرات وهدنات" لإدخال مساعدات إلى غزة (بيان) مسؤولون من حماس وايران في موسكو الخميس لاجراء محادثات (الخارجية الروسية) شاهد: ضخم، لكن في قمة الإتقان والجمال ... اكتشاف ثور مجنّح عمره 2700 عام في العراق اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next شاهد: نازحون من غزة يتلقون مساعدات غذائية في مخيم خان يونس يعرض الآن Next واشنطن تعلن عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا وتتهم موسكو بإعدام جنود روس يعرض الآن Next ضغوط على زعيم حزب العمال البريطاني بعد رفضه الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة يعرض الآن Next روسيا تقول إنها أحبطت مخططا أوكرانيا جديدا ضد جنودها يعرض الآن Next شاهد: حماس تنشر فيديو لما تقول إنه شبكة أنفاقها في غزة

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم غزة إسرائيل حركة حماس فلسطين جرائم حرب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف إسبانيا روسيا فرنسا قطاع غزة Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار غزة إسرائيل حركة حماس فلسطين جرائم حرب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: حركة حماس الاتحاد الأوروبي إسرائيل طوفان الأقصى غزة فلسطين غزة إسرائيل حركة حماس فلسطين جرائم حرب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف إسبانيا روسيا فرنسا قطاع غزة غزة إسرائيل حركة حماس فلسطين جرائم حرب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الاتحاد الأوروبی القصف الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی الأمم المتحدة یعرض الآن Next تشرین الأول فی قطاع غزة حرکة حماس خان یونس فی غزة

إقرأ أيضاً:

صفقة على حدِّ السّيف!

هي صفقة لا كالصفقات!! إذ يَندُر في التاريخ أن تضطر قوة إقليمية كبرى مدعومة بقوى عالمية كبرى، للموافقة صاغرة على شروط عدوها، الذي تراه (ويراه العالم وفق الحسابات المادية) ضعيفًا منهكًا مدمَرًا جائعًا محاصَرًا، لا يؤبه له في الحسابات الإقليمية والدولية.

فقد كان يُفترض أن يحتل الجيش الإسرائيلي قطاعَ غزة في بضعة أيام؛ كيف لا، وقد سبق له احتلال القطاع وهو تحت حكم أقوى دولة عربية في يوم أو يومين سنة 1956، ثم في سنة 1967.

ولكن في حين طوّر الكيان الإسرائيلي إمكاناته أضعافًا مضاعفة، بينما بقي القطاع محاصرًا مخذولًا 17 عامًا. ورغم أن الكيان استخدم كل وسائل البطش والدمار والمجازر، لكن "الفتى" الغزّاوي وقف كالمارد 471 يومًا من المقاومة الأسطورية المذهلة التي ترعاها حاضنة شعبية مضحية صابرة محتسبة، استنزفت الجيش الإسرائيلي وأنهكته، وجعلت حكومته ترضخ لصفقة كريمة فرضتها المقاومة.

صفقة قلقة وهدنة هشة

أما وقد بلع الاحتلال السكِّين، ووافق على إنفاذ المرحلة الأولى التي تتضمن إطلاق سراح 1.904 أسرى من سجون الاحتلال، بينهم 296 محكومًا بالمؤبد، والانسحاب من معظم قطاع غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم، وفتح المعابر وإدخال 600 شاحنة يوميًا، و60 ألف كرافان و200 ألف خيمة، وبدء حملة الإعمار، فيما حماس محتفظة بسلاحها وسيطرتها، وذلك مقابل ما لا يزيد عن إطلاق 33 من أسراه لدى المقاومة.. فإنّ حالة الحسرة والمرارة والشعور بالفشل قد سادت في أوساطه السياسية والعسكرية والأمنية والشعبية.

إعلان

ولكنها كانت صفقة "المضطر" ليس فقط لأن ترامب ضغط باتجاه الموافقة عليها، ولكن لأن حالة الاستنزاف والغرق في المستنقع الغزّاوي كان لا أفق لنهايتها، وكان التدخل الأميركي مخرجًا يحفظ ماء وجه الاحتلال، ويُنقذه من غرور وعُنجهية قيادته التي تعيش حالة إنكار وهروب من الواقع، بما قد يؤدي إلى مزيد من الانهيارات والانحدار في المشروع الصهيوني، بحيث أوصت الجهات الأمنية والعسكرية وقوى المعارضة بالصفقة والوصول لحل سياسي، مدعومة بغالبية في أوساط المجتمع الاستيطاني الصهيوني وفق استطلاعات الرأي.

ولذلك، فما زال الاتفاق "هشًا"؛ لأن قوى أساسية في الحكومة الحالية ما تزال غير مستوعبة للدرس، وترفض النزول عن الشجرة، وترى ضرورة استئناف الحرب، فلعل وعسى أن تجد فرصة في هزيمة المقاومة، وترى أنّ فرض غزة لشروطها ليس فقط مؤشرًا على بدء العد العكسي للمشروع الصهيوني، وإنما هو أيضًا مؤشر على سقوط أيديولوجيتها ونهاية حياتها السياسية.

وتتضح هشاشة الاتفاق من متابعة نتنياهو تصريحاته المهددةَ بسحق حماس ومنعها من السيطرة على غزة، حتى بعد إنفاذ الاتفاق في مرحلته الأولى، وفي تعهده الشفوي لسموتريتش، زعيم الصهيونية الدينية ووزير المالية في حكومته، بأن تعود "إسرائيل" للحرب لتدمير حماس، حتى لا ينسحب الأخير من الحكومة، فيفقد التحالف الحاكم أغلبيته في الكنيست، وتسقط الحكومة.

ويدل انسحاب بن غفير وحزبه (العَظَمة اليهودية) من الحكومة، ووصفه للاتفاق بأنه كارثي واستسلام لحماس، على حالة القهر والغضب التي تنتاب اليمين الدّيني المتطرف.

ورغم الشعور العام بالفشل في تحقيق الأهداف، فإن غالبية الإسرائيليين وفق استطلاعات الرأي هي مع إنفاذ الصفقة، ونحو 60% يؤيدون استمرار المفاوضات وتنفيذ المرحلة الثانية منها، وهناك 61% لا يُصدّقون وعود نتنياهو بإنهاء حكم حماس في قطاع غزة.

إعلان حماس وتحديات ما بعد الطوفان

انتصرت حماس وقوى المقاومة في صراع الإرادات، وأفشلت كافة أهداف الاحتلال في سحق حماس واستسلامها، وفي احتلال القطاع، وفي تحرير أسراه، وفي تقرير مستقبل قطاع غزة، وفي تأمين مستوطنات غلاف غزة.

كما أفشلت خطط التهجير وخطط الجنرالات في تفريغ شمال القطاع، وخطط الاستيطان اليهودي في القطاع. وحصلت حماس على صفقة مُشرِّفة لتبادل الأسرى، وعقدت اتفاقًا يؤسس لإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

هذا، بالإضافة إلى إسقاط المقاومة للنظرية الأمنية الإسرائيلية، وفكرة الملاذ الآمن لليهود الصهاينة في فلسطين، وإعادة قضية فلسطين لتكون في صدارة القضايا العالمية، وإسقاط السردية الإسرائيلية، وصعود السردية الفلسطينية، وتحوُّل الكيان الإسرائيلي إلى كيان منبوذ، وتعطيل برامج التطبيع، وحالة الإلهام للأمة وللإنسانية بإمكانية هزيمة المشروع الصهيوني.

وما زالت حماس تتمتع بشعبية غير مسبوقة لدى الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وفشلت كافة جرائم العدو ومجازره في فصل الحاضنة الشعبية عنها، ونجحت حماس في تجنيد الآلاف من المقاتلين في كتائب القسام، كما نجحت في الاستمرار بالإمساك بزمام الأمور في قطاع غزة دونما منافس.

في المقابل، ما تزال حماس، تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع فترة ما بعد إنفاذ المرحلة الأولى من الاتفاق.

ويبرز أوّل التحديات في ترتيبات اليوم التالي لإدارة قطاع غزة، فثمة إصرار من سلطة رام الله على التفرّد بإدارة القطاع، وبالتالي تبرز مخاطر الدخول في مواجهات مع حماس وقوى المقاومة إذا سعت إلى إنفاذ التزاماتها تجاه الاحتلال بمنع المقاومة ونزع أسلحتها، ويترافق ذلك مع رفضها أي انتخابات حرة نزيهة، لأنها تعلم مسبقًا أن النتائج محسومة لصالح حماس وقوى المقاومة.

ويتوافق هذا مع رغبات إسرائيلية عارمة، ورغبات أميركية غربية، ورغبات من دول عربية في منع حماس من حكم غزة، أو المشاركة في حكمها بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك رغم اعتراف الجميع بعجزهم على فرض إرادتهم على حماس طوال الـ 18 عامًا الماضية.

إعلان

ومع أنّ حماس ليس لديها مشكلة في الوصول إلى توافق وطني على إدارة غزة، دون ضرورة أن تكون هي في واجهة القيادة، إلا أنّ هذه الأطراف تسعى لنزع أسلحة المقاومة ولتهميش حماس سياسيًا، والتخلص من كوادرها ومؤيديها في البنى المؤسسية الرسمية في القطاع، وهو ما يعني أنها تسعى لتحقيق ما فشل الاحتلال في تحقيقه في كل حروبه وطوال سنوات حصاره.

وسيسعى الاحتلال والولايات المتحدة والحلفاء الإقليميون، بدعم من سلطة رام الله لممارسة الضغوط والابتزاز على حماس وقوى المقاومة من خلال متابعة الحصار، ومن خلال ملف الإعمار، حيث الحاجة الماسّة لأهل القطاع في إدخال احتياجاتهم الضرورية ومستلزمات إعادة الإعمار بعد تدمير أو تضرر نحو 90% من البيوت والبنى التحتية.

ويكفي أن نضع في ذهننا أنّ تكاليف إعادة الإعمار تزيد عن 80 مليار دولار أميركي وفق دراسات وتقديرات عالمية، وأن مجرد إزالة الأنقاض يحتاج أكثر من مليون و300 ألف شاحنة، أي يحتاج نحو عشر سنوات إذا ما استخدمنا 200 شاحنة تقوم كل واحدة بتعبئة حمولتها مرتين يوميًا!

ومن ناحية أخرى، فإن الاحتلال الإسرائيلي، قد يسعى مدعومًا بالولايات المتحدة؛ في إيجاد البيئة نفسها التي أدت إلى تفجير معركة طوفان الأقصى، من خلال تفعيل برنامجه في تهويد المسجد الأقصى والقدس والضفة الغربية، مع تصاعد الحديث عن أن ترامب الذي لا يأبه لاتفاق أوسلو ولا حلّ الدولتين، قد يوفر الغطاء لضم مناطق (ج) في الضفة الغربية، وهي تزيد عن 60% من مساحتها. بل إن السلطة الفلسطينية نفسها مهدَّدة وفق تصور اليمين الديني الصهيوني بالتفكك إلى عدة "كانتونات" تدير التجمعات السكانية الفلسطينية وتضبطها أمنيًا تحت إشراف إسرائيلي.

كما أنّ محور المقاومة لن يكون في كامل قدراته التي دعم من خلالها قطاع غزة خلال طوفان الأقصى، خصوصًا بعد تحييد المقاومة في لبنان من متابعة دورها المهم والمؤثر.

إعلان

وكذلك، فإن حماس وقوى المقاومة نفسها قدمت آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى، وفقدت الكثير من قياداتها السياسية والعسكرية والتنظيمية؛ وهي تحتاج وقتًا لإعادة ترتيب صفوفها وملء المواقع القيادية، ومواساة عائلات شهدائها وجرحاها وتلبية احتياجاتهم، وترميم قدراتها العسكرية والمادية في بيئات قاسية تسعى لقطع الطريق عليها.

كما أن حماس وقوى المقاومة تحتاج للقيام بمراجعات موضوعية ومعمقة للتجربة، للاستفادة من ذلك في انطلاقة جديدة وتطوير العمل وتحديد الاتجاهات المستقبلية.

خلاصة

هذا يعني أننا أمام حالة قلقة وهدنة هشة، يمكن أن تتدحرج إلى استئناف العدوان على غزة؛ غير أنّ المزاج العام يدعم مسار وقف الحرب وإنفاذ المراحل التالية من الاتفاق، وأن الغصَّة والمرارة لدى الجانب الإسرائيلي يقابلهما اعتراف ضمني وموضوعي بأنه لا طائل من متابعة الحرب مع غزة، وأنه لا أفق للانتصار على حماس.

وبحسب قناة i24 العبرية فإن "غزة هي حماس والجمهور معها.. ولن يكون هناك سحر "ترامبي" قادر على تغيير الوضع" (17/1/2025).

ولذلك، فربما تميل المرحلة القادمة إلى وضع مزيد من الضغوط وأدوات الابتزاز والحصار لتخفيض سقف منجزات حماس والمقاومة في المرحلتين: الثانية والثالثة، وفي السعي لنزع سلاحها، ومحاولة تهميشها وابتزازها، وفصلها عن الحاضنة الشعبية.

وكل ذلك يستدعي الاستعداد لاحتمالات الحرب والعدوان، وتقوية الصف الداخلي وتعزيزه، والالتصاق أكثر بالحاضنة الشعبية وهمومها، وتقديم مبادرات منفتحة لتحقيق أكبر قدر من الوحدة الوطنية، والتَّحلي بالكثير من الصبر والحكمة والحزم لتوجيه البوصلة الوطنية نحو إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، والسعي لإنهاء الاحتلال وتحرير الأرض والمقدّسات.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

إعلان

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: مصر لعبت دورا محوريا في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • الاتحاد الأوروبي يدعو روبيو إلى اجتماع
  • إدخال 130 شاحنة مساعدات إنسانية متنوعة إلى قطاع غزة
  • عاجل:- تحرك شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية نحو قطاع غزة عبر معبري العوجة وكرم أبو سالم
  • صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي مع انتشال جثث الشهداء من تحت الأنقاض
  • “الناتو ” يدعو إلى تكثيف التعاون مع الاتحاد الأوروبي
  • «الناتو» يدعو إلى تكثيف التعاون مع الاتحاد الأوروبي
  • بدء فتح ممرات بين الركام لوصول السكان إلى منازلهم في قطاع غزة
  • «الدقيق» يصل إلى القطاع.. غزة تتلقى دفعات جديدة من المساعدات الإنسانية
  • صفقة على حدِّ السّيف!